نحن لسنا باحفاد الاكاديين
061009
اولا اسمح لي ان اهنئك على معلوماتك الهائلة عن تاريخنا ، و اسمح لي ان
اهنئك على مدرستك او مفهومك الجديد لعلم التاريخ بالنسبة لك ” سرجون
الاكادي هو اشوري
!
”سوف اعلق على نظريتك الجديدة حول الشعب الاكادي
المسكين المنقرض اي بدون اي مدافع عن لغتهم و ثقافتهم اللهم الا المؤرخين
المختصين بعلم الاشوريات الذين لم و لن يتعرفوا على بحثك السياسي ـ
التاريخي . لقد كتبت عن الاكاديين ما يلي طبعا بدون اي براهين او شواهد
تاريخية .
1ـ نحن احفاد الاكاديين و لكن لا يوجد قومية اكادية.
2 ـ لا يوجد ثقافة اكادية .
3 ـ اللغة ” الاكادية” منسوبة الى الجغرافيا وليس الى ” الشعب ” .
4 ـ لا يوجد” نزعة قومية ”اكادية قديمة
!
.
5 ـ الفتوحات الاشورية التي حملت الثقافة الاشورية ومحت باقي الثقافات
بسياسة الصهر القومي في بحر المجتمع الاشوريالواسع .
هذه الافكار التي ذكرتها في بحثك السياسي غير صحيحة و سوف نشرح لك الاخطاء
التاريخية ، ربما
بعض قراء عنكاوا لم يلاحظوها ، اليك الان تعليقي المتواضع.
1 ـ نحن لسنا باحفاد الاكاديين لان الشعب الاكادي قد لعب دوره التاريخي و
انفقض ذكره في التاريخ مثل شعوب عديدة الميتنيين في ارام نهرين و الشعب
الكوشي في بلاد اكاد بالذات .
بقايا الشعب الاكادي قد انصهر في الشعب
الكلداني الآرامي و لذالك
السبب زالت التسمية بلاد اكاد من التاريخ و حلت مكانها تسمية بيث اراماي اي
بلاد الآاراميين و كتب اجدادنا ليئة بالبراهين .
اخيرا الشعوب القديمة لم تعرف الفكر والانتماء القومي بالمفهوم المعاصر .
الاشوريون هم ايضا لم يكن ندهم الفكر والانتماء القومي.
و ما ذكره نقلا عن
باربولا ليس برهانا على و جود قومية اشورية .
2 ـ انت تنكر وجود الثقافة الاكادية لاسباب سياسية مبنية على جهل و تجاهل
للتاريخ الاكاديمي .
الشعب الاكادي هو شعب شرقي قريب جدا من الاموريين و
الكنعانيين و الاراميين .
طور الكتابة المسمارية التي اخذها من الشعب السو
مري و صارت اللغة المكتوبة والمحكية في كل الشرق القديم .
لقد اصبحت بابل
العاصمة الادارية والثقافيةللعالم القديم ، عيد اكيتو ، بالمناسبة هو عيد
اكادي بابلي يلعب الاله مردوك الدور الرئيسي فيه ، لقد نقل الشعب الاكادي
ملحمة غلغامش السومرية الى الشعوب القديمة ومنها الشعب الاشوري، لا بل ترك
لنا الشعب الاكادي ملاحم جديدة ، نقلها الملك الاشوري اشوربانيبال الى
مكتبته الشهيرة .
العالم اجمع يعرف الدور الثقافي و الحضاري للشعب الاكادي
و لكن طرحكم السياسي لا يعرف او بالاحرى لا يعترف بوجود حضارة و لغة و شعب
اكادي لان طرحكم كان و لا يزال مبن على تزوير للتاريخ .
3 ـ الفكر الاشوري لا يعترف بوجود شعب اكادي بالنسبة لكم سرجون الاكادي هو
اشوري!
الغاية هي شريفة جدا و هي ” الادعاء” بوجود لغة اشورية قديمة و ذلك
بسرقة اللغة الاكادية و نسبها الى الشعب الاشوري و ذلك للادعاء بوجود لغة
اشورية حديثة و هذه المرة على حساب الشعب الارامي السرياني . هذه هي نقاط
الضعف في الطرح الاشوري .
4 ـ لا يوجد ” نزعة قومية ” اكادية قديمة!
و نحن نرد عليك لا يوجد نزعة
قومية اشورية قديمة!
5 ـ الاحتلال الاشوري لم يحمل معه الثقافة الاشورية الى الشعب الاكادي و
متى كان التلميذ متفوق على معلمه!
لقد تفاعلت الحضارات القديمة ، هل نسيت
ان الاشوريين اخذوا عيد اكيتو من بلاد اكاد؟
اغلب لوحات الاجر المكتشفة في مكتبة اشوربانيبال هي من بابل . غير صحيح ان
الثقافة الاشورية قد حت
” الثقافات ” القديمة .في البلاط الاشوري كنا نرى مغنين اراميين و مصريين و
اكاديين و كنعانيين ...
لم يصهر الاشوريون الشعوب القديمة بل ان الشعب الاشوري قد انصهر في الشعب
الكلداني الارامي .
و ذلك لان سياسة سبي الشعوب المقهورة خاصة القبائل
الكلدانية والارامية كانت عاقبتها وخيمة على الاشوريين في بلادهم و موطنهم
.
كتب المؤرخ المختص في علم الاشوريات
H. TADMOR
في بحثه
THE ARAMAIZATION OF
ASSYRIA
صفحة 449 ” انه صار الان مقبولا عامة بان الاراميين المغلوبين و غيرهم من
الشعوب السامية في الغرب ، قد اثروا بقوة في التطور الحضاري لغالبيهم ” و
طبعا يقصد الاشوريين ، يستخلص هذا المؤرخ صفحة 459 ان عدد الاراميين قد فاق
بكثير عدد الاشوريين داخل بلاد اشور و ذلك بسبب ضم الممالك الارامية الى
الامبراطورية الاشورية و ايضا بسبب سبي اعداد كبيرة من الاراميين الى قلب
اشور.
لقد قدم المؤرخ
GARELLI
في بحثه
”
Importance et role des Araméens dans
l'Administration de l'Empire Assyrien"
عشرات البراهين على اراميين لعبوا دورا كبيرا في الامبراطورية الاشورية مثل
احيقار الارامي و الملكة الارامية ناقياـ زاكوتو والدة الملكين اسرحدون و
اشوربانيبال .
في الصفحة 444 يذكر
GARELLI
ان التفاعل الحضاري مع الاشوريين كان لصالح الاراميين ” و بهذه الطريقة،
المغلوبون في القرن العاشر (الاراميون) استطاعوا ان ياخذوا بثارهم من
غالبيهم القساة (الاشوريين) .
اخيرا نحن نؤكد ان الاشوريين لم يمحو الثقافات و الحضارات القديمة بل ان
الطرح الاشوري السياسي الذي يتجاهل التاريخ العلمي ـ
كما نرى في بحث السيد
اشور السياسي ـ
يحاول محو تواريخ الشعوب القديمة مثل الشعب الاكادي ثم
الكلداني و الارامي و ذلك لاهداف سياسية و هي فرض التسمية الاشورية على
احفاد الكلدانين و الاراميين .
|