الدكتور
وليد فارس الكاتب والمحلل والباحث اللبناني ، الاصل المستشار العام للجنة
متابعة تنفيذ القرار 1559 ، احد النشطاء البارزين في اللوبي اللبناني
في العالم ، رئيس مجلس العلاقات الخارجية في الجامعة اللبنانية الثقافية في
العالم ، بروفيسور
العلوم السياسية في جامعة فلوريدا
في مقابلة خاصة لاذاعة المشرق
(المشرق 21/12/2005 )
ـ قتل جبران تويني لم يكن يستهدف شخص جبران فحسب انما حلم الشعب اللبناني بما
يجسد جبران من جرأة وطموح
وريادة .
ـ لسوريا جيش ثانٍ في لبنان ، لن تستقيم الامور قبل القضاء عليه.
ـ على البرلمان اللبناني باكثريته الحرة ان كان في الحكومة او خارجها حل ما
يسمى " معاهدة الاخوة والتنسيق " بين لبنان وسوريا .
استهل الدكتور وليد فارس حديثه الخاص لإذاعة المشرق بتوجيه تحياته الى روح
الشهيد جبران تويني وأحر التعازي الى عائلته وزوجته وأولاده ولأسرة النهار
وللصحافة في لبنان وللبرلمان اللبناني وعلى الأقل للجزء الحر من هذا البرلمان
وأولا واخيرا لشعب لبنان على هذه الخسارة التي لا تقدر بثمن والتي لا يوازيها
شيء الا الامل بان يكون الاربعمئة الاف لبناني الذين ساروا وراء نعش جبران
تويني نواة لجيش الديمقراطية والحرية هذا الجيش الذي سيستكمل تحرير لبنان .
واضاف البروفيسور وليد فارس ان اي كلام لا يستطيع ان يعبر عن المشاعر
العميقة والخطيرة الموجودة في قلوبنا كلنا ، كل الذين عرفوا الشهيد جبران
تويني جبران الشخص الذي يمثل مستقبل لبنان والذين قتلوا جبران لم يكن هدفهم
استهداف شخصه فحسب كما لم يكن هدفهم الغاء قائد اخر ناشط انسان يناضل من اجل
الحرية اللبنانية انما كان استهدافا لمستقبل لبنان . جبران تويني كان شخصا
لبنانيا يمثل قدرة المجتمع المدني على بناء لبنان جديد متعدد ديمقراطي مسالم
قوي , لبنان قادر على التوجه الى المجتمع الدولي والتكلم بلغاته , لبنان
القادر على التكلم بلغات الشرق وعلى التفاعل مع العالم العربي , لبنان القادر
أن يتكلم لغة التعدد الطائفي والسياسي جبران تويني لسانه كان شجاعة .
ـ جبران تويني استهشد دفع بنفسه حتى يجعل العالم يعرف ان لبنان لا يزال تحت
الاحتلال الاستخبارات تحت الاحتلال الارهابي .
واستذكر البروفيسور فارس معرفته بجبران تويني وكيف دعاه ليكتب عن الحرية
والديمقراطية في النهار الأسبوعي العربي عندما كانت الحرب اللبنانية في عزها
وأن ينظر إلى المستقبل وكيف كان يتمنى أن يرى اليوم الذي ينسحب فيه جيش
الاحتلال السوري وقال كنا واياه ننتظر اليوم الذي ستنزل فيه الجماهير
اللبنانية على الارض وتقول للعالم انها تريد الحرية والسيادة وهذا ما حصل في
الرابع عشر من اذار في التظاهرة المليونية ، ثورة لبنان ، ثورة الاستقلال ،
ثورة الارز . وأضاف من مواقعنا المختلفة كان جبران تويني النموذج لأي لبناني
أكان سياسيا أو صحافيا أو مشترعا واقولها بوضوح وصراحة لولا الموضوع الطائفي
في لبنان كنت احب ان ارى جبران تويني رئيسا للجمهورية اللبنانية فقد كان
النموذج . واضاف البروفيسور وليد فارس ان اليد او الايادي التي اغتالته
والامر باغتياله جاء من دمشق ، من النظام البعثي في سوريا وليس من الشعب
السوري بل من النظام الذي قتل كمال جنبلاط واغتال الصحافيين خلال الحرب وبشير
جميل والمفتي حسن خالد وعدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين الذي اغتال
رينيه معوض وحاول ان يغتال شخصيات سياسية كثيرة ، الذي اخذ الى السجون الاف
والاف المواطنيين اللبنانيين من كل الطوائف حتى فلسطينيين واشخاص موجودين على
الاراضي اللبنانية هذا النظام الذي منذ صدور القرار 1559 رفض التسليم بان وقت
البعث في لبنان انتهى وبقي يصارع الارادة الدولية والارادة الشعبية
اللبنانية، فحاول ان يقتل الوزير مروان حمادة وان يغتال أخرين ومن ثم توقف
فاغتال بشكل بشع جدا رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وبعد الثورة اللبنانية
وتاكيد المجتمع الدولي انه لن يقبل بالاحتلال السوري في لبنان خرجت دبابات
واليات بشار الاسد واجهزته من لبنان فشهد جبران تويني والعالم كله تحقيق
الحلم الذي عمره 25 سنة على الاقل لكن يد الغدر والقرار الامبريالي الفاشستي
الموجود في دمشق تحت هذا النظام الذي يدعم ويرهب الشعب السوري قبل الشعوب
الاخرى ويتدخل في تنمية الارهاب في المنطقة هذا النظام استمر في التخطيط
وأمر الاغتيالات ، جبران تويني استهشد دفع بنفسه حتى يجعل العالم يعرف ان
لبنان لا يزال تحت الاحتلال الاستخبارات تحت الاحتلال الارهابي .
الأيادي السوداء الداخلية العميلة جيش ثان لسوريا لم ينسحب
وردا على سؤال حول ما ذا كان السوري وبعد طرده شرقا الى ما وراء المصنع ما
زال قادرا على القيام بكل هذه الاغتيالات لولا الايادي اللبنانية التي تدين
له بالولاء والمنفذة لجرائمه على الساحة اللبنانية والمشارة في ادارة شؤون
البلاد قال فارس ان النظام السوري موجود ليس فقط في دمشق انما امتد عبر ما
يسمى واشدد على ما يسمى لانها غير موجودة حاليا اي الحدود اللبنانية السورية
فسيطر على البقاع والشمال والجنوب وجبل لبنان وبيروت وللاسف فإن المجتمع
الدولي هو الذي سمح لهكذا نظام ديكتاتوري بعثي فاشستي ان يتمتع بالسيطرة على
لبنان وللأسف اعطي هذا النظام حرية الانخراط في الواقع اللبناني على مدى
سنوات منذ الحرب الباردة وبعدها قبل 11 ايلول وبعده قبل سقوط النظام في
العراق وبعده قبل انتاج القرار 1559 وبعده ايضا , النظام السوري يقوم على
الاستخبارات وهذه الاستخبارات خرقت المجتمع اللبناني وامتدت بنفوذها وسلاحها
ومالها ورعبها الى كل ربوع لبنان وبكل وضوح عندما قرر بشار الاسد ان يسحب
جيشه الظاهر وما يسمى بمراكز استخباراته من لبنان وقف في دمشق والقى خطابا
فسر كل النوايا الاستراتيجية للنظام السوري فهو سحب من لبنان ما يمكن للمجتمع
الدولي ان يفرض عليه سحبه حيث كانت تحركات دولية لتفهم النظام السوري ان يوم
احتلال لبنان انتهى وفهم النظام السوري هذا الموضوع لكن احتلاله للبنان استمر
عبر الجيش السوري الثاني الارهابي الموجود في لبنان وليكن واضحا وهو واضح
فعلا ان الميليشيات والمنظمات الارهابية المتواجدة على الاراضي اللبنانية هي
حليف استراتيجي للنظام السوري :
ـ اولا هناك خلايا استخبارات سورية في لبنان والقرار 1559 يطالب بازالة هذه
الخلايا المسؤولة عن الارهاب في لبنان
ـ وثانيا هناك المنظمات التي اعلنت وبشكل واضح انها حليف استراتيجي لسوريا اي
منظمة حزب الله والاستخبارات السورية والاجهزة الامنية للنظام اللبنانية
برئاسة اميل لحود .
وهؤلاء لديهم غرفة عمليات مشتركة كانت موجودة خلال التسعينات اثر التوقيع
المفروض لما يسمى بمعاهدة التنسيق والاخوة بين النظامين اللبناني والسوري وهي
لم تزل وهنا نذكر البرلمان اللبناني باكثريته الحرة ان كان في الحكومة او
خارجها ان اول الواجبات وخصوصا اليوم بعد الاغتيال البشع لجبران تويني هذا
العضو المهم في البرلمان اللبناني يجب حل المعاهدة بين النظامين كما ان هناك
منظمات ينتسب اليها مواطنون لبنانيون على الهوية فقط لكن ولاءهم ليس للبنان
بل للنظام السوري ولعقائد لا تعترف بالكيان اللبناني، هذه المنظمات مسلحة ،
ومدربة على الاعمال الارهابية وهي لم تلقِ السلاح ونلاحظ ان الاطراف الموجودة
في الحكومة من مسيحيين وسنة ودروز والعديد من المستقلين الشيعة وضعوا الحرب
وراءهم منذ 16 عاما لكن هذه المنظمات الارهابية المسلحة لا تزال تستمر بحمل
السلاح ومن هنا الاستراتيجية السورية البعثية في لبنان هي الارهاب بواسطة هذا
الجيش الثاني لذلك لا بد ولا مفر من تطبيق القرار 1559 وليكن مفهوما ان
اغتيال جبران تويني غيّر المعادلات في لبنان والشرق الاوسط وحتى فيما يتعلق
بالعلاقات الدولية اذ ان المجتمع الدولي والولايات المتحدة ومجلس الامن كانت
حتى اخر لحظة تحاول احترام اراء العديد من الشخصيات والساسة اللبنانيين بشأن
المرحلة الثانية من تنفيذ القرار 1559 بالتفاوض والتفاهم داخل لبنان لكن يبدو
ان الذين قتلوا جبران تويني لا يريدون التفاهم ولا يريدون اي تقاطع بين
المصالح العامة وما يريدونه هو نظام فاشستي في لبنان وهذا ما فهمه اليوم
المجتمع المدني اللبناني والمجتمع الدولي لذلك فإن الغاء جبران تويني جسديا
لا يعني الغاء فكر وطرح وروح , الحرية التي كان يسير وراءها جبران تويني لذلك
اتوجه للشعب اللبناني المناضل ولشبابه الى ترجمة ما صرخوا امام النهار عن ان
جبران تويني لم يزل حيا ولم يمت الى حقيقة على الارض .
وردا على سؤال حول ما اذا كان بالامكان رؤية المجتمع الدولي يتحرك قريبا
بالفعل وليس بالقول خصوصا مع دعمه لتنفيذ القرار 1559 علما ان الادارة
الاميركية تبدو منشغلة في العراق والنظام السوري يشعر ان المجال مفتوح امامه
لمزيد من الاغتيالات والنقمة على لبنان اجاب الدكتور فارس ان هناك نقطتين :
الاولى
: هي ان المجتمع الدولي صريح جدا بموضوع تطبيق القرار 1559 وكانت
الخطوة الاهم اخراج الجيش السوري من لبنان اما بالنسبة للبنود المتبقية فقد
ارادة ان يكون للدولة اللبنانية دور ورغم انشغال الولايات المتحدة فعلا في
العراق وعلى اهمية الوضع هناك بالنسبة لانتصار الديمقراطية ورغم ان ببقية
الدول ايضا اولوياتها ومصالحها تبقى القضية اللبنانية الشغل الشاغل اذا انه
كلما وقع حادث دراماتيكي يدعى مجلس الامن الى الاجتماع وهنا يجب تهنئة الشعب
اللبناني وخصوصا الاغتراب واللوبي اللبناني لانهم جعلوا من القضية
اللبنانية القضية الحساسة اكبر بتاريخ الامم المتحدة لكن الطرف العدواني في
هذا المثلث الارهابي الذي تكلمنا عنه هو اعطى جواب باغتيال رمز مستقبل لبنان
جبران تويني لذلك لا نعجب ان ياخذ المجتمع الدولي ومجلس الامن والامم
المتحدة وقته لينظر في الرسالة السورية ومن قرر اخراج الجيش السوري من لبنان
ليحرر اللبنانيين لا يرتعب من الاغتيالات لكنه يفهم ماذا تعني هذه
الاغتيالات.
اما النقطة
الثانية فهي ان المجتمع الدولي قادر وسيعمل على تنفيذ كل
القرارات المتخذة اليوم وليس بعد ستة اشهر لكن هناك رسالة ونصيحة بنفس
الوقت الى الشعب اللبناني في الوطن الاحرار الذين قرارهم بيدهم وليس بيد
عواصم اخرى كسوريا بان يفهموا ان وحدة الرابع عشر من اذار الوحدة التي تشمل
المسيحيين كل المسيحيين الذين شاركوا في الرابع عشر من اذار من قوات لبنانية
وكتائب واحرار وقرنة شهوان وتيار وطني حر كلهم مسؤولون بشكل مشترك عن استكمال
هذا الانجاز الذي لا يمكن ان يتقدم اذ كان هناك صراع حول استراتيجيات مختلفة
بل يجب ان تكون هناك وحدة مسيحية درزية سنية وشيعية معتدلة لدعم البرلمان
والحكومة في المجتمع الدولي والاغتراب الدولي قاموا بالمستحيل لاخراج القرار
1559 الى النور وهناك بعض السياسيين يتبجحون انهم اوقفوا تنفيذ باقي بنود
القرار لكن لولا هذا القرار لما كانت لديهم الحرية ليتكلموا كانوا تبعوا
المفتي حسن خالد وريني معوض وجبران تويني ورفيق الحريري البعض يتحدث عن
القرار 1559 وكانه بعبع قادم من الخارج علما انه لولا هذا القرار لما كان
احد خرج من السجن ولا اتى من المنفى ولم يكن السياسيون الاخرون قادرون اليوم
ان يتكلموا بحرية مشددا على ان الوحدة لا تعني بالضرورة ان يتنازل شخص عن
تصوره السياسي فوحدة المسيحيين ووحدتهم مع كل الطوائف الباقية ان يعملوا
المستحيل لدعم هذه الحكومة التي تملك اليوم فرصة تاريخية بوجود الولايات
المتحدة وفرنسا واوروبا وكافة حكومات العالم والكثير من الحكومات العربية الى
جانبها من هنا يجب ان العمل كي يكون استشهاد جبران تويني ثمن لوحدة المجتمع
اللبناني وقواه الحرة بالوحدة ينتصر الشباب اللبناني ويعزل الارهابيين
ويقطعون الطريق للنظام السوري بان يتدخل في الشؤون اللبنانية من جديد .