عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الفكر الآشوري المزيف

الفكر الأشوري و سياسة  كذب العلماء و لو صدقوا

20111101

يتعرض المسيحيون المشارقة من أقباط و أرمن و سريان آراميين الى أبشع عمليات الإرهاب :

بعض الأصوليين ضحوا في حياتهم لقتل المسيحيين المشارقة و هم يصلون أمينين في كنائسهم . "

العروبيون" ينهبون تاريخنا و الأصوليون يحاولون بكل الوسائل إقتلاع البقية من المسيحيين الأصيلين من أوطانهم !

الأكثرية الساحقة من المسلمين العرب هم معتدلون و لهم علاقات طيبة و ودية مع المسيحيين المشارقة .

 إن بعض الأصوليين (عددهم قليل جدا) يرتكب هذه العمليات ضد المسيحيين المشارقة مما يسيئ الى الحكومات العربية و الشعب العربي الأصيل .

هدفي من هذا المقال هو إظهار الفكر الأشوري الذي يردد ان السريان ينتمون الى الشعب الأشوري و بالتالي من حق احزابهم ان تكون " ممثلة" لكل السريان الآراميين في الشرق!

اولا - " كذب المنجمون و لو صدقوا "

كان المنجمون و العرافون و السحرة يحتلون مكانة مرموقة في تاريخ الشعوب القديمة. كان اباطرة الرومان في أوج عز الإمبراطورية الرومانية يلجئون الى المنجمين لمعرفة رأي الألهة في الأعمال و الحروب المزمعين على خوضها .

رأي الألهة عبر الذبائح المقدمة لن يغير مصير المعركة فالغلبة في أكثر الأحيان هي للجيش الأكثر عدد و الأكثر استعداد للحرب!

قصيدة أبي تمام في فتح عمورية مشهورة جدا لأن المنجمين كانوا قد نصحوا الخليفة المعتصم بإنتظار فصل الصيف و لكن الخليفة لم يسمع لهم و بادر الى مهاجمة البيزنطيين و الإنتصار عليهم .

مطلع القصيدة :

"السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب" إن الديانات السماوية قد حاربت المنجمين و السحرة لأنهم من رموز الديانات الوثنية و لأنهم لا يعرفون إرادة الله الحقيقية .

لا تزال المجتمعات في أقصى أسيا تؤمن ان رهبان بوذا يستطيعون معرفة الغيب و يقصدونهم - حتى اليوم - قبل عقد الزواج لمعرفة اذا سيكون موفقا و حتى قبل القيام بالسفر من اجل العمل !

المنجمون لا يعرفون مسبقا نتائج المعارك و هم " كذابون منافقون" حتى و إن صدقت توقعاتهم!

إخوتنا من السريان المشارقة الذين " يؤمنون / يدعون" بهوية أشورية حديثة يحكمون على دراسات العلماء المتخصصين بأنها " كاذبة" بدون التحقق بصحتها !

ثانيا - الفكر الأشوري الحديث

أ- هو الفكر القومي الذي بدآ ينمو بين السريان المشارقة في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي بعد التنقيبات الآثرية في العراق و إنتشار تسمية ASSYRIOLOGY و إهتمام العلماء بتاريخ الشعب الأشوري القديم .

السريان المشارقة حسب مصادرهم التاريخية باللغة السريانية هم احفاد الآراميين و لغتهم الأم هي السريانية الآرامية و لكن الفكر الأشوري يدعي أن السريان ينتمون الى الأشوريين القدامى و يحاول بكل الطرق الملتوية في تأكيد الهوية الأشورية الغريبة عن السريان و هويتهم الحقيقية .

ب - هنالك عوامل عديدة ساعدت في الماضي في إنتشار الفكر الأشوري بين السريان سوف أذكر بعضها:

* الإكتشافات الآثرية في العراق و فك رموز الكتاببة المسمارية و إهتمام الغرب في القرن التاسع عشر في تاريخ و حضارة الأشوريين القدامى قد خلق بين السريان الشرقيين فكرة الإنتماء الأشوري .

*الصراع السياسي في أوروبا و سياسة الإستعمار قد دفعت هذه الدول الى تشجيع الإرساليات خاصة البروتستنتية في تواجدها في الشرق .

لقد شرح العالم جان فيه كيف ان التعبير باللغة الإنكليزية "إرسالية للمسيحيين في ( بلاد) أشور" سيتحول الى" إرسالية للمسيحيين الأشوريين" .

*سياسة الإنكليز الخداعة : كتب ويغرام كتابا حول السريان النساطرة سنة 1910 و عنوانه " THE ASSYRIAN CHURCH " و لكنه يؤكد في المقدمة أن التسمية الأشورية هنا لا تشير الى هوية تاريخية او حرفيا " there is no historical authority for this name "و لكنه سيكتب كتابا أخر بعد عشرين سنة يؤكد فيه - بدون براهين علمية - ان النساطرة يتحدرون من الشعب الأشوري القديم ربما لأن السريان النساطرة كانوا " متحالفين" مع الإنكليز في العراق.

*بعد مأساة سيميل سنة ١٩٣٣ و هرب عدد كبير من إخوتنا السريان النساطرة الى أميركا و عالم الإغتراب و تأسيسهم لأحزاب و نوادي ثقلفية و مجلات تحت شعار الإسم و الهوية و اللغة الأشورية.

نشأت عدة أجيال تؤمن انها تنتمي فعلا الى الآشوريين القدامى و انها تتكلم اللغة الأشورية الأم !

*عبر تاريخها الطويل كانت الكنيسة النسطورية تعرف بالكنيسة الشرقية القديمة او الكنيسة السريانية الشرقية و لكنها سنة ١٩٧٦ بدلت إسمها الى الكنيسة الأشورية و صار رجال الدين في هذه الكنيسة يرددون أنهم ينتمون الى الأشوريين و يتكلمون لغتهم الأم " الأشورية" !

*إنتماء السريان المشارقة الى عشائر كانت تعيش في معزلة في جبال حكاري قبل الحرب العالمية الأولى و محاطة بشعوب هندو اوروبية سوف تساعدهم على الحفاظ على تقاليدهم و لغتهم السريانية الأم بعكس السريان الذين كانوا يعيشون مختلطين مع العرب مما سمح لهم بالتكلم باللغة العربية .

ج- أشوريون قدامى أم سريان آراميون ؟

*لا احد ينكر او يستطيع ان ينكر تاريخ الشعب الأشوري القديم و لكن إخوتنا من السريان المشارقة الذين يؤمنون بالتسمية و الهوية الأشورية يرددون ان كل السريان (المشارقة و المغاربة) ينتمون الى الشعب الأشوري العظيم.

*بالرغم من أن علماء السريان النساطرة القدامى كانوا يؤكدون في مصادرهم التاريخية على انهم سريان آراميون و بالرغم ان بعض اشهر علماء الكنيسة الكلدانية المعاصرة يعترفون بهوية آرامية تاريخية موحدة فإننا نرى الفكر الأشوري متمسكا بطروحاته التاريخية الخاطئة.

 *تجاهل متعمد لتاريخنا و هويتنا السريانية الآرامية:

عندما السرياني الشرقي ( المؤمن/ المدعي) بالهوية الأشورية يعرف عن هويته باللغة السريانية يقول " سورايا" اي سرياني و لكن الفكر الأشوري المسيس لا يحترم قواعد اللغة السريانية و بكل جسارة يضعون حرف الألف امام الإسم السرياني و يحولونه الى" أسورايا" و يدعون انه إسمنا التاريخي باللغة السريانية :

و يا للعار لأساتذة اللغة السريانية الجبناء الذين  لأسباب مجهولة ؟

لم يصححوا هذا التزوير الفاضح . كلمة " أسورايا" غير موجودة في اللغة السريانية و التسمية السريانية التي تعني الأشوري هي " أتورايا" اي بحرف التاء!

من يرغب بالإطلاع على تاريخ الآراميين في العراق ارجو ان يطلع على " إنتشار القبائل الآرامية في العراق القديم "

على الرابط

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=2449

*إن أغلب العلماء المتخصصين في تاريخ السريان المشارقة يسمونهم " السريان المشارقة" و يسمون لغتهم اللغة السريانية و ليس اللغة الأشورية كما تروج كنيستهم او بعض المناضلين المتطرفين !

ثالثا - الفكر الأشوري و التاريخ الأكاديمي خطان متوازيان لا يلتقيان.

أ- لقد تطور الفكر الأشوري في السنين الأخيرة و قد بدل الكثير من شعاراته و طروحاته .

بعض الأحزاب تعترف أن لغتنا الأم هي اللغة السريانية و بعض المواقع المهمة مثل موقع عنكاوا تسمي لغتنا سريانية و لكنها تسمح لبعض المتطرفين ان يسموها " اللغة الأشورية" مما يلقي الريبة و الحذر من موقف الأحزاب التي تعترف علنيا بإسم اللغة السريانية و لكنها لا تهتم في الدفاع عن إسم لغتنا العلمي !

لقد لاحظنا في العقدين الأخيرين تحولا في مفهوم الهوية التاريخية و التسمية :

 شعار " كلنا أشوريون" تحول الى " كلنا ننتمي الى شعب واحد" !

 المشكلة إن اصحاب هذه الشعارات لا تبني طروحاتها على دراسات تاريخية علمية و تعمل الى تفريغ التسمية السريانية من مدلولاتها التاريخية و القومية :

*التسمية "سورايا" هي مرادفة للأراميين و موحدة لكل مسيحي الشرق و هي تسمية علمية موجودة في مصادرنا السريانية .

*الفكر الأشوري يقبل بالتسمية " سورايا" شرط ان تفسر عشوائيا " أسورايا " و لكنهم يرفوضونها اذا كانت مرادفة للآراميين .

*رغم تطور الدراسات التاريخية حول السريان الآراميين و لغتهم السريانية الآرامية ، الفكر الأشوري يفضل التسمية المركبة المطاطية و أخر تعبير مطاطي هو " لغة الشعب الكلداني السرياني الأشوري "!

ب - نشر موقع عنكاوا ترجمة لمقال حول تدريس اللغة الآرامية في جامعة أكسفورد .

الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,470857.msg5005775.html#msg5005775

المقال واضح جدا في تعابيره و هو يتكلم عن اللغة الآرامية و الدكتور دايفيد تايلر عالم مشهور متخصص في تاريخ الشعب السرياني و يجيد اللغة السريانية و لكننا رأينا بعض التعليقات المتهورة التي ترفض إسم لغتنا العلمي لانها تؤمن بهوية أشورية مزيفة لهويتنا التاريخية و لإسم لغتنا العلمي .

ج - الفكر الأشوري يحرف المصادر التاريخية و يزيف هويتنا السريانية : بعض المفكرين الذين يدعون بهوية أشورية يدعون ان اللغة الاشورية قد أثرت على اللغة العربية او ان أطباء الخلفاء العباسيين كانوا من الشعب الأشوري !

علما أن المصادر العربية القديمة كانت تطلق على سريان العراق تسمية " النبط" او " نبيط" و فيما بعد تسمية " السريان"

في مقال سياسي مشوه لهويتنا التاريخية كتب السيد وليم أشعيا " دراسة حول الأقليات القومية والدينية في الواقع العربي والاسلامي(الآشوريين نموذجاً) " ذكر فيه :

" وكان العلماء الآشوريون قد لعبوا دوراً كبيراً في نقل الثقافة الآشورية واليونانية والفارسية إلى العرب بحكم معرفتهم بلغات تلك الحضارات". كتبت تعليقا حول " هل كان يوجد ثقافة " أشورية " في ألعصر ألعباسي ؟ موجود على الرابط

http://www.nesrosuryoyo.com/forums/viewtopic.php?f=182&t=5696

طالبت فيه السيد وليم أشعيا بأي حق يحرف المصادر العربية التي تذكر " أطباء سريان " و هو يحولهم الى " أطباء أشوريين " ؟

رابعا - ما الفرق بين العالم و المنجم ؟

أ - كان المنجمون في التاريخ القديم يحتلون مراكز مهمة عند كل الشعوب القديمة .

بالرغم من تقدم العلوم فإننا لا زلنا حتى في المجتمعات المتقدمة من يؤمن بتكهنات المنجمين و لا يخفى على احد كيف كان يستدعي الرئيس الراحل فرنسوا ميتران احدى المنجمات و هو يحتل رئاسة دولة متقدمة .

هل قارئة الفنجان تستطيع ان تبصر ما سيحدث في المستقبل ؟ هل تطور العلوم يساعد المنجمين على معرفة المستقبل بدقة ؟

هل يوجد عند المنجمين " منهجية" خاصة غايتها قول الحقيقة ؟ ام ان هذه المهنة لا تزال من مخلفات الماضي لم و لن تستطيع كشف خبايا المستقبل ؟

هل سمعتم بعالم فلك قد ذكر ان الرئيس التونسي السابق بن علي سيترك الحكم بهذه السرعة ؟

التنجيم كان و لا يزال شعوذة يدفع ثمنها غاليا من يصدق هؤلاء المشعوذين !

ب - العلماء المتخصصون في السريانيات :

لقد ازداد عددهم بشكل كبير و هذا واضح من ازدياد عدد المؤتمراتالأكادمية و عدد المشاركين فيها . كما ازدادت المجلات المهتمة بتراثنا السرياني .

سوف اذكر اهمها و هي HUGOYE: JOURNAL OF SYRIAC STUDIES

الموجودة على هذا الرابط

http://syrcom.cua.edu/Hugoye/

جميع العلماء المتخصصين في دراسة تاريخ و تراث السريان قد أمضوا سنين طويلة في تعلم اللغة السريانية التي تسمح لهم في دراسة المصادر السريانية بمنهجية أكاديمية .

بعض هؤلاء العلماء يتفرغون لدراسة تاريخنا السرياني و هذا يعني في اغلب الأحيان انهم يلقون محاضرة او يقدمون درسا واحدا في الأسبوع لا يتعدى الساعتين و يمضون كل وقتهم في دراسة المصادر السريانية .

لقد خصصت مجلة HUGOYE عددا خاصا حول حياة و اعمال المطران فيلوكسين المنبجي و هنالك دراسة حول رسائل فيلوكسين المنبجي قامت بها الباحثة DANA VIEZURE من جامعة SETON HALL UNIVERSITY

و هي موجودة على الرابط التالي

http://syrcom.cua.edu/Hugoye/Vol13No2/HV13N2Viezure.pdf

اتمنى من القارئ ان يدقق كيف ان هذه الباحثة قد إطلعت على جميع رسائل فيلوكسين و هي تستشهد بها.

ج - لما الفكر الأشوري يتهم العلماء بالكذب ؟

من يطالع مقالات المدافعين عن الفكر الأشوري يلاحظ أن أغلبية كتابها يدافعون عن افكار مسبقة تعلموها في صغرهم و مع إحترامنا الشديد لثقافتهم التاريخية فهم لم يدرسوا التاريخ في الجامعات و لا يعرفون أن لعلم التاريخ منهجية واضحة و هي الوصول الى كشف الحقائق .

من المؤسف ان المدافعين عن الفكر الأشوري المزيف لهوية السورايي / السريان يتهمون العلماء بالكذب بدون ان يطلعوا على أبحاث هؤلاء العلماء .

دفاعهم العنيد سوف يدفعهم الى التطرف و الى تعرية الفكر الأشوري و هم يتوهمون ان كتاباتهم هي بطولات خارقة و يتحدون الجميع كأن البحث في التاريخ هو تحد و هم يخلطون بين ثرثرتهم الفارغة في غرف المحادثة البالتوك و بحث العالم النزيه الذي امضى حياته في المكتبات !

خامسا - العلماء " ضحية" الفكر الأشوري !

أ - سألني احد الإخوة من السريان الموارنة " لما إخوتنا الأشوريين يرفضون الهوية السريانية الآرامية ؟"

فأجبته مسرعا " ليس مهما أن يرفضوا هويتنا التاريخية المهم أن تكون طروحاتهم تاريخية صحيحة و إذا كان لنا جذور تاريخية واحدة فنحن سنلتقي حتما " و هنا شرع يهز برأسه و قال " إنني كنت احضر كل المؤتمرات حول تاريخ و حضارة السريان و كم كنت سعيدا عندما ألقى البرفسور سبستيان بروك محاضرة حول السريان و لكنني تضايقت من مداخلة لأحد الأشوريين الذي لم يحترم مركز العالم بروك كما لو أنه متعمق في التاريخ  ..." قاطعته " هؤلاء هم سريان مثلنا و لكنهم يدعون بهوية أشورية سياسية ليس لها أية علاقة مع الأشوريين القدامى و للأسف إن العلماء هم ضحايا الفكر الأشوري المتطرف ... و كل فرد مدعي بالهوية الأشورية مستعد لمجادلة البرفسور سبستيان بروك !

ب - التاريخ السرياني الشرقي يزيف من اجل التسمية الأشورية :

صحيح ان السريان المشارقة هم الأولون في العمل القومي و قد إعتقد كثيرون من السريان إن الفكر الأشوري هو فكر عملاق لأنه ينادي بالوحدة القومية و لكن هذا الفكر هو عملاق له رجلان من الخزف :

 فكر بدون فائدة لأنه متحجر لا يستطيع مواكبة تاريخ السريان العلمي.

النصب السرياني في الصين يتحول الى نصب أشوري و باللغة الأشورية ( من فضلكم ) !

 الحركة العلمية و النهضة الثقافية التي تمت عند السريان النساطرة المشارقة تتحول الى حركة علمية أشورية و ثقافة أشورية عالية !

و عندما نشرح لهؤلاء الحالمين أن السريان المشارقة قد ذكروا مرارا بأنهم ينتمون الى السريان الآراميين و أن التسمية الأشورية (من حسن حظنا) لم تكن مستحبة في المصادر السريانية الشرقية و الغربية و هذا واضح جدا من قاموس حسن بن بهلول السرياني النسطوري الشرقي لأنه يذكر في العامود رقم ٣٢٢" آثوري يعني عدو " و في شرحه للتسمية السريانية يذكر " منذ القديم كانت السريان يعرفون بالآراميين ... " .

لقد غضب المدعون بالهوية الأشورية و إدعوا ان حسن بن بهلول هو خائن عربي يعمل ضد الهوية الأشورية !

من الغريب كيف يتحول هذا العالم السرياني الى خائن و هو صاحب اهم قاموس للغتنا السريانية المقدسة !

ج - من هو الخرف ؟ قداسة البطريرك أفرام برصوم ام الفكر الأشوري ؟

بعض السريان الضائعين و المغامرين بهويتهم الحقيقية لا يزالون يدعون ان قداسة البطريرك كان يناضل من اجل الهوية الأشورية و يضحكون على البسطاء من شعبنا و يدعون انه " خان الأمة الأشورية".

 قداسة البطريرك افرام برصوم هو من رواد الفكر الآرامي و العودة الى مصادرنا لمعرفة هويتنا الحقيقية .

لقد كان لي شرف المشاركة في المؤتمر الذي أقيم في الذكرى الخمسين لوفاته .

و كان موضوع مشاركتي " في إسم الأمة السريانية" بحث علميّ أَم وصية تاريخية؟ موجودة على الرابط

http://www.Henyi/071201.htm

حيث شرحت كيف إعتمد هذا العالم على المصادر السريانية و المراجع ( العلمية ) كي يؤكد زيف التسمية الأشورية !

الناشط " الأشوري" أشور شليمون نشر مقالا لفنان كبير صاحب موسوعة غير علمية في طرح نظريات مزيفة يدعي فيه - بكل بساطة- البطريرك افرام برصوم سنة 1952 كان خرفا !

قبل نشر تعليق السيد حنا حجار يجب أن يطلع القارئ على الخلاصة التي توصل لها قداسة البطريرك افرام برصوم و ختم بها كتابه " في إسم الامة السريانية" و قد نشر هذه الخلاصة احد الغيورين السريان على الرابط

http://samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=2&t=6754

هذه الخلاصة المبنية على المصادر السريانية تؤكد زيف التسمية الأشورية و تورط بعض رجال الدين السريان مع بعض الشخصيات السريانية في قبول الفكر الأشوري المزيف لهويتنا السريانية الآرامية .

لقد مضى حوالي ٦٠ سنة على صدور هذا الكتاب و يظهر أن السيد أشور شليمون لم يطلع عليه و لا يعرف - مثل العادة - ان قداسة البطريرك افرام برصوم يستشهد بالمصادر السريانية التي لا يرقى الشك في صحتها فاعتمد على الفنان حنا حجار لينتقد " الوصية"

التي تركها لنا البطريرك افرام برصوم !

لقد قام السيد شليمون بترجمة تعليق الفنان حنا حجار في موقع سما القامشلي " لأخ المهندس سمير روهم، لنرى من هم المزورون !"

http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=6946

" مؤخرا قرأت مداخلتك على موضوع ما يسمى " وثيقة بخط يد البطريرك كلي الطوبى مار افرام برصوم " وإجابتي كانت واضحة وضوح الشمس في ربيعة النهار من أنها مزورة .... ذا وإن الأخ " حنا حجار " عندما ثبت الموضوع على الموقع الآشوري السرياني ASSYRIAN BETH SURYOYO I` هذا ما جاء به من تعليق باللغة الانكليزية والترجمة تحت كل نص باللغة العربية من قبلي لتعرف الحقيقة ومن هم المزورون وشكرا.

هنا أدناه الروابط لوثائق تعود إلى اكثر من ثلاثين سنة كتبها قداسة البطريرك مار أفرام ما بين 1919-1920 عندما مثل الكنيسة الأرثوذكسية والأمة الآشورية في مؤتمر باريس لعصبة الأمم والتي غدت لاحقا ما يسمى ب" الأمم المتحدة ".

هنا بصراحة أعلن بأن أعضاء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية هم آشوريون، حيث ركز على ذلك بكل وضوح.

النسبة لهذه الوثيقة المكتوبة في عام 1952، لاحظ أنها لا تحمل توقيع البطريرك، رغم وجود الخاتم البطريركي، علما كل فرد بوسعه فعل ذلك عندما يسطو على الخاتم ويقوم بالتزوير، أضف ألى ذلك لمن قدمت هذه الوثيقة؟ ( كما انه لا يوجد شاهد عيان على ذلك!

ومن جهة أخرى، إن الوثائق لأعوام 1919-1920 تحمل توقيع البطريرك، وكانوا وثائق رسمية قدمت لعصبة الأمم، هيئة عالمية لممثلي الدول الرسمية حيث قداسته حضرها شخصيا أمام المئات من الرسميين الدوليين .

وإذا قارنا وثائق 1919/ 1920 مع ما تدعى وثيقة لعام 1952 أول ما نلاحظ بأنه هناك تناقض صريح، ولكون وثائق 1919/1920 مقابل الوثيقة 1952 هناك تناقض كل ذلك يدعونا لنسأل هذه الأسئلة:

أكان مار أفرام برصوم صائبا في 1919/1920، وغير ذلك في 1952 او بالعكس؟

هل كان في وضع مهزوز عقليا لقدم سنه، حيث توفي كما نعلم بعد ذلك الحين ب 5 سنوات 1957 أي تحت عامل الشيخوخة.

هل كان ذلك في وضع انفصام الشخصية كي يدلي بهذه الإعلانات المتناقضة ؟

هل كان تحت ضغط وأوامر النظم العربية تملي عليه ما يكتب، ومنها بياناته القديمة ؟

ولكن لا تنسى حتى بطرس الرسول نكر السيد المسيح عندما استجوب ( بعد إلقاء القبض على المسيح)!

وهل هذا سيؤثر على معرفة بطرس الرسول للمسيح؟ " حنا حجار نرى هنا ان الفنان حنا حجار لم يطلع على كتاب " في إسم الامة السريانية" و مثل العادة يتهم هذا البطريرك العالم بالخرف و الإنفصام بالشخصية و نكران الأصل الأشوري !

طبعا قداسة البطريرك افرام برصوم لم يكن خرفا سنة ١٩٥٢ و لكنه في أبحاثه التاريخية وجد ان مصادرنا السريانية تثبت جذورونا و هويتنا الآرامية و لذلك - و بدون الإطلاع على أبحاثه - يتهم بالخرف و الخيانة !

السيد أشور شليمون يعتقد انه بمجرد نشره لتعليق بدون منهجية يستطيع ان يضع عناويين طنانة " لنرى من هم المزورون !".

السريان المشارقة و المغاربة هم آراميون في هويتهم و لغتهم و تراثهم!

التعليقات الصبيانية المتسرعة غير نافعة و هي تسرع سقوط طروحات الفكر الأشوري مثل أوراق الخريف !

سادسا - السريان و الفكر الأشوري المتحجر : عمل وحدوي ام مجاملة خبيثة ؟

إننا قد نتفهم وضع بعض رجال الدين السريان في تركيا عندما يسايرون الرأي العام التركي من اجل المحافظة على البقية من السريان في طور عبدين و إسطنبول فيقولون " نحن أتراك مسالمون...".

بعض الشخصيات السريانية من إعلاميين و رجال دين و أساتذة في اللغة السريانية يجاملون الفكر الأشوري المتحجر : اللوحة الموجودة في الصين هي سريانية و ليست أشورية!

 لغتنا هي سريانية و ليست أشورية و هويتنا التاريخية الحقيقية هي سريانية آرامية و ليست أشورية!

كان الأستاذ ابرهوم نورو - رحمه الله - يشارك في معظم المؤتمرات السياسية الأشورية و كان يجامل اصحاب هذا الفكر المتحجر وعندما سألته عن الدافع أجابني :

من أجل الوحدة !

أصحاب هذا الفكر لا يسعون الى الوحدة و لكن من اجل الدفاع عن طروحات تاريخية غير علمية و هي السبب الرئيسي لعدم وجود حل لوحدتنا المنشودة .

إن السريان و الكلدان الذين يشاركون في " المؤتمرات السياسية الأشورية" خاصة في العراق لا يستطيعون ان يقنعونا انهم يعملون من اجل وحدة شعبنا فهم يعملون من اجل مصالحم الخاصة .

اي سرياني او كلداني غيور يطمح الى وحدة حقيقية يقبل بنظرة الفكر الأشوري الى العلماء؟

هل البرفسور سبستيان بروك هو خائن ؟ هل العالم السرياني النسطوري حسن بن بهلول هو عروبي يعمل ضد الهوية الأشورية و هي كانت مندثرة تماما في ايامه ؟

أيعقل من سرياني يجامل الفكر الأشوري ان يقبل بأن توجه تهمة الخرف و إنفصام في الشخصية و الخيانة الى أعظم بطريرك عالم عرفته الكنائس السريانية في القرن العشرين ؟

الخاتمة

أ - السريان المشارقة لا ينتمون الى الشعوب القديمة المنقرضة و الغائبة عن مسرح التاريخ : السريان الشرقيون هم آراميون بهويتهم و لغتهم و حضارتهم !

ب - لقد انحرف الفكر الأشوري بطروحاته التاريخية :

 اذا كان فعليا يطمح الى توحيد شعبنا عليه ان يعمد الى النقد الذاتي و منع المتطرفيين في الإسائة الى هذا الفكر السباق في العمل من اجل وحدة قومية و الإبتعاد عن الإنتماء الطائفي المقسم .

ج - لقد مارس بعض السريان الغربيين من شخصيات و رجال دين و إعلاميين و مسؤولي مواقع سياسة " النعامة" التي لا ترى الصياد لأنها وضعت رأسها داخل التراب .

 الفكر الأشوري يزيف تاريخنا و هويتنا و إسم لغتنا ، على هؤلاء السريان ان يدافعوا عن تاريخنا العلمي كي نتوحد . إن سكوتهم يشجع الطروحات المتطرفة :

اي سرياني مثقف لا يعرف أن إسمنا في اللغة السريانية لا يكتب بحرف الألف " أسوريويو/ أسورايا " أو اي مطران جليل لا يعرف ان إسم لغتنا هو " السريانية الآرامية " !

د - إذا كان " بعض" السريان لأسباب غير علمية يؤمنون اليوم بأننا جميعا ننتمي الى شعب واحد متحدر من الأشوريين القدامى فقد آن الوقت كي يتأكدوا بأنفسهم بالعودة الى مصادر أمينة و مراجع علمية ! نعم نحن شعب واحد و لكننا سريان آراميون !

ه - بعض طروحات الفكر الأشوري ( أسورايا - اللغة الأشورية - أطباء أشوريون في العصر العباسي .... ) تفضح مواقف " بعض" السريان الذين يضعون رؤوسهم تحت التراب و لكنها توقظ الأكثرية من السريان !

كلمة أخيرة : نحن نعلم جيدا الأخطار التي نتعرض لها في أوطاننا و لكن " إغلاق" موضوع الهوية و التسمية لحجج واهية هو أمر غير مقبول .

نحن نؤمن أن الدراسات التاريخية العلمية توحدنا و سياسة" المجاملة" هي التي تبقي الإنقسامات و الطروحات المزيفة عائقا لوحدة تاريخية حقيقية !

المنجمون كاذبون حتى و إن صدقت تنبؤاتهم و العلماء المتخصصون يعملون ضمن منهجية علمية هدفها كشف الحقائق :

ردود بعض المتطرفين تبرز لنا مدى تحجر الفكر الأشوري .

ml>

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها