عبارة غير سورية و ترجمة غير دقيقية
مع محبتي و إحترامي للأستاذ فايز المقدسي فهو لا يترجم بدقة و يحمل
هذه العبارة معاني غير موجودة فيها .
هذا الموضوع هو عمل صحفي
أكثر من يكون بحث علمي منهجي و هو أقرب الى " التاريخ الشعبي
"من
التاريخ الأكاديمي المعتمد
.
أولا - " التسمية السورية
"
أ - هنالك تفسيرات شعبية خاطئة للتسمية السورية و قد أصبحت هذه
التسمية مثل الجوكر في ورق اللعب . الأستاذ مقدسي يعتبر أن الكنعانيين
هم " سوريين " و بالتالي إكتشاف الأبجدية هو سوري و هذا طرح غير
علمي
.
ب - التسمية " سوريا " هي يونانية و قد أخذها قدامى اليونان من التسمية
الإدارية أسورستان الإدارية التي كانت تشمل كل " الشرق القديم"
و من ضمنه جزيرة قبرص .
مصر و شبه الجزيرة العربية لم تكن مشمولة
ضمن " الشرق القديم
".
ج - التسمية السريانية و منذ بداية القرن الثالث ق٠م الميلاد قد أصبحت
مرادفة للتسمية الآرامية .
و
هذا واضح من الترجمة السبعينية التي قام
بها العلماء اليهود سنة ٢٨٠ ق٠م حيث ترجموا أسفار التوراة من اللغة
العبرية الى اللغة اليونانية تلبية لطلب الملك بطليموس في الإسكندرية
.
من له إطلاع بالترجمة السبعينية يعرف أن " بلاد آرام " في اللغة العبرية
قد ترجمت الى " بلاد سوريا " و " الشعب الآرامي " الى " الشعب السرياني "...
العلماء السريان (جميع مسيحي الشرق يتحدرون من السريان الآراميين و إن كانوا
يتجاهلون هويتهم الحقيقية ) قد تركوا لنا
عشرات المصادر بلغتهم الأم تؤكد ترادف التسميتين السريانية و الآرامية!
العالم يعقوب الرهاوي يؤكد " هكذا عندنا نحن الآراميون اي السريان
"
في النص السرياني "
ܗܘ
ܗܟܘܬ
ܐܦ
ܚܢܢ
ܐܪ̈ܡܝܐ
ܐܘܟܝܬ
ܣܘܪ̈ܝܝܐ"
د - عندما إحتل العرب بلاد فلسطين و سوريا القديمة بعد سنة ٦٣٦و طردهم
للبيزنطيين قسموا الشرق القديم الى عدة ولايات و هنا نرى أن
الأسماء الإدارية البيزنطية قد إختفت:
سوريا أصبحت تعرف ببلاد الشام
و إختفى الإسم الفينيقي بينما ظلت تسمية فلسطين مستخدمة
...العثمانيون
هم أيضا قسموا سوريا الى عدة ولايات و لم يستخدموا التسمية
"
سوريا " التي حافظ السريان على إستخدامها لأنها تشير الى بلادهم
و مواطنهم كذلك الرحالة الأوربيون و القناصل الأوربيون قد حافظوا على
إستخدام تسمية سوريا
Syrie !
ملاحظات مهمة جدا
:
*
لولا لم يكن هنالك أطماع إستعمارية لفرنسا و لبريطانيا في شرقنا
الحبيب لكانت غابت تسمية سوريا الجغرافية .
إن نجاح فرنسا في فرض
نفسها كدولة منتدبة ( إستعمار
جديد مبطن ) على سوريا لما عادت تسمية
سوريا الجغرافية و التاريخية
!
*
لقد وعد الإنكليز الشريف حسين قبل الثورة العربية ضد السلطنة
العثمانية بأنهم سيساعدونه في إستقلال " دولة عربية " تضم الحجاز
و الشرق القديم
!
*
مفاهيم أنطوان سعادة حول " الامة السورية " هي خاطئة :
سكان
سوريا منذ الألف الأول قبل الميلاد كانوا بأكثريتهم الساحقة من الآراميين
الذين " صهروا " بقايا الشعوب القديمة في جميع مناطق الشرق القديم
!
*
عندما نقل معاية عاصمته الى مدينة دمشق فلأنها كانت مدينة سريانية
و لا وجود عربي فيها :
لقد ظل السريان الآراميون يشكلون أكثرية
السكان في سوريا أكثر ٧٠٠ سنة بعد إحتلال العرب لها
!
ثانيا - لماذا ترجمة هذه العبارة هي غير دقيقة ؟
الأستاذ مقدسي يترجم هذه العبارة
:
"glmt-btl-bn-qdsh-shmmu-bn-il"
"
غلمت بتل بن قدش شممو-بن- عل
"
"
صبية بتول تحبل الإبن المقدس و يكون إسمه ابن الله أو ابن العلى
".
أ - لا يحق للأستاذ مقدسي أن يترجم
bn il
الى إبن الله . هنالك فرق
كبير بين " الإله إيل " و " الله " !
الإله إيل هو وثني و هو أحد الألهة
القديمة الذي كان يعبد له العموريون و الكنعانيون و الآراميون . بينما
"
الله " في الديانات السماوية فله مفهوم مخالف عن الإله إيل
!
ب - في بداية القرن العشرين إكتشفت في سوريا نصبا قديما محطما عرف فيما بعد
بنصب ذاكور ملك حماة
!
و قد ورد في النص الآرامي الجملة التالية " برهدد بر حز' ل ( حزائيل )" و معناه
" برهدد إبن حزائيل ( ملك آرام = سوريا الشهير )" و هنالك نص آرامي أقدم وجد
على قطعة من سراج حصان مكتوب عليها " " هذا ما قدمه هدد لسيدنا حزائيل في عمق
في السنة التي إجتاز فيها النهر
".
هذه الإكتشافات الآثرية تثبت لنا أن إسم حزائيل هو آرامي و معناه "الإله إيل
يرى ".
لا يحق للأستاذ مقدسي أن يترجم الملك إسم حزائيل ٨٤٣ - ٨٠٣ ق٠م الى " الله يرى
" !!! لأن الكتابة تذكر الإله " إيل " و ليس"
الله
" !
ج - الأستاذ مقدسي ينتقد رجال الدين و المؤرخين و هو بنفسه يترجم
إسم " عمانوئيل " بمعنى " الله معنا " ؟ نحن نستطيع أن نتفهم رجال
الدين الذي يرددون أن إسم عمانوئيل يعني " الله معنا " لأنها وردت
في الإنجيل و لكنها ترجمة خاطئة: الترجمة الصحيح ل " عمانوئيل
"
هي " الإله إيل ( الوثني) معنا " !
في اللغة السريانية يجب أن نكتب"
عمان ألوهو " و ليس عمانوئيل للإشارة الى الله
!
ثالثا - ثالثا تحدر اللغات الشرقية من لغة أم مشتركة لا يعني أن حضارتنا هي "
سورية
"!
أ - لقد أخطأ أنطوان سعادة في الإدعاء بوجود أمة تاريخية إسمها " الامة
السورية " و قد أخطأ في الإدعاء بأن أبناء هذه الامة يتحدرون من الشعوب القديمة
.
هذا طرح تاريخي خاطئ لأن الشعوب القديمة من
عمورية و كنعانية و حثية قد إختفى ذكرها لأن بقاياها قد إنصهرت
بأجدادنا الآراميين
!
ب - العربي المسلم لم يختلط مع المسيحي السرياني و لم يؤلفلان معا"
امة سورية "!
هذا طرح سياسي و كل مثقف يستطيع أن يتحقق
!
لقد تعايش السريان الآراميون مع المسلمين العرب : تعايش لا يعني"
عيش مشترك " و " امة سورية ؟ " .
نسبة كبيرة من المسلمين في
سوريا صاروا يعرفون أن جذورهم التاريخية هي آرامية و ليس عربية
!
إن كان في ضيع القلمون أو غيرها من المناطق
!
ج - مع إحترامي لمؤيدي فكر أنطوان سعادة فهو لم يكن باحثا أكادميا
في تاريخ الشرق و مجرد اسم " سوريا " يؤكد لنا مفاهيمه الخاطئة
لأن تسمية السريان كانت مرادفة للآراميين و ليس لشعوب قديمة مجهولة
الهوية
!
د - الأستاذ مقدسي يحمل هذا النص معاني " مسيحية " لم تكن موجودة
في النص القديم و هو يحاول الدعاية لفكر قومي سوري مبني على
طروحات و مفاهيم تاريخية خاطئة.
http://orhay.net/index.php?singlePage=NDg3 |