عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  
     
http://www.walidphares.com

English

مقالات سابقة

وليد فارس:

بروفِسور في العلوم السياسية

كتاب "التعددية في لبنان"

تأليف د. وليد فارس

   بيروت في 12 كانون الأول 1978


الفصل الأول:

 قبل الفتح العربي

لقد تميزت منطقة الشرق الاوسط تاريخيا بواقعين:

أولاً: كثافة الشعوب التي سكنت المنطقة، و العدد الكبير للحضارات التي أمتها. يمكن القول أن غالبية حضارات العالم القديم قد استوطنت أو على الاقل مرت في هذه البقعة من الارض، فأعطتها طابعا حضاريا راقيا وعميقا.

الشعوب القديمة، أي شعوب العصر الحجري تركت آثارها، و لا سيما في لبنان (النبطية) و العراق و فلسطين (Jerico) ، مشيرة الى خصوبة هذه الأرضي السهلية الواسعة، و استعدادها لتصبح وعاء تغلي فيه الحضارات .هذا الوعاء الجغرافي سمي فيما بعد (بالهلال الخصيب)، لانه يشبه الهلال.

المصريون القدامى، وهم أبناء النيل، قاموا برحلات عديدة في سهول المنطقة، و اصطدموا شمالا بالحثيين الهندوـــــ اوروبيين.

قبائل الفلسطو، اتو بمراكبهم البحرية من سواحل تركيا و جزيرة كريت، و نزلوا شواطىء المنطقة الجنوبية، في مكان يدعى اليوم بغزة.

تعرضت المنطقة الى غزوات كثيرة ( الهكسسوس، شعوب البحار).. في الطور التاريخي القديم، و كانت السواحل اللبنانية ممرا دئما لهذه الاجتياحات، شمالية كانت أم جنوبية.

و لكن جميع هذه الشعوب و المجموعات، لم تسكن (الهلال) و لم تتأصل فيه بل كانت مجرد عابرة سبيل أو محتلة غازية. أما السكان الأصليون، فهم، اذا ارتكزنا على مقياس عرقي أولي، الشعوب السامية، وهي الشعوب التي طبعت المنطقة بطابعها الخاص حتى لم يعد يفرق بين الشرق و السامية، كما لم يفرق بين الغرب و الاوروبية .

الساميون، اذا صدقنا التاريخ الاسطوري، هم أبناء سام، و هم أبناء عم الحاميين أولاد حام، وهم شعوب افريقيا الشمالية الشرقية. أما سام و حام فهما ولدا نوح، و أخوهما يافث هو أب الهندوـــــ أوروبيين. و لكن هذا مجرد تصور ردده أبناء هذه المنطقة ليبينوا تقارب الشعوب ووحدة أصلهم.

اذا كان العرق يجمع الساميين ضمن عائلة واحدة ذات بشرة سمراء، فالديانات القديمة و اللغات والتقاليد و مناطق السكن قد فرقت بين الساميين و جعلتهم شعوبا متعددة.

كانت الشعوب التي تنسب الى مدن قديمة، كشعب( Our ) و لغاش( Lagash)  الخ. والشعوب التي تحولت الى شبه قومية كالآشوريين و البابليين...الى أخره. و لكن العدد الهائل للمجموعات التي سكنت المناطق الممتدة من نهر الفرات شرقا حتى البحر المتوسط غربا لا يسمح بقيام مقياس واضح لهوية السكان أو( المالكين ) الحقيقيين لهذه الأراضي و لو لفترة من التاريخ.لان التنقل المستمر لشعوب الرعاة ( كالعبرانيين مثلا) و انحلال حضارات بكاملها (كما حصل دائما بعد الحروب في منطقة ما بين النهرين) و أخيرا وهو الأهم، الإختلاط المتواصل بين الساميين و الشعوب التي توافدت من جميع أنحاء العالم القديم ( الهند، آسيا الصغرى).. الخ.

كل ذلك لم يعط كما قلنا، هوية واضحة و واحدة ( للهلال) . و لكن التبادل الاقتصادي و شبه التكامل الجغرافي بين سائر أنحاء هذه المنطقة، أوحى الى وجود (وحدة) بين سكان هذه الأراضي، فرضتها الأرض و الطبيعة. و ذهب البعض الى إطلاق اسم سوريا الكبرى على هذه المنطقة. موضوعيا، ظاهرة الهلال وجدت في التاريخ القديم، بل في حقبة منه. ولكن هذه الظاهرة لم تكن استنادا (الى الابحاث العلمية الانتروبولوجية) وحدوية بمعنى أن السكان تحسسوا بمصير واحد و كانت لهم تصورات واحدة، بل بالعكس، لم تحدث حروب في منطقة في العالم القديم كما حصلت عندنا، حتى أنه لم تمر فترة من الزمن إلا و كانت معارك جارية في ناحية من أنحاء المنطقة. و الاغرب من ذلك لجوء بعض الشعوب المتصارعة في الهلال الى شعوب غريبة او بعيدة عنه ( المصريون, الحثيون) ، وذلك ما ينفي نسبيا وجود وعي وحدوي تاريخيا على النمط العصري.

إن ما يمكن قوله في هذا المجال، وبصورة وجيزة، هو أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة فرضت دائرة اقتصادية واحدة على شعوب المنطقة. فكانت اقتصاديات كل اثنية ترتبط بالدائرة الإقتصادية للمنطقة. عندما ينهار اقتصاد مجموعة على أثر حرب، يتأثراقتصاد المجموعة الأخرى، فتقوم حرب ثانية لتبعث الإقتصاد المتأثر. لذلك كانت الحروب تتواصل  في المنطقة بين شعوبها. فالوحدة الجغرافية لم تفرض اتحادا ايجابيا بين المجموعات بل ارتباطا سلبياً نتيجة المواجهات الدموية المدمرة. اما أسباب سلبية هذا الإرتباط، فهوتعدد الديانات الوثنية، التي بعثرت الرؤيا الواحدة لأمور الدنيا. فكل شعب له اله مادي محدد في المكان والزمان ( ثور، شمس... الخ ) و كان هذا الإله عاملا يعزل المجموعة عن ألأخرى بدل أن يقربها.

هذا بالنسبة للمنطقة، أما بالنسبة لنا, فإن ما يهمنا هو الشعوب التي مرت أو سكنت في لبنان طيلة الفترة التي سبقت الفتح العربي للشرق. ومن بين هذه الشعوب نستعرض المجموعات الإثنية التي لعبت دورا في تشكيل الشعب اللبناني القديم، أي الشعب الذي وجد على الأراضي اللبنانية قبل الفتح العربي.

أولا : الأموريون :

هم من الشعوب السامية التي سكنت سوريا ولبنان قديما. مصادر المعلومات عنهم الكتاب المقدس، مراسلات تل العمارنة و صفائح رأس شمرا. قطن هذا الشعب منذ ما قبل الألف الثالث قبل المسيح سوريا غربي الفرات و لبنان. انتشروا فيما بعد في المناطق المحيطة حتى ملأوا جبال لبنان وسهوله.

وقد طبع الأموريون المنطقة بطابع عميق من الناحية الحضارية واللغوية، أهم نتائجها اسم لبنان و أسماء صيدون و فيطرون و حصرون.. الخ

و انتشروا ايضا في سوريا و العراق حتى ايران، وأشهر ملوكهم حمورابي. احدى فصائل الأموريين سميت بالمردة عامة، وبالجراجمة في سوريا.

ثانياً: الآراميون :

هم من العناصر الأساسية في تكوين اللبنانيين عرقيا وحضاريا، و قد سكنوا في مناطق جنوب لبنان (العرقوب، جبل الشيخ, حرمون ). لفظة آرام تعني السفح اللبناني لجبل حرمون، و اللغة الآرامية قريبة بتركيبها من اللغة السريانية كاللاتينية بالنسبة للفرنسية. و يطلق العلماء الغربيون إجمالاعلى شعوب المنطقة القدماء اسم (الآراميون ) ، لأنهم طبعوا المنطقة جذريا في كل نواحي الحياة. فكانت طريقة الحياة الآرامية هي الباب الذي منه يدخل المستشرقون الى فهم و ادراك طرق الحياة الأخرى عند سائر الشعوب: (عبادة، أسلحة)...

ثالثاً: الكنعانيون :

و هم حاميون اثنيا و ساميون حضاريا باللغة و الدين. سكنوا فلسطين ( وكانت لهم صدامات مع العبرانيين حسب الكتب المقدسة) وسواحل لبنان الجنوبية.

رابعاً: الفينيقيون :

هم، حسب نصوص كتب التاريخ المدرسية، الاجداد "الرسميون" للبنانيين... و ينطلق البعض من الفينيقيين لارساء قواعد الامة اللبنانية تاريخياً. و يناقضهم البعض اللآخر مستندا الى اصول الفينيقيين العربية و الجزيرية . نحن نعتقد أنه ليس هنالك مشكلة فينيقية-لبنانية يطرحها الفريقان. الاول يؤكد ان الفينيقيين هم أصل الامة اللبنانية وليسوا "شيئا" آخر، والثاني يرد بأن الفينيقيين وأن كانوا اجداد اللبنانيين هم من اصل عربي!

هنا يجب التوضيح على الشكل التالي :

1- الفينيفيون لم يشكلوا أمة لبنانية حسب مفهوم الأمة الحديثة و ذلك لسببين رئيسيين:

أ- فاذا كان الفينيقيون من عرق واحد (وهذه مسألة للبحث)، ولهم عناصر مشتركة و لغة واحدة، فان ذلك لم يؤدي الى وعي مشترك للبنانيتهم او على الاقل لفينيقيتهم. و الشيء الوحيد الذي ربطهم هو المصلحة التجارية المشتركة. و قد تكون هذه الأخيرة، ربما، عنصرا من عناصر تأليف التصور المشترك للقومية. و لكننا لا نزال بعيدين عن الأمة اللبنانية .

ب - من ناحية ثانية، فقد استقلت كل مدينة فينيقية (جبيل ، صيدون ، صور) سياسيا بحيث شكلت كل واحدة مملكة ذات سيادة، و لم ترتبط هذه الممالك الفينيقية فيما بينها الا بمعاهدات دفاعية وتجارية. و كثيرا ما حاربت بعضها البعض. (لقد هاجم الفرس صيدون بمساعدة مراكب من جبيل واوغاريت) .

2- ولكن الفينيقيون لا ينتمون ايضا الى الأمة العربية : لماذا ؟

أ - لأن الأمة العربية لم تكن موجودة. فالقبائل السامية أو شبه السامية التي جابت الجزيرة لم تكن عربية بالمعنى القومي للكلمة ، فالعروبة اتت مع يعرب اولاً وتوحدت مع الإسلام ثانياً.

ب - اذا كان هناك فينيقيون أتوا من سواحل الجزيرة ، وهذا لا يعني عروبتهم، فغالبية الفينيقيين لم تأت من هذه المنطقة .

من هم الفينيقيون اذا ؟

حسب البعض أنهم ساميون أتوا من سواحل خليج العقبة.

حسب البعض الآخر أنهم ساميون جاءوا من سواحل ارتيريا، أي المحيط الهندي. و لكن الحقيقة الأكيدة و المثبتة هي أن القوم الذين سموا فينيقيين هم الناس الذين سكنوا الشواطىء الممتدة من سيناء حتى شمال سوريا . واستنادا الى هيرودوتس ففينيقيو فلسطين هم الذين أتوا من خليج العقبة، و عليهم تطبق نظرية عروبة الفينيقيين اذا كان لها اساس علمي. أما فينيقيو السواحل الممتدة بين حيفا و سوريا الشمالية مرورا بشوطىء لبنان، فهم خليط من جميع الشعوب التي استعرضناها. وكما قال الأب ضو (تاريخ الموارنة): فالفينيقيون هم، بالاضافة الى شعوب العهود الحجرية السابقة للمسيح بعشرات الالوف من  السنين، اجيال عديدة من الاموريين والكنعانيين والآراميين، تمازجت و اقامت معا فوق الأرض اللبنانية.

فاسم الفينيقيين لا يعني من الناحية الاثنية الشعب الكنعاني وحده او الشعب الآرامي دون غيره او العنصر الاموري فقط، و لكن كل هذه الشعوب منصهرة معاً بحيث اضحت شعبا واحدا.

جاءت هذه الشعوب الى لبنان في فترات زمنية مختلفة، و لكن أغلبها تواجد على الأرض اللبنانية في وقت واحد، مما سمح للتفاعل والتبادل بينهما. وانتشرت هذه الظاهرة في جميع أنحاء المنطقة مما جعل الشرق "وعاء" تطبخ فيه الحضارات . واصبحت هذه الأراضي الخصبة بالمياه و الفكر هدفا اوليا لكل غاز قوي .

فكان هذا الهلال الخصيب يتعرض دوما لاجتياحات فرعونية وحثية و اشورية و كلدانية و فارسية وغيرها .

ثلاثة تيارات توحد العالم القديم :

في القرن الثالث ، وعلى أثر النزاع الدائم بين الشرق المتمثل بالقوة الفارسية وبين الغرب المتمثل بالإغريق ، أتى اليونان مع جيوش الاسكندر و احتلوا البلاد السورية و الساحل اللبناني و بلاد ما بين النهرين شاملين مصر، حتى حدود الهند. و لكن قدوم اليونانيين لم يكن عسكريا فقط، بل ان الحملات العسكرية لم تكن بقيمتها التاريخية شيئا، أمام التحرك الفكري الذي حصل عند قدومهم وبعده .

العقل الانساني في العالم القديم توقف في نظرته الشاملة لامور الدنيا عند عبادة الأصنام المادية وعناصر الطبيعة بحد ذاتها. و لم يفكر الانسان الحضاري القديم بتخطي الحدود، التي وضعتها الطبيعة الملازمة لحياته اليومية، و الانتقال الى معرفة ما وراء الطبيعة استنادا الى العقل. هذه المرحلة عبرها مفكرو اليونان من خلال المنطق. و اصبح الانسان المادي عضواً من جسم وجودي اكبر واشمل بل مطلق. تتابع فلاسفة الأغريق و لم يتشابهوا فكل منهم انطلق من تكديس الفكر و الاكتشافات الفلسفية التي سبقته و توجه فيما بعد في طريق شقها بنفسه في اتجاه فلسفي خاص. وكانت اول ثورة للانسان العالمي. و انتقال تيار الفكر الأغريقي و الحضارة الهللينيه بما فيها من منطقية و عقلانية و فلسفية، التقى بوجدانية الشرق و مشاعره و عاطفته، فتوحد العالم المتمدن اول اتحاد حقيقي، بالفلسفة و العلم الانساني .

و لم يمضي قرن و نيف حتى جاءت الفيالق الرومانية لتوحد العالم القديم من جديد على أسس الدولة المدنية بقوانينها و نظمها . فتحول الفكر الحضاري الانساني الموحد منذ الاغريق الى فكر منظم بعد دخول الرومان الى جميع المناطق المحيطة بالبحر المتوسط. و الإثبات على ذلك، هو اشتراك العالم القديم كله في بناء الدولة الرومانية العالمية ، سياسيا ، عسكريا علميا و قانونيا .

بالفعل اشتركت شعوب العالم القديم بأغلبيتها في اقامة دولة السلام الرومانية ليسى فقط لانها محتلة و مجبرة بل لانها كانت تتوق الى نظام عام يتخطى التناقضات الثانوية الهدامة. و هكذا نجح العالم بتجربة التوحيدين اليونان و الروماني باستعجال عجلة التاريخ الى الامام.

أما منطقتنا ، فدخلت دائرة الحضارة الغريكو-لاتينية فكريا ، و اقتصاديا و لغويا. و قد شارك سكان البلاد بالبحث الفكري للحضارة، وارتبطت المراكز التجارية الشرقية بالدائرة الإقتصادية العالمية الرومانية .

أما على صعيد اللغات فقد شكلت اللغات اليونانية و الرومانية التعبير الاعلى للحضارة الانسانية، و عبرت لغات المنطقة (آرامية، سريانية ) عن مشاعر الاثنيات القومية. و قد حصلت تفاعلات لغوية أثرت على التحولات التاريخية التي حصلت في الشرق وخاصة في لبنان، نأتي على ذكرها فيما بعد .

المسيحية أخيرا، أتت بالتوحيد الاعلى، و هو التوحيد الديني. فوحدت الآلهة و وحدت العبادة. اذا تجردنا عن المعتقدات الدينية و حللنا من خلال منظار تاريخي بحت، رأينا أن العالم القديم المبعثر و المظلوم من الطبيعة والمادة، و هي ظاهرة تاريخية صحيحة، اراد الخلاص من العبودية، فاختار طريق التوحيد الفلسفي اولا، و هو أول طريق التحرير، والقانوني ثانيا أي التنظيمي، و هو تجسيد لارادته في التحرير. لكن التوحيد الاقوى، أي الديني الاعلى حرره من عبادة الطبيعة-المادة و الخضوع لها . الرموز الوثنية تشير الى خوف الانسان من جهله للظواهر التي تحيط به. أما الرموز الالهية التي أتت بها المسيحية في الشرق، فهي تشير الى انتفاضة الانسان ضد عبودية الخوف من المجهول . فأصبح  له ثقة بشيء اقوى من الوجود المرئي، شيء يسانده و يعطيه الحياة...

انطلقت المسيحية من الشرق ، و لوّنت العالم بانسانيتها حتى توحدت المعمورة بشرقها و غربها. فكانت الحضارة المسيحية تجمع الشعوب في دائرة واحدة و رؤيا واحدة للامور الدينية و من ثم الحضارية .

فاذا نظر سكان لبنان و المشرق مثلا الى أمر ما، فهم بالتأكيد يرون الصورة نفسها التي يراها سكان روما أو اسبانيا عندما ينظر هؤلاء الى الامر نفسه.. لهذا كانت المسيحية موحدة. و لكن المسيحية ككل تيار اجتماعي شهدت انقسامات و تناقضات ثانوية. اهم هذه الانقسامات الثانوية هي التي حصلت بين الغرب و الشرق . و قد بدأت سياسية و تطورت دينية. بدأت بيزنطية رومانية و انتهت أرثوذكسية لاتينية .

اما منطقتنا فقد شاركت في كل التفاعلات التي حصلت داخل الحضارة المسيحية من انقسامات و بزوغ تيارات روحية جديدة. فاحتوت المسيحية الشرقية على عدة طوائف "تفسر" كل واحدة منها المسيحية حسب نظرتها، انما ضمن مقياس حضاري واحد . فكانت المارونية و اليعقوبية و الاورثوذكسية، والملكية فيما بعد، و باقي الاقليات. ولكن الحضارة المسيحية بكل طوائفها، لم تبقى وحيدة في الشرق..

يتبع

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها