عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

ردود و تعليقات

   

التاريخ الأكاديمي هو تحقيق و ليس نقل و تحريف و تخريف للتاريخ!

هنري بدروس كيفا 

 لقد وقع نظري حول مقال عنوانه " العربية والسريانية لغتان شقيقتان "كتبه الدكتور رامي جورج توما .

 نحن لم نفهم كيف تكون اللغة السريانية" شقيقة " للغة العربية و هي أقدم منها - على أقل تعديل - بأكثر من١٠٠٠ سنة ! نعم (ألف سنة) !

  أمر مؤسف أن جدا أن يدعي أحدهم أن اللغة العربية هي شقيقة للغتنا الآرامية متحججا بما ذكره باحث يهودي مغامر منذ أكثر ٨٠ سنة حول علاقة الآراميين بالعرب !

 إنني لا أعتقد أن السيد  رامي جورج توما قد تنبه الى خطورة ما نقل عن إسرائيل ويلفنسون : سوف أنقل لكم" نص " ويلفنسون و انتقد طروحاته الخرافية المزيفة على و عسى  السيد توما يؤمن بتاريخنا الأكاديمي ... يذكر السيد توما تحت عنوان " نسب العرب (قحطان وعدنان) والعبريين والآراميين ‏" ما يلي :

" ان المستشرقين قد تاهو في تحديد المعنى الدقيق والصلة الوثيقة بين الاديان والشعوب ، ولم يفطنوا الى ان التعابير والتسميات للبشر كانت تتعلق بدورهم وتنقلاتهم ، منها كلمة (عبري) التي اطلقت على العرب الذين عبروا من الجزيرة العربية الى افريقيا .

يقول الدكتور ويلفنسون : ان بين كلمتي عربي وعبري ارتباط لغوي متين فهما مشتقتان من مصدر ثلاثي واحد هو (عبر) بمعنى قطع او اجتاز وهذا الفعل تبدل فاصبح (عرب) ، وفي اللغة العربية نفسها كثير من الكلمات المترادفة الدالة على معنى واحد وليس بينها اختلاف الا بترتيب الاحرف مثل يئس وايس ، ويقول ان الفعلين عبر وعرب يؤديان معنى واحد ويدلان على حياة البداوة الصحراوية التي لا تستقر في مكان بل ترحل من بقعة الى بقعة اخرى بإبلها وماشيتها للبحث عن الماء والمرعى.

وكلمة عبر تفيد في اللغة العربية التنقل والرحيل من مكان الى مكان ان التاريخ الحديث يؤكد العلاقة بين اللفظتين لكن المهم في طرح هكذا موضوع هو بحثه مفصلا ، خاصة بعد ان قمت بمقارنة كلمة ارام - التي اصلها اراب، في سياق هذه المقارنة بحيث يتبين بشكل واضح ان هذه الشعوب التاريخية الثلاثة شعب واحد ( وهم سكان جزيرة العرب و البلاد المحيطة بها ) وتم لنا فهم الغموض الذي اكتنف استعمال هذه الكلمات في التوراة ، فتارة يكون ابراهيم عبري ، وتارة يكون آرامي ( اربي=عربي). وهذه المقارنة تجعل الارامي هو نفسه العربي وهو نفسه العبري بعد انتقاله الى عبر البحر ، مهما حاول المؤرخون الفصل بينهم يختلف عدد من العلماء في اسبقيت كل من هذه الشعوب ، ويعزون هذا الى ان الكتاب المقدس تارة يكون ارامي وتارة يكون عبري فابراهيم هو ارامي او عبري و موسى عبري .

الشعوب السامية في الاصل شعب واحد:

 أّذا من الحقائق التاريخية المقررة ان هذه الشعوب الثلاثة العرب و العبريين و الاراميين في الاصل شعبا واحدا تاريخا ولغة ، فالتاريخ يقولا ان ابراهيم كان اراميا جنسا ولغة ووطنا، وان العبرانيين كانوا احفاده ، اما العرب العدنانيين ( بالمفهوم الحديث ) فهم من ذرية اسماعيل بن ابراهيم اي انهم ايضا احفاده اما العرب القحطانيين فينسبون الى عابر الذي انقسم احفاده الى فصيلتين اقامت الاولى في (اور كلدن ، حسب تقسيم المؤرخين التوراتيين) وارتحلت الثانية الى بلاد العرب وهم بنو يقطان ( يقطن ، الفعل المضارع من معنى قطن -سكن - او بنو قحطان ، حسب المؤرخين العرب ، من لفظ قحط مهما كان من امر فان جميع المؤرخين يدورون حول نفس النقطة ، منهم الدكتور اوليري الذي يقول ( الاراميون فرع من العرب ) ، وعلى ضوء هذا التحليل التاريخي يمكننا ان نؤكد ان الشعوب الثلاثة شعب واحد في الاصل انقسموا جغرافيا في مرحلة تاريخية معينة ، فسكن الاراميون في الشمال من مكة ( ام القرى ) والعرب في الجنوب منها والعبريين في الغرب منها في عبر البحر الاحمر في ارتريا واثيوبيا .

إن المقارنة اللفظية بين ( أرام ) و ( أرمن – ارمينيا ) تجعلنا نقول هذا ايضا عن الشعب الارمني ( المعروف بانه من اقدم الشعوب الهندية الاوروبية ) فنحول بالأبدال اللفظي الميم الى باء ( ارمن =اربن - عربا ، بالتنوين )، فتكون بذلك اقدم شعوب الهندية الاوروبية المتفق على قدمها ، قد رحلت الى ارمينيا كقبيلة عربية ، و انها سكنت في العربية قبل رحيلها وكان آدم اول من انطقه الله بالعربية ( وعلمه الاسماء ) فانتشرت هذه الاسماء العربية في ارام و ارمينيا على حد سواء .

 لذلك فان ( اراب ) أو عرب وارمن اربان - عرباً هم في الاصل شعب واحد ايضا ، مما يجعل جميع الشعوب التي استوطنت بلاد ارمينيا و فارس و افغان ستان و باك ستان وصولا الى كل بلاد الشرق من اصل واحد ، و لا بد لنا من الذكر أن الفرزيين الذين ورد ذكرهم في التوراة هم الفارسيين ، و العمونيين هم العمانيين ، أما اليبوسيين فهم بني قحطان (من مصدر يباس القحط ) ، وهم الذين أعطوا اسمهم الى يبوس ( اثيوبيا ) عند ارتحالهم اليها – لذلك نرى أن تاريخ العرب يجعل من القحطانيين سكان اليمن و اثيوبيا على حد سواء".

 أولا - إن أغلبية المستشرقين في القرن التاسع عشر لم يكونوا متخصصين في المواضيع التي عالجوها . و كثير من الأحيان كان الباحثون في التاريخ يستشهدون ببراهين واهية ليؤكدوا نظريات غير علمية : ارنست رينان الباحث المشهور قد ادعى أن الكلدان ينتمون الى الأكراد !!!

  إذا كان صحيحا أن المستشرقين كانوا " تائهين " قبل أن ينشر الباحث ويلفنسون نظرياته الخاطئة في الثلاثينات من القرن العشرين , فإن على القارئ أن يعرف أن علم التاريخ قد تطور و أن لا أحد من العلماء الأكادميين يقبل بنظريات ويلفنسون الكاذبة.

 إن لفظة " عبر " تعني اجتاز و لكنها لم تطلق على العرب لأنهم" عبروا " البحر الأحمر و وصلوا الى افريقيا !

قد تكون بعض الجماعات العربية قد انتقلت الى مصر و السودان و الحبشة قبل الإسلام و لكن لم تطلق عليهم التسمية " العبرية"!

ثانيا - أقاويل ويلفنسون و تفسيراته الخاطئة :

" يقول الدكتور ويلفنسون : ان بين كلمتي عربي وعبري ارتباط لغوي متين فهما مشتقتان من مصدر ثلاثي واحد هو (عبر) بمعنى قطع او اجتاز وهذا الفعل تبدل فاصبح (عرب) ...". ويلفنسون قد غامر في الادعاء بأن عبر و عرب مشتقان من مصدر ثلاثي واحد هو " عبر " ! 

هذا قمة الجهل في قواعد اللغة العربية !

و تلاعب مخجل في تاريخ الشرق القديم ! لا يوجد أي عالم محترم قد " ادعى " إن فعل عبر قد تبدل و أصبح عرب !

إن فعل " عبر " موجود في اللغة الأكادية قبل اللغة العربية بأكثر من ٢٠٠٠ سنة ! و هنالك منطقة جغرافية مشهورة " بلاد عبر النهر " و هي سوريا القديمة و هي ترجمة لتسمية أكادية  eber narim !

و النهر المقصود هو نهر الفرات و ليس البحر الأحمر ! و بكل تأكيد أن فعل عبر ( اجتاز ) لا يحمل معنى " عاش في منطقة بدوية " هذا تفسير غير علمي !إن ترديد  " ويقول ان الفعلين عبر وعرب يؤديان معنى واحد ويدلان على حياة البداوة الصحراوية التي لا تستقر في مكان..." لا يقبل به أي عالم لغوي عربي كان أم أعجمي !

ثالثا - هل  كلمة ارام اصلها اراب ؟

كتب  ويلفنسون ما يلي :

"خاصة بعد ان قمت بمقارنة كلمة ارام - التي اصلها اراب، في سياق هذه المقارنة بحيث يتبين بشكل واضح ان هذه الشعوب التاريخية الثلاثة شعب واحد " و لا أعرف من أين نقل الدكتور توما هذا النص الغريب :

"ان اسم الاراميين لا تستقيم قراءته بشكل صحيح الا اذا استعملنا الابدال اللفظي بين الباء والميم الذي كان حاصلا عند احد الشعوب الشقيقة للآراميين في ذلك الزمن وهم (الاشوريين ) فيصبح اسمهم ( الارابيين ) ، في عام 1100 ق. م. اكتسبت هذه القبائل اسمها من التسمية التي اطلقها عليها تغلات فيلاسر حيث ذكرهم هو وحلفاؤه في حملاته في منطقة اسماها ( مات اريمي)، مما جعل المؤرخين يطلقون عليها اسم بلاد الاراميين الاصلية، وبالأبدال تصبح ( بات اريبي ) وهو ما معناه بلغة اهل البلاد (بيت العرب- بيت عريبي) ولقد وصفهم تغلات فيلاسر بقوله (لقد زحفت الى وسط (الاكلامي الاراميين ) اعداء الاله (اشور) سيدي ( - واللفظ الصحيح لهذه الكلمات هو ) الاكلابي الارابيين- و هم العرب من بني كلاب..."

 أ - " الابدال اللفظي " بدعة جديدة هدفها الواضح هو تعريب تاريخ الشرق عنوة : نعم يوجد إبدال لفظي في كثير من اللغات و لكن حرف الميم في اسم آرام لا يبدل الى حرف باء و يصبح " اراب "!

ب - بيت اريمي في اللغة الأكادية تعني بلاد الآراميين و ليس بلاد الأرابيين !

هذا تزوير فاضح لتاريخ الشرق و محاولة فاشلة للادعاء بوجود عربي في الشرق قبل مجيئ الإسلام !

ج - هنالك عشرات المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق القديم الذين علقوا على كتابة الملك الأشوري تغلت فلأسر الأول1116- 1076 ق.م  " لقد زحفت على الأحلامو الآراميين ..." و لكن لا أحدا منهم قد ذكر أنهم عرب !

د - المضحك و المثير للسخرية هو أنهم يتلاعبون باسم الأحلامو و بواسطة العصا السحرية ( الابدال اللفظي ) يتحول  حرف " الحاء "الى " كاف "  و حرف " الميم " الى حرف " كاف "!

و هكذا إسم " الأحلامو الآراميين " يتحول الى " العرب من بني كلاب "!

 الخاتمة

أنه من المؤسف أن نرى بعض الكتاب مثل الدكتور رامي جورج توما يغامرون في نقل مقاطع تاريخية مشوهة لتاريخ الآراميين بدون أي تحقيق فيها !

و المصيبة الكبرى هي أن القارئ سينخدع بلقب " دكتور" و سيتوهم أن الكاتب هو متخصص في التاريخ و سيصدق هذه الأكاذيب التي لا يقبلها أي إنسان عاقل ! 

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها