السورايي و مسلمات
عوديشو ملكو الغير أكاديمية
السيد عوديشو ملكو يدافع في مقالاته عن الفكر الأشوري المعاصر.
الغريب أنه
يتمسك بمفاهيمه التاريخية و اللغوية و السياسية الخاطئة و يحاول فرضها على
السورايي كأنها من المقدسات.
من المؤسف أن السيد عوديشو ملكو - الذي يحب النقاش
العلمي - لم يرد على تعليقي على لقائه مع موقع عنكاوا المنشور على هذا الرابط
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,29739.0.html
فالسيد ملكو إدعى بوجود لغة أشورية و هذا غير صحيح ، لأن الشعب الأشوري كان
يتكلم الأكادية و يسميها اللغة الأكادية.
في مقال جديد للسيد ملكو المحترم ، يردد نفس الأخطاء لذلك أحببت أن أعلق عليها
مرة أخيرة ، ربما السيد ملكو يتعرف أكثر على تاريخنا الأكاديمي الحقيقي.
مقال السيد ملكو هو تكملة لمواضيع سياسية تحت عنوان
"
الوسطية مفتاح للصعاب
(4)"
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,81813.0.html
أولا
-
اللغة السريانية.
أ
-
جاء في البيان الختامي للمؤتمر
"
والسعي الجاد للنهوض باللغة السريانية العريقة، رمز وجودنا القومي
".
تاريخ اللغة السريانية معروف ، أبحاث د.
أمير حراق و د.
أسعد صوما تثبت أنها اللغة الأرامية المتطورة.
ب
-
كتب السيد ملكو
"
أما اللغة:
فهي لغتين سريانية طقسية وآشورية رابعة معاصرة وهي اللغةالادبيةً المحكية
المعاصرة ـ.
"
ج
-
نحن لا نفهم
"
أكادمية
"
السيد ملكو عندما يردد مفهومه الخاطئ بالإدعاء أن لغتنا الطقسية هي سريانية أما
لغتنا المحكية فهي أشورية ؟
د
-
هل المؤتمر يريد الحفاظ على لغتنا السريانية الطقسية أم لغتنا السريانية
المحكية ؟
ه
-
ليت الباحث السيد عوديشو ملكو يشرح للسورايي متى و لما أطلقت التسمية الأشورية
على اللغة السريانية ؟ و ليشرح للقراء لما كان أجدادنا يسمون لغتهم سريانية أو
أرامية ؟
و
-
عندما يشدد السيد ملكو على تسمية لغتنا باللغة الأشورية تتحول
"
مسلماته و مقدساته و طروحاته
"
إلى مواقف سياسية متطرفة و ليس أكاديمية كما يدعي لأن جامعات
العالم تسمي لغتنا
"
سريانية
"
و ليس
"
أشورية أم إسبانية
".
ز
-
السيد ملكو ، الباحث و الأكاديمي ، لا يحق له بتسمية لغتنا
"
أشورية
"
لأنها غير صحيحة ، الشعب الأشوري القديم لم يكن له لغة
"
أشورية
"
خاصة به ، و لأنه كان
يتكلم اللغة الأكادية.
السورايي يتكلمون لغتهم القومية و هي اللغة السريانية
!
ثانيا
-
من هم السورايي ؟
طبعا لن أتطرق إلى مفهوم المؤتمرين في عتكاوا إلى تسمية
(
سورايا)
.
لقد وضعوا هذه التسمية بين قوسين ربما في المستقبل يشرحون لما تبنوا هذه
التسمية و ما هو مفهومهم لها.
تسمية سورايي هي تسميتنا التاريخية و القومية و ليست رهينة للفكر الأشوري كما
يتوهم السيد ملكو المحترم
!
أ
-
كتب السيد ملكو
"
الا ان سورايا في الاشورية تعني
(أسورايا...
اتورايا...
اشورايا)
وفي اللغات الغربيةAssyrian وهي
والحالة هذه عين التسمية الاشورية القومية الاصلية أي"الاشوري"."
ب
-
سيد ملكو المحترم ، لا يوجد لغة أشورية لا في التاريخ القديم و لا في التاريخ
الحديث.
أنك ستتعب نفسك في السباحة ضد التيار الشعبي الذي لا يتنكر لإسم اللغة
السريانية.
ج
-
هل تستطيع أن تذكر للقراء أين وجدت نصا سريانيا يذكر الشعب الأشوري القديم
(
أسورايا...
اتورايا...
اشورايا)
كما ذكرت ؟
علما أن النصوص السريانية القديمة إستخدمت التسمية
ܐܬܘܪܝܐ
و ليس
ܐܣܘܪܝܐ
أو
ܐܫܘܪܝܐ.
إنني لا أطالب من المثقف أو السياسي الذي يدعي أن أجدادنا كتبوا عن
أنفسهم
(أسورايا...
اتورايا...
اشورايا)
و لكنني أطالبك أنت لأنك تكتب تحت غطاء الأكاديمية ، أن تقدم النصوص التي تثبت
إدعائك
لربما أنت وجدت نصوصا سريانية و ليس
أشورية تثبت نظريتك ؟
د
-
سيد ملكو الحقائق الأكاديمية تعني حقيقة تاريخية واحدة
.
أنت لا تستطيع أن تفسر تسمية سورايا التاريخية بدون العودة إلى تاريخ السورايي
أو تفسرها حسب طرحك
السياسي الأشوري
!
مفهوم الفكر الأشوري للتسمية سورايا هو مفهوم خاطئ و غير صحيح ، لأن أجدادنا و
من خلال كتاباتهم العديدة كانوا يميزون
بين التسميتين
:
*
ܐܬܘܪܝܐ
:
*ܣܘܪܝܐ
:
الأولى هي تسمية الشعب الأشوري ، أما الثانية فهي التسمية التاريخية و القومية
التي كان أجدادنا يتمسكون بها.
إذا كنت تحب أن تتأكد عليك العودة إلى شروحات و تعليقات أباء الكنيسة السريانية
لترى أنهم كانوا يميزون بين التسميتين!
طبعا إنني مستعد أن أذكر لك أين تستطيع أن تجد المراجع العلمية التي نشرت تلك
الشروحات.
ه
-
بصراحة لم أفهم أي من اللغات الغربية تذكر أن سورايا
"
وفي اللغات الغربية Assyrian
".
من المؤسف أن الفكر الأشوري لا يزال متمسكا بنصوص المؤرخ هيرودوت
حول التسمية
السريانية و لا يريدون الإطلاع على التسمية السريانية و مدلولها عند المؤرخين و
علماء الجغرافيا اليونان اللاحقين.
و
-
يذكر المؤرخ كزينوفون بعض حروب الأشوريين القديمة
XENOPHON , Cyropédie I(5) 2
و في نص مشهور
:
"
ولكن ملك آشور بعد أن أخضع السريان وهم أمة محترمة
".
ويقول سترابون الجغرافي اليوناني)
القرن الميلادي الأول قبل المسيح :
" (
يقول لنا أيضاً بوسيدونيس إن هؤلاء الذين أطلق عليهم اليونان إسم السريان
" Syrian "
فإنهم يطلقون على أنفسهم إسم الآراميين
".
لا بل إننا نرى في الترجمة اليونانية للعهد القديم
,
بأن تسمية بلاد آرام تترجم إلى بلاد سوريا ودائما كان يترجم الشعب الآرامي إلى
الشعب السرياني.
لا يستطيع أحد أن يدعي
بأن
"
حداد عدري
"
ملك آرام كان آشورياً وبالتالي لا أحد يستطيع أن ينكر بأن تسمية السريان قد
أصبحت مرادفة للآراميين.
المؤرخ فلافيوس جوزيف
,في كتابه الشهير عن اليهود كان يستعمل التسمية الآشورية ليعني بها الأمة
الآشورية القديمة,
و
كان يستعمل التسمية السريانية ليقصد بها الآرامية كقوله:
كان لسام أحد أبناء نوح خمسة أبناء:
آشور وهو الثاني وقد بنى مدينة نينوى وأعطى إسم الآشوريين
(أسيريان(
لأتباعه الذين كانوا أغنياء وأقوياء جداً.
..
ومن آرام وهو الرابع يتحدر الآراميون الذين يطلق عليهم اليونان إسم سريان
".
ز
-
لا شك أن التسمية السريانية مشتقفة من التسمية الأشورية ، التي أطلقها الفرس
كتسمية إدارية على الشرق القديم.
و لكن التسمية السريانية أصبحت منذ القرن الثالث ق.م
-
و لا تزال
-
مرادفة لأجدادنا الأراميين.
أي أن تسمية سورايا لم تطلق على الأشوريين كما تستنتج
"
وهي والحالة هذه عين التسمية الاشورية القومية الاصلية أي"الاشوري
".
ح
-
خلافاتنا حول تفسير التسمية
"
سورايا
"
، نستطيع أن نحله بإعتمادنا على التاريخ الأكاديمي و ليس بترديد
"
مسلمات
"
مسبقة تدافع عن الفكر الأشوري.
السورايي يريدون تفسيرا
"
علميا
"
لهويتهم ، التفسير السياسي المتقلب غير مقنع ، و التفسير القومي يجب أن يكون
"
صادقا
".
ثالثا
-
نظرة الفكر الأشوري إلى السورايي
.
أ
-
من المستحيل على الفكر الأشوري أن يوحد السورايي ، لأن المؤمنين به و منهم
السيد ملكو لا يزالون ينظرون إلى الكلدان و السريان من وجهة نظرهم المبنية على
معلومات تاريخية خاطئة.
كتب السيد ملكو
"
فالاشوري حاور أهل المذاهب المشرقيةوالرومانية والارثودوكسية،
".
الكلدان و السريان هم أحفاد القبائل الكلدانية و الأرامية التي قضت على
الإمبراطورية
الأشورية و سيطرت حضارتهم و لغتهم الأرامية على الشرق القديم.
ب
-
ثم يكمل السيد ملكو مقاله السياسي
"
قناعة منه بأن الحالة الاشورية هي من المسّلمات وليس من الضروري مناقشتها في
هذه المرحلة
"
.
لا شك أن بعض الكلدان و السريان لا يزالون منخدعين بالفكر الأشوري ، و لكن
السؤال إلى متى ؟
سيد ملكو أن التسمية الأشورية ليست من المسلمات و أنه
"
من الضروري
"
مناقشة تاريخ السورايي.
*
الفكر الأشوري يزور تاريخ السورايي ، أفرام السرياني يصبح أشوريا و برديصان
الأرامي هو أيضا يصبح أشوريا!
و حتى تاريخ الأكاديين لم يسلم من التزوير، اللغة الأكادية صارت أشورية بفضلكم
رغم أن الأشوريين كانوا يسمونها أكادية
!
وحتى سرجون المعروف بالأكادي يصبح هو أيضا أشوريا.
* إسم لغتنا التاريخي و العلمي و المستقبلي كان و سيظل اللغة السريانية. بعض
الأحزاب الأشورية قد صححت من موقفها ، مؤتمر عنكاوا يذكر اللغة السريانية و ليس
الأشورية.
* هوية السورايي و حضارتهم هي الأرامية. لم تطلق تسمية بلاد الأراميين على جنوب
و وسط العراق القديم جزافا !
ج - كتب السيد ملكو " وادرك السرياني والكلداني والمشرقي النسطوري بأن لا قائمة
له ولهم جميعاً دون الحقيقة العلمية والاكاديمية الاشورية والاقرار بالمسّلمات
والحقائ
ق التاريخية ".
الكلدان و السريان لا يستحون من تاريخهم الحقيقي ،
أغلبيتهم ترفض الفكر الأشوري الغير مقنع.
غيرة بعض المثقفين الكلدان و السريان
من أجل وحدة السورايي لا تعني " لا قائمة له ولهم جميعاً دون الحقيقة العلمية
والاكاديمية الاشورية "
* للأسف الشديد أن مقالك و تفسيرك لتسمية سورايا يثبت للجميع أن الحقيقة
العلمية والاكاديمية الاشورية "
هما خطان متوازيان لا يلتقيان.
* الفكر الأشوري السياسي فشل في توحيد السورايي ، التسمية المركبة المصطنعة هي
فاشلة أيضا.
* الكلدان هم الأكثرية من بين السورايي ، على الكلدان أن يسرعوا في نهضتهم ،
لأن المؤتمرات السياسية لن تتوقف.
د - أخيرا كتب السيد ملكو جملة طريفة " ولابد من الوقوف عند هذه النقطة
لاقول:انني هنا لا ادافع عن هذه اللفظة (سورايا) ولا أقرّها كأسماً شرعياً
وصحيحاً للامة ".
إذا كانت التسمية سورايا تعني التسمية
الأشورية فلما لا تقبلها ؟
ليس مهما إن قبلت أم لا بالتسمية سورايا كتسمية قومية ، كل الأهمية أن ندرس
تاريخ تسمية سورايا ، لذلك أقترح على السورايي أن يشجعوا شبابنا المثقف بدراسة
علم التاريخ
و التخصص في تواريخ السورايي و تأمين منح مالية كي يكملوا أبحاثهم
حول السورايي. فمن العار أن نجهل تاريخنا و من العار أيضا أن تبقى تسمية سورايا
بين قوسين !
سيد عوديشو ملكو المحترم ، ليتك كتبت تعليقك بعنوان أخر ، لأن عنوانك " الوسطية
مفتاح للصعاب " يتناقض مع الأفكار التي تدافع عنها ، مسلماتك حول مفهوم سورايا
و
اللغة السريانية هي " متطرفة " ! |