ما
هي العلاقة بين قبيلة تغلب و السريانية؟
هنري بدروس كيفا
كتب لي أحد الاخوة
:
أرجو منك فقط اطلاعي على العلاقة ما بين التغلبية والسريانية وصلة الوصل بينهما
"
. كانت
قبيلة تغلب المسيحية تعيش في شبه الجزيرة العربية و في منطقة
الحجاز .
نحن نعرف تعاليم نسطور كانت منتشرة بين المسيحيين
العرب .
بعد الإسلام سوف تنقل القبائل العربية المسيحية خارج شبه
الجزيرة العربية و ستنتشر خاصة في الجزيرة السورية و لا شك هذه
القبائل ( أو بالأحرى من حافظ على دينه المسيحي ) سوف تلتقي
بالسريان المسيحيين:
ومن المؤسف أن بعض رجال الدين السريان
يضخمون أهمية القبائل العربية المسيحية و يستشهدون بجورجيوس"أسقف
العرب " و صار عدد كبير من السريان في سوريا يتوهم أن
نسبة العرب كبيرة جدا في الكنيسة السريانية !
و بعض المغامرين
إدعوا أن المصادر السريانية تثبت أن المطران جوارجيوس كان عربيا
لأنه كان " أسقف العرب
":
-
المطران جاورجيوس كان سريانيا بالهوية و اللغة الأم و كان مسؤولا
عن بعض المسيحيين العرب
-
إن عدد مطارنة الكنيسة السريانية في القرن الثامن كان حوالي ١٥٠اسقف : تعيين
مطران واحد للعرب يؤكد أن أعدادهم كانت قليلة نسبة
الى السريان!
للأسف الشديد و لأسباب معروفة نرى بعض رجال الدين يتلاعبون
بالحقائق التاريخية و ينشرون بين شباب رعيتهم معلومات غير صحيحة.لا
أحد يستطيع أن ينكر وجود قبائل عربية قبل الإسلام و لكن هذه أغلبية هذه القبائل
قد دخلت الإسلام في عهد فتوحاته
العظيمة للإستفادة من
مغانم الحرب !
لقد إختفت تلك القبائل لأنها أسلمت كما أسلم عدد كبير
من السريان و الأقباط و الفرس و البربر
!
لقد تأسست عدة كنائس قومية في الشرق : لماذا لم تتأسس كنيسة عربية؟ أخيرا
جوابا على سؤال الأخ الغيور
:
أ -
قبيلة بني تغلب المسيحية العربية كان موطنها الحجاز في شبه
الجزيرة العربية بينما السريان كانوا يعيشون في كل
الشرق القديم من الأردن الى المناطق العليا من الجزيرة و من البحر الى حدود
بلاد فارس شرقا
...
ب -
بعد إحتلال العرب المسلمين للشرق إنتقلت بعض القبائل ( مضر
و بكر و ربيعة ) الى الجزيرة السورية : أغلب القبائل العربية المسيحية
قد أسلمت لأن ذكرها قد إختفى في المصادر
!
ج -
لم يكن يوجد صلة مهمة بين قبيلة تغلب و الشعب السرياني : بني
تغلب هي قبيلة عربية كانت مسيحية و لكنها أسلمت مثل أغلبية القبائل!
لا يوجد اليوم أي سرياني أو مسيحي مشرقي يتحدر من قبيلة تغلب أو
غسان
!
د -
حتى نكون دقيقين إن الإنتماء المسيحي على عقيدة الكنيسة السريانية المناهضة
لمجمع خليدونيا كان العلاقة و الصلة لفترة زمنية
محدوة بين قبيلة بني تغلب و بين السريان : و لكن هذه العلاقة قد
توقفت لأن المسلمين قد تعايشوا مع المسيحيين و لم يختلطوا بهم
.
ارجو أن يتذكر القارئ أن قبيلة بني تغلب قد إنتقلت الى الجزيرة في
أواسط القرن السابع الميلادي
!
|