عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

الفكر الآشوري المزيف

كيف نكون أشورين ببراهين خاطئة !

 

إلى الأخت شميرام في لبنان

لقد تعرفت على الأخت شميرام في لقاء مع "هيئة الثقافة السريانية "و هي سريانية تنتمي إلى الكنيسة المارونية ، و هي تراسلني بهذا الإسم" شميرام " لذلك سأرد عليها بدون ذكر إسمها الحقيقي.

إخوتنا السريان الموارنة يشكلون الأكثرية من شعبنا الأرامي السرياني و قد يأتي خلاص شعبنا الأرامي عندما ينتشر " الوعي "بين إخوتنا الكلدان و الموارنة و يتمسكون بتاريخهم العلمي الذي يشك لالعامل الأول لوحدتنا وإلى حث العالم إلى إحترامنا و ربما الدفاع عن حقوقنا خاصة في ما يتعلق بحرب الإبادة التي إقترفتها الحكومة العثمانية ضد أجدادنا الأبرياء سنة 1915.

سمعت مرة الأخت شميرام تقول " لقد وعيت إلى إنتمائي السرياني عندما بدأت أتعلم اللغة السريانية " .

و لكن في زيارتي الأخيرة إلى لبنان ، علقت الأخت شميرام على لقائي بتلفيزيون لبنان " رائع جدا لأنك تكلمت عن أجدادنا الأراميين و لم " ترد " على إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية ( الأشورية ) " فأجبتها على الفور " و هل الدفاع عن تاريخنا العلمي هو تهجم على إخوتنا الضالين وراء تسميات مزورة ؟" .

ردت شميرام فورا " نريد منكم الدراسات العلمية التي تنشر الوعي بين أبناء شعبنا المستعرب " ...ثم قالت " المنادونبالتسمية " الأشورية " لا يشكلون خطرا مثل سياسة "التعريب "في لبنان "لم أستطع أن أرد أو أناقش الأخت شميرام لضيق الوقت ، أرجو أن يكون ردي اليوم جوابا إلى تعليقها الأخير:

إن رغبتنا القوية في العودة إلى جذورنا الحقيقية يحتم علينا الرد على كل من يزور هوية و تاريخ أجدادنا ، نحن بحاجة إلى كل فرد و كل مؤسسة سريانية تؤمن بالتاريخ الأكاديمي ، نحن نطالب دائما إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية بالعودة إلى تاريخنا العلمي و عدم إضاعة الوقت بترديد الأخطاء التاريخية المتوارثة و ترك الدراسات التاريخية حول إسمنا و هويتنا و إسم لغتنا إلى المتخصصين في تلك العلوم .

أخيرا سوف أنقل بحثا لأحد المناضلين في تزوير تاريخنا مع تعليقي عليه و أتمنى من شميرام السريانية التي ترفض التعريب أن ترفض أيضا تزوير هويتنا و لغتنا الأرامية إلى " أشورية " أو " إسبانية " أو غيرها !

أرجو أن تتعمق الأخت شميرام في البراهين التي يقدمها صاحب هذا المقال ليؤكد إنتمائنا " الأشوري !"

 فهذه براهين خاطئة و تدل بكل وضوح إلى إنتمائنا السرياني الأرامي !

فهل تكلم يسوع المسيح اللغة الأرامية أم " الأشورية " ؟

 مقتطف من كتاب ( تاريخ الرؤساء) لمؤلفه:

مالك ياقو ملك اسماعيل ترجمة:

آدم دانيال هومه أود، في مستهل هذا الكتاب الذي يُعد الثاني في محاولاتي الأدبية المتواضعة، أن أقدم لأبناء أمتي الآشورية بشكل خاص، ولأولئك الذين لهم اهتمام بتاريخ هذه الأمة العريقة بشكل عام، سردا مفصّلا عن سِيَرحيوات وأعمال الملوك الذين ظهروا في عشيرة تياري العليا خلال القرنين المنصرمين أو أكثرمن ذلك بقلبل. أولئك الملوك الذين ضحّى العديد منهم بأرواحهم على المذبح القومي لأمتنا الآشورية المنكوبة.

وقبل التوغّل بعيدا في سرد حيوات أجدادي الأبطال الميامين، أود أن أنتهز الفرصة لأقدّم شرحاً موجزا عن كتابي الأول الذي صدر تحت عنوان (الآشوريون والحربان العالميتان) والذي كان لي ، شخصياً، دور فعّال في كلتا الحربين العالميتين.

 ولقد تم طبع الكتاب في العاصمة الإيرانية طهران عام 1963م.

وقد أوردت فيه، بالتفصيل، كل ماعاناه وكابده الآشوريون منذ بداية الحرب العالمية الأولى حيث أصبحت أخطاء وجرائر الآخرين سبباً مباشراً لكل مآسينا، وسوء طالعنا، وتشرّدنا في أنحاء المعمورة حتى يومنا هذا على الرغم من كل التضحيات الجسام التي قدمتها هذه الأمة الصغيرة وذلك بمساهماتها العملية، وبذلها أقصىالجهود في ميادين القتال من أجل تزيين قوس نصر الحلفاء بأكليل منجزاتها وانتصاراتها الرائعة التي يشهد لها العديد من المؤرخين المعاصرين وفي طليعتهم القس الدكتور وليام. إي.

ويغرام أحد أعضاء الإرسالية التبشيرية المكلفة من قبل رئيس أساقفة كانتربري، والذي عاش بين ظهراني شعبنا لسنوات مديدة قبل نشوب الحرب العالمية الأولى، وذلك في كتابه (حليفنا الصغير).

وكذلك الجنرال إج.إج. أوستن الآمرالعام لمخيم اللاجئين في بعقوبة بالقرب من العاصمة العراقية بغداد بعد هجرتنا،أو بكلمة أصح، بعد عودتنا إلى بلاد أجدادنا (بيت نهرين) عام 1919م في كتابه (مدينة بعقوبة البيضاء) نسبة إلى مدينة بعقوبة التي انتشرت فيها الخيام البيضاء.

تلك الخيام التي صارت محل سكنانا لمدة عامين ونيّف.

وماذا كانت المكافأة التي تلقيناها نتيجة كل تلك الجهود والتضحيات المبذولة؟.

السؤال يجيب عن ذاته بذاته.

 لقد فقدنا أكثر من ثلثي تعداد شعبنا، وفقدنا،كذلك، الجزء الأكبرمن الوطن الذي عاش آباؤنا وأجدادنا في ربوعه، باستمرار وبدون انقطاع، لأكثرمن ثلاثين قرنا، وتشردنا في أنحاء الدنيا حيث دبّ الوهن والضعف في كيان أمتنا، وتعرض، ولازال يتعرض، وجودنا القومي والديني للطمس والتشويه والتصهير في حين بذل أجدادنا العظام أقصى جهودهم الجبارة في تعزيز وتوطيد هذين العنصرين(القومي والديني) من أجل تشييد وترسيخ صرح الحضارة التي يفتخر بها عالمنا اليوم.

وخير شاهد على ذلك المكتشفات الأثرية في آشور، نينوى، بابل، خرسباد، نمرود، ومواقع لاتعد ولاتحصىعلى امتداد ربوع بيت نهرين التي يُطلق عليه اليوم، بكل فخر واعتزاز، اسم (العراق) والذي يشهد له المؤرخون قاطبة بأنه كان مهد الحضارة العالمية الذي قدّم للإنسانية أروع ماجادت به قرائح بني البشر.

ونذكر،على سبيل المثال لاالحصر، شريعة حمورابي، مكتبة آشوربانيبال، العجائب المعلّقة (إحدى عجائب العالم السبع)،وعلم الفلك والتنجيم أومايُعرف باسم علوم الكلدانيين.

كلها تثبت،بمالايقبل الشك أو الجدل، بأنها كانت الركائز الأولية والأساسية للإدارة وأنظمة الحكم والجيش والعلوم العامة التي استقت منها الممالك والأمبراطوريات المتأخرة الدروس والعبر حيث بدأت تتطور رويدا رويدا حتى توصلت إلى ماهي عليه في يومنا هذا.

أما في المجال الديني. فلايسعنا إلا أن نذكر المسلة الشهيرة التي تم اكتشافها قرب سينغان- فو عام(1626م) وقد دوّن عليها عرض وجيز عن كيفية انتشار الدبانة المسيحية في بلاد الصين منذ عام (635م) على يد مبشرين من أتباع كنيسة المشرق الآشورية، وهي مدوّنة باللغتين الآشورية والصينية وبالخط الاسطرنجيلي.

هذه المسلة تثبت للعالم أجمع بأن المبشرين الآشوريين في القرنين السابع والثامن الميلاديين، وبالأخص إبان عهد البطريرك خنانيشوع الثاني(744- 779م) قد تمكنوا من إيصال شعلة الإنجيل الساطعة إلى أقاصي آسيا.

وفي عهد البطريرك ذاته تمّ انتقال كرسي بطريركية كنيسة المشرق من ساليق- قطيسفون إلى بغداد عاصمة العباسيين.

إن نهوض وانهيار الأمبراطوريتين التوأمين الآشورية والبابلية، وامتداد وانحسار كنيسة المشرق هما خارج موضوعنا هذا. ولكن مما يدعو للفخر والاعتزاز هو اكتشاف الألواح الآثارية المكتوبة بالخط المسماري، والتي ظلت متوارية تحت طبقات الأرض لعشرات الدهور، بين طيات الهضاب والتلال المنثورة على ضفاف نهري جنة عدن دجلة والفرات.

كما أن حل رموز اللغة المسمارية، التي دوّنت بها تلك الألواح، على يد الباحثين الغربيين أمثال أوستن هنري لايارد، هنري رولنسون، بول أملي بوتا، جورج سميث وغيرهم ممن درسوا وحللوا آلاف الألواح، وألفوا مجلدات لاتعد ولاتحصى في سبيل اطلاع العالم على سمو وعظمة هاتين الثقافتين المفقودتين، والذي كان العالم، قبل اكتشافهما، لايعرف شيئا عن الآشوريين عدا ماكان مبثوثاً هنا وهنالك بين طيات العهد القديم من الكتاب المقدّس، او ماورد بأقلام بعض الكتاب والمؤرخين اليونانيين القدماء أمثال هيرودوت و إن مسلّة سينغان- فو، وآلاف المجلدات الضخمة التي خلّفها أجدادنا الأفاضل في الأدب الديني، إضافة إلى العديد من الكتب التي دوّنها المؤرخون المسيحيون الآخرون لهي دليل ساطع، وشهادة بيّنة على مجد وعظمة ماضي كنيستنا التي، وللأسف الشديد، ماهي اليوم إلا ظلاً واهياً لذلك المجد الغابر، وتلك العظمة التليدة.

إن الإنجازات الرائعة التي حققها أجدادنا الأماجد في هذين المجالين، الديني والقومي، لهي مدعاة فخر لنا.

 واستناداً عليها يحق لنا أن ندعو أنفسنا، بكل فخر واعتزاز، ورثة أولئك العظماء الذين حملوا مشاعل العلم والتمدّن والحضارة إلى أصقاع عديدة ونائية من العالم الذي كان غارقاً في ظلمات الجهل والوثنية.

وإن الواجب القومي يحفزنا للتصدّي، بكل ماأوتينا من فكر وعزم، لتلك الأكاذيب المضللة التي يلفّقها ويبثّها بعض أشباه الكتاب والمؤرخين الذين يدّعون، زوراً وبهتاناً، بأن هؤلاء الذين يزعمون، اليوم، بأنهم آشوريون لايمتّون بأي صلة إلى الآشوريين القدماء.

 أ ود أن أسأل هؤلاء المصابين بعسر الهضم الفكري، والذين يحاولون، عمداً وعن سابق تصوّر وتصميم، تشويه التاريخ. إذا لم نكن آشوريين فمن نحن؟ وذرّية من؟ ومن صلب أيّة سلالة قد تحدّرنا؟.

إن الحقيقة العلمية والتاريخية التي لايستطيع أحد التنكر لها تثبت بأن كل شعب من شعوب الأرض الذي يتكلم لغة خاصة به، وقد عمل على تطويرآداب تلك اللغة حتى تمكّن من إيصالها إلى درجة من الرقي والكمال من المحتّم أن يكون لهذا الشعب اسم خاص به يميّزه عن غيره من الشعوب الأخرى قاطبة، وكذلك الأرومة والأصل التي تسلل وتفرّع عنهما.

ولديّ اثباتان اثنان أستطيع أن أدحض بهما كلياً مقولة كل الأعداء الذين أعمى بصرهم وبصيرتهم الحقد على أمتنا العريقة. فالإثبات الأول يتلخص في الآتي:

عندما جيء بعدد كبير من اليهود كأسرى وسبايا إلى بلاد مابين النهرين على يد الملكين الآشوريين شلمنصّر الخامس( 727-722ق.م) وسركون الثاني (721-705ق.م) والملك البابلي نبوخذنصّر (605-562 ق.م).

 ومع مرور الزمن نسي هؤلاء الأسرى اللغة العبرية وتعلموا اللغة الآشورية، اللغة الأم لسكان بلاد مابين النهرين.

وبعد استيلاء العرب على بلاد الرافدين بدأ اولئك اليهود الذين كانوا يقطنون في السهول جنوب جبال آشور ينخرطون بين العرب، ويتكلمون لغتهم، وأهملوا اللغة الآشورية كليا.

اما اولئك الذين كانوا يسكنون فوق المرتفعات شمال وشرق جبال آشور، وبجوار، وبين الآشوريين فقد ظلوا محافظين على اللغة الآشورية ويمارسونها حتى أواخر الربع الثالث من القرن العشرين أو على الأصح حتى نزوح العدد الأكبر منهم إلى اسرائيل.

 أما الدليل الثاني، والحق يجب أن يُقال، أننا لم نكن نُعرف باسم الآشوريين حرفياً ولم نكن ندعوا أنفسنا بهذا الاسم قبل القرن التاسع عشر تقريباً، ولكننا كنا معروفين كلياً باسم (آسورايي بصيغة الجمع والذي كان يشمل جميع طوائف شعبنا من سريان وكلدان وآشوريين، والمفرد منه) آسورايا وذلك بتسكين حرف الألف وإبدال الشين إلى سين.

وممالايستطيع أحد نكرانه أن هذه التسمية متجدّرة أصلا عن تسمية (آشوري) وتتضمن نفس الحروف. ودليلا على ذلك أن الإخوة الأرمن الذين عشنا بجوارهم، وكانت بعض قرانا خليطاً من الشعبين، كانوا، منذ عصور سحيقة في القدم، ولازالوا يسمّون الواحد منا ( آسوري).

وكذلك الأكراد أيضا. فبناء على ذلك يحق لي أن أسأل اولئك الذين يعادون الحقيقة والواقع : من أين جاء هذا الاسم (آسوري)؟.

أليس هو ذاته الاسم (آشوري) الذي يطلقه علينا الفرس والعرب؟. فبناء على هذه الحقيقة الدامغة ينبغي على كل آشوري، أينما كان ولأي مذهب كنسيّ قد انتمى، أن يفتخر كل الافتخار، ويعتز كل الاعتزاز بهذا الاسم العريق. ويجب، في الوقت ذاته، أن لايساوره أدنى شك بأنه ، وبكل تأكيد، الحفيد الأصلي والأصيل لأولئك الملوك الجبابرة الذين سطّروا أروع ملاحم البطولات، والإنجازات الإنسانية على صفحات التاريخ.

وأن الدم الذي كان يجري في عروق كلكامش، تغلاتبلاصّر، شلمنصّر، نينوس، شميرام، سركون، سنحريب، آشوربانيبال، ونبوخذنصّر هو الذم ذاته الذي يجري ، اليوم، في عروقه وأوردته وشرايينه. هذا ناهيك عن أعداد لاتُعد ولاتُحصى من الآشوريين الذين فقدوا هويتهم القومية، وديانتهم المسيحية بعد اعتناقهم ،قسراً، الديانة الإسلامية، أو صهرهم ،عنوةً، في بوتقة باقي القوميات التي سيطرت على مقدرات شعبنا في فترات متفاوتة من التاريخ.

بقي هنالك سؤال ملح لابدّ من طرحه على إخوتنا في القومية والدين.

 اولئك الذين يقطنون في أنحاء متفرقة من بلدان الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص في شمال العراق، والذين لم يزل القسم الأكبر منهم يتحدث باللغة التي دوّن وطبع بها هذا الكتاب، أعني اللغة الآشورية التي يتحدث بها ويفهمها كلانا بكل سهولة ويسر على الرغم من بعض الاختلافات البسيطة بين اللهجات.

هذه الاختلافات التي لاتخلو منها لغة من لغات العالم. فلماذا،ياترى، يسمي سكان مدينتي سليمانية وعمادية أنفسهم أكراداً مع أن الواحد منهم يحتاج إلى مترجم ليفهم الآخر ولأن هناك بوناً شاسعا بين لغتيهما ولاأقول لهجتيهما.

بينما سكان (بروار) التابعين للكنيسة الشرقية الآشورية يسمون أنفسهم آشوريين، في حين يسمي سكان (وادي صبنا) التابعين للكنيسة الكاثوليكية أنفسهم كلدانا مع أن كليهما يتحدثان لغة واحدة ، ولهجة متشابهة كلياً ؟.

فعلى سبيل المثال إذا بادرت أحد سكان (ألقوش) بالسؤال عن هويته القومية فسيجيبك على الفور، وبدون تردد (سورايا). ولكنك إذا حاولت إقناعه بأنه آشوري فسيرفض ذلك بكل إصرار وعناد.

ليس بخافٍ على أحد دارسي ومتتبعي التاريخ بأنه بعد الانشقاقات والانقسامات التي حدثت في كنيسة المشرق، واعتناق العديد من رعاياها مذاهب ومشارب شتّى، بدأت النزعة الطائفية، والتعصّب المذهبي يسيطران عليهم بحيث بدأ الفكر القومي يتضاءل ويتلاشى رويداً رويداً ليحل محله الفكر الديني، وبدأوا يتخذون تسميات جديدة، أو يطلقها عليهم رؤساؤهم الروحيون كالتسمية الكلدانية، الكاثوليكية، الأرثوذكسية، النسطورية، اليعقوبية والسريانية.

ناهيك عن مذاهب أخرى كالبروتستانية التي بدأت تتغلغل ، في الفترات الأخيرة، بين أبناء شعبنا على يد المبشرين الوافدين إلينا من الغرب.

هذه الأفكار التي بدأت تذر بقرنها بين أبناء شعبنا إبّان وبعد الحرب العالمية الأولى في الوقت الذي كان أتباع كنيسة المشرق، والذين انشقوا عنها بمافيهم أتباع الكنيسة الكاثوليكية يتسمون باسم واحد وحيد ألا وهو الاسم الآشوري.

اما الآن ، وحتى في إيران، هنالك العديد من إخوتنا الكاثوليك، وفي مقدمتهم الرؤساء الروحيون ينكرون كلياً اسمهم القومي الحقيقي، ويتسمون، لا.بل يتباهون باسم (الكلدان)، هذه التسمية التي لاتنمّ عن شيء سوى عن المذهب الديني الذي ينتمي إليه هذا الآشوري الذي انسلخ عن كنيسته الأم والتحق بالكنيسة الكاثوليكية.

راجياً أن لايسيء أحد فهمي، ويستنتج من كلامي ، خطأ، بأنني أكنّ لإخوتي أتباع الكنائس الأخرى أي ضغينة أو حقد أوعداء لاسمح الله.

وإنما القصد من وراء كل ذلك هو الوصول إلى نتيجة حتمية واحدة هي أننا جميعا إخوة وابناء أمة واحدة. والشيء الوحيد الذي يفرّق بيننا، ويشتت شملنا هو المذهب الديني لاغير. على أمل أن لانفوّت هذه الفرصة الذهبية الممنوحة لنا من قبل الحكومة العراقية من أجل صقل وتطوير لغتنا الأم.

بعد سقوط الأمبراطورية الآشورية، وتعرّض العاصمة نينوى للدماروالخراب، استطاع الآشوريون الذين كانوا يعيشون على التخوم الشمالية المترامية الأطراف وجميع أفراد الوحدات العسكرية الذين كانوا يقومون بحمايتها المحافظة على بقائهم رغم المهالك التي تعرض لها شعبهم في داخل المدن الكبرى، وبدأ تعدادهم يزداد يوما بعد يوم نتيجة فرار القاطنين في السهول الجنوبية واللحاق بهم سعياً وراء ملاذ آمن على قمم جبال آشور الشامخة والمنيعة بحيث يضمن لهم بقاءهم على قيد الحياة.

 وكان يقطن بجوارهم الأكراد الذين بدأوا يقاسمونهم العيش في تلك المنطقة لسنوات عديدة خلت.

وعلى الرغم من اعتناق الآشوريين الديانة المسيحية، والكورد الديانة المحمدية فقد ظلت قوانين الجوار، والعلاقات العشائرية بين هذين الشعبين المختلفين أصلا، وأرومة، ولغة، وبعد ذلك دينا، سارية وسائدة بينهما في ظل حكومات متعاقبة كان آخرها الحكم العثماني الذي استطاع أن يفرض سيطرته أخيرا على ذلك الجزء الباقي من الأمبراطورية الآشورية، والذي أطلق عليه، فيما بعد اسم (حكاري) والذي يضم حاليا قسماً كبيرا مما اصطلح على تسميته كردستان.

بعد سقوط الأمبراطورية الآشورية، كما أسلفنا، بدأ يطرأ تغيير على اسم جبال آشور من عصر إلى عصر، وفي ظل حكومات وممالك متعاقبة حتى استقر أخيرا على اسم جبال حكاري في العهد العثماني، ومن ثم صارت تعرف تلك الجبال الخالدة باسم كردستان.

الى الاخ ADAM DANIEL HOMEH سلام و محبة

شكرا لك لترجمتك لهذه المقالة ، من المؤسف حقا ان صاحبها يزور تاريخنا و يقدم لنا براهين خاطئة .

لا شك هذا المقال لا يقدم اي جديد في الفكر القومي الاشوري ونصلح الاخطاء التاريخية ربما يتوقف - اخيرا - المنادون بالاشورية بتسمية لغتنا بالسريانية و ليس الاشورية!

اولا - المسلة التي وجدت في الصين في مدينة XIAN مكتوبة باللغة السريانية و الصينية و ليس باللغة الاشورية.

كل العلماء الذين ذكروا هذه المسلة كتبوا عن لغتها السريانية . لقد وجدنا في الصين عدة نصوص سريانية مع بعض التطور في كتابة بعض الاحرف السريانية . لا شك ان كاتب هذه المقالة يعرف جيدا ان المسلة هي بالسريانية لانه ذكر انها مدونة بالخط الاسطرنجيلي .

طبعا لا يوجد اي عالم لغوي قد ذكر اللغة الاشورية لانه بكل بساطة لا يوجد لغة اشورية لا قديمة و لا حديثة.

ثانيا ـ في القرن السابع الميلادي لم يكن اسم الكنيسة اشورية بل سريانية شرقية و ان المبشرين في الصين لم يكونوا اشوريين بل من الشعب السرياني .

ثالثا ـ لا يوجد اي علاقة بين حمورابي و الدولة الاشورية ، الكلدان كانوا من الاراميين و الملك نبوخدنصر الكلداني ليس له علاقة بالشعب الاشوري القديم فهو الذي قاوم معمع والده ثم دمر امبراطورية الاشوريين الظالمة لاجدادنا الاراميين.

رابعا ـ ان اسم العراق قد اطلقه العرب على بلادنا التي كانت تسمى = بيث اراماي = اي بلاد الاراميين . اسم العراق لم يطلق على بلاد ما بين النهرين الا في بداية القرن 19 عشر . بيث نهرين التاريخية هي الجزيرة .

خامسا ـ اليهود بعد السبي الذي قام به الملك نبوخدنصر الذي عرف بسبي بابل ، صاروا يتكلون لغتنا الارامية و ليس الاشورية .

الشعب الاشوري لم يتكلم لغة خاصة له ، بل اللغة الاكادية اسوة بقيية الشعوب القديمة مثل الفرس الحثيين وغيرهم يوجد عدة دراسات حول اللغة التي يتكلمها اليهود الذينقدموا من العراق .

كل هذه الدراسات تسمي اللغة بالارامية . فما قدمه الكاتب بانه برهان على اشوريتنا هو بالحقيقة برهان على سريانيتنا .

ما كتبه = ولديّ اثباتان اثنان أستطيع أن أدحض بهما كلياً مقولة كل الأعداء الذين أعمى بصرهم وبصيرتهم الحقد على أمتنا العريقة. فالإثبات الأول يتلخص في الآتي= وهنا يقدم لنا زعمه ان اليهود تكلموا الاشورية.

يستطيع القارئ ان يناكد و نحن مستعدون ان نقدم الدراسات التي تؤكدان اليهود تعلموا الارامية و حافظوا عليها و طوروا فيها وظلوا محافظين على اسمها اللغة الارامية .

سادسا ـ الدليل الثاني الذي قدمه صاحب المقال على اشوريتنا فقد كتب = أما الدليل الثاني، والحق يجب أن يُقال، أننا لم نكن نُعرف باسم الآشوريين = ثم يشرح = حرفياً ولم نكن ندعوا أنفسنا بهذا الاسم قبل القرن التاسع عشر تقريباً، ولكننا كنا معروفين كلياً باسم ( آسورايي بصيغة الجمع والذي كان يشمل جميع طوائف شعبنا من سريان وكلدان وآشوريين، والمفرد منه ( آسورايا = هنا اذكر القارئ المثقف انه في لغتنا السريانية لا يوجد اسورايا و لكن سورايا. كلمة = اتورايا = في لغتنا السريانية كانت تشير الى الشعب الاشوري .

و بما الاسم الاشوري لم يعد يشير الى امة او شعب حي ، يعمد المفكرون القوميون المنادون بالتسمية الاشورية الى زيادة حرف الالف الى اسمنا التاريخي سورايا فيصبح كما راينا اسورايا مستغلين اشتقاق التسمية السريانية من التسمية الادارية الفارسية اسورا الذي نقله اليونان من الفرس و ليس من الشعب الاشوري كما يروج المنادون بالتسمية الاشورية.

 الدليل الذي يقدمه صاحب هذا المقال هو اثبات على سريانيتنا و ليس اشوريتنا .

اخيرا هذا مقال سياسي قد يلاقي النجاح بين المؤيدين للفكر الاشوري السياسي و هو بعيد جدا عن التاريخ العلمي ، اليهود تكلموا الارامية ، لا يوجد لغة اشورية، ثم كلمة سورايا لا تكتب اسورايا . كتب اجدادنا موجودة و تؤكد كيف كانت تكتب .

هذا المقال يثبت انتماء السوراي الى الاراميين وليس الى الاشوريين كما ينادي صاحب المقال، كل مؤرخ يتعمق في تاريخنا يتثبت له انتمائنا الارامي ، ربما لهذا السبب لا نرى بين المفكرين المنادين بالاشورية ، مؤرخين اكادميين بل مفكرين سياسين يزورون تاريخنا لتاكيد طروحاتهم السياسية و يحاولون فرضها على السوراي .

إلى الأخت شميرام في لبنان

لقد تعرفت على الأخت شميرام في لقاء مع " هيئة الثقافة السريانية"و هي سريانية تنتمي إلى الكنيسة المارونية ، و هي تراسلني بهذا الإسم" شميرام " لذلك سأرد عليها بدون ذكر إسمها الحقيقي. إخوتنا السريان الموارنة يشكلون الأكثرية من شعبنا الأرامي السرياني و قد يأتي خلاص شعبنا الأرامي عندما ينتشر " الوعي "بين إخوتنا الكلدان و الموارنة و يتمسكون بتاريخهم العلمي الذي يشك لالعامل الأول لوحدتنا وإلى حث العالم إلى إحترامنا و ربما الدفاع عن حقوقنا خاصة في ما يتعلق بحرب الإبادة التي إقترفتها الحكومة العثمانية ضد أجدادنا الأبرياء سنة 1915.

سمعت مرة الأخت شميرام تقول " لقد وعيت إلى إنتمائي السرياني عندما بدأت أتعلم اللغة السريانية " .

و لكن في زيارتي الأخيرة إلى لبنان ، علقت الأخت شميرام على لقائي بتلفيزيون لبنان " رائع جدا لأنك تكلمت عن أجدادنا الأراميين و لم " ترد " على إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية (الأشورية) " فأجبتها على الفور " و هل الدفاع عن تاريخنا العلمي هو تهجم على إخوتنا الضالين وراء تسميات مزورة ؟" .

ردت شميرام فورا " نريد منكم الدراسات العلمية التي تنشر الوعي بين أبناء شعبنا المستعرب " ...ثم قالت " المنادونبالتسمية " الأشورية " لا يشكلون خطرا مثل سياسة "التعريب "في لبنان "لم أستطع أن أرد أو أناقش الأخت شميرام لضيق الوقت ، أرجو أن يكون ردي اليوم جوابا إلى تعليقها الأخير:

إن رغبتنا القوية في العودة إلى جذورنا الحقيقية يحتم علينا الرد على كل من يزور هوية و تاريخ أجدادنا ، نحن بحاجة إلى كل فرد و كل مؤسسة سريانية تؤمن بالتاريخ الأكاديمي ، نحن نطالب دائما إخوتنا الذين يؤمنون بالتسمية الأشورية بالعودة إلى تاريخنا العلمي و عدم إضاعة الوقت بترديد الأخطاء التاريخية المتوارثة و ترك الدراسات التاريخية حول إسمنا و هويتنا و إسم لغتنا إلى المتخصصين في تلك العلوم .

أخيرا سوف أنقل بحثا لأحد المناضلين في تزوير تاريخنا مع تعليقي عليه و أتمنى من شميرام السريانية التي ترفض التعريب أن ترفض أيضا تزوير هويتنا و لغتنا الأرامية إلى " أشورية " أو " إسبانية " أو غيرها !

 أرجو أن تتعمق الأخت شميرام في البراهين التي يقدمها صاحب هذا المقال ليؤكد إنتمائنا " الأشوري!"

فهذه براهين خاطئة و تدل بكل وضوح إلى إنتمائنا السرياني الأرامي!

 فهل تكلم يسوع المسيح اللغة الأرامية أم " الأشورية " ؟ مقتطف من كتاب ( تاريخ الرؤساء) لمؤلفه :مالك ياقو ملك اسماعيل ترجمة:

آدم دانيال هومه أود، في مستهل هذا الكتاب الذي يُعد الثاني في محاولاتي الأدبية المتواضعة، أن أقدم لأبناء أمتي الآشورية بشكل خاص، ولأولئك الذين لهم اهتمام بتاريخ هذه الأمة العريقة بشكل عام، سردا مفصّلا عن سِيَرحيوات وأعمال الملوك الذين ظهروا في عشيرة تياري العليا خلال القرنين المنصرمين أو أكثرمن ذلك بقلبل.

أولئك الملوك الذين ضحّى العديد منهم بأرواحهم على المذبح القومي لأمتنا الآشورية المنكوبة.

وقبل التوغّل بعيدا في سرد حيوات أجدادي الأبطال الميامين، أود أن أنتهز الفرصة لأقدّم شرحاً موجزا عن كتابي الأول الذي صدر تحت عنوان ( الآشوريون والحربان العالميتان) والذي كان لي ،شخصياً، دور فعّال في كلتا الحربين العالميتين. ولقد تم طبع الكتاب في العاصمة الإيرانية طهران عام 1963م.

وقد أوردت فيه، بالتفصيل، كل ماعاناه وكابده الآشوريون منذ بداية الحرب العالمية الأولى حيث أصبحت أخطاء وجرائر الآخرين سبباً مباشراً لكل مآسينا، وسوء طالعنا، وتشرّدنا في أنحاء المعمورة حتى يومنا هذا على الرغم من كل التضحيات الجسام التي قدمتها هذه الأمة الصغيرة وذلك بمساهماتها العملية، وبذلها أقصىالجهود في ميادين القتال من أجل تزيين قوس نصر الحلفاء بأكليل منجزاتها وانتصاراتها الرائعة التي يشهد لها العديد من المؤرخين المعاصرين وفي طليعتهم القس الدكتور وليام.

إي. ويغرام أحد أعضاء الإرسالية التبشيرية المكلفة من قبل رئيس أساقفة كانتربري، والذي عاش بين ظهراني شعبنا لسنوات مديدة قبل نشوب الحرب العالمية الأولى، وذلك في كتابه (حليفنا الصغير).

وكذلك الجنرال إج. إج.

أوستن الآمرالعام لمخيم اللاجئين في بعقوبة بالقرب من العاصمة العراقية بغداد بعد هجرتنا،أو بكلمة أصح، بعد عودتنا إلى بلاد أجدادنا (بيت نهرين) عام 1919م في كتابه (مدينة بعقوبة البيضاء) نسبة إلى مدينة بعقوبة التي انتشرت فيها الخيام البيضاء.

 تلك الخيام التي صارت محل سكنانا لمدة عامين ونيّف. وماذا كانت المكافأة التي تلقيناها نتيجة كل تلك الجهود والتضحيات المبذولة؟.

السؤال يجيب عن ذاته بذاته. لقد فقدنا أكثر من ثلثي تعداد شعبنا، وفقدنا،كذلك، الجزء الأكبرمن الوطن الذي عاش آباؤنا وأجدادنا في ربوعه،باستمرار وبدون انقطاع، لأكثرمن ثلاثين قرنا، وتشردنا في أنحاء الدنيا حيث دبّ الوهن والضعف في كيان أمتنا، وتعرض، ولازال يتعرض، وجودنا القومي والديني للطمس والتشويه والتصهير في حين بذل أجدادنا العظام أقصى جهودهم الجبارة في تعزيز وتوطيد هذين العنصرين(القومي والديني) من أجل تشييد وترسيخ صرح الحضارة التي يفتخر بها عالمنا اليوم.

وخير شاهد على ذلك المكتشفات الأثرية في آشور، نينوى، بابل، خرسباد، نمرود، ومواقع لاتعد ولاتحصىعلى امتداد ربوع بيت نهرين التي يُطلق عليه اليوم، بكل فخر واعتزاز، اسم (العراق) والذي يشهد له المؤرخون قاطبة بأنه كان مهد الحضارة العالمية الذي قدّم للإنسانية أروع ماجادت به قرائح بني البشر.

 ونذكر،على سبيل المثال لاالحصر، شريعة حمورابي، مكتبة آشوربانيبال، العجائب المعلّقة (إحدى عجائب العالم السبع)، وعلم الفلك والتنجيم أومايُعرف باسم علوم الكلدانيين.

كلها تثبت،بمالايقبل الشك أو الجدل، بأنها كانت الركائز الأولية والأساسية للإدارة وأنظمة الحكم والجيش والعلوم العامة التي استقت منها الممالك والأمبراطوريات المتأخرة الدروس والعبر حيث بدأت تتطور رويدا رويدا حتى توصلت إلى ماهي عليه في يومنا هذا.

أما في المجال الديني. فلايسعنا إلا أن نذكر المسلة الشهيرة التي تم اكتشافها قرب سينغان- فو عام(1626م) وقد دوّن عليها عرض وجيز عن كيفية انتشار الدبانة المسيحية في بلاد الصين منذ عام (635م) على يد مبشرين من أتباع كنيسة المشرق الآشورية، وهي مدوّنة باللغتين الآشورية والصينية وبالخط الاسطرنجيلي.

هذه المسلة تثبت للعالم أجمع بأن المبشرين الآشوريين في القرنين السابع والثامن الميلاديين، وبالأخص إبان عهد البطريرك خنانيشوع الثاني(744- 779م) قد تمكنوا من إيصال شعلة الإنجيل الساطعة إلى أقاصي آسيا. وفي عهد البطريرك ذاته تمّ انتقال كرسي بطريركية كنيسة المشرق من ساليق- قطيسفون إلى بغداد عاصمة العباسيين.

إن نهوض وانهيار الأمبراطوريتين التوأمين الآشورية والبابلية، وامتداد وانحسار كنيسة المشرق هما خارج موضوعنا هذا.

ولكن مما يدعو للفخر والاعتزاز هو اكتشاف الألواح الآثارية المكتوبة بالخط المسماري، والتي ظلت متوارية تحت طبقات الأرض لعشرات الدهور، بين طيات الهضاب والتلال المنثورة على ضفاف نهري جنة عدن دجلة والفرات.

كما أن حل رموز اللغة المسمارية، التي دوّنت بها تلك الألواح، على يد الباحثين الغربيين أمثال أوستن هنري لايارد، هنري رولنسون، بول أملي بوتا، جورج سميث وغيرهم ممن درسوا وحللوا آلاف الألواح، وألفوا مجلدات لاتعد ولاتحصى في سبيل اطلاع العالم على سمو وعظمة هاتين الثقافتين المفقودتين، والذي كان العالم، قبل اكتشافهما، لايعرف شيئا عن الآشوريين عدا ماكان مبثوثاً هنا وهنالك بين طيات العهد القديم من الكتاب المقدّس، او ماورد بأقلام بعض الكتاب والمؤرخين اليونانيين القدماء أمثال هيرودوت و إن مسلّة سينغان- فو، وآلاف المجلدات الضخمة التي خلّفها أجدادنا الأفاضل في الأدب الديني، إضافة إلى العديد من الكتب التي دوّنها المؤرخون المسيحيون الآخرون لهي دليل ساطع، وشهادة بيّنة على مجد وعظمة ماضي كنيستنا التي، وللأسف الشديد، ماهي اليوم إلا ظلاً واهياً لذلك المجد الغابر، وتلك العظمة التليدة.

إن الإنجازات الرائعة التي حققها أجدادنا الأماجد في هذين المجالين، الديني والقومي، لهي مدعاة فخر لنا.

واستناداً عليها يحق لنا أن ندعو أنفسنا، بكل فخر واعتزاز، ورثة أولئك العظماء الذين حملوا مشاعل العلم والتمدّن والحضارة إلى أصقاع عديدة ونائية من العالم الذي كان غارقاً في ظلمات الجهل والوثنية.

وإن الواجب القومي يحفزنا للتصدّي، بكل ماأوتينا من فكر وعزم، لتلك الأكاذيب المضللة التي يلفّقها ويبثّها بعض أشباه الكتاب والمؤرخين الذين يدّعون، زوراً وبهتاناً، بأن هؤلاء الذين يزعمون، اليوم، بأنهم آشوريون لايمتّون بأي صلة إلى الآشوريين القدماء.

 أ ود أن أسأل هؤلاء المصابين بعسر الهضم الفكري، والذين يحاولون، عمداً وعن سابق تصوّر وتصميم، تشويه التاريخ. إذا لم نكن آشوريين فمن نحن؟ وذرّية من؟ ومن صلب أيّة سلالة قد تحدّرنا؟.

إن الحقيقة العلمية والتاريخية التي لايستطيع أحد التنكر لها تثبت بأن كل شعب من شعوب الأرض الذي يتكلم لغة خاصة به، وقد عمل على تطويرآداب تلك اللغة حتى تمكّن من إيصالها إلى درجة من الرقي والكمال من المحتّم أن يكون لهذا الشعب اسم خاص به يميّزه عن غيره من الشعوب الأخرى قاطبة، وكذلك الأرومة والأصل التي تسلل وتفرّع عنهما. ولديّ اثباتان اثنان أستطيع أن أدحض بهما كلياً مقولة كل الأعداء الذين أعمى بصرهم وبصيرتهم الحقد على أمتنا العريقة. فالإثبات الأول يتلخص في الآتي: عندما جيء بعدد كبير من اليهود كأسرى وسبايا إلى بلاد مابين النهرين على يد الملكين الآشوريين شلمنصّر الخامس (727-722ق.م) وسركون الثاني (721-705ق.م) والملك البابلي نبوخذنصّر (605-562 ق.م). ومع مرور الزمن نسي هؤلاء الأسرى اللغة العبرية وتعلموا اللغة الآشورية، اللغة الأم لسكان بلاد مابين النهرين.

وبعد استيلاء العرب على بلاد الرافدين بدأ اولئك اليهود الذين كانوا يقطنون في السهول جنوب جبال آشور ينخرطون بين العرب، ويتكلمون لغتهم، وأهملوا اللغة الآشورية كليا.

اما اولئك الذين كانوا يسكنون فوق المرتفعات شمال وشرق جبال آشور، وبجوار، وبين الآشوريين فقد ظلوا محافظين على اللغة الآشورية ويمارسونها حتى أواخر الربع الثالث من القرن العشرين أو على الأصح حتى نزوح العدد الأكبر منهم إلى اسرائيل.

 أما الدليل الثاني، والحق يجب أن يُقال، أننا لم نكن نُعرف باسم الآشوريين حرفياً ولم نكن ندعوا أنفسنا بهذا الاسم قبل القرن التاسع عشر تقريباً، ولكننا كنا معروفين كلياً باسم ( آسورايي بصيغة الجمع والذي كان يشمل جميع طوائف شعبنا من سريان وكلدان وآشوريين، والمفرد منه ( آسورايا وذلك بتسكين حرف الألف وإبدال الشين إلى سين.

وممالايستطيع أحد نكرانه أن هذه التسمية متجدّرة أصلا عن تسمية (آشوري) وتتضمن نفس الحروف. ودليلا على ذلك أن الإخوة الأرمن الذين عشنا بجوارهم، وكانت بعض قرانا خليطاً من الشعبين، كانوا، منذ عصور سحيقة في القدم، ولازالوا يسمّون الواحد منا ( آسوري).

وكذلك الأكراد أيضا. فبناء على ذلك يحق لي أن أسأل اولئك الذين يعادون الحقيقة والواقع :

من أين جاء هذا الاسم (آسوري)؟. أليس هو ذاته الاسم (آشوري) الذي يطلقه علينا الفرس والعرب؟.

فبناء على هذه الحقيقة الدامغة ينبغي على كل آشوري، أينما كان ولأي مذهب كنسيّ قد انتمى، أن يفتخر كل الافتخار، ويعتز كل الاعتزاز بهذا الاسم العريق. ويجب، في الوقت ذاته، أن لايساوره أدنى شك بأنه ،وبكل تأكيد، الحفيد الأصلي والأصيل لأولئك الملوك الجبابرة الذين سطّروا أروع ملاحم البطولات، والإنجازات الإنسانية على صفحات التاريخ. وأن الدم الذي كان يجري في عروق كلكامش، تغلاتبلاصّر، شلمنصّر، نينوس، شميرام، سركون، سنحريب، آشوربانيبال، ونبوخذنصّر هو الذم ذاته الذي يجري ،اليوم، في عروقه وأوردته وشرايينه.

هذا ناهيك عن أعداد لاتُعد ولاتُحصى من الآشوريين الذين فقدوا هويتهم القومية، وديانتهم المسيحية بعد اعتناقهم ،قسراً، الديانة الإسلامية، أو صهرهم ،عنوةً، في بوتقة باقي القوميات التي سيطرت على مقدرات شعبنا في فترات متفاوتة من التاريخ.

بقي هنالك سؤال ملح لابدّ من طرحه على إخوتنا في القومية والدين. اولئك الذين يقطنون في أنحاء متفرقة من بلدان الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص في شمال العراق، والذين لم يزل القسم الأكبر منهم يتحدث باللغة التي دوّن وطبع بها هذا الكتاب، أعني اللغة الآشورية التي يتحدث بها ويفهمها كلانا بكل سهولة ويسر على الرغم من بعض الاختلافات البسيطة بين اللهجات.

هذه الاختلافات التي لاتخلو منها لغة من لغات العالم. فلماذا، ياترى، يسمي سكان مدينتي سليمانية وعمادية أنفسهم أكراداً مع أن الواحد منهم يحتاج إلى مترجم ليفهم الآخر ولأن هناك بوناً شاسعا بين لغتيهما ولاأقول لهجتيهما. بينما سكان (بروار) التابعين للكنيسة الشرقية الآشورية يسمون أنفسهم آشوريين، في حين يسمي سكان (وادي صبنا) التابعين للكنيسة الكاثوليكية أنفسهم كلدانا مع أن كليهما يتحدثان لغة واحدة ، ولهجة متشابهة كلياً ؟.

فعلى سبيل المثال إذا بادرت أحد سكان (ألقوش) بالسؤال عن هويته القومية فسيجيبك على الفور، وبدون تردد (سورايا).

ولكنك إذا حاولت إقناعه بأنه آشوري فسيرفض ذلك بكل إصرار وعناد.

ليس بخافٍ على أحد دارسي ومتتبعي التاريخ بأنه بعد الانشقاقات والانقسامات التي حدثت في كنيسة المشرق، واعتناق العديد من رعاياها مذاهب ومشارب شتّى، بدأت النزعة الطائفية، والتعصّب المذهبي يسيطران عليهم بحيث بدأ الفكر القومي يتضاءل ويتلاشى رويداً رويداً ليحل محله الفكر الديني، وبدأوا يتخذون تسميات جديدة، أو يطلقها عليهم رؤساؤهم الروحيون كالتسمية الكلدانية، الكاثوليكية، الأرثوذكسية، النسطورية، اليعقوبية والسريانية.

ناهيك عن مذاهب أخرى كالبروتستانية التي بدأت تتغلغل ،في الفترات الأخيرة، بين أبناء شعبنا على يد المبشرين الوافدين إلينا من الغرب.

هذه الأفكار التي بدأت تذر بقرنها بين أبناء شعبنا إبّان وبعد الحرب العالمية الأولى في الوقت الذي كان أتباع كنيسة المشرق، والذين انشقوا عنها بمافيهم أتباع الكنيسة الكاثوليكية يتسمون باسم واحد وحيد ألا وهو الاسم الآشوري.

اما الآن ، وحتى في إيران، هنالك العديد من إخوتنا الكاثوليك، وفي مقدمتهم الرؤساء الروحيون ينكرون كلياً اسمهم القومي الحقيقي، ويتسمون، لا.

 بل يتباهون باسم (الكلدان)، هذه التسمية التي لاتنمّ عن شيء سوى عن المذهب الديني الذي ينتمي إليه هذا الآشوري الذي انسلخ عن كنيسته الأم والتحق بالكنيسة الكاثوليكية.

راجياً أن لايسيء أحد فهمي، ويستنتج من كلامي ،خطأ، بأنني أكنّ لإخوتي أتباع الكنائس الأخرى أي ضغينة أو حقد أوعداء لاسمح الله. وإنما القصد من وراء كل ذلك هو الوصول إلى نتيجة حتمية واحدة هي أننا جميعا إخوة وابناء أمة واحدة.

والشيء الوحيد الذي يفرّق بيننا، ويشتت شملنا هو المذهب الديني لاغير.

على أمل أن لانفوّت هذه الفرصة الذهبية الممنوحة لنا من قبل الحكومة العراقية من أجل صقل وتطوير لغتنا الأم.

بعد سقوط الأمبراطورية الآشورية، وتعرّض العاصمة نينوى للدمار والخراب، استطاع الآشوريون الذين كانوا يعيشون على التخوم الشمالية المترامية الأطراف وجميع أفراد الوحدات العسكرية الذين كانوا يقومون بحمايتها المحافظة على بقائهم رغم المهالك التي تعرض لها شعبهم في داخل المدن الكبرى، وبدأ تعدادهم يزداد يوما بعد يوم نتيجة فرار القاطنين في السهول الجنوبية واللحاق بهم سعياً وراء ملاذ آمن على قمم جبال آشور الشامخة والمنيعة بحيث يضمن لهم بقاءهم على قيد الحياة.

 وكان يقطن بجوارهم الأكراد الذين بدأوا يقاسمونهم العيش في تلك المنطقة لسنوات عديدة خلت.

وعلى الرغم من اعتناق الآشوريين الديانة المسيحية، والكورد الديانة المحمدية فقد ظلت قوانين الجوار، والعلاقات العشائرية بين هذين الشعبين المختلفين أصلا، وأرومة، ولغة، وبعد ذلك دينا، سارية وسائدة بينهما في ظل حكومات متعاقبة كان آخرها الحكم العثماني الذي استطاع أن يفرض سيطرته أخيرا على ذلك الجزء الباقي من الأمبراطورية الآشورية، والذي أطلق عليه،فيما بعد اسم (حكاري) والذي يضم حاليا قسماً كبيرا مما اصطلح على تسميته كردستان.

بعد سقوط الأمبراطورية الآشورية،كما أسلفنا، بدأ يطرأ تغيير على اسم جبال آشور من عصر إلى عصر، وفي ظل حكومات وممالك متعاقبة حتى استقر أخيرا على اسم جبال حكاري في العهد العثماني، ومن ثم صارت تعرف تلك الجبال الخالدة باسم كردستان.

الى الاخ ADAM DANIEL HOMEH سلام و محبة

شكرا لك لترجمتك لهذه المقالة ، من المؤسف حقا ان صاحبها يزور تاريخنا و يقدم لنا براهين خاطئة .

لا شك هذا المقال لا يقدم اي جديد في الفكر القومي الاشوري ونصلح الاخطاء التاريخية ربما يتوقف - اخيرا - المنادون بالاشورية بتسمية لغتنا بالسريانية و ليس الاشورية!

اولا - المسلة التي وجدت في الصين في مدينة XIAN مكتوبة باللغة السريانية و الصينية و ليس باللغة الاشورية.

كل العلماء الذين ذكروا هذه المسلة كتبوا عن لغتها السريانية .

لقد وجدنا في الصين عدة نصوص سريانية مع بعض التطور في كتابة بعض الاحرف السريانية .

لا شك ان كاتب هذه المقالة يعرف جيدا ان المسلة هي بالسريانية لانه ذكر انها مدونة بالخط الاسطرنجيلي .

طبعا لا يوجد اي عالم لغوي قد ذكر اللغة الاشورية لانه بكل بساطة لا يوجد لغة اشورية لا قديمة و لا حديثة.

 

ثانيا ـ في القرن السابع الميلادي لم يكن اسم الكنيسة اشورية بل سريانية شرقية و ان المبشرين في الصين لم يكونوا اشوريين بل من الشعب السرياني.

 

ثالثا ـ لا يوجد اي علاقة بين حمورابي و الدولة الاشورية ، الكلدان كانوا من الاراميين و الملك نبوخدنصر الكلداني ليس له علاقة بالشعب الاشوري القديم فهو الذي قاوم معمع والده ثم دمر امبراطورية الاشوريين الظالمة لاجدادنا الاراميين.

 

رابعا ـ ان اسم العراق قد اطلقه العرب على بلادنا التي كانت تسمى = بيث اراماي = اي بلاد الاراميين .

اسم العراق لم يطلق على بلاد ما بين النهرين الا في بداية القرن 19 عشر.

 بيث نهرين التاريخية هي الجزيرة .

 

خامسا ـ اليهود بعد السبي الذي قام به الملك نبوخدنصر الذي عرف بسبي بابل ، صاروا يتكلون لغتنا الارامية و ليس الاشورية .

 

الشعب الاشوري لم يتكلم لغة خاصة له ، بل اللغة الاكادية اسوة بقيية الشعوب القديمة مثل الفرس الحثيين وغيرهم يوجد عدة دراسات حول اللغة التي يتكلمها اليهود الذينقدموا من العراق .

كل هذه الدراسات تسمي اللغة بالارامية .

فما قدمه الكاتب بانه برهان على اشوريتنا هو بالحقيقة برهان على سريانيتنا .

ما كتبه = ولديّ اثباتان اثنان أستطيع أن أدحض بهما كلياً مقولة كل الأعداء الذين أعمى بصرهم وبصيرتهم الحقد على أمتنا العريقة.

فالإثبات الأول يتلخص في الآتي= وهنا يقدم لنا زعمه ان اليهود تكلموا الاشورية.

يستطيع القارئ ان يناكد و نحن مستعدون ان نقدم الدراسات التي تؤكدان اليهود تعلموا الارامية و حافظوا عليها و طوروا فيها وظلوا محافظين على اسمها اللغة الارامية.

 

 سادسا ـ الدليل الثاني الذي قدمه صاحب المقال على اشوريتنا فقد كتب = أما الدليل الثاني، والحق يجب أن يُقال، أننا لم نكن نُعرف باسم الآشوريين = ثم يشرح = حرفياً ولم نكن ندعوا أنفسنا بهذا الاسم قبل القرن التاسع عشر تقريباً، ولكننا كنا معروفين كلياً باسم (آسورايي بصيغة الجمع والذي كان يشمل جميع طوائف شعبنا من سريان وكلدان وآشوريين، والمفرد منه) آسورايا = هنا اذكر القارئ المثقف انه في لغتنا السريانية لا يوجد اسورايا و لكن سورايا.

كلمة = اتورايا = في لغتنا السريانية كانت تشير الى الشعب الاشوري .

و بما الاسم الاشوري لم يعد يشير الى امة او شعب حي ، يعمد المفكرون القوميون المنادون بالتسمية الاشورية الى زيادة حرف الالف الى اسمنا التاريخي سورايا فيصبح كما راينا اسورايا مستغلين اشتقاق التسمية السريانية من التسمية الادارية الفارسية اسورا الذي نقله اليونان من الفرس و ليس من الشعب الاشوري كما يروج المنادون بالتسمية الاشورية.

 الدليل الذي يقدمه صاحب هذا المقال هو اثبات على سريانيتنا و ليس اشوريتنا .

اخيرا هذا مقال سياسي قد يلاقي النجاح بين المؤيدين للفكر الاشوري السياسي و هو بعيد جدا عن التاريخ العلمي ، اليهود تكلموا الارامية ، لا يوجد لغة اشورية، ثم كلمة سورايا لا تكتب اسورايا .

كتب اجدادنا موجودة و تؤكد كيف كانت تكتب .

هذا المقال يثبت انتماء السوراي الى الاراميين وليس الى الاشوريين كما ينادي صاحب المقال، كل مؤرخ يتعمق في تاريخنا يتثبت له انتمائنا الارامي ، ربما لهذا السبب لا نرى بين المفكرين المنادين بالاشورية ، مؤرخين اكادميين بل مفكرين سياسين يزورون تاريخنا لتاكيد طروحاتهم السياسية و يحاولون فرضها على السوراي .

ml>

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها