عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الفكر الآشوري المزيف

اللغة السريانية الآرامية هل هي عقبة ام مقبرة للفكر الأشوري؟

20110302

 لقد إنتشر الفكر الأشوري خاصة بين السريان الشرقيين النساطرة في بداية القرن العشرين .

في عام 1935 , صدر ليوسف مالك كتاب بالإنكليزية هو " الخيانة البريطانية للآشوريين " , جاء فيها : " رغم أن الآشوريين يمثلون " أمـة " واحدة , وإنهم الورثة الحقيقيون للإمبراطورية العتيدة , إلا أنهم منقسمون مذهبياً إلى خمس طوائف دينية ... هي النساطرة – الكلدان – السريان الكاثوليك – الموارنة – اليعاقبة " .

ثم يذكر :

 " ... إن ملاحظة بسيطة تكفي لتدل على ما سبق, إن السلطات فيما إذا تناول حديثها طائفة اليعاقبة أو كنيسة اليعاقبة مثلاً , فأنها لم تكن توحي بوجود قومية يعقوبية "(يوسف مالك, الخيانة البريطانية للآشوريين , ترجمة يونان ايليا يونان سنة 1981 ص 13 ).

لقد مرت اكثر من ٧٥ سنة على صدور هذا الكتاب و لا يزال إخوتنا السريان المشارقة يرددون هذه الأفكار السياسية التي لا تتطابق مع تاريخ السريان المشارقة الذين كانوا يؤمنون بهوية سريانية آرامية .

رغم عدم صحة الطروحات التاريخية في الفكر الأشوري فإنه ينتشر في اواخر القرن العشرين بين بعض السريان الغربيين لأنه كان يروج فكرا قوميا ينادي بالوحدة بين الطوائف السريانية . و لكن هنالك عقبة كبيرة تعترض المنادين بالفكر الأشوري و هو إسم لغتنا الأم !

من جهة السريان المغاربة متمسكون بإسم لغتهم السريانية و من جهة أخرى السريان النساطرة كانوا يجهلون ان الشعب الأشوري القديم لم يكن له لغة خاصة به و لكنه كان يتكلم اللغة الأكادية التي كانت منتشرة في كل الشرق القديم . هذه العقبة قد تتحول الى مقبرة للفكر الأشوري في السنين القادمة للأسباب التالية ...

أولا - هل الكنيسة السريانية الأرثودكسية تعترف بوجود لغة "أشورية"؟

إتصل بي صديق من السويد متذمرا لأن أحد المدعين بالهوية الأشورية قد حشره و قال له " إن البطريرك الراحل يعقوب الثالث قد ذكر أن السريان يتحدرون من الأشوريين و الآراميين و أن مطران حلب يوحنا إبراهيم يعترف بوجود اللغة الأشورية " .

هدأت من روع صديقي و ذكرت له أن الأراء في المواضيع التاريخية و اللغوية اذا لم تكن مسنودة ببراهين علمية فهي مجرد أقاويل لا وزن لها.

أ - ما مدى صحة رأي قداسة البطريرك الراحل يعقوب الثالث ؟

ترك لنا هذا البطريرك عدة دراسات لغوية حول اللغة السريانية و هو فعلا قد ذكر ان السريان يتحدرون من الآراميين و الأشوريين و قد نقل هذه الفكرة الخاطئة من مقدمة " اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية" للمطران إقليمس داود .

و كان هذا المطران قد ذكر في مقدمته " "فينتج من ذلك ان الامة السريانية جمعاء شرقا و غربا كانت قبل المسيح تدعى عند اهلها ارامية او آثورية كما ورد اسمها دائما في الكتاب المقدس و ان اسم السريانية لم يكن الا اختصار اثورية اختصره اليونانيون الذين كثروا في بلاد الارامية بعد الاسكندر ذي القرنين و قلبوا ثاءه الى السين لسهولة اللفظ .

ثم لما اعتنق الاراميون الديانة النصرانية اهملوا اسمهم القديم و تسموا باسم السريانيين تمييزا لهم من الاراميين الوثنيين فلم يكن اسم السرياني اسما للملة بل للديانة و ناهيك ان الباقين من الآراميين القدمآء في اثور و اذربيجان و جبل عبدين الى يومنا هذا لا يتخذون لفظة السرياني ... للملة بل للديانة فان هذه اللفظة عنهم مرادفة للفظة المسيحي و النصراني ."

إن البطريرك الراحل قد أخذ هذه الفكرة من مقدمة المطران داود" "فينتج من ذلك ان الامة السريانية جمعاء شرقا و غربا كانت قبل المسيح تدعى عند اهلها ارامية او آثورية ..." فهو لم يبحث في مصادرنا السريانية و لا يقدم أية براهين تسند رأيه .

ملاحظة صغيرة:

إن التسمية الأشورية في المصادر السريانية الشرقية و الغربية لم تكن مستحبة و كان اجدادنا يستخدمونها للإشارة الى الظلم و القسوة .

ب - هل المطران يوحنا إبراهيم يعترف بوجود لغة " أشورية" ؟

سيادة المطران يوحنا إبراهيم هو باحث في السريانيات و ناشر لعدد كبير من الكتب حول تراثنا السرياني. لا احد يعتقد ان سيادته قد جامل الأحزاب الأشورية المتطرفة و رضي بأن تسمى لغتنا " أشورية" او لمح ان اللغة السريانية متحدرة من " الأشورية" !

سيادة المطران جورج صليبا قد ذكر في مقدمة كتابه " معلم اللغة السريانية " ... لهجة طور عبدين هي أكدية عتيقة .

و هذه نظرية جديدة لا يؤمن بها احدا من علماء اللغات الأكادية و الآرامية . إنني لا أعتقد ان سيادة المطران إبراهيم يرى بأن يزور إسم لغتنا الى " أشورية" ، و قد وجدت في أحد المواقع الذي يخلط بين هويتنا السريانية الآرامية و التسمية الأشورية كلمة تشجيعية لذلك الموقع تجدونها على الرابط

http://www.a-olaf.com/home/viewtopic.php?f=16&t=69

و قد ورد فعلا في كلمته " لقد أسعدنا جدا المشروع الرائع الذي أقدمتم على تنفيذه وهو دليل كنائس وأديرة أبناء اللغة السريانية ، مكتبة الألحان السريانية والآشورية , دليل أبناء اللغة السريانية الاقتصادي و مكتبة الكتب السريانية .." من يدقق يلاحظ أن سيادة المطران إبراهيم يعدد المنتديات الموجودة في ذلك الموقع فهنالك منتدى او مكتبة الألحان السريانية والآشورية .

 نحن كنا نتمنى من سيادته ألا يستخدم تعبير " الأشورية" لأن بعض رجال الدين السريان لا يزالون يصدقون الطروحات الأشورية التي تزيف تاريخ و هوية السريان الآراميين و لأن البعض يستغلون بعض التعابير و يحملونها معاني لم يقصدها كاتبها .

لقد شرحت لصديقي أن سيادة المطران لم يعترف بوجود لغة " أشورية" و أنه إذا غامر احد رجال الدين السريان و اعترف بوجود لغة " أشورية" فهذا لا يعني أن الكنيسة السريانية تعترف بوجود لغة " أشورية" و لكن هذا الإعتراف يعني أن رجل الدين هذا لا يدافع عن إسم لغتنا العلمي و أنه غير مطلع على تاريخ اللغات القديمة .

ثانيا - بعض محاولات الفكر الأشوري اليائسة !

أ- يردد بعض المناضلين للفكر الأشوري أن اللغة الآرامية قد ماتت و بعضهم يدعون انها لا تزال تحتضر في جبال القلمون في ضيع معلولا و بخعة و جبعدين و هم يقصدون ان التسمية الآرامية - إذا صحت - تطلق على سكان هذه الضيع !

و هذا يعني - في احلامهم وسط النهار - ان اللغة السريانية هي غير الآرامية و كما يردد السيد أشور شليمون(بدون براهين) أن اللغة السريانية هي مزيج من عدة لغات سامية قديمة ( نظرية جديدة بدون براهين و من يهمه الأمر فليسأل السيد شليمون لما ينف الإسم السرياني و يردد اللغة " الأشورية")

ب- السيد شليمون يستخدم كل الطرق كي يثبت تسمية اللغة " الأشورية" فهو - كما يقال - ملكي أكثر من الملك : الأشوريون القدامى كانوا يسمون لغتهم أكادية و هو السرياني الشرقي الذي يتكلم اللغة السريانية يريد ان يسميها " أشورية" !

في مقال له - عنوان رنان - " مختارة سد البوشرية " أشطر" من الباحث هنري بدروس كيفا!"

و لكن المضمون كلام فارغ كالعادة . تجدونه على الرابط

http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=8510

* - أولا إنني لا أدير موقع التنظيم الآرامي و لست مسؤولا فيه .

* - إن المختارة ليلى لطي هي " أشطر" مني و لكنها " أمينة" على إسم لغتها الأم أكثر منك !

* - السيدة ليلى لطي هي مختارة الحي الذي ولدت فيه و كان يسمى " حي السريان" بسبب الوجود المكثف لإخوتنا من السريان المشارقة النساطرة و لكنهم بعد سنة ١٩٧٦ قلبوه الى " حي الأشوريين" !

*- لقد تحدثت عدة مرات مع السيدة ليلى لطي و هي تؤمن بالتاريخ الأكاديمي و ليس التاريخ المسيس .

في المقال الذي تستشهد به و هو على الرابط

Artikel/Layla_Latte.htm

فهي تقول حرفيا " ليش بدنا نمحي حضارة آلاف السنين ولغة جدودنا لغة الشرق كلو( بنقصد هون اللغة الآرامية-السريانية)".

ج - ما هو هدف السيد شليمون المبطن ؟
كتب السيد شليمون " حيث تقول ليس كل من ينطق لغة لأمة يصبح في تعداد تلك الأمة وأتت بمثال حيث قالت الشعب الأميركي يتكلم باللغة الإنكليزية ولكنه ليس بأنكليزي الهوية. "

* يتوهم السيد شليمون أن د. أسعد صوما او أنا شخصيا او كل باحث متخصص في تاريخنا السرياني يستطيع أن " يساوم" حول الحقائق التاريخية !

* إن الولايات المتحدة تتكلم اللغة الإنكليزية و هم لا يدعون انهم إنكليز و لكنهم أمة أميركية و يسمون لغتهم " أميركية" !

* السريان المشارقة يتكلمون اللغة السريانية الآرامية و بالرغم من ان كنيستهم صارت مؤخرا تسمى أشورية و أن رجال الدين فيها يسمون لغتهم زورا " أشورية" فنحن لا نعتقد أن اي باحث أكاديمي يقبل بهذا التزوير الفاضح !

* إذا كان عندكم احلام سياسية و طروحات تاريخية خاطئة فنحن عندنا أمانة للعلم و لتراث اجدادنا .

* الفرس تكلموا اللغة الآرامية و الأرمن ايضا تكلموها و لكنهم حافظوا على هويتهم التاريخية .

* السريان المشارقة من كلدان و نساطرة هم سريان بالجنس و ليس باللغة . كتب السيد شليمون " شيئا نريد إفهام هذين الأخوين منذ زمان وحتى لو قبلنا أن كل الهلال الخصيب مرة من المرات استخدم اللغة التي يحلو لهما تسميتها الآرامية وذلك لا يعني بأنهم آراميون."

* السيد شليمون المحترم - انت لا تستطيع ان تعلم احدا في مواضيع تاريخية انت لا تملك الشجاعة كي تتحقق فيها - فنصائحك احتفظ بها !

* نحن لا ننتظر منك ان تقبل أن اللغة الآرامية كانت محكية في شرقنا في فترة ما : قبولك او رفضك لا يؤثر في تاريخ إنتشار لغتنا الآرامية .

* أيها " الفهمان" لسنا نحن من يسميها " اللغة الآرامية" و لكن كل المصادر القديمة و المراجع العلمية .

أخيرا صحيح أن المختارة ليلى لطي هي أشطر مني و لكنها مثقفة و غيورة و تعرف بأنني باحث متخصص في التاريخ السرياني و هي لن تقبل ان تسمى لغتنا " أشورية" حسب رغبتك اليائسة .

ثالثا - لما يتشبث الفكر الأشوري بتسمية " اللغة الأشورية " ؟

هنالك أسباب عديدة:

أ - البعض منهم قد تعلم منذ ولادته بأنه يتكلم " اللغة الأشورية" و كثيرون منهم يؤمنون أنها فعلا " أشورية" .

ب - في مقال سابق عنوانه "قاموس شيكاغو " ألأشوري " و أللغة ألأكادية" موجود على الرابط

http://www.Henyi/20.htm

ذكرت فيه العالم I.J GELB بنفسه يسمي اللغة في المقدمة باللغة الأكادية. و ان كل القواميس الجديدة و كل العلماء المتخصصين في تاريخ الشرق القديم يستخدمون الإسم العلمي و هن اللغة الأكادية .

ج - السريان المشارقة الذين يؤمنون بالفكر الأشوري يريدون ان يجدوا حلا يسمح لهم بتسمية لغتنا السريانية باللغة " الأشورية"!

د - لا يريدون الإسم الحقيقي للغتهم الأم و هو اللغة السريانية الآرامية لأن هذه التسمية العلمية تفضح بقية طروحاتهم الكاذبة .

ه - لا يريدون الإعتراف بإسم لغتنا العلمي مخافة ان يبتعد عنهم بعض الضالين من السريان و الكلدان.

و - لقد رفعوا شعارات عديدة منها " لغة واحدة شعب واحد" متوهمين أن إسم لغتنا هو " الأشورية" فرددوا مرارا هذه الشعارات و اليوم حيث يستطيع كل مثقف ان يتابع و يتأكد من صحة الطروحات بواسطة النت : إسم لغتنا العلمي هو السريانية الآرامية !

الخاتمة

إن تطرف الفكر الأشوري في الإدعاء بوجود لغة " أشورية" و محاولات مشبوهة تسمح له ان يطلق التسمية " الأشورية" على اللغة السريانية سوف تلقي الشك في بقية طروحات الفكر الأشوري !

المقالات غير العلمية التي تحاول الدفاع عن " اللغة الأشورية" تدفع القارئ الى الرجوع الى الدراسات الأكاديمية .

و بما ان الجامعات العالمية تسمي لغتنا سريانية أرامية فإن القارئ المثقف يفهم ان التطرف الأشوري يركض وراء قضية خاسرة . كلما تطرف المدافعون عن " اللغة الأشورية" تتحول اللغة السريانية الآرامية من عقبة الى مقبرة للفكر الأشوري !

تخاذل بعض معلمي اللغة السريانية في الماضي القريب قد زاد فيكم روح التعصب و التطرف فصرتم تنكرون وجود لغة سريانية و تؤكدون موت اللغة الآرامية.

نحن نراهن اليوم إن المؤسسات السريانية الآرامية ستدافع عن إسم لغتنا.

ml>

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها