أسباب " خلط" الهوية الآرامية بالتسمية الأثورية في مقدمة
اللمعة
الشهية القسم الرابع
لقد اوردت سابقا بعض الأخطاء التاريخية و الجغرافية و في تاريخ
اللغة الآرامية قي مقدمة اللمعة الشهية . لقد أثر المطران داود على
المفكرين السريان الذين عاصروه و خاصة الرعيل الأول من
القوميين السريان في بداية القرن العشرين لأنهم نقلوا " مفاهيم"
المطران داود بدون التحقق بصحتها.
لا يزال بعض السريان اليوم يرددون طروحات المطران داود
الخاطئة و يعتبرونها " صحيحة" لأنها تسمح لهم بالإدعاء بهوية
أشورية بالرغم من زيفها و تقسيمها للأمة السريانية الآرامية
.
سابعا - من هم السريان في مفهوم المطران داود ؟
أ - من يتعمق في دراسة مقدمة اللمعة
الشهية يلاحظ ان المطران
داود كان يعتقد ان التسمية السريانية كانت أقدم من
التسمية الآرامية .فهو يذكر في بداية المقدمة صفحة ٧:
"
اعلم ان اللغة السريانية كانت يوما لغة امة عظيمة ساكنة في قسم
كبير من أرض آسيا ... وكانت هذه البلاد كلها يقال لها عند اليهود
أرام لأن أرام بن سام هو الذي تبوأها و عمرها بنسله ... و لذلك
فاللغة السريانية لا تسمى في العهد القديم الا ارامية
".
التسمية السريانية هنا هي مرادفة للتسمية الآرامية بشكل واضح
بالرغم من ترديده ان اليهود يسمون هذه اليلاد " أرام" فإنه من
واجبنا
ان نصحح معلوماته : اجدادنا الآراميون هم الذين أطلقوا تسمية
بلاد " آرام" على مواطنهم . بعض الكتابات الآرامية هي اقدم من
تدوين آسفار التوراة ( القرن السادس قبل الميلاد) قد ذكرت حرفيا
بلاد آرام فهنالك نقش ذكير ملك حماة الآرامي و يعود الى اواخر
القرن التاسع قبل الميلاد حيث ورد " برهدد بر حزائيل ملك آرام"
راجع هذا الرابط
http://www.formerthings.com/king_hamath.htm
كما
وردت تسمية " كل آرام" في نصوص سفيرة المشهورة و التي
تعود الى أواسط القرن الثامن قبل الميلاد
.
ب - لقد ذكر المطران داود صفحة ٢٣
"
"و
اما في الازمان القديمة السابقة للنصرانية فكل خبير بالتواريخ
يعلم ان اول الممالك في الدنيا قامت لدى السريان اي في بابل و
نينوى
و ان السريان الشرقيين و لا سيما اهل بابل هم
اول الامم الذين اشتغلوا بالعلوم ... و استنبطوا صناعة الكتابة
النفيسة كما سنرى...".
في النص الاول السريان هم الآراميون و لكن من خلال هذا النص
نرى ان المطران داود قد ادخل ضمن الشعب السرياني الآرامي
شعوبا عديدة مثل الاكاديين و الأشوريين و هذه الشعوب قد انقرضت
و ذابت ضمن الآراميين
.
لقد
إنتشرت القبائل الآرامية في العراق القديم ولذلك عرف ببلاد
الآراميين .
راجع بحثي "إنتشار القبائل الآرامية في العراق القديم
"
على الرابط
http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=129&t=2449
لذلك
نحن نرى استخدام تعبير " السريان المشارقة" هنا لهو تاريخي
لا غبار عليه اما ترديده " اول الممالك في الدنيا قامت لدى السريان
اي في بابل و نينوى" فنحن لا نوافق لأن السريان الآراميين هم
شعب مغاير عن الشعوب الاكادية و الأشورية.
من الواضح ان المطران داود ينقل لنا بعض المفاهيم الخاطئة
التي كانت تعتمد المصادر اليونانية غير الموثوقة
:
*-
قبل احتلال الإسكندر لشرقنا الحبيب كانت المصادر اليونانية
تطلق
على الشرق تارة
ASSYRIA
وطورا
.SYRIA
*- بعض
المصادر اليونانية و اللاتينية كانت تستخدم تعبير
SYRIAN
لتقصد به الشعب الأشوري القديم
.
*-
الشعب الأشوري هو الذي حكم في نينوى و ليس الشعب السرياني
و غير صحيح ان الأشوريين و البابليين هم الذين أسسوا اول الممالك
في العالم:
هذه خبريات اسطورية منقولة من المصادر اليونانية
و نحن نعلم ان شعوبا عديدة مثل السومريين و المصريين كانت لهم
ممالك قبل البابليين ( الاكاديين) و الأشوريين
.
*-
الشعب الكوشي
CASSITE
هم الذين ادخلوا علم الفلك الى
بلاد أكاد و هم شعب هندو اوروبي و انتقل هذا العلم الى الكلدان
الآراميين و اشتهروا به
.
*-
تعود اقدم كتابة الى الشعب السومري و هو ايضا شعب هندو
اوروبي و السريان ليسوا بمستنبطي الكتابة و لا عار
في ذلك
!
ج - السريان في مصر ؟
ذكر المطران داود " و يجدر بنا هنا ان نذكر ما يعلم من التاريخ
اليقين منذ قديم الازمان و هو ان الامة السريانية انتشرت الى
البلاد
البعيدة و استوطنتها و تظاهرت فيها و خلفت فيها آثارا جليلة . فمن
ذلك الجماعة السريانية التي
تبوأت بلاد مصر منذ الازمان القديمة
و تركت هناك آثارا كثيرة سريانية..."
من المؤسف ان المطران داود يدعي ان السريان قد استوطنوا
مصر في تاريخهم القديم و هذا قول غير صحيح لأن الكتابات
الآرامية التي يستشهد بها تعود الى جنود آراميين و يهود يخدمون
في الجيش الفارسي.
د - هل التسمية السريانية هي أقدم من
التسمية الآرامية ؟
كتب المطران داود صفحة ٩:"
فاليونانيون لما سموا الآراميين
سريانا لم يخترعوا هذا الاسم لكن سمعوه من السريان أنفسهم اذ
خالطوهم و عاشروهم " ثم يشرح لنا حول التسمية الآرامية
:
"أما
اسم الارامي فلا يظن ظان أنه لم يكن معروفا عند السريان
و انهم تعلموه من الكتاب المقدس العبراني.
فانه لو سلمنا ما ليس
باكيد و هو ان مترجم العهد القديم الى السريانية انما استعمل لفظة
الارامي بمعنى السرياني لانه وجدها في الاصل العبراني الذي ترجمه
لا يصح ذلك البتة من جهة العهد الجديد فان مترجم أسفار هذا العهد
حيثما وجد فيها لفظة اليوناني بمعنى الصابئ او الغير يهودي عبر
عنها في السريانية بلفظة الارامي... و كذلك في لوقا ٤ : ٢٧ حيث
الاصل اليوناني يسمي نعمان سريانيا سماه المترجم السرياني اراميا"
*-
صحيح ان اسمنا السرياني كان مرادفا لاسمنا الآرامي و لكن
يظهر ان المطران داود كان حائرا لا يعرف ايهما هو الاسم الاقدم.
*-
لما سموا الآراميين سريانا " من الواضح ان الاسم السرياني
هو الدخيل على الاسم الآرامي
.
*-
أما اسم الارامي فلا يظن ظان أنه لم يكن معروفا عند السريان
و انهم تعلموه من الكتاب المقدس العبراني". يبدو هنا الاسم الارامي
هو الدخيل على الاسم السرياني و هذا واضح في كلامه عن نعمان
الآرامي فهو يقول" حيث الاصل اليوناني يسمي نعمان سريانيا سماه
المترجم السرياني اراميا ". هذه الجملة توحي ان نعمان كان سريانيا
و ان الترجمة السريانية قد حولته الى نعمان الآرامي . في الحقيقة
ان نعمان كان قائدا آراميا في مملكة دمشق الآرامية وان الترجمة
السبعينية اليونانية قد ترجمت الاسم الآرامي الى سرياني
!
*-
من جهة العهد الجديد فان مترجم أسفار هذا العهد حيثما وجد فيها
لفظة اليوناني بمعنى الصابئ او الغير يهودي
عبرعنها في السريانية بلفظة الارامي". هذا الرأي بحاجة الى تدقيق
فإنني بحثت في طبعتين
سريانيتين و لم اجد براهين
تثبت رأي المطران داود
.
ه - يستنتج المطران داود صفحة ١٠:" و
من ذلك يتضح بكل التأكيد ان اسم الارامي كان شائعا عند السريان
بقطع النظر عن اللغة العبرانية و عن العهد القديم حتى ان المسيحيين
الأولين جعلوه كناية عن الوثني او الصابئ اي الذي لم يكن يهوديا
"
*-
هذا استنتاج - بكل تأكيد - خاطئ لأن هذه النظرية التي
اطلقها العالم الفرنسي
QUATREMERE
لم يقدم لها أي برهان مقنع
و ان المصادر السريانية العديدة لم تستخدم التسمية الآرامية بمعنى
الوثني كما ان اجدادنا قد حافظوا على اسمهم الآرامي من مار افرام
الى ابن العبري
!
السريان هم في مفهوم المطران داود تارة آراميين و طورا شعوبا
اكادية و أشورية . و سوف نشرح لما خلط المطران
داود الشعب
السرياني الآرامي بالشعوب القديمة التي سكنت العراق القديم
.
ثامنا
- المطران داود و نص رينان الشهير
!
منذ حوالي ١٧ سنة كتبت عدة دراسات نقدية حول مقدمة قاموس
المطران اوجين يعقوب منا. و قد ذكرت ان المطران منا كان قد
نقل نصا من تاريخ اللغات السامية للعالم الفرنسي ارنست رينان
ولكن بدون ان يطلع على كتاب رينان. لقد ذكرت في ابحاثي
السابقة ان المطران اوجين منا قد نقل نص رينان من قاموس باين
سميث و لكن بعد التدقيق في مقدمة اللمعة الشهية وجدت ان المطران
منا قد نقل نص رينان " حرفيا " من مقدمة اللمعة الشهية
.
أ - نص رينان الشهير
ولد
Ernest
Renan
سنة 1823 و قد نال شهرة كبيرة
في فرنسا لأنه كان كاتبا و فيلسوفا و مؤرخا . حصل على شهرة
واسعة بعد كتابه " حياة يسوع"
Vie de Jésus
و لكن شهرته
بين الأوساط السريانية هي لأن المطران داود قد نقل " نصا" من
كتابه تاريخ اللغات السامية . سوف نرى لاحقا ان بعض المفكرين
سوف يستغلون هذا النص و يفسرونه بما يلائم الطروحات السياسية
التي تزيف هويتنا الآرامية التاريخية.
من يريد ان يتعرف أكثر على العالم رينان عليه ان يراجع الرابط
http://en.wikipedia.org/wiki/Ernest_Renan
و يجدر بنا ان نذكر ان نصه المشهور مأخوذ من حاشية من كتابه
تاريخ اللغات السامية الذي كتبه سنة 1855 اي قبل فك رموز
الكتابة المسمارية
.
كتب المطران داود صفحة ١٣
:
ثم
أورد ( اي باين سميث صاحب القاموس السرياني اللاتيني)
ما قاله العالم الفرنساوي رينان ما نصه: أخيرا ام اسم آرام بدل في
زمان الملوك السلوقيين في الشرق باسم سوريا التي ليست الا اختصار
أسوريا ( اعني آثور او اثوريا حسب اللفظ اليوناني ) و هو اسم عام
كان يطلق عند اليونانيين على آسيا الداخلية كلها. لكن مع ذلك لم
يفقد اسم آرام من بلاد الشرق بالكلية بل اختص بالاراميين الذين
لم يعتنقوا الديانة المسيحية كالنبط و اهل مدينة حران. و لهذا
السبب
جعلت لفظة الارامي عند علماء اللغة السريانية مرادفة للفظة الصابئ
او الوثني
..."
*-
ان اسم آرام بدل ... باسم سوريا
نحن في القرن الواحد و العشرين نعلم جيدا ان اسم آرام كان يطلق
على مملكة دمشق الآرامية و ان الترجمة السبعينية في بداية القرن
الثالث قبل الميلاد قد عمدت الى ترجمة بلاد آرام في اللغة العبرية
الى بلاد سوريا في اللغة اليونانية
.
*-
"سوريا
التي ليست الا اختصار أسوريا ( اعني آثور
..("المعادلة
الأولى: الآراميون = السريان هي صحيحة و
لكن هذا
لا يعني ان الآراميين هم آثوريون لأن التسمية السريانية مشتقة
من أسوريا!
*-
إن المصادر السريانية تثبت لنا ان اجدادنا ظلوا محافظين على
إسمهم و هويتهم الآرامية
.
ب - ما هي الخلاصة التي توصل لها
المطران داود من نص رينان ؟
كتب المطران داود
:
"فينتج
من ذلك ان الامة السريانية جمعاء شرقا و غربا كانت
قبل المسيح تدعى عند اهلها ارامية او آثورية كما ورد اسمها دائما
في الكتاب المقدس و ان اسم السريانية لم يكن الا اختصار اثورية
اختصره اليونانيون الذين كثروا في بلاد الارامية بعد الاسكندر ذي
القرنين و قلبوا ثاءه الى السين لسهولة اللفظ . ثم لما اعتنق
الاراميون
الديانة النصرانية اهملوا اسمهم القديم و تسموا باسم السريانيين
تمييزا لهم من الاراميين الوثنيين فلم يكن اسم السرياني اسما للملة
بل للديانة و ناهيك ان الباقين من الآراميين القدمآء في اثور
و
اذربيجان و جبل عبدين الى يومنا هذا لا يتخذون لفظة السرياني
...
للملة بل للديانة فان هذه اللفظة عنهم مرادفة للفظة المسيحي
و النصراني
".
*-
"
ان الامة السريانية جمعاء ... تدعى عند اهلها ارامية او
آثورية
"
هذا
استنتاج خاطئ لأن معلوماتنا الحديثة عن الآراميين تؤكد على
انهم شعب شرقي مغاير للشعب الأشوري القديم. لا يوجد اي مؤرخ
متخصص في تاريخ الشرق القديم يقبل بهذا الاستنتاج السطحي
.
*-
لم يهمل اجدادنا اسمهم الآرامي كما يدعي المطران داود بدون اية
براهين. البرهان الساطع هو القديس مار افرام الذي لم يستخدم
التسمية السريانية في كتاباته بل التسمية الآرامية فقط: عندما
يسمي
برديصان الآرامي فهو لا يعني ان برديصان كان وثنيا (برديصان
كان مسيحيا
(.
*-
المعنى الاول للتسمية السريانية هو الإنتماء الى الشعب السرياني
الآرامي . قد تكون التسمية السريانية مثل التسمية الارمنية و
القبطية
صارت تحمل معنا آخر و هو الإنتماء المسيحي و لكن هذا لا يعني
ان التسمية السريانية التاريخية لا تدل على هوية شعب كما فهمها
بعض رجال الدين المعاصرين
!
*-
أخيرا ان المطران داود قد نقل نظرية العالم الفرنسي
QUATREMERE
استاذ العالم رينان بدون ان يطلع على
كتابه
و بدون ان يتحقق في براهينه. لا يوجد اي نص سرياني يؤكد
نظرية
QUATREMERE
اي ان الآراميين بعد اعتناقهم الديانة
المسيحية تخلوا عن اسمهم الآرامي
!
ج - هل يوجد اسباب دفعت المطران داود
الى تبني هذه المفاهيم الخاطئة ؟
*-
كان المطران داود عالما لغويا و ليس باحثا متخصصا في التاريخ
و بالتالي لم يتحقق من المراجع التي اعتمدها . فهو لم يطلع على
كتابQUATREMERE
وحتى
نص رينان نقله من قاموس سميث
و
ليس من كتاب رينان . البحث التاريخي في ايامه كان في بداية
تقدمه و تطوره و لم يكن يملك المنهجية التي نعرفها اليوم
.
*-
إيمان المطران داود الراسخ بأن أسفار التوراة تتكلم عن حقائق
تاريخية سوف تدفعه الى تصديقها و هذا مما سيدفعه الى تصديق
كل
نظرية لا تتعارض من روايات الوراة . كتب المطران داود
صفحة
١٨ " و اما ارام ابو السريان فهو بعيد عن نوح بجيلين فقط
و
اذا اعتبرنا الجد الثاني الذي منه نشأ الجنس السرياني و هو اشور
او
اثور الذي هو على الخصوص ابو السريان الشرقيين الذين يقال
لهم
الاثوريون و البابليون و الكلدان نراه هو ايضا ابنا لسام
".
*-
لقد تبنى بعض السريان مفاهيم المطران داود و طوروها بما
تخدم طروحاتهم التاريخية المتطرفة لذا يجدر بنا التنويه بان ارتكاب
المطران داود لبعض الاخطاء التاريخية لم يكن مقصودا و طبعا
لم
يكن له خلفيات سياسية.
الخاتمة
أ - ان مقدمة اللمعة الشهية قد كتبت
سنة ١٨٧٨ و تعتمد بالدرجة
الأولى على التوراة
و هي مليئة بالأخطاء التاريخية و رغم ذلك
لا
تزال بعض مفاهيم المطران داود الخاطئة منتشرة بين السريان.
ب - من المؤسف ان الرعيل الاول من
القوميين السريان في
بداية القرن العشرين قد تبنوا مفاهيم المطران داود الخاطئة بدون
ان
يتأكدوا من صحتها فخلطوا بين هويتنا السريانية الآرامية و بين
التسمية الأثورية
.
ج - لقد ذكر احد كبار رجال الدين
السريان ان الشعب السرياني
ينتمي الى الآراميين والأشوريين: هذا قول يعتمد على ما ورد
في
اللمعة الشهية و ليس على مصادرنا السريانية
.
د - أنه لمن الطبيعي ان يرتكب
المطران داود تلك الاخطاء التاريخية
و
لكن ليس من الطبيعي ان يردد السريان المعاصرون تلك الاخطاء
و
لذلك كان بحثي المتواضع مساهمة في تصحيح الاخطاء المتوارثة.
دراسة تاريخية حول مقدمة " اللمعة الشهية" القسم
الأول
الأخطاء التاريخية في مقدمة " اللمعة الشهية" -
القسم الثاني
ضرورة تصحيح الأخطاء التاريخية في " اللمعة
الشهية" القسم الثالث
أسباب
" خلط" الهوية الآرامية بالتسمية الأثورية في مقدمة
اللمعة
الشهية
القسم الرابع
|