عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

ردود و تعليقات

   

السريان بين هويتهم التاريخية و تطلعاتهم الواقعية

20100106

رد صريح على د. أنطوان أبرط الموقر

لقد تعرفت على د. أنطوان أبرط عبر موقع سما القامشلي حيث وجدت له مشاركات عديدة قيمة و إنني أختلف كثيرا مع د. أبرط خاصة حول مفهومه لهويتنا السريانية و إسم لغتنا السريانية فهو لا يزال يعتقد بوجود لغة أشورية و أن إخوتنا السريان المشارقة يتكلمون اللغة الأشورية !

لقد نشر د. أبرط موضوعا جديدا عنوانه " عن منتدى التاريخ والحضارات " على الرابط التالي

http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=5003

نجد فيه بعض تطلعات الدكتور أبرط و مفهومه لهويتنا السريانية .

أولا - الطموح الشرعي في تطور منتدى التاريخ و الحضارات .

يطالب د. أبرط بإنفتاح منتدى التاريخ على تاريخ و حضارات الشعوب الأخرى و لعمري هذا طلب مشروع إذ علينا أن نتعرف على تواريخ بقية الشعوب كي نقيم تاريخ أجدادنا و نعرف أهمية تراثنا السرياني العريق . لقد لاحظت إن أغلب المواقع لها منتدى خاص بالتاريخ العام و منتدى خاص بتاريخنا السرياني . و قد نشر الأخ ابو غابي عدة مقالات تاريخية لها علاقة بالتاريخ العام و قد نشرت أنا شخصيا موضوعا له علاقة بمدينة إيبلا التاريخية.

نشر أو إعادة نشر ( الدكتور أبرط لا يحب إعادة نشر المقالات لأنه يحب من الأعضاء أن يكونوا مبدعين في مشاركاتهم ) الأبحاث الرصينة حول الشعوب الأخرى هو عمل إيجابي و نحن نؤيد هذا الطلب.

ثانيا - " صراع الديّكة ".

يعتبر د. أبرط أن النقاش في منتدى التاريخ قد تحول الى " صراع الديّكة بين هوية سريانية آرامية وهوية آشورية كل واحدة تريد إلغاء الاخرى وإقصاءها "

أ - رغم إعتذاره ، هذه الجملة غير مقبولة من أكاديمي يحمل لقب دكتورا لأنها - للأسف له - تظهر لنا عن مدى عدم إطلاعه على تاريخ السريان و هويتهم التاريخية .

ب - الدكتور أبرط لا يميز بين أبحاث تاريخية مكتوبة من باحثين متخصصين في التاريخ السرياني / الآرامي و ردود بعض الإخوة المنخدعين بالطروحات الأشورية المزورة لهويتنا الآرامية .

ج - هل إطلع الدكتور أبرط على إحدى دراساتي المتواضعة كي يعتبرني" ديكا" مثلالآخرين ؟ و هل وجد في مقالاتي إنني " أمحي" تاريخ الشعب الأشوري ؟

د - الدكتور أبرط يتجاهل حضارتنا السريانية/الآرامية و يدعي بدون خجل " قد فرغت من محتواها ولم تعد منتجة وفاعلة ". قبل أن يعطينا الدكتور أبرط دروسا في حضارة الشعوب ليته يشرح لنا لما يعتبر حضارتنا السريانية غير منتجة ؟

إنني لا أستغرب من النقاشات الحادة في منتدى التاريخ لأن أغلب المعلقين لا يميزون بين مصدر تاريخي و مرجع تاريخي و لكنني أتعجب من موقف " بعض الأكاديميين" الذين يصدقون الطروحات بدون أي نقد أو تدقيق ؟

ثالثا - الهوية التاريخية و الحاضر ( الواقع ( .

يتكلم الدكتور أبرط عن الهوية بشكل عام و هو يعتبر أن السريان "عاجلا أم أجلا " سيذوبون في المجتمعات التي يعيشون فيها في الغرب و يظهر أن السريان الذين يعيشون في الشرق أن أمرهم مفروغ منه فهم إما أحفاد القبائل العربية المسيحية أم أنهم مستعربون !

ملاحظة مهمة : إن القبائل العربية المسيحية التي كانت منتشرة في شبه الجزيرة العربية قبل مجيئ الإسلام قد دخلت طوعا و طمعا في الغنائم بعد الفتوحات الإسلامية الباهرة . الأغلبية الساحقة من المسيحيين في الشرق ( ما عدا الشعب الأرمني) لهم جذور سريانية آرامية.

السريان لهم هوية و حضارة تاريخية عمرها أكثر من 3000 سنة و لا يحق لنا مقارنتها بهوية دولة حديثة مثل الولايات المتحدة الأميركية حيث كل مواطن ياباني أو شيطاني يستطيع بعد حصوله على البطاقة الخضراء أن يصرخ بأعلى صوته " أنا أميركي "!

كل إنسان يستطيع أن يحصل على هوية البلد الذي يعيش فيه أو يهاجر إليه و لكن لا أحد يستطيع أن يدعي أنه " سرياني/آرامي" إذا لم يولد من أب سرياني . الغريب أن الدولة السورية حكومة و شعبا تعترف بهوية السريان التاريخية و تعتبرهم سكان سوريا الأصيلين مع أنه توالت على سوريا عدة شعوب قبل أجدادنا الآراميين أذكر على سبيل المثال : الشعب العموري و الشعب الكنعاني و الشعب الحثي.

ينتمي السريان الى الشعب الآرامي الذي كان منتشرا في كل شرقنا الحبيب و هويتهم و حضارتهم التاريخية تطلب منهم العمل و النضال من أجل الحفاظ على هويتهم و حضارتهم .

"فاقد الشيئ لا يعطيه" إذا كان الدكتور أنطوان أبرط قد فقد شعوره بإنتمائه السرياني الآرامي لأسباب نجهلها فعلى الأقل ليترك الآخرين يناضلون من أجل الحفاظ على هويتهم الحقيقية و ليتوقف عن غيرته " المستقبلية". ليس مهما ما سيحصل للسريان بعد 200 أو 300 سنة المهم ماذا يفعل المناضلون الشرفاء اليوم من أجل الحفاظ على هويتهم و حضارتهم و إن كانت غير منتجة بنظر البعض فهي هويتنا و حضارتنا و لن نتخلى عنها !

ملاحظة غير مهمة للدكتور أنطوان أبرط : إن السريان الذين يعيشون في الغربة يحافظون على هويتهم وإن أولادي الذين ولدوا و يعيشون في فرنسا يعتزون بهويتهم الآرامية و ليس الفرنسية و هذه حال أغلبية شعبنا الذي يعيش في الغربة !

رابعا - المثال الأرمني !

أتمنى على شعبنا السرياني الآرامي أن يتعلم من تاريخ الشعب الأرمني الحديث .

أ - رغم أن الشعب الأرمني يتحدر من بقايا الشعب الذي كان يسكن في بلاد أرمينيا و بقايا الشعب الحوري و بقايا شعب الأوراتو فإن الشعب يعتبر نفسه أرمنيا و يناضل ضد تركيا و ليس من أجل حرب التسميات !

ب - الشعب الأرمني في الشرق أو في الغرب يعتبر نفسه اليوم كما في المستقبل " شعبا أرمنيا ".

ج - الشعب الأرمني و رغم وجود أحزاب أرمنية عديدة يعمل من أجل قضيتهم المقدسة : لا يوجد حزب أرمني يدعي أن جذوره ميتانية وأن لغتهم هي حثية !

د - لقد وصل الوعي القومي و إنتشر بين المثقفين الأرمن في أواسط القرن التاسع عشر فإنتشرت الأحزاب و المؤسسات الأرمنية التي تناضل من أجل الحفاظ على اللغة و الهوية الأرمنية مما أدى الى حرب الإبادة ضدهم خلال الحرب العالمية الأولى.

ه - كتب د. أبرط " لقد أشار السيد هنري كيفا وفي أكثر من مداخلة إلى أن الأرمن استطاعوا أن يحققوا هويتهم القومية كتسمية و كصيرورة تاريخية وهذا صحيح ولكنه غير كاف ولم يتم تحققه إلا من خلال وجود الدولة القومية الأرمنية سواء أيام الاتحاد السوفيتي كجمهورية تابعة أو في مرحلة الاستقلال الآن."

للأسف لقد إرتكب د. أبرط بعض الأخطاء لأن الأرمن الذين يعيشون في بلاد الإغتراب هم الذين ناضلوا من أجل القضية و الهوية و اللغة الأرمنية و ليست الدولة الأرمنية !

الخاتمة

على المواقع السريانية أن تنفتح على تاريخ و حضارات الشعوب الأخرى و لكنها من الواجب أيضا أن تدافع عن هويتها الحقيقية!

أتمنى على الدكتور أبرط أن يطلع على تاريخنا السرياني الآرامي و حضارتنا المتجددة و ألا يتسرع في أحكامه فحضارتنا قد لا تكون مضاهية للحضارة الأوربية الراقية و لكنها حية لوجود شباب سريان أقحاح يؤمنون بها .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها