الغساسنة لم يكونوا يوما ملوك سوريا !

يردد البعض بعض الطروحات التاريخية التي تدعي أن الغساسنة كانوا ملوك سوريا لأنهم يتوهمون بأنهم يتحدرون من الغساسنة العرب .

المشكلة إن هذه الفكرة غير صحيحة تاريخيا و إن من ذكرها في نهاية القرن التاسع عشر فهو نقلها من روايات جرجي زيدان .

أولا - إنتشار الغساسنة كان في البادية و ليس في سوريا .

إنظروا الى الخريطة المرفقة و هي من ايام الإمبراطور يوستنيان :

لقد طلب الأباطرة من الغساسنة أن يحرسوا سوريا من غارات المناذرة و الفرس في الباديا السورية . و للإخوة الذين يرددون بدون أي تحقيق يجب أن يعلموا أن " الشرق البيزنطي " و عاصمته إنطاكيا كان مقسما الى عدة ولايات :

 سوريا الأولى و سوريا الثانية و فينيقيا الأولى و فينيقيا اللبنانية (عاصمتها دمشق) و حوض الفرات و بيت نهرين و عسروهين (الجزيرة السورية) و فلسطين الأولى و الثانية و الثالثة ... وكيليكيا الأولى و الثانية و إيصوريا ... على كل ولاية كان يوجد حاكم بيزنطي كما كان يوجد جيوش بيزنطية خاصة في الجزيرة السورية و دمشق .

 ما هي نسبة الغساسنة العرب الى السريان سكان سوريا ؟

بعض إخوتنا من الذين تعلموا طروحات خاطئة عن الغساسنة و دورهم يتوهمون أن الغساسنة كانوا يشكلون أكثرية السكان في سوريا : للأسف هذه المفاهيم الشعبية الخاطئة لا تتطابق مع تاريخ سوريا .

 *الغساسنة لم يستوطنوا في سوريا .

 *عددهم كان قليلا نسبة الى السريان الآراميين في سوريا .

ثالثا - أين هم أحفاد الغساسنة ؟

هنالك معلومات عديدة حول الغساسنة في القرن السادس الميلادي .

و لا شك كانوا يؤمنون بالعقيدة الأرثوذكسية المناهضة لمجمع خلقيدونيا و قد لعب أميرهم الحارث بن الأيهم دورا كبيرا في مساعدة الكنيسة المناهضة لمجمع خلقيدونيا إذ طلب من الإمبراطور يوستنيان مطرانا منهم.

 و لكن يبدو أن الغساسنة قد تركوا العقيدة المناهضة لمجمع خلقيدونيا و صاروا تابعين لتعاليم مجمع خلقيدونيا .

بعد انتصارات العرب المسلمين سنة ٦٣٦ م و احتلالهم للشرق اختفى ذكر الغساسنة و دورهم !

 أغلب الظن أنهم انضموا الى العرب و أسلموا مثل جميع القبائل العربية المسيحية للأسباب التالية :

 *الاستفادة من المغانم في انخراطهم في جيش الإسلام .

 *عدم دفع الجزية كونهم مسيحيين .

الخاتمة

إن انتشار اسم غسان في شرقنا خاصة بين المسيحيين ليس برهانا على أن مسيحيي سوريا يتحدرون من الغساسنة و لكن هذا الاسم غسان قد درج في بداية القرن العشرين بعد انتشار الفكر العروبي بين سريان سوريا الناطقين باللغة العربي.