في رحلتنا الأخيرة لمدينة كراكوف البولونية زرنا مدينة
اوشفينجم التي يقع فيها احد المعسكرات الرئيسية
للاعتقال والقتل والحرق الذي نفّذه الجيش الألماني
النازي أثناء الحرب العالمية الثانية ضد الشعب اليهودي
والذي يعتبر كواحد من اكثر معسكرات الهولوكوست ذات
السمعة السيئة لما يشاهده الإنسان من أهوال آثار تلك
المآسي مع أرشفة كاملة للأحداث التي حصلت في تلك
الفترة..
وعندما يربط الإنسان تلك المجازر التي وقعت للشعب اليهودي في الهولوكوست مع
مجازر شعبنا الآرامي في أعوام ١٩١٤ وما بعدها والمسماة الإبادة الجماعية
"السيفو" التي نفذتها الدولة العثمانية التركية بمشاركة الأكراد والتي ذهب
ضحيتها مئات الآلاف من الشهداء، نجدها متشابهة والهدف منها الإبادة العرقية
او القومية أو الدينية وكلها تصب في منحى واحد وهو القضاء على فئة من البشر.
ولكن ما يلفت النظر اليه هو أن ما
تعرض له اليهود قد تم تدوينه وتصويره والكتابة عنه بإسهاب إعتمادا على كل
ملموس او منظور.
أما مجازر السيفو ضد الشعب الآرامي فلم يكتب عنها إلا القليل جدا ولم يتم
توثيق أي مكان ليبقى أثرا للأجيال القادمة ولم يحفظ منه سوى ما تداوله
الذين بقوا أحياء شفهيا.
لذلك نجد الهولوكوست يعرفها العالم كله أما السيفو بقي محلياً ويذكره
ويتذكره أفراد المجموعة القومية من أحفاد شهداء المجازر.
فهل نستطيع إيصال صوتنا نحن أيضا للعالم أجمع.
التنظيم الآرامي الديمقراطي