عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  
     
http://www.walidphares.com مقالات سابقة

وليد فارس : بروفِسور في العلوم السياسية

 

بيان

فارس يحاضر في الكونغرس   

 "نزع سلاح حزب الله ضمانة لمنع الارهاب مستقبلا"  

واشنطن في 23 آيلول2005

ألقى البروفسور وليد فارس بشهادة تحليلية في مجلس النواب الاميركي حول " ارهاب المستقبل، هل يمكن تجنبه". وجاءت شهادة الدكتور فارس في إطار ندوة دعت اليها لجنة العدل والامن الوطني في الكونغرس بمناسبة " الذكرى السنوية الرابعة لهجمات 11 ايلول الارهابية". وقد افتتح الجلسة النائب جايمس سنسنبرينر، رئيس اللجنة القانونية في المجلس وتبعه النائب بني طومبسون، نائب رئيس لجنة الامن الوطني. وتكلم في الحلقة النيابية ثمانية خبراء عن الارهاب وهم: دنيس لدرميل، المسؤل السابق في ال ف ب أ، مايكل كتلر، فيكتور كومراس، دوغلاس فرح، زكاري أبوزا، وزينو باران (التركية الاصل). وقد نسق الحدث اندرو كوكران.

كلمة البروفسور فارس، كبير الباحثين في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، شملت عرضا لتاريخ نشؤ الحركات الارهابية الجهادية خلال القرن العشرين وركزت على الخطط الاستراتيجية لحركة القاعدة في تهيئتها لعمليات 11 ايلول. وتوقف فارس على الصراع الخميني-الاميركي وأسبابه وتطوره منذ العام 1980. وكذلك على دور منظمة حزب الله في الثمانينات والتسعينات محللا اسباب تصاعده العسكري والامني واستراتيجياته المختلفة.

وقال فارس انه بنظر الحكومة الاميركية وعدد كبير من الحكومات في اوروبا واميركا اللاتينية وافريقيا، فان منظمة حزب الله باتت توصف بقوة ذات قدرات دولية. وقال فارس: " ان لحزب الله شخصيتان. شخصية لبنانية تركز على ما يسمى بالدفاع عن لبنان، وشخصية اقليمية دولية ترتبط بالنظام الايراني وتعمل لمصالحه. الشخصية العقائدية الاساسية هي تلك المرتبطة بالنظام الخميني ويدل على ذلك بوضوح التحديد الذي تستعمله قيادة المنظمة باعتبار نفسها وكيلة شرعية لزعامة الثورة الاسلامية في لبنان. مما يعني ان المنظمة هي امتداد للنظام الايراني داخل لبنان. وتفرز هذه الحقيقة الامدادات الاستراتيجية التي تتلقاها سنويا من ايران ولا سيما ملايين الدولارات والاسلحة والتدريب والحماية الاقليمية. اما الوجه الآخر لحزب الله، فهو انخراطه في الواقع السياسي اللبناني. الا ان معظم المراقبين يعلمون جيدا ان حزب الله يستعمل ارتباطه بايران وتحالفه مع سوريا ليفرض سيطرته شبه المطلقة على الطائفة الشيعية ونفوذه المتمادي على سائر المواطنين اللبنانيين". واضاف فارس "ان قيادة حزب الله تحمي نفسها من خلال الغطاء السياسي الذي يوفرّها وجود ممثلين للحزب داخل البرلمان اللبناني. الا ان العمل السياسي للحزب لا يشّرع وجود قوى عسكرية وأمنية، وشبكة ارهابية كما يحددها المجتمع الدولي".

وأضاف فارس " ان المجتمع الدولي قد رفض استمرار هذه الازدواجية عبر اصداره القرار 1559 الداعي الى نزع السلاح وتمكين الجيش اللبناني من تحمل مسوؤلية الدفاع عن السيادة اللبنانية. وقال ان الاكثرية الساحقة للشعب اللبناني قد أيدت القرار عبر مظاهرة المليون ونصف يوم 14 آذار. وهي مظاهرة الشعب اللبناني التي نقلتها عدسات الاعلام العالمي الى كافة انحاء المعمورة.

وأوضح فارس ان معظم الحكومات ومجلس الامن يدركون أن هنالك عددا من القياديين في حزب الله يعملون على التهيئة لاعمال إستباقية ضد القرار 1559. الا ان هنالك البعض في حزب الله من الواقعيين يدرسون كيفية ان تتحول المنظمة الى حزب سياسي طبيعي.

وختم فارس ان المجتمع الدولي تزداد قناعته بنزع السلاح ليس فقط من مؤيدي النظام الايراني في لبنان، بل ومن كافة الميليشيات المسلحة في البلاد. إذ يعتبر كبار المخططين الاستراتيجيين في الولايات المتحدة واوروبا ان افضل ضمانة لمنع الارهاب مستقبلا، تكمن في نزع الاسلحة في الحاضر. وذلك بالطبع يشكل تجربة لحزب الله الذي يقول بانه يمثل أكثرية اللبنانيين. فالسؤال هو التالي: هل يمكنه ان يحقق هكذا تمثيل اذا ما تخلى عن سلاحه واصبح حزبا كالاحزاب الأخرى ؟ 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها