د. وليد فارس لـ "السياسة": إذا أراد
نصرالله
الالتحاق بالدولة فما عليه سوى تسليم سلاحه
لندن - من حميد غريافي:
رد الدكتور وليد فارس أحد قادة »مؤسسة الدفاع عن
الديمقراطيات« ومستشار الرئيس الأميركي جورج بوش لشؤون
مكافحة الإرهاب, على الخطاب الدراماتيكي للأمين العام لحزب
الله السيد حسن نصرالله أول من أمس الذي أعلن فيه الحرب على
الدولة اللبنانية, بالقول »إن نصرالله إذا شاء فعلاً
المشاركة الحقيقية والصادقة في حكومة اتحاد وطني يطالب
بتشكيلها على أنقاض حكومة ثورة الأرز في بيروت, فعليه أولاً
أن يحل ميليشيات حزبه ويسلم سلاحه إلى الجيش اللبناني أو
قوات يونيفيل الدولية تطبيقاً للقرارين الدوليين 1559
و1701«.
وقال فارس في حديث مشترك مع »السياسة« وفضائية »إن بي سي«
الأميركية أمس الاثنين إن الخطوة الثانية التي على نصرالله
اتخاذها قبل التفكير بالحكومة الجديدة هي قطع كامل علاقاته
الأمنية والتسليحية بنظامي سورية وإيران, والتوقف عن
الاستحصال على الدعم المالي من حكومة محمود أحمدي نجاد, ثم
إطلاق الأسرى المعتقلين لديه مع الأخذ في الاعتبار التعويض
على الضحايا اللبنانيين من الاف القتلى والجرحى والمهجرين
الذين تسببت مغامرته العسكرية ضد إسرائيل في 12 يوليو الماضي
في قتلهم وجرحهم وتشريدهم وتدمير منازلهم وأسلوب عيشهم«.
وأضاف فارس إلى قوله إنه بعد تنفيذ هذه الخطوات المطلوبة من
نصرالله: »فإن الحكومة اللبنانية, وبعد استقالة رئيس
الجمهورية إميل لحود التابع لسورية, تدعو إلى انتخابات
برلمانية عامة في البلاد تشارك فيها كل القوى السياسية ولكن
ليس تحت ضغطي السلاح والمال اللذين يستند إليهما لتوجيه
تهديداته وإملاء أوامره على اللبنانيين«.
وانتقد فارس قول نصرالله إن حكومة عمر كرامي السورية السابقة
سمحت لقوى »14 آذار« بالتظاهر سلمياً في شباط عام 2005 وأن
قوات الجيش لم تتدخل لقمع تلك التظاهرات, بقوله »يبدو أن
الأمين العام لحزب الله نسي أن الاحتلال السوري, عبر سيطرته
على نظام لحود, حاول مقاومة التظاهرات وأصدر تعليماته لأجهزة
الأمن بقمع التجمعات المدنية. لكن اندفاع عشرات آلاف
المواطنين إلى ساحة الشهداء حمل قوات الجيش على فتح الحواجز
أمامهم ما أدى إلى إطاحة حكومة كرامي«.
ودعا فارس نصر الله - إذا كان فعلاً يعتبر نفسه جزءاً من
النسيج الوطني اللبناني ويطالب بالمشاركة في القرارات
المصيرية للبنان - »إلى إعادة صواريخه وأسلحته إلى إيران
(إذا كان غير قادر على تسليمها للجيش أو اليونيفيل), ويعلن
صراحة أنه ليس جزءاً من الثورة الإسلامية الإيرانية, وأن
سورية مازالت مهيمنة بشكل أو بآخر على لبنان, وإذا ما فعل
ذلك, يحق له عندئذ الالتحاق بالأطراف اللبنانية الوطنية
الأخرى كشريك متساوٍ معها في حكم البلاد«.
وقال فارس ل¯ »السياسة« بالهاتف من واشنطن إنه »طالما مازال
نصرالله يرفض تطبيق قرارات مجلس الأمن فإن المجتمع الدولي
والغالبية الساحقة من الشعب اللبناني التي لا تؤمن بالعنف
والسلاح والتبعية العمياء إلى الخارج, سيلفظانه كشريك سياسي
حقيقي في لبنان, وإننا على يقين بأنه في حال استمر في
محاولاته لقلب الحكم الديمقراطي الحر في لبنان فإن الأكثرية
اللبنانية والمجتمع الدولي سيعتبران ذلك موجهاً ضدهما
وسيتعاملان عندئذ مع هذا الأمر بطرق أكثر نجاعة وصرامة«.