عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
الدكتور علي أبو عسّاف  

الآراميّون

"تاريخا و لغة وفنا"

الدكتور علي أبو عسّاف


المقدمة

لم يشكل الآراميون دولة موحدة واحدة قوية، كخصومهم الاشوريين، بل كانت لهم كأسلافهم الكنعانيين/الآموريين أمارات ومشيخات وممالك كثيرة في بلاد الشام.

وقد ناصبهم الآشوريون العداء طيلة ثلاثة قرون.

وما انفكوا يهاجمون مدنهم وقراهم حتى أخضعوها، وحولوها إلى ولايات يديرها ولاة آشوريون.

لذا فأننا نستقي معظم أخبارهم من حوليات الملوك الآشوريين، وقدتهم العسكريين، وولاتهم الاداريين.

ولم يكتب في تاريخ الآراميين، إلاّ قلة قليلة من الباحثين، لأن جميع مادته غير يسير.

 فضلاً عن أنها غير وفيرة كمواد تاريخ البابليين والآشوريين، كما لم يصلنا مما كتبه الآراميون في تاريخهم إلاّ بضعة نصوص تتحدث عن سيرة بعض الملوك.

ولم نعثر في عواصم الممالك الآرامية التي طالتها أيدي المنقبين، على دور محفوظات، ووثائق كالتي عثر عليها في مدن البابليين والآشوريين.

وقد جمع الباحثون المستشرقون أخبار الآراميين من الكتابات والوثائق الآشورية، وكتاب العهد القديم، وأضافوها إلى الوثائق الآرامية. ثم كتبوا تاريخهم.

وأبرز من كتب في هذا المجال: "شيفر" و "كريلنك" و "روزنتال" و "ديبون سومر"[1].

والحق يقال ان الابحاث في اللغة الآرامية، هي أضعاف الأبحاث في التاريخ الآرامي، الذي يجب ان يعاد النظر فيه بين الحين والآخر، مادامت التنقيبات الأثرية جارية في بلاد الشام، وتقدم مادة جديدة تسهم في توضيح جوانب منه.

وأحدتُ كتاب في تاريخ الآراميين، هو متاب الانسة "هيلين صادر"[2] الصادر عام 1984 باللغة الفرنسية، كما ان آخر كتاب جمع النصوص الآرامية كان قد صدر عام 1964[3].

ومنذ ذلك الحين ظهرت وثائق جديدة اشورية وآرامية. أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الكتابات الآرامية من "ديرعلا"[4]، ونصب الملك "هدد يسعي" من رأس العين[5]

في شمال سورية ونصوص آرامية وآشورية من موقع "أرسلان طاش" (=خداتوالآرامية). وتلقي هذه الوثائق وغيرها، أضواء جديدة على التاريخ الآرامي، وتحتم علينا صياغته من جديد.

وقد التزمت في كتابة تاريخ الآراميين قاعدة تقسيه إلى قسمين: أولهما عصر الهجرات، وثانيهما عصر الممالك.

(يتبع)

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها