مأساة سيميل 1933 هل هي شجرة ام غابة؟
كل سنة يتبارى الكتاب و السياسيون السريان الذين يؤمنون بالتسمية
الاشورية في الكتابة عن مأساة سيميل كأنها حرب ابادة ضد اخوتنا
من السريان النساطرة .
و قد وصلت المغالات الى ان بعض الكتاب
يعتبر مأساة سيميل اكبر مذبحة تعرض لها شعبنا ...
اما الاحزاب
السياسية فهي تحاول ان تظهر هذه المأساة المؤلمة كأنها محاولة
لقتل كل السريان النساطرة و لا يخجلون من تضخيم عدد الضحايا
معتقدين ان تضخيم الارقام يخدم " القضية الأشورية".
اولا - مأساة سيميل قد تكون مذبحة و لكنها ليست حرب ابادة
:
للأسف الشديد ان " البروبغندا الاشورية" تحاول ان تجعل
من مأساة
سيميل حدث اهم و اخطر من حرب الابادة التي
تعرض
لها الشعب السرياني الارامي المسالم و هذا عمل يسيئ الى قضيتنا
السريانية الارامية الكبرى للأسباب التالية
:
ا -
ان الشعب السرياني الارامي المسالم و الأعزل من السلاح
هو ثاني شعب في التاريخ يتعرض لحرب ابادة جماعية كان قد
قررتها الحكومة العثمانية على أثر نجاح خطتها في القضاء على
الشعب الارمني
.
ب -
لقد فقد شعبنا السرياني الارامي حوالي 200 الف شهيد
قتلوا غدرا و اغلبيتهم من النساء و الاطفال و فقد هذا الشعب
اراضيه التاريخية و دمرت مئات الكنائس و الاديرة و صودرت
كنائسنا التي كانت موجودة قبل الاتراك باكثر من 1000 سنة
!
ج -
مأساة سيميل 1933 لم تكن خطة مدبرة من ملك العراق
بل عملية عسكرية تأدبية ادت في النهاية الى مقتل حوالي 1000 من اخوتنا
السريان النساطرة
.
د -
لقد سمعت من برنامج في سوريو تي في احد المعلقين يردد"
ان سيميل هي محاولة لقتل شعبنا ( الاشوري طبعا )" و هذا
غير صحيح
.
ثانيا - هل المبالغة في عدد الشهداء هو عملية سياسية رابحة ؟
الخطابات السياسية العاطفية التي تردد ان الشعب " الاشوري"
قد قدم ألوف الشهداء في التاريخ الحديث و القديم قد دفعت ببعض
الكتاب في المبالغة في عدد شهداء سيميل. العدد الحقيقي هو حوالي
الالف و لكن مخيلة بعض السياسيين تحوله الى 4 او 10 ألاف و هم يتوهمون انهم
يخدمون قضيتهم بينما هم في الحقيقة يتلاعبون
بشهادة ضحايا سيميل و يلقون الشك على شهادتهم
.
من المؤسف ان هذه الاحزاب التي تدعي انها ستكون القدوة
لشعبنا لا تزال تتلاعب بالحقائق التاريخية و تحول دماء شهدائنا
الى عملية سياسية مبالغة
.
لقد نجح اخوتنا الكلدان في عدم الوقوع في هذا الفخ و لم
يبالغوا في عدد شهداء صوريا 1969 . نتمنى الى كل من يدعي
الغيرة على مصالح شعبنا ألا يبالغ في اعداد شهدائنا خاصة في
الحرب العالمية الاولى : الارقام الخيالية مثل التاريخ المسيس
لا يجدي لنا اية فائدة
!
ثالثا - مأساة سيميل هل هي " أشورية" ام " كلدانية سريانية أشورية"؟
من المضحك ان بعض الكتاب الذين يعتبرون انفسهم متخصصين
في تاريخ الاقليات يتسرعون في اطلاق التسمية الكلدانية السريانية
الاشورية على شهداء سيميل و صوريا معا مع ان شهداء سيميل
كانوا جميعا من السريان المشارقة الذين اجبروا على ترك اراضيهم
التاريخية بينما سكان قرية
صوريا فهم من الكلدان .
هل علينا
ان نسمي مار افرام السرياني هو ايضا " الكلداني السرياني الاشوري"!
يجب عدم خلط الاوراق و التواريخ :
لقد حمل اخوتنا السريان
المشارقة السلاح و تعاونوا مع الانكليز المستعمرين ضد الاكثرية
العربية الكردية بينما تمت مذبحة صوريا بدون ان يحمل الكلدان
السلاح في وجه الجيش العراقي!
مأساة سيميل هي " اشورية" و نحن نتألم لها لأن اخوتنا
الذين يؤمنون بالتسمية الاشورية كانوا و لا يزالون سريان أراميين
مثلنا .
و لكننا لا نؤيد الطروحات و المبالغات التي يتناقلها بعض
المغامرين الذين يحولون مأساة سيميل الى حرب ابادة جماعية
لأن الاكاذيب لا تعمر كثيرا
!
ان قضيتنا الكبرى هي حرب الابادة
GENOCIDE
التي تعرض
لها اجدادنا حيث اقتلعنا من اراضينا التاريخية بيت نهرين
.
ان
المبالغات المفرطة حول مأساة سيميل قد حولتها الى شجرة
عارية لن تحجب الغابة اي حرب الابادة / سيفو
.
|