عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الفكر الآشوري المزيف

هل يقودنا قطار المجلس الشعبي نحو الهوية أم الهاوية؟

091220

ألح أحد الغيورين السريان الآراميين في دعوتي الى الغداء معا في أحد مطاعم ستوكهلم و الأخ س. ر مشهور بغيرته و تشجيعه للباحثين في تاريخنا السرياني الآرامي .

دار حديثنا نحو موضوعين مهمين.

أ - أن بعض المؤسسات السريانية تعرض علي أن تمنحني منحة دراسية كي أتمم أطروحة الدكتورا و كان جوابي صريحا جدا و هو إنني لا أملك الوقت الكافي لتحضير أطروحة دكتورا لأنني جاوزت الخمسين من عمري و أولادي هم بحاجة الى وجودي معهم و لكن لما لا تعلن المؤسسات السريانية عن وجود منح للمتفوقين من أبناء شعبنا كي يكملوا تخصصهم في تاريخنا السرياني أو تاريخ الشرق القديم ؟

ب - قال لي الأخ س.ر إنني سرياني آرامي و لكنني أريد أن أدعم كل حزب في العراق يعمل لإنقاذ الوجود المسيحي المهدد ثم سألني " أستاذ هنري ما رأيك في " المجلس الشعبي" ؟

جوابي كان " لا يحق لنا أن نحكم على أي حزب أو مؤسسة إلا بعد وقت يسمح للباحث أن يتعرف على برنامج الحزب و فاعليته على الأرض " .

أولا - هل المجلس الشعبي هو الممثل الشرعي للمسيحيين في العراق ؟

طمح هذا المجلس أن يكون ممثلا لكل القوى المسيحية في العراق مستفيدا من علاقته مع الأكراد و من المساعدات العديدة التي أغدق بها الأستاذ أغاجان على رجال الدين المسيحيين و على عديد من المؤسسات المسيحية و حتى على بعض الشخصيات التي تحمل أسماء لامعة .

بدأنا نسمع في الآونة الآخيرة بعض الأصوات المعارضة حول دور " المال" في شراء الأصوات و الضمائر لتأييد المجلس الشعبي في الإنتخابات و في تحقيق برنامجه .

لقد فشل المجلس الشعبي أن يكون الممثل الشرعي للمسيحيين في العراق لأنه حزب حديث ليس له طروحات خاصة به فهو كان تجمع لبعض الأحزاب الكلدانية و الأشورية و السريانية و لكل منها مفهومه الخاص لهويتنا التاريخية و لنضالنا السياسي و حتى لعلاقتنا المستقبلية مع العرب و الأكراد .

في الأشهر الأخيرة فضلت الأحزاب و القوى الكلدانية الفاعلة أن تقفذ من قطار المجلس الشعبي لأسباب مجهولة و لكنها صرحت أنها الممثلة الشرعية للكلدان .

و قد تبعتها بعض الأحزاب الأشورية مما دفع بعض المعلقين الى تذكير المجلس الشعبي أنه ليس الخيمة التي تجمع الأحزاب تحت ظلها و لكنه حزب جديد مثل الآخرين .

ثانيا - المجلس الشعبي و هويتنا التاريخية ؟

أ - إن من له إلمام في تاريخنا يعرف جيدا إننا جميعا ننتمي الى الشعب السرياني أي الآرامي و أنه ليس لنا علاقة مباشرة مع الشعوب العديدة التي تواجدت قبلنا في العراق القديم .

إن إخوتنا من السريان المشارقة قد لعبوا دورا كبيرا في نشر الديانة المسيحية في الشرق حتى وصلت الى الصين كما أنهم ساهموا في نقل الحضارة الى العرب في عهد الخلافة العباسية و لا يزال السريان المشارقة مثل أجدادهم يعرفون عن أنفسهم يأنهم " سورايي" أي سريان و ليس أشوريين أم إسبان

ب - المجلس الشعبي بحجة إن أخطار عديدة أو أن هنالك إختلافات في الآراء حول هويتنا التاريخية فضل أن يغلق باب التسمية و الهوية السريانية الآرامية التي توحدنا و تنقذنا من الوضع السيئ .

 المضحك المبكي أنه لا يوجد مشكلة علمية حول تسميتنا السريانية و هويتنا الآرامية بمعنى أن أجدادنا من السريان المشارقة و السريان المغاربة كانوا محافظين على إسمهم السرياني المرادف للإسم الآرامي وإن المتخصصين في تاريخنا يؤكدون هويتنا الآرامية .

 الأب المؤرخ ألبير أبونا ليس هو " الوحيد " الذي يؤكد أن هويتنا هي سريانية آرامية و لكن كل باحث نزيه متخصص في السريانيات .

ج - لقد صرح قداسة البطريرك مار عمانؤيل الثالث دلي منذ سنة" وبالنسبة الى مطالب شعبنا فنحن في الكنيسة لا نطالب بشيء إلا ما يريده ويقرره شعبنا من الحقوق، لكن أؤكد أننا الكلدان الآشوريين السريان شعب واحد يسمى بالشعب الآرامي.

ليعش العراق بكافة قومياته عربا وكردا وأراميين وأيزيديين وصابئة وشبك."

هذا التصريح هو تأكيد على أن رأس الكنيسة الكلدانية هو مع وحدة تاريخية حقيقية و أنه رسالة غير مباشرة الى المجلس الشعبي أن تسميته القطارية غير مقبولة و إن الإعلام المسيس لن يقنع أحد بهوية غيرعلمية !

د - المجلس الشعبي و تسمية ( سورايا) ؟

للأسف الشديد لا تزال بعض الأحزاب السريانية التي تؤمن بالتسمية و الهوية الأشورية السياسية الحديثة تعمل الى تشويه التسمية السريانية من مدلولاتها التاريخية و القومية و بعض المتطفلين على تاريخنا السرياني يدعون أن التسمية السريانية مشتقة من "الشعب الأشوري" وبالتالي السريان هم أشوريون بينما المصادر التي بين أيدينا تثبت أن التسمية السريانية مشتقة من " اسورستان " التسمية الفارسية الإدارية التي كانت تشمل كل الشرق القديم ما عدا بلاد أكاد القديمة التي ستؤلف مرزبانة خاصة للآراميين تحت إسم بلاد بابل .

لقد سمعنا بعض الأصوات الجريئة تقول " نعم لتسمية سورايا شرط ألا تفسر " أسورايا" كما يفعل بعض المتطرفين" .

لقد مضت أشهر طويلة و المجلس الشعبي لم يفسر لنا مفهومه لتسمية سورايا و لما يضعها بين قوسين ؟

كنا نتمنى عقد مؤتمر تاريخي حول هويتنا الحقيقية يشارك فيه المتخصصون في التاريخ و ليس الشعراء و الأدباء و المفكرين و الوصوليين .

المجلس الشعبي لا يبحث عن هويتنا التاريخية الحقيقية و لكن عن صيغة توافقية تلزم المنضمين إليه .

فتجمع السريان المستقل كان – في الماضي - يؤمن أننا سريان آراميون أما اليوم فهو حزب ضائع هل يدافع عن هويتنا التاريخية أم مصالحه السياسية ؟

ثالثا - ما هو برنامج المجلس الشعبي و طموحاته ؟

أ - ربح أكبر عدد من المقاعد لتمثيل المسيحيين .

من الطبيعي أن يعمل كل حزب الى ربح الإنتخابات التمثيلية لشعبنا فالنواب هم ممثلون لشعبنا في مجلس النواب العراقي .

الرأي العام العراقي أو العالمي يتأثر أكثر من حزب له نواب منتخبون ديموقراطيا .

ولكن المجلس الشعبي يروج أنه يعمل من أجل جميع أبناء شعبنا و في الحقيقة إنه يتبنى الطروحات الأشورية و شعاراتها و علمها .

ب - الحكم الذاتي ؟

ورد في البيان الختامي عن المؤتمر الشعبي ... الثاني " تحت شعار ( الحكم الذاتي ضمان وحدتنا القومية والعيش المشترك في الوطن)".

لقد تحولت وحدتنا القومية الى شعار و ليس هدفا نبيلا و من المؤسف أن كثيرين صدقوا هذه الشعارات البراقة التي ترددها وسائل الإعلام التابعة للمجلس الشعبي .

 و من المؤسف أكثر أن هذا المجلس يدعي أن الحكم الذاتي هو الضمان لوحدتنا القومية .

لقد إنسحبت الأحزاب الكلدانية و الأشورية و لا زلنا مختلفين حول إسمنا التاريخي و هويتنا الحقيقية فعن أي وحدة قومية يتغنى هذا المجلس ؟

ج - الحكم الذاتي هل هو رغبة شعبية أم حلم " أشوري "؟

لا يوجد في شرقنا مؤسسات موثوقة لمعرفة رأي العام في المشاكل المطروحة ، كما لا يوجد دراسات إحصائية حول الحكم الذاتي و هذا مما سمح للأعلام التابع للمجلس الشعبي أن يصور لنا أن شعب السورايي يطمح الى الحكم الذاتي .

إن فكرة إنشاء وطن أو كيان أشوري هو من طروحات الفكر الأشوري الذي يعتبر كل العراق القديم أرض الأشوريين التاريخية و بالتالي أن للسريان المشارقة النساطرة الذين يدعون بالهوية الأشورية حقوق تاريخية بأرض العراق أو على الأقل بقطعة منه (ترضية ).

د - العواء مع الذئاب ؟

لقد سخر المجلس الشعبي كل طاقته الإعلامية كي يتبنى الرأي العام السورايا فكرة " الحكم الذاتي" فإنبرى المفكرون يشرحون فوائده و أغلبيتهم تعيش في الغربة بدون دراسة المخاطر الواضحة .

بعض رجال الكنيسة الكلدانية الشجعان ذكروا أن عددنا قليل جدا في المناطق التي سينال فيها السورايي الحكم الذاتي .

أي أنه عمليا يعرضنا للأخطار .

 الكنيسة الكلدانية وريثة كنيسة المشرق بعدد المؤمنين و بوجودها في كل العراق تشعر أنه من واجبها أن تحافظ على رسالتها المسيحية في جميع أراضينا المقدسة و هذه الرغبة تتعارض مع شعارات الحكم الذاتي و كثيرون من السورايي يؤيدون فكرة الحكم الذاتي متأثرين بالإعلام و الأحلام و لا يرون المخاطر الجمة .

ه - الحكم الذاتي حلم " أشوري" أم مصالح سياسية كردية ؟

تساؤلات عديدة حول الحكم الذاتي ، البعض يشترط موافقة الحكومة العراقية المركزية و البعض الآخر يراهن بتقسيم العراق الى دويلات طائفية و بالتالي الباب مفتوح من أجل حكم ذاتي ضمن شمال العراق أو كردستان .

لقد شجع المجلس الشعبي كل الكلدان البعيدين عن هوية الكلدان الحقيقية و سلطت الأضواء عليهم كانهم ممثلين عن أكثرية الكلدان و إعتبرت مطالبتهم بالحكم الذاتي تعبر عن رغبة كلدانية حقيقية .

يبدو أن بعض الأحزاب الكلدانية المتواجدة في الشمال تؤيد فكرة الحكم الذاتي.

الخاتمة

لقد فشل المجلس الشعبي في تحقيق وحدتنا القومية و ظلت شعارا لأنه يتهرب من عقد مؤتمر علمي حول هويتنا و يفضل إستخدام التسمية القطارية المضحكة .

إن قطار المجلس الشعبي يقودنا الى الهاوية لأن السائق الحقيقي ا يهتم بمصلحة السورايي و لكن بمصالحه أولا .

ml>

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها