لماذ يضخم بعض السريان تاريخ
الأشوريين؟
هنري بدروس كيفا
لقد لاحظت إن عددا كبيرا من السريان يرددون
معلومات خاطئة جدا عن
تاريخ الأشوريين .
لا يحق لنا أن نلوم الأخ
الذي لم يكمل دراساته و أجبرته الظروف أن
يتعلم مهنة منذ صغره و قد يكون وقع ضحية بعض
السريان المضللين ... و لكن للأسف هنالك عدد
كبير من السريان قد أكملوا علومهم و قد نشروا
عدد من المقالات التاريخية التي تحتوي على عدد
كبير من الأخطاء التاريخية لأن هؤلاء الكتاب
السريان ليس لهم أية خبرة في البحث التاريخي
الموضوعي : فكم من الكتاب الشعراء و الصحافيين
( بعضهم في الرياضة من فضلكم ! )
و المناضلين المببرادة: حاولوا الدفاع عن
أيديولوجيتهم الأشورية الأثورية المزيفة بدون
أية براهين أكاديمية و بعض هؤلاء المغامرين
يسألونني : كيف تدعي أن هويتنا الأشورية هي
مزيفة ؟
و عندما نسألهم ببرادة :
أي عالم سرياني قد ذكر أن السريان يتحدرون من
الأشوريين ؟
في أغلب الأحيان لا جواب على أسئلتي لأن جميع
هؤلاء المتطفلين على التاريخ لا يميزون بين
تاريخ أكاديمي هدفه ذكر الحقائق كما هي و
تاريخ سياسي هدفه الأول تحريف الحقائق من أجل
أهداف سياسية
..
لقد وقع نظري على " مقال تاريخي مسيس " في
مجلة ثقافية يسارية أسمها عشتروت و أغلب
الكتاب هم من السريان . عنوان المقال هو"
الشرائع و القوانين الأشورية القديمة في بلاد
ما بين النهرين
"مجلة
عشتروت العدد ٤١ - ٤٢ / سنة ٢٠٠٨
أولا - من هو الباحث أو بالأحرى الكاتب ؟
أ - لقد ذكر تحت العنوان أن السيد ابراهيم
بادل ؟ هو الذي كتب هذا المقال ( المسيس ) و
في نهايته ذكر بأنه " كاتب من سوريا
".
ب - لقد لاحظت أن العديد من الكتاب في هذه
المجلة يكتبون تحت أسماء مستعارة , أحد كان
ينشر تحت اسم " رابولا السريان.
"..
ج - ليس مهما جدا معرفة ما هو إسم الكاتب
الحقيقي لأن المقال هو مسيس و ليس بحثا
تاريخيا ثقافيا و أغلب الظن أن إسم ابراهيم
بادل هو مستعار !
السؤال المهم هو هل صاحب هذا المقال يعرف في
قرارة نفسه بأنه ينشر معلومات تاريخية خاطئة ؟
ثانيا - أين تقع بلاد ما بين النهرين ؟
في بداية القرن العشرين إصطلح أحد العلماء
الفرنسيين أن يطلق تسمية
MESOPOTAMIA
على العراق القديم لأنه كان يعتقد أن تسمية
MESOPOTAMIA
التاريخية و الجغرافية كانت تطلق فعليا على
المناطق الواقعة بين نهري دجلة و الفرات .
لقد
نشرت في بحثي"
بيث تهرين : تسميتها - موقعها - حدودها " حيث
نشرت عدد كبير من النصوص و البراهين التي تثبت
أن
MESOPOTAMIA
التاريخية لم تطلق على العراق و كانت مرادفة
لتسمية بيت نهرين و هي الجزيرة السورية و ليس
العراق القديم
!
ثالثا - ما علاقة الأشوريين بشرائع السومريين
و الأكاديين و العموريين؟
أمر غريب جدا : هذا الكاتب يضع في العنوان
العريض " الشرائع و القوانين الأشورية القديمة
" و هو يعدد الشرائع السومرية التي كانت أقدم
من شريعة حمورابي العموري و أكثر من ٩٠ بالمئة
من كلامه هو حول شريعة حمورابي العموري
!
من المؤسف أن هذا السرياني يضخم تاريخ
الأشوريين و هذا واضح عندما يتكلم عن الملك
تغلات بلاصر الأول ١١١٥-١٠٧٧ ق٠م فهو يكتب "
الذي حكم بلاد ما بين النهرين و الشرق الأوسط
" !!!
أ - هذا السرياني الجاهل - عندما يكتب حكم
بلاد ما بين النهرين
-فهو
يقصد جميع المناطق في العراق القديم و هذه
الكذبة لا يرددهها إلا السريان المدعين
بالهوية الأشورية المزيفة
!
ب - لقد وضعت ثلاثة علامات تعجب لتعبير "
الشرق الأوسط
"
الحديث !
طبعا هذا الملك الأشوري لم يحكم الشرق الأوسط
( الحالي)
و لكنه لم يحكم أية مناطق أو بلاد تقع في
سوريا
!
ج - هذا الكاتب السرياني يجهل كليا تاريخ
الشرق القديم : لقد إنتشرت القبائل الآرامية
في كل مناطق الشرق القديم و هذا الملك الأشوري
يتبجح بأنه طارد القبائل الآرامية و إجتاز نهر
الفرات ٢٨ مرة !
و لكننا بفضل الكتابات التي تركها الأشوريون
أنفسهم فإننا نعلم أن القبائل الآرامية قد
إجتاحت بلاد أشور و إستولوا على العاصمة نينوى
و إضطر الملك تغلات بلاصر الأول بالذات الى
الهرب الى الجبال
!
و في الفقرة " شريعة حمورابي ملك بابل " يكتب
حرفيا
:
”
يؤكد أهمية قانون حمورابي أنه كتب بلغة أبجدية
و قانونية رفيعة المستوى ”!
نرى هنا أيضا تعبير " لغة أبجدية " ؟
و لا أعتقد أن أحد علماء الشرق القديم يسمي
الكتابة المسمارية الأكادية بلغة أبجدية!
هذا خطأ كبير جدا و قد يكون صاحب هذا المقال
من السريان المدعين بالتسمية الأثورية المزيفة
أصحاب الشعارات الكاذبة " هوية واحدة و لغة
واحدة
"
الخاتمة
ما هي إستفادة السرياني من تضخيم دور
الأشوريين التاريخي ؟
أليس من الأفضل التعرف على هوية السريان
الحقيقية لأن أولادنا و أحفادنا سيدافعون عن
هوية أجدادهم الحقيقية
!
|