نقد بناء ام نقاش عقيم؟
نقاش جديد ( و ليس الأخير ) حول التسمية السريانية و الهوية
السريانية و اللغة السريانية في موقع القامشلي الغيور تجدونه على
هذا الرابط
http://www.kamishli.com/smf/index.php?topic=15880.0
إشترك فيه بعض الإخوة الغيورين ، و كانت دهشتي عندما عرفت أن الأخ
gao
هو من السريان الملكيين ، وكانت خيبتي عندما
ذكر الأخ
goora1
ممارسات
موقع الذي يبدل إسم لغتنا السريانية
إلى أشورية .
أخيرا لقد شارك أحد
الإخوة في الدفاع عن تسمية
"اللغة
الأشورية " ، لذلك إخترت هذا العنوان
"
نقد بناء ام نقاش عقيم ؟
" .
أرجو أن نساهم جميعا في تحويل
نقاشاتنا إلى حوار أخوي
و بقدر المستطاع الى نقد بناء
.
أولا
-
الأخ
gao
لقد فرحت جدا لكونك آرامي ملكي ، إنني أتفهم صرختك الأليمة
و أتمنى أن تتعرف أكثر على تاريخنا العلمي كي تساهم
في
الدفاع عنه و المحافظة عليه.
للأسف لقد ورد في مقالك بعض المفاهيم الخاطئة التي نقلتها
من بعض المراجع ، سوف أصحح بعضها بإيجاز.
أ - آرام هي سوريا
نعم إن بلاد سوريا هي تسمية مرادفة لتسمية بلاد آرام
.
و قد وردت في نصوص سفيرة " آرام كلها " و تعود الى أواسط القرن السابع
ق.م.
و قد وردت في التوراة " بلاد آرام " ، أما الترجمة السبعينية
فقد ترجمتها إلى بلاد سوريا
SYRIA .
و لكن غير صحيح أن ألتسمية السريانية كانت مرادفة للمسيحية
و قدمت عشرات البراهين من النصوص السريانية التي
تدحض
هذه النظرية الحديثة .
عفوا يا أخ
gao "وسوريا
اي بلاد المسيحيين"هي
إستنتاج خاطى لأن النظرية خاطئة :
فسوريا هي بلاد أجدادنا
الآراميين
!
ب - سكان سوريا الاصليين
لقد عاش
الآراميون مئات السنين في الشرق قبل أن يؤسسوا
ممالكهم العديدة في سوريا
آرام و في الجزيرة بيت نهرين
.
هنالك قرابة بين الكنعانيين ( الفينيقيين
(و
الآراميين ، لقد أخذ أجدادنا
الأبجدية الكنعانية و طوروها .
لقد وردت
تسمية بلاد كنعان في
التوراة خاصة .
إن إنتشار القبائل الأرامية و تأليفها لممالك
آرامية عديدة في كل من سوريا و الجزيرة و وسط العراق سوف
يكون العامل الأول إلى " صهر " بقايا الشعوب القديمة في
سوريا، و قد حافظت بعض الجيوب الحثية على وجودها خاصة
في حما و كركميش
.
لا
يوجد أي ذكر لوجود كنعاني في سوريا في الألف الأول ق.م
بعكس الساحل
اللبناني .
لذلك أرجو أن تنتبه الى ما كتبت
"فكل
آرامي وثني (أو كنعاني فينيقي) تنصّر (أي دخل المسيحية) في عهد الحكم
اليوناني سمي سوري أو سورياني
".
-إن
أجدادنا المسيحيون قد حافظوا على إسمهم الأرامي و لم
يكن
يعني الوثني
.
-التسمية
السريانية صارت مرادفة للتسمية الآرامية و ليس
للمسيحية
.
-لقد
حافظ الكنعانيون الفينيقيون على وجودهم في
الساحل أما
سكان سوريا الاصليين فهم الأراميون الذين كانوا يشكلون الأكثرية
الساحقة خلال أكثر من 2000 سنة!
ج - من هم السريان ؟
لقد ذكرت أو رددت مفهوما خاطئا إذ كتبت
"والسريان
هم سليلة حضارة بلاد آرام وبلاد ما بين النهرين
,
وهم أحفاد الآراميين و الآشوريين و الكلدانيين - البابليين و الفينيقيين -
الكنعانيين و باقي حضارات سوريا السامية
الذين اعتنقوا الديانة المسيحية في القرن الأول للميلاد.
"
عفوا أخ
gao
، إن نظرية العالم الفرنسي
QUATREMERE
تقول عندما تنصر
الأراميون أطلقت عليهم التسمية السريانية
!
هذه نظرية خاطئة غير صحيحة ،
لا يزال قسم من رجال الدين
السريان يؤمنون بها و
ينشرونها في مؤلفاتهم بالرغم من عدم
وجود أي برهان يثبت تلك النظرية سرياني يعني مسيحي
!
المشكلة إن " البعض " يستغل هذه النظرية و " يدعي " إن
الشعوب القديمة المنقرضة قد قبلت الديانة المسيحية و صارت
تعرف بالشعب السرياني
)أي المسيحي؟)
السريان هم أحفاد الآراميين و ليس الشعوب القديمة
!
د - تراجع آرام
لقد وردت عبارة غير دقيقة إذ كتبت " وبسقوط مدينة تدمر الآرامية بيد
الرومان في أواخر القرن الثالث للميلاد انتهت آخر مدينة للشعب الآرامي
وأصبحوا بدون مملكة أو مدينة خاصة بهم ".
نعم لقد أصبحنا
بدون مملكة و لكننا كنا نشكل
أكثرية ساحقة حتى بعد دخول العرب إلى بلادنا .
و ظلت بعض
المدن و الكثير من الضيع عامرة بالسريان الآراميين
.
ه - علاقة الأحرف السريانية بالأبجدية الفينيقية
لقد كتبت " في القرن العاشر قبل الميلاد أخذ الآراميون الأبجدية عن
الفينيقيين واستعملوها للكتابة بعد أن طوروها.
وفيما بعد بدأ الفينيقيون استعمالها لذا ترى أسماء المدن والقرى اللبنانية
من أصل سرياني وليس فينيقياً
" .
-الفينيقيون
حافظوا على
أبجديتهم ، النصوص المكتشفة حديثا
تثبت ذلك
.
-لقد
سكن الفينيقيون على
الساحل بينما سكن الآراميون في الجبال
و سهل القاع ، و كان لبنان الشمالي
يؤلف جزءا من مملكة حما
الآرامية .
و كان لبنان الداخلي يؤلف مملكة
آرامية مستقلة عرفت
بإسم " بيت رحوب".
و هذا يعني أن سكان لبنان كانوا
آراميون
و ليسوا ناطقين باللغة الآرامية أو السريانية.
أخ
gao
هذه النقاط عالجتها في أبحاث عديدة ، لقد أحببت
أن أعيدها لأنك تحب
النقاش و لأنك تملك إرثا آراميا حضاريا
أنا أعتقد أنه من واجبي أن
تتعرف عليه
.
ثانيا -الأخ
Assyrian King
لقد ورد في تعليقك
الكثير من المعلومات الخاطئة سوف أذكر
إثنين منها
.
أ - لقد كتبت " انت تقول بأن السريان قدموا من العراق وبابل يا أخي العراق
لم يكن فيها سرياني واحد لقد كانت كلها امبراطورية آشورية
".
-إن
التسمية السريانية لم تطلق على
أجدادنا الآراميين في زمن
الإمبراطورية الأشورية .
لقد إنتشرت القبائل
الآرامية و الكلدانية
في جنوب و وسط العراق أي بلاد أكاد .
لقد تعرفنا على إنتشار
الآراميين بفضل الكتابات الأكادية التي تركها ملوك أشور
حول
حروبهم مع تلك القبائل
.
- لقد
إنتشرت تسمية " بيت آراماي" أي بلاد
الآراميين و حلت بدل
التسمية القديمة بلاد أكاد
.
-
بلاد أكاد لم تكن
تحت الإحتلال الأشوري طوال تاريخ الإمبراطورية الأشورية .
و قد حكم عدة
ملوك
كلدان بلاد أكاد
قبل إستقلالهم سنة 625 ق.م و قضائهم المبرم على
الأشوريين
سنة 612 ق.م
.
-أغلبية
سكان العراق هم من السريان المشارقة و لا يزالون يطلقون
على أنفسهم - و بلغة أجدادهم اللغة السريانية - تسمية
"
سورايا " أيسرياني
!
ب - النقطة الثانية : لقد كتبت " اما بشأن اللغة فقد تطورت اللغة السريانية
من اللغةالآشورية القديمة ولا مجال
للنقاش في هذا ومطورها كان مار افرام السرياني"
- لقد
رد عليك الأخ كبرائيل بأسلوب مهذب و فتح لك باب النقاش
و الحوار ، بالرغم من كتابتك " ولا مجال للنقاش في هذا
" .
-الأشوريون
كانوا يتكلمون اللغة الأكادية و كانوا يسمونها
اللغة
الأكادية و ليس الأشورية أم الإسبانية
!
- اللغة
السريانية متحدرة من اللغة الآرامية و ليس من الأكادية ،
لقد تطورت اللغة الآرامية في بلاد
آرام و ليس في بلاد أكاد
.
-بما
إنك ذكرت مار افرام السرياني ، عليك
أن تعلم أنه كان
يسمي لغة أجدادك باللغة الآرامية و ليس
....
ثالثا - الأخ
Assyrian Gabriel
شكرا لك لدفاعك عن تاريخ اللغة السريانية الآرامية ، لن أناقشك
في كل النقاط التي طرحتها و ذلك لأننا
تناقشنا في الماضي .
أحب
أن أشير لك إن إستشهادك بمقال د .
جميل حننا حول
اللغة السريانية
لم يكن موفقا حسب إعتقادي لأنه غير ضليع بتاريخ
لغتنا
المقدسة .
كان من الأفضل الإستشهاد ببحث د . أمير حراق
.
ملاحظة ثانية لقد كتبت " المطران العلاّمة يعقوب أوجين منّا كتاب قاموسه
الشهير)
دليل الراغبين إلى اللغة الآرامية) وهذا دليل على أن اللغة أصلها آرامية
وتسميتها الحديثة سريانية ( باللاتيني ) و أشورية - أثورية (باللغات
السامية(
" .
هل ممكن أن تشرح لنا كيف تكون
تسمية لغتنا سريانية ( باللاتيني) و أشورية
ـ
أثورية
)باللغات
السامية) "؟
و أين ذكر المطران أوجين منا هذه الفكرة ؟
أخيرا إن رائد النهضة القومية الملفان الكبير نعوم فائق لم يكن
مؤرخا و أقاويله هي مجرد أقاويل طالما هي غير مبرهنة أو
غير
مستندة على مراجع علمية .
النقد البناء يتطلب شجاعة
فكرية و أبحاث مستمرة
.
في محاضرتي الأخيرة في مؤتمر
البطريرك أفرام برصوم قدمت عدة أخطاء
تاريخية إرتكبها
قداسة البطريرك مع إنني أعتبره أهم الشخصيات
الآرامية
السريانية في تاريخنا الحديث
!
رابعا - الأخ
goora1
بصراحة لا يوجد عندي أي تعليق على ردك ، و لكنني أشكرك
لأنك
شرحت للقراء كيف تدافع بعض المواقع عن مفاهيمها
الخاطئة .
هذه المواقع
تشوه إسم لغتنا و تدفننا و نحن أحياء
.
أرجو أن يسمح لي
المشرف على هذا المندى أن أنشر إسم
موقع سرياني مرموق ينشر الدرسات
السريانية العلمية حول
تاريخ أجدادنا .
أتمنى من الإخوة المحاورين
التعرف على هذا
الموقع و شعاره " الحوار الثقافي"
.www.SyriacStudies.com
نقد بناء أم نقاش عقيم ؟
يتوقف على " موقف " كل منا
و مفهومه
للحقائق التاريخية . البعض يتوهم إن " الهوية السريانية
"
هي لوحة فنية
يحق لكل إنسان أن يفسرها حسب حسه الخاص
!
نحن نؤمن إن هويتنا
السريانية هي حقيقة تاريخية و لها مفهوم
تاريخي ملزم للجميع :
يجب أن نقبل تاريخنا السرياني مع كل
عيوبه و يجب أن نتعاون جميعا لتكون
نقاشاتنا علمية و مفيدة
كي نتعرف على تاريخنا الحقيقي
.
|