مقابلة بالصوت مع المحلل السياسي الدولي الدكتور وليد فارس
أجراها معه
الياس بجاني
4 كانون الثاني
في أسفل أهم ما جاء في المقابلة التي مدتها 27 دقيقة:
هناك صراع
من جهة
بين محور
الشر
برئاسة إيران
ويضم
سوريا وقوى نفطية وحزب الله في لبنان وكل
من بدور في فلكهم من الهوامش اللبنانيين قيادات وأحزاب،
ومن جهة أخرى
بين المجتمع الدولي ككل والعالم الحر، وهنا مهم جداً أن يعرف أهلنا في
لبنان أن الصراع هذا ليس بين محورين كما يحاول إعلام هذا المحور إيهام
الناس.
يقود هذا المحور عدة مواجهات في المنطقة بهدف إقامة امبراطورية تمتد من
شرقي أفغانستان حتى البحر الأبيض المتوسط بزعامة النظام الإيراني المتشدد
وتضم إضافة إلى إيران أجزاء كبرى من العراق خاصة المناطق الشيعية
وسوريا إضافة إلى أجزاء لا بأس بها من لبنان. يجهد
هذا
المحور الآن ومن خلال الاعتصامات الانقلابية
المستمرة في لبنان منذ اكثر من شهر
على ضرب حكومة السنيورة والسيطرة عليها وأيضاً تشتيت
وفرط
ثورة الأرز وإرهاب مكوناتها القيادية والشعبية، وذلك
كله
لوضع لبنان بالقوة والإرهاب تحت المظلة الإيرانية السورية.
الساحة الكبرى لهذا المواجهات هي العراق حيث أن النظام الإيراني
يخترق هناك الطائفة
الشيعية عبر التيار الصدري وجيش المهدي وبعض السياسيين،
وهو أي
المحور يحاول إسقاط العملية السياسية العراقية الديموقراطية وبالطبع
إفشال وإسقاط الدور الأميركي وإرباكه. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن
مصالح هذا المحور تتقاطع في العراق مع مصالح تنظيم القاعدة رغم أن
الطرفين ليسا حلفاء ولكن ما يجمع بينهما هو ضرب العملية الديموقراطية،
علماً أن أكثرية الشيعية في العراق لا يؤيدون
سياسات
إيران
في بلدهم
رغم وجود قوة كبيرة لها بينهم.
تنفيذ حكم الإعدام السريع بصدام حسين جاء ضمن معادلة قضت بالانتهاء
الفوري من النظام الدكتاتوري القمعي الفاشستي بالقضاء على قائده مما يعني
أن مختلف الفئات العراقية التي ستتفاهم مع بعضها البعض بعد ذهاب صدام
ستتفاهم أولاً على ضرب المتطرفين السنة والشيعة على حد سواء والاتجاه قد
يأخذ منحى ضرب التطرف الخميني داخل الطائفة الشيعة كما جرى سابقاً ضرب
التطرف السني وذلك لتمكين الديموقراطية العراقية من النهوض. وهذا التوجه
الدولي الهادئ والهادف
لضرب جماعات التطرف أينما وجدت
في العالم
كان واضحاً في الصومال مؤخراً حيث أعطت دول العالم الحر والمجتمع
الدولي الضوء الأخضر لاقتلاع المتشددين من تلك البلد الأفريقية ومنعهم من
إقامة نظام طالباني آخر،
هذا
وقد كلفت اثيوبيا بهذه المهمة
وهي
أنجزتها بنجاح كبير.
هناك قرار دولي يعتمد على قرارات المجتمعات المدنية بمواجهة الإرهاب
وإفشاله بالحسم العسكري عندما تستدعي الحاجة واستباق أي محاولات له تهدف
إقامة أنظمة تهدد السلم العالمي بامتلاكها أسلحة دمار شامل ذرية أو
كيماوية أكان في لبنان أو تشاد أو الدارفور أو في غير دول.
وهنا نلاحظ أن الدول الغربية وعلى رغم كل خلافاتها إلا أنها متفقة
بالكامل على هذا التوجه وهي بهدوء كامل تنفذ هذه الاستراتجية عن طرق
إعطاء المجتمعات
حق
اتخاذ قرارات ذاتية بالمواجهة والحسم
وهي تقوم بدعمها.
وبالعودة إلى لبنان نرى أن المواجهة
تدور رحاها
بين هذا المحور بكل تلاوينه
اللبنانية
السورية والإيرانية وبين الاجماع اللبناني المدني الذي تجسد في 14 آذار
وثورة الأرز وبكل ما أعقب
ذلك
من تحالفات وطنية وحدت بقناعات لبنانية غير مسبوقة بين السواد الأعظم من
الشرائح اللبنانية.
إن
الأكثرية الساحقة من المسيحيين والسنة والدروز هي
تقف في
بمواجهة هذا المحور هناك أيضاً مجموعة لا بأس بها بدأت تظهر عند الشيعة
وهي
تؤيد الوقوف بوجه المحور، علما أن كل هذه الفئات تقول بقوة وجرأة لا نريد
العودة إلى الوراء ولا لسلاح حزب الله ولا لمصالح سوريا وإيران. من
هنا
فإن المواجهة في لبنان ليست بين محورين
كما يشاع،
وإنما بين محور حربته حزب الله وبين المجتمع اللبناني ككل، وهذا المجتمع
يلقى الدعم من مجلس الأمن ومن كافة المجتمعات الدولية الحرة
والديموقراطية، والمحور هذا هو شبيه جداً بمحور موسوليني
هتلر وحلفائهما الذي كان
يقف
بمواجهة كل دول العالم.
إن قوى هذا المحور
في لبنان
برئاسة حزب الله تشن حرباً مدروسة بأمر مباشر من إيران وعبر النظام
السوري على النظام
اللبناني
والحريات والديموقراطية والتنوع
والدستور والقرارات الدولية والمحكمة الدولية
وهي تستعمل أسلحة الإرهاب المختلفة من اغتيالات وحروب عبثية واتهامات
مفبركة وتسعير للطائفية والمذهبية،
كما
التخويف النفسي عبر
وسائل
الإعلام والتهديد باحتلال المطار والمرفأ وإسقاط الحكومة وتغيير النظام
ومنع قيام المحكمة الدولية.
أن قوى المحور
تعطل
عمل
مجلس النواب عن طرق رئيسه
السيد نبيه بري وتشل
رئاسة الجمهورية عن طريق
الرئيس
لحود
وتعمل على
ضرب الاقتصاد مما سيؤدي إلى لتجويع الناس، وتطول القائمة.
حرب المحور على المجتمع اللبناني بدأت مباشرة بعد أن انسحب الجيش السوري
مجبراً من لبنان والرئيس الأسد كان أشار بوضوح إلى هذه الحرب في أول خطاب
له عقب خروج جيشه من وهو وإن كان اضطر إلى سحب جيشه النظام إلى أن جيشه
الثاني أي حزب الله بقياداته الإيرانية بقي
معه
بسلاحه ودويلته وارتباطاته واختراقاته والنفوذ. يشار هنا إلى أن تبعية
حزب الله والمجموعات
اللبنانية المعارضة
الأخرى
لسوريا وإيران هي
ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ وإن
ما يقوله نصرالله وغيره من الرموز السورية الإيرانية في لبنان عن
ارتباطاتهم وتبعيتهم لدول المحور لم يقال
لهتلر من قبل
حكومة فيشي الفرنسية.
استعمل المحور عملية شراء وتضيع الوقت من خلال طاولة الحوار وقد نجح في
استدراج عون وتياره مما اضعف تجمع 14 آذار ومن ثم شن حربه على إسرائيل
بأوامر مباشرة من إيران ولم يوقفها إلا بعد أن نجح في إبعاد البند السابع
عن القرار 1701 وهو الآن يكمل حربه التي تحولت إلى الداخل اللبناني بهدف
الانقضاض على الحكومة وتنفيذ حركة انقلابية بكل ما في الكلمة من معنى وهي
تستهدف السلطة والحكومة والأكثرية النيابية وبالطبع الشعب اللبناني.
إن كل ما نسمعه اليوم من تهديدات وتحذيرات ونداءات يطلقها عون أو فرنجية
أو حزب الله أو غيرهم من الرموز المنخرطة في مؤامرة المحور هي قرع لطبول
الحرب قبل الإطباق وهذه المرحلة مقسمة إلى قسمين الأول هو الترهيب النفسي
الذي تندرج ضمنه حملة التسويق المروجة لقرب المحادثات الإيرانية
الأميركية ولضعف التأييد الدولي للبنان التي هي بالواقع هراء ليس إلا،
فيما القسم الثاني هو ما يجري على الأرض من محاولات اختراق ومن الممكن
هنا استئناف عمليات الاغتيال. مع بداية العام 2007 نتطلع إلى مرحلة صعبة
جداً حيث
ستزداد شدة
الحملة الإيرانية السورية التي ينفذها حزب الله وحلفائه في لبنان
بهدف الانقضاض
على الحكومة المنتخبة ديموقراطياً.
تتحكم
حالياً
غرفة عمليات حزب الله في منحى الأحداث وأفعالها وهي تتم بتوجيهات إيرانية
سورية
مباشرة،
أما القوى اللبنانية الحرة فهي للأسف في موقع ردات الفعل ومن هنا في حال
قررت القوى الانقلابية قطع طريق المطار وشل حركته أو إقفال المرفأ أو ضرب
الاقتصاد بعمليات ميدانية وتعطيل الحركة في البلد فإن قوى الأكثرية
النيابية لن يكون أمانها سوى خيار المواجهة وستكون هنالك سلسلة من
المواجهات، علماً أن حزب الله هو أسير القرار الإيراني بالكامل ومهمته
تقتصر على التنفيذ فقط. ولكن من المهم جداً أن ندرك أن لا عودة إلى
الوراء وأن القوى اللبنانية الحرة في كافة مواقعها الرسمية والشعبية
مدعومة من المجتمع الدولي واللوبيات اللبنانية في 35 دولة ومن
دول العالم الحر ومجلس الأمن وكل محبي السلام في الشرق الأوسط والعالم لن
يسمحوا للمحور الإيراني السوري ولا لأداتها حزب الله بالإطباق على لبنان
وفرض سيطرتهم عليه. الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون صعبة جداً على لبنان وعلى
قواه الحرة ولكن الموقف الدولي هو الذي سيكون بيضة القبان في المواجهات
وهنا
نطمئن إلى أن الدور الأميركي والفرنسي سيكون فاعلاً أكثر وأكثر في قضية
المحكمة الدولية وفي أطر خطوات تنفيذ القرارات الدولية 1701 وال 1559. إن
أخطر ما يقد يلجأ إليه المحور في تصعيده للأمور قد يأتي عبر استئنافه
لعمليات الاغتيال.
نعم حزب الله هو جاهز ومتحضر لمعركة عسكرية في الداخل بعد أن أوقف حربه
مع إسرائيل وهذا أمر واقع لا يمكن إغفاله.
يدعي الحزب اعلامياً أن تحركه سلمي وديموقراطي، فإن هو أبقى على تحركه
السلمي هذا دون عنف ومهما طال فإن المواجهة معه من قبل القوى الحرة في
لبنان والمجتمع الدولي ستبقى هي الأخرى في نفس الإطار،
ولكن في حال طور مواجهاته وجعلها عسكرية عنفية
فسوف تتم
مواجهة الأمر
بجدية والمواجهات هذه والردود
لن تقتصر على الساحة اللبنانية فقط.
إن الخرق الوحيد لوحدة ثورة الأرز منذ الخروج العسكري
السوري
من لبنان جاء عن طريق العماد عون وهذا الأمر أضعف بنسبة محدودة مواجهة
القوى اللبنانية الحرة والاستقلالية مع قوى سوريا وإيران والأصولية في
لبنان. ولكن اللافت هنا ايجابياً أن حلفاء سوريا من القومي والبعثي وحزب
الله وباقي المجموعات والسياسيين الذين يسمون أنفسهم اليوم معارضة ما عدى
عون هم كانوا جميعاً ولا يزالون بالخط السوري، فيما القوى الحرة
الاستقلالية والديموقراطية التي تنادي بلبنان أولاً
هي
توحدت على ثوابت وقناعات لبنانية صرفة
وقد
كانت
في
مواقع مختلفة سابقاً وبمواجهة بعضها البعض. إن التنسيق الحاصل اليوم تحت
مظلة بكركي
وبين
المعارضات المسيحية والسنية والدرزية هو أممر غير مسبوق يبشر بالخير
ودليل عافية وتجدد ايجابي فاعل. يبقى أن المشروع السياسي هو المهم والأهم
ونحن واللوبيات اللبنانية الحرة في الخارج
يهمنا جداً أن تستمر الحكومة اللبنانية بلعب دورها السياسي الفاعل
والحاسم والمدروس داخلياً وخارجياً وهي المفترض أن تقرر لبنانياً ماذا
تريد ومن ثم تطلب مساعدة
المجتمع الدولي وهي بالنهاية لا بد لها من أن تطلب تطبيق البند السابع من
قانون مجلس الأمن على ملف المحكمة الدولية وعلى القرارين 1701 و1559
واللوبيات بالطبع ستكون كما دائما على كامل الجهوزية للمساعدة والدعم.
أطلب من المواطن اللبناني أن يرى الأمور بمنظارها الأشمل والأكبر وأن يعي
جيداً أنه يتعرض لحرب إعلامية إرهابية منظمة هدفها قتل إيمانه ورجاءه
وإحباط عزيمته
وهذه أسلحة
أخطر من
أسلحة
الحروب العسكرية كافة التي تعرض لها
لبنان
منذ 28 سنة. أطلب
من اللبناني
التشبث بإيمانه وبثقته بنفسه وأن يبقى شامخاً ورافضاً الاستسلام لقوى
الشر وأطمئنه إلى أنه ليس وحيداً في مواجهة المحور السوري الإيراني
وذراعه في لبنان حزب الله، بل معه وإلى جانبه المجتمع الدولي ومجلس الأمن
وكل الأحرار في العالم وبالتأكيد 14 مليون لبناني منتشرين في كل دول
العالم.
لبنان الرسالة سينتصر ومعه ستنتصر الحرية والسيادة والاستقلال ومعه ستسود
ثقافة السلم والحضارة والعيش المشترك. |