الكلدان الآشوريون السريان شعب واحد  يسمى بالشعب الآرامي

 |  الرئيسة سياسة |  روابط | نشيد قومي | أرشيف | إتصل بنا |  

اللغة الآرامية 

الهوية الارامية

علم الآثار

  تاريخ الشرق

تاريخ الكنيسة السريانية   

     متفرقات 

ردود و تعليقات  

   الفكر الاشوري المزيف

     فيس بوك

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!


ضرورة تصحيح الأخطاء التاريخية في " اللمعة الشهية" القسم الثالث

سادسا -الأخطاء التاريخية حول تاريخ اللغة الآرامية

   أ - قلة المصادر حول الآراميين و لغتهم الآرامية سوف تدفع المطران داود الى إرتكاب أخطاء تاريخية رهيبة . بالرغم من إطلاعه على الدراسات الحديثة (في أواسط القرن التاسع عشر) فإنه يشكك بتلك الدراسات و سيبقى على رأيه المسبق و هو ان الأشوريين كانوا يتكلمون اللغة الآرامية .

 ذكر المطران داود عن مصادره عن الآراميين  صفحة ٥٨" ... و تحتاج للوقوف على ذلك الى مطالعة كتب الاجنبيين و لاسيما اليهود و اليونانيين. لاننا لولا كتب اليهود و اليونانيين لما عرفنا شيئا عن احوال الآراميين القدمآء و البلاد التي يسكنونها الى زمان ظهور المسيح ".

 إن اسفار التوراة و الروايات التاريخية فيها لا تعتبر مصدرا أمينا و موثوقا لمعرفة تاريخ الشرق القديم:

 لقد كان التوراة قبل فك رموز الكتابة المسمارية يعتبر "مصدرا" وحيدا لمعرفة تاريخ الشرق القديم. إن الكتابات الأكادية هي المصدر الرئيسي لمعرفة تاريخ الآراميين و إنتشارهم في الشرق القديم.

   اما كتابات اليونانيين القدامى عن شعوب الشرق القديم فهي غير موثوقة لأنها يغلب فيها الطابع الإسطوري:

هنالك فرق كبير بين أسطورة سميراميس و تاريخها الحقيقي!

 ب - يؤكد المطران داود - إستنادا على التوراة - ان الأشوريين القدامى كانوا يتكلمون اللغة الآرامية فهو يكتب صفحة٨٩ " اما الاول فهو حقيقة تاريخية اكيدة لا تحتمل ادنى ريب و هي ان لغة الاثوريين و البابليين كانت ارامية اي عين اللغة الدارجة يوما في بلاد الشام  و ما يجاورها و التي يستعملها السريان اليوم في الكتابة مع اختلاف يسير طرأ عليها من صروف الزمان اما الاثوريون فيشهد الكتاب المقدس ان لسانهم كان الارامي محضا من دون قيد. اذ ورد في سفر الملوك الثاني ١٨ : ٢٦ ...".

 كان المطران داود يعتقد ان لغة الاشوريين الأم هي اللغة الآرامية و سوف نراه لاحقا يرفض نتائج الإكتشافات الجديدة المبنية على الكتابات المسمارية الأكادية. نحن اليوم نعلم ان الشعب الأشوري كان يتكلم اللغة الأكادية ولكنه " صار" في القرن الثامن يتكلم اللغة الآرامية لأن ملوك أشور قد سبوا القبائل الأرامية الثائرة الى بلاد اشور فصار عدد الآراميين اكثر من الأشوريين في بلاد أشور! من يريد البراهين عليه ان يطالع بحث HAYIM TADMOR" THE ARAMAIZATION OF ASSYRIA"  على الرابط

http://www.aramaic-dem.org/English/History/Hayim-Tadmor.pdf 

ج - هذا الإعتقاد الخاطئ ( لغة الأشوريين الأم هي الآرامية) سوف تدفع المطران داود الى " الإدعاء" الباطل بان الكتابات المسمارية هي آرامية !!! فهو يكتب صفحة ١٦ " الا اننا عندنا ما عدا شهادة التواريخ المذكورة شهادة جليلة على قدم اللغة الآرامية من الكتابات المنقوشة على الاحجار التي منذ خمسين او ستين سنة بدئ ان يكشف عليها في موقع نينوى القديمة بجوار الموصل  و بابل القديمة. و هي بالقلم الارمي الذي يقال له المسماري لأن حروفه تشبه المسامير و التي بلا شك هي مكتوبة باللسان الارامي كما سنبين فيما بعد ان شاء الله."

يجدر التذكير بأنه لا يوجد اي عالم متخصص في تاريخ اللغة الأكادية يذكر انها آرامية! و بكل صراحة إدعاء ان الكتابات المسمارية القديمة هي آرامية هو من فكر المطران داود ولا اعتقد ان احد العلماء من القرن التاسع عشر قد تبنى هذه الفكرة!

د- كان المطران داود يعتقد - إستنادا على التوراة - ان قدم اللغة الآرامية يعود الى القرن الثامن عشر قبل الميلاد و هذا غير صحيح تاريخيا . أقدم النصوص الآرامية تعود الى القرن العاشر قبل الميلاد  و الكتابة الابجدية لم تكن موجودة في القرن الثامن عشر قبل الميلاد!

 ذكر المطران داود صفحة ٩١ " فلا شك اذا ان نينوى و بابل كانت لهما لغة واحدة منذ الازمان القديمة و ان هذه اللغة كانت الآرامية وهي اللغة التي في القرن الثامن عشر نفسه قبل المسيح (طالع سفر التكوين٣١ :(٤٧ كانت عين اللغة السريانية الدارجة في بلاد الشام..."

ه - اعتماد المطران داود المطلق على التوراة سوف تدفعه الى الإعتقاد ان اللغة الآرامية كانت محكية في بلاد اشور منذ القدم لذلك لن يقبل ما توصل له العلماء المتخصصون في تاريخ الشرق القديم. و هذا الرفض واضح من خلال النصوص التالية:

*- النص الأول صفحة ٩٢ولنرجع الآن الى اللغة التي ذكرنا ان العلماء الإفرنجيين زعموا انها لغة الاثوريين و البابليين القدماء و انهم وجدوها بقرآءتهم الكتابات المسمارية . فنقول انه من بعد كل ما بيناه الى الآن يسوغ لنا ان نحكم جازمين بانه إن كانت هذه اللغة ارامية فمن المحتمل انها كانت لغة بابل و اثور و إلا فيجب رفضها و إنكارها و الحال ان هذه اللغة التي وجدها علمآء الافرنج ليست ارامية بإعتراف مخترعيها أنفسهم فإذا لا يمكن ان تكون هذه اللغة هي لغة البابليين و الكلدانيين". التعليق هو ان المطران داود ينطلق من اعتقاده الراسخ بان الأشوريين كانوا يتكلمون الآرامية وبالتالي اذا كانت الكتابة المسمارية هي آرامية فإنها قد تكون لغة الاشوريين اما إذا كانت غير آرامية فهذا يعني له ان الكتابات المسمارية ليست للشعب الأشوري القديم.

 -*النص الثاني صفحة ٩٦" فليعترف اذا العلامة OPPERT  أبرت و المعلم    MENANT  منان و اتباعهما في هذا المذهب و يقروا بأنهم لسؤ الحظ مع كل جدهم الممدوح و إجتهادهم المأثور و عنائهم المشكور و غزارة علمهم الفائقة التي يعترف بها كل العلمآء و يشكر لهم عليها لم يتوصلوا بعد الى كشف السر المكتوم في الكتابات المسمارية. و ليداوموا على البحث و التنقيب و الاجتهاد و المعالجة و على الخصوص فليحكموا معرفة اللغة الارامية ... لعل الزمان يتيح لهم في الآخر وجدان الضالة نفسها لا خيالها فيؤتوا العالم معروفا يبقى ذكره مخلدا في بطون التواريخ".

 في بداية الخمسينات من القرن التاسع عشر كان التنافس جاريا بين العلماء في الغرب لفك رموز الكتابة المسمارية و لكن سنة 1857 اجتمع عدة علماء و قاموا - كل واحد بمفرده- بترجمة كتابة مسمارية ثم جمعت الترجمات و قورنت فوجد العلماء ان اغلب الترجمات كانت متطابقة .

 المطران داود لا يزال يعتقد ان العلماء لم يفلحوا بفك رموز الكتابة المسمارية و هو ينصحهم في التعمق في دراسة اللغة الآرامية لأنه كان يتوهم ان الكتابة المسمارية هي آرامية! و طبعا هذا غير صحيح.

 -*النص الثالث صفحة ٩٧" و حسبنا الآن ان نعتبر انه ان كان اللغة الاثورية التي استخرجها العلمآء الذين الكلام عنهم لا يمكن ثباتها و قبولها كما بينا الى الآن أفليس لنا حق ان نشك في صحة اللغة الاكادية او السومرية التي يزعمون انهم استخرجوها ايضا من الكتابات المذكورة بل نرفضها و ننفيها كما رفضها و نفاها قوم من علماء الافرنج انفسهم ".

لا شك ان القارئ المثقف يعرف كيف تسرع العلماء في إطلاق التسمية الأشورية على الكتابة المسمارية لانهم وجدوا ان الكتابات المسمارية تسمي هذه اللغة باللغة الاكادية تمييزا عن لغة اقدم هي اللغة السومرية. اللغة السومرية كانت لغة هندو اوروبية بينما اللغة الأكادية كانت لغة شرقية (سامية).

المطران داود يشكك من وجود السومريين و يسخر من العلماء الذين - حسب تعبيره - يزعمون بوجود شعب و لغة سومرية قبل الاشوريين.

 قد يكون المطران داود قد عاش في عصر لم تنتشر فيه المعلومات التاريخية المبنية على مصادر موثوقة و لكن عناده في رفض النتائج التاريخية التي توصل لها علماء الشرق القديم تشير لنا بقوة ان المطران داود و بالرغم من إطلاعاته التاريخية انه أسير قصص التوراة .


دراسة تاريخية حول مقدمة " اللمعة الشهية" القسم الأول

الأخطاء التاريخية في مقدمة " اللمعة الشهية" - القسم الثاني

ضرورة تصحيح الأخطاء التاريخية في " اللمعة الشهية" القسم الثالث

أسباب " خلط" الهوية الآرامية بالتسمية الأثورية في مقدمة اللمعة الشهية القسم الرابع

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها