عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

ردود و تعليقات

   

إنصهار الشعوب القديمة بالآراميين أجدادنا 


نشر الأخ نور دوشي تعليقا قيما يتعجب فيه لما يوجد إعتقاد بأن الآرميين هم بدو رحل ( بدون حضارة) سأنشر تعليقه حرفيا ثم ملاحظاتي :


"لدي صعوبة في قبول هذا الطرح الذي كثيراً ما أقرأه عن الآراميين, أنهم بدو رحل, و في نفس الوقت, لديهم لغة فرضت نفسها على الشرق الأوسط بأكمله. هنالك تناقض في هذه الصورة.

لم يعرف التاريخ شعباً رعوياً فرض لغته على أهل المدن, و خاصةً بالكتابة.

 أعتقد أن هذا الطرح مبني على ما تركه لنا الآشوريون من وثائق قد يكون من المقصود بها وصف أعدائه بانعدام الحضارة لديهم. هنالك مثال آخر على هذا النوع من التهميش

 من شأن الآخر. نرى مثلاً في التوراة وصفهم للفلسطينيين على أنهم شعب همجي غير حضاري.

 و قد دخل هذا المصطلح في اللغات الغربية عندما يريدون وصف أحدهم على أنه همجي فيقولون "مثل الفلسطيني." و لكن لا يقصدون بها الفلسطيني الحال "Palestinian" و

 إنما "Philistine" أي الفلسطيني القديم. و المعروف عن الفلسطينيين القدامى أنهم كانوا شعباً مهاجراً جاء من البحر و كانوا شعباً صناعياً. كانت حياتهم متطورة بينما كان

 العبرانيين بدو رحل. و قد أثبتت الدراسات الحفرية أن مدنهم كانت منظّمة و متقدمة بشأنها عن جيرانهم.

 و هذا هو حال معظم الحكام. فنرى مثلاً قوروش العظيم الفارسي الذي احتل ما بين النهرين للمرة الأولى في التاريخ و أسقط الامبراطورية الكلدانية أنه وصف نبونيدوس بشكل

 سلبي لكي يبرر غزوه لبابل و غيرها, على أنه جلب العدل حيث كان نبونيدوس قد حكم بالبطش و الطغيان مع أن ما نسمعه من حياة نبونيدوس تناقض هذه الصورة.

نرى الشيء ذاته عن وصف المسلمين للقسطنطينية و حكامها و أنهم كانوا غير عادلين و أن محمد الفاتح (الذي يذكر لنا مؤرخه الخاص عن بطشه و ممارساته المبتذلة في

 القصر الملكي) قام بوصف حاكم القسطنطينية بهذه الصفات السلبية مع أن التاريخ ينفي تلك الصفات. بل إن محمد الفاتح قام بسبي كل من كانوا في القسطنطينية و بعد احتلاله

 لها و رؤيته للدمار الذي حل بها شعر بالندم و بكى عما فعله و كيف دمّر مدينة بتلك الحضارة.


إذاً كيف يكون الآراميين شعباً رعوياً و هم من كانت ممالكهم منتشرة من الشمال إلى الجنوب. أعتقد أن المؤرخين قد عمموا وصف الملك الآشوري لقبائل آرامية على كل الآراميين.

و السبب في هذا التعميم هو أن الآشوريين قاموا بحرق التاريخ و الحياة الثقافية للآراميين في مدنهم و ممالكهم. و بالتالي ضاعت إلى الأبد كل مدوناتهم السابقة لهجوم

 الآشوريين و التي بدأت في القرن التاسع قبل الميلاد. إذاً ربما لو لم يحدث ذلك, لكنا قد عثرنا على آثار تبدي لنا عمقاً أكثر عودةً في التاريخ لحكم الآراميين.

 لولا العثور على ماري و إيبلا مثلاً, لما كنا عرفنا الكثير عن العموريين. و ما ساهم في المحافظة على وثاقهم هو أنها كانت على ألواح وحل مجفف. و ما عثرنا عليه في

 مصر هو النقوش على الصخور و على الجدران أو على قطع من الصخر و التي كانت بحجم كف اليد و مخصصة لنشر الأخبار و الرسائل. من المعتقد هو أن الآراميين كانوا

 يستعملون الورق و الجلد كما هو بادٍ في الرسم أعلاه.

 و ربما لهذا لم ينجو معظم ما دونوه حتى يومنا هذا. فمن السهل حرق آلاف الصفائح الجلدية و الورقية مقارنةً مع آلاف الألواح القرميدية. فالآن كلما نعرفه عنهم هو ما تركه

 لنا الآشوريون.

 أما في الواقع فإنني أعتقد, بناءً على الأدلة و السياق التاريخي, أن السبب في انتشار اللغة الآرامية لم يكن في القبائل الرعوية الآرامية و إنما بسبب انتشار المدن الآرامية في

 الشمال و الشرق و الجنوب و الغرب مما ساهم في انتشار كتابتهم, خاصةً أن سوريا كانت هي المفصل التجاري للعالم القديم.

فكان على كل دولة مجاورة لسوريا من الشمال و الغرب و الشرق أن تتعلّم كتابتهم و لغتهم, و هذا أمر يستغرق قروناً عديدة و ليس قرناً واحداً فقط.

لا يمكن لأي لغة أن تهيمن بهذه السرعة حتى و لو كان شعبها يتوسّع بالفتوحات. فالعرب مثلاً استغرقوا أكثر من القرنين من الزمن لفرض اللغة العربية بالرغم من فتوحاتهم

 العسكرية. أما الآراميين فلم يكونوا شعباً عسكرياً بشكل عام. فهم مثل أبناء عمومتهم الكنعانيين كانوا شعباً تجارياً, ينشر ثقافته و هيمنته بالاقتصاد و التجارة."


الى الأخ نور الموقر


أ -
تعليقك قيم و إسمح لي - صحيح أن الأشوريين - قد ذكروا إنهم إصطدموا بقبائل آرامية في القرنين الثاني و الحادي عشر ق٠م و لكنهم سيصطدمون بممالك آرامية قوية

 منتشرة في بيت نهرين( الجزيرة) و بلاد آرام ( سوريا القديمة ).

الباحثة هيلين صادر قد أشارت في أطروحتها :

* في البداية ألف الآراميون ممالك عشائرية و هذا واضح من أسماء  تلك الممالك : بيت حالوبي - بيت بخياني - بيت زماني....

* و في القرن العاشر ق٠م نرى ممالك آرامية بدون أن نعرف إنتمائها العشائري مثل مملكة حما و مملكة سمأل و مملكة دمشق.

ب - لقد كتبت حرفيا " . أعتقد أن المؤرخين قد عمموا وصف الملك الآشوري لقبائل آرامية على كل الآراميين..."

الأخ نور شكرا لك لأنك كتبت " أعتقد " لأنه في الحقيقة هنالك عشرات الدراسات حول الآراميين و لا يوجد أي مؤرخ قد ذكر أن الآراميين ظلوا " شعبا بدويا و رحل ". و لكن

 إخوتنا من السريان النساطرة الذين يدعون بالهوية الأشورية المزيفة هم الذين يروجون هذه الفكرة الخاطئة للأسباب التالية :

* إبعاد السريان الغيورين عن جذورهم الآرامية الحقيقية .

* التقليل من دور الآراميين الحضاري : فهم يفتخرون بسرجون الأكادي لأنهم يتوهمون أنه أشوري و يتجاهلون كل علمائهم السريان لأنهم قد أكدوا إنتمائهم الآرامي :

 أنظر الى قاموس حسن بن بهلول من القرن العاشر الميلادي فهو يذكر " كان السريان يعرفون قديما بالآراميين "!

ج - نعم يا أخ نور لقد أصبت : لقد كانت اللغة و الأبجدية الآرامية" ثورة فكرية " في التاريخ القديم لأن اللغة الأكادية كانت أسيرة الكتابة المسمارية الصعبة ( النقش على الآج

ر ثم تجفيفه...) بينما الأبجدية الآرامية كانت سهلة و تكتب على رق الغزلان... و المشكلة أن جلد الحيوان يتلف بعد ٥٠٠ أو ٦٠٠ سنة بعكس الكتابات على الآجر !

د - منذ حوالي ٣٠ سنة نشر المؤرخ حاييم تدمر بحثه القيم و هو بعنوان THE ARAMAIZATION OF ASSYRIA: ASPECTS OF WESTERN IMPACT موجود على هذا الرابط

http://www.English/History/Hayim-Tadmor.pdf

 
و قد نشر العالم الفرنسي .
GARELLI, P, Importance et Rôle des Araméens dans L’Administration de L’Empire.Assyrien.
 

و قد أكدا هذان العالمان أن عدد الآراميين قد فاق عدد الأشوريين أنفسهم في بلاد أشور!

 إنني أنصح كل سرياني غيور أن يتعرف على تاريخ أجداده الآراميين من خلال دراسات أكادمية و ليس " ثرثرة فارغة" لبعض السريان الذين خانوا هوية أجدادهم !

أخيرا يقول بول غارللي الفرنسي " لقد تفوق الآراميون حضاريا على الأشوريين المحتلين " و عدد أسماء الموظفين الآراميين الذين إحتلوا مراكز مهمة في الإمبراطورية الأشورية

 و أشهرهم أحيقار ...

 

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها