فى حوار خاص بالفيديو مع مستشار الكونغرس وليد فارس:
إدارة أوباما انحازت للوبي الإيراني ولوبي
الإخوان المسلمين
خاص - الوطن العربي
الأربعاء, 11 ديسمبر 2013
كتب: أحمد وجدي
قال البروفسور وليد فارس المستشار في الكونغرس الأميركي والخبير في شؤون
الإرهاب، إن ما تعانيه المنطقة هو النتيجة الطبيعية لاقتناع الإدارة
الأميركية بوجهات نظر اللوبي الإيراني ولوبي الإخوان المسلمين، مما أسفر عن
تعاون بين واشنطن والراديكاليين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أدي
بالنتيجة إلي هذه الحالة من عدم الاستقرار.
وأوضح البروفسور فارس الذي كان مستشاراً للمرشح الرئاسي الأميركي ميت رومني
عام 2012 وله عدة مؤلفات منها كتاب "الثورة القادمة"، في حوار مصور مع موقع
"الوطن العربي" الإخباري بأن القراءة الأميركية كانت تتوقع أن يؤدي التفاهم
حول النووي إلي إصلاحات إيرانية داخلية بما فيها ما يتعلق بوضع "حزب الله"
في لبنان، لكن القراءة الإيرانية كانت تهدف إلي كسب الوقت لتعزيز السيطرة
علي الوضع الداخلي وتأكيد سيطرة "حزب الله" في لبنان.
وقال إنه صحيح أن في لبنان جيشاً وقوي أمن داخلي، ولكن "حزب الله" حولها
إلي ما يشبه الباسدران بسبب سيطرته علي القرار الأمني والسياسي في لبنان،
وحمل المسؤولية فيما آل إليه الوضع في لبنان، إلى إخفاق قادة ثورة الأرز
العام 2005 في اتخاذ الخطوة الأخيرة، ليقوم في لبنان آنذاك ما قام في مصر
الآن، إلي أن جاء العام 2008 بأحداثه ليقضي تماماً علي استقلالية الدولة
اللبنانية.
وفيما يتعلق بسورية، قال إن إدارة أوباما فقدت فرصة استراتيجية في العام
2012 بسبب المعارك الانتخابية الداخلية، فبينما كانت موجودة في العراق
العام 2011، وتمنع إيران من التواصل مع نظام الأسد، سمح الانسحاب الأميركي
من العراق عام 2012، بتدخل إيران و"حزب الله" فى سوريا، وبينما كانت هناك
مظاهرات المجتمع المدني في العام 2011، نري الآن أن الجهاديين يحتلون
الصورة، فمن هو الطرف الموجود الآن الذي يمكن الحوار معه حول حل؟
وقال إنه لا المعارضة السورية نجحت في إقصاء نظام بشار الأسد، ولا نظام
بشار قادر علي عودة الأمور إلي سابق عهدها، وتوقع بالتالي استمرار الحرب في
سورية وفق نموذج أفغانستان.
ولكن البروفسور فارس استبعد تقسيم سورية، أو رسم خريطة جديدة للمنطقة، وقال
إن التقسيم سيؤدي إلي قيام دويلات تكفيرية أو خمينية، وأوضح أن الحل
الحقيقي يجب أن يبني علي قيام سلطات لا مركزية ترضي الأقليات وتحافظ علي
كيان الدولة، مؤكداً أن الحل الحقيقي يجب أن يكون حلاً إنسانياً وحضارياً.
وحول المسار الذي اتخذته ثورات الربيع العربي، قال البروفسور فارس إن هذا
الوضع هو نتيجة إعطاء إدارة أوباما توكيلاً للإخوان المسلمين، ولذلك جاءت
النتيجة علي حساب الربيع العربي وليس علي حساب الأنظمة السابقة.
وأكد أن مصر استطاعت الرد علي هذه الخطة عندما خرج 33 مليون مصري ليعلنوا
رفضهم لحكم الإخوان.
واستبعد أن تقوم إدارة أوباما بمراجعة لسياساتها في الوقت الراهن، ولكنه
أشار إلي أن انتخابات الكونغرس في العام المقبل إذا ما جاءت بنواب
ديمقراطيين أو جمهوريين يدركون فشل سياسة أوباما في الشرق الأوسط، فإن
أوباما يجري مراجعة لسياستها كما فعل الرئيس بوش العام 2006، كما أن
انتخابات الكونغرس هي التي ستحدد الرئيس الذي سيأتي في العام 2016.
وحول ما إذا كانت إيران ستصبح نقطة ارتكاز لأميركا في المنطقة، قال
البروفسور فارس إن اللوبي الإيراني سعي لإقناع إدارة أوباما بذلك، وبأن
إيران سوف تكون شريكاً لأميركا في عملية الاستقرار في المنطقة، ولكن هذا
ليس تصور أوباما ولا الأكثرية في الإدارة.
وقال إن الخطأ يكمن في معادلة أميركية كانت تقول نتفاهم مع إيران علي
العراق ومع إيران علي النووي، فكانت النتيجة التطرف الشيعي وبروز القاعدة
وهذا العنف الهائل.
وحمل البروفسور فارس جزءاً من المسؤولية إلي قوي المجتمع المدني في دول
ثورات الربيع، لأنها أخفقت في إقامة حوار مع الإدارة الأميركية وتركت
الساحة خالية للوبي الإخوان المسلمين. |