ملاحظات حول الكلدو اشوريين السريان
نشر
ألسيد صباح مقالا بعنوان " الكلدو
اشوريين السريان " في موقع باقوفا
موجود على هذا ألرابط
http://www.baqofa.com/forum/forum_posts.asp?TID=9693
يلقي الأخ صباح نظرة تاريخية
حول " الكلدو اشوريين السريان
"و
يبدي إعجابه بمقاومة هذا الشعب
عبر التاريخ إذ كتب
:
"وحتى
يومنا هذا عانت هذه الامة المسيحية
البطلة ما لا يوصف من الماسي
والاضطهادات على يد التتر والمغول
واخيرا الاتراك".
لقد نقل الأخ صباح عددا كبيرا
من الأخطاء " ألشائعة " حول تاريخ
و جغرافية شعب " أسواريي
" .
أولا - الأخطاء ألجغرافية
.
إن تسمية بلاد ما بين النهرين
لم تطلق على ألعراق ألقديم . لقد
اصطلح بعض العلماء على تعميم
تسمية
MESOPOTAMIA
على ألعراق ألقديم في بداية
القرن العشرين .
ألمصادر
الأكادية و أليونانية و خاصة
السريانية " تؤكد " لنا أن بيت
نهرين هي الجزيرة ألسورية مع
القسم ألخاضع لتركيا
.
لا شك أن مدينة أديسا أو
أورهاي قد لعبت دورا في انتشار
ألديانة ألمسيحية في ألعراق
ألقديم .
و نحن نعلم أن إديسا كانت عاصمة
بيت نهرين و لكن بيت نهرين
ألتاريخية و ألجغرافية هي الجزيرة
و ليس ألعراق !
و
كانت بيت نهرين أو
Mesopotamia
تؤلف إحدى ولايات الشرق ألتابعة
لإمبراطورية بيزنطيا .
و كانت سلطة مطران إديسا ألدينية
تتوقف على الحدود ألفارسية
ألبيزنطية، وكان يقابلها على
الحدود ولاية " بيت عربايا " و
عاصمتها نصيبين وكانت تابعة لكنيسة
ألمشرق
.
لقد كتب الأخ صباح " النصرنة
المبكرة لأديسا في اعالي بلاد النهرين
" . للأسف بعض ألمؤرخين قد
ذكروا تعابير بيت نهرين ألعليا و
ألسفلى و حتى ألوسطى !
و هذه تعابير من القرن العشرين
غير موجودة في ألمصادر
.
كتب الأخ صباح " والتبشير التقليدي
بالمسيحية في بلاد النهرين من قبل
الرسل توما وأدي وماري
" .
ألحمدلله أن العلماء يهتمون
أليمو بنشر و ترجمة ألمصادر
السريانية و إن حكاية مار ماري
قد ترجمها د . أمير حراق إلى
الإنكليزية
.ألأختان
JULIEN
قد نشرتا تلك الحكاية أو تاريخ
مار ماري مع تعليق تاريخي في
سلسلة
C.S.C.O .
يستطيع القارئ أن يتثبت من أن
مار ماري قد انطلق من إديسا أي
بيت نهرين و نشر ألديانة
ألمسيحية في المناطق ألمجاورة ،
سوف أنقل للقراء بعض ألمقاطع منActes
de Mar MARI
"
في ألواقع كان ألعديد من الأمراء
يحكمون في مدن و بلاد بابل و بلاد
فارس :
و كانوا من شعب " ألبرط
Les Parthes "
ألذين يحكمون بلاد بابل . و كان
في ذلك ألوقت ، أفرهاط ابن أفرهاط
ألبرطي ، يحكم في سأليق- قطيسفون
في بلاد الأراميين
".
بلاد الأراميين هي التسمية
ألجغرافية ألتي أطلقت على جنوب و
وسط ألعراق .
هذا برهان من تاريخ مار ماري
يثبت لنا أن تسمية بيت نهرين لم
تطلق على ألعراق
.
و كان إيليا مطران نصيبين قد
ترجم تسمية " بيت أراماي
"
إلى ألعراق و تسمية " بيت نهرين
" إلى الجزيرة . لمزيد من
ألمعلومات و البراهين أرجو العودة
إلى بحث
Mesopotamia
على
هذا ألرابط
http://www.freesuryoyo.org/index.php?op
... 8943261dad
ثالثا - الأخطاء ألتاريخية
.
أ - صحيح أن أقدم ذكر للقبائل
الكلدانية يعود إلى القرن العاشر
ق.م ، و لكن ألحكم الكلداني في
بلاد أكاد لم يكن مع نبوبلأصر
سنة 626 أو 625 ق.م كما هو شائع
إذ أن عدة ملوك كلدانيين قد
حكموا هذه البلاد قبله
.
ب - كتب الأخ صباح " . ان وجود
متكلمين باللغة الآرامية في بلاد ما
بين النهرين الشمالية وسوريا، من
ناحية، وفي بلاد ما بين النهرين
الجنوبية، " إن ألكلدان ليسوا "
متكلمين " باللغة الآرامية ، لأنهم
كانوا ينتمون إلى الأراميين أي
أن الآرامية هي لغتهم ألأم .
لقد درس ألعالم إدوارد ليبنسكي
في كتابه
The Arameans
بعض النصوص الأكادية ألتي تركها
الكلدانيون و أثبت أن بعض التعابير
هي أراميه كما شرح معاني أسماء
تلك القبائل الكلدانية باللغة
الآرامية :
بيت عموقاني يعني العمق و البعد
و بيت يقين يعني ألمتيقن أو
ألعارف و غيرها .
و
كما شرحنا سابقا إن تعبير بلاد
ما بين النهرين ألجنوبية هي
تسمية خاطئة
!
ج - ذكر الأخ صباح " وعاشوا هناك
فترة زمنية محدودة، ثم اندمجوا في
الشعوب المجاورة، وقد اطلق على هذه
المنطقة في زمان لاحق اسم " بيت
ارامايي " ، لان العنصر الآرامي كان
المتغلب فيها " .
من ألصحيح أن القبائل الكلدانية
قد تأثرت بالحضارة الأكادية في
بلاد أكاد ، و قد أخذوا أسماء
أكادية و استخدموا اللغة الأكادية
.
و لكن تعبير"
اندمجوا " هنا هو غير دقيق لا
بل غير صحيح !
إذ
إن القبائل الكلدانية و الآرامية
لكثرة عددها و أهميتها قد " دمجت
"
أو صهرت بقايا الشعب الأكادي و
الكوشي في بلاد أكاد .
من
يريد البراهين ألقاطعة عليه العودة
إلى كتاب ألعالم
St.W.COLE
Early Neo-Babylonian Governor's
Archive from Nippur
(in Oriental Institute Publications
T- 114 ( 1996.
هذا الأرشيف هو كناية عن رسائل
متبادلة ( حوالي 130 ) بين حاكم
نيبور و القبائل الكلدانية و
الآرامية و هي باللغة الأكادية.
و
هذه الرسائل تثبت أن ألكلدان و
الأراميين لم يندمجوا ببقايا
الشعب الأكادي . و هنالك برهان
أخر من التوراة ألتي كتبت في
القرن السادس ق.م و قد ورد فيها
تعبير " أور الكلدانيين
" .و
هذا يعني أن أور السومرية و
الأكادية في تاريخها ألقديم قد
أصبحت " كلدانية " حين دون
أليهود أسفار التوراة أي في
القرن السادس ق.م
.
د - كتب الأخ صباح أيضا " لقد
اراد البابليون ان يقضوا على جيرانهم
الشماليين قضاء مبرما، انتقاما لما
افترو ضد بابل في القرنين الثالث عشر
والحادي عشر قبل الميلاد
. "
لقد
عرف شرقنا ألحبيب شعوبا عديدة منهم
الشعب السومري و الأكادي و ألحثي و
الكوشي و غيرهم و لكن لا يوجد
شعب إثمه الشعب البابلي!
بابل هو إسم عاصمة بلاد أكاد. و
قد ظلت بابل إسما مشهوا لأهم
مدينة في التاريخ ألقديم إلى
سقوط بلاد أكاد تحت السيطرة
ألفارسية.
نبوخدنصر ألثاني كان لقبه ملك
أكاد و ليس ملك بابل .
أنشئ
الفرس ولاية أو مرزبانة مستقلة
بإسم بابل في أواخر القرن
السادس ق.م. و قد عمم المؤرخون
اليونان تعبير بلاد بابل وهي
تشمل جنوب و وسط ألعراق بينما
حافظ أجدادنا على استخدام تسمية
" بلاد الأراميين " كما شاهدنا في
نص مار ماري
.
من هم البابليون هنا 612 ق.م؟ هل
هم نفس الشعب ( البابلي(
ألذي كان متواجدا في القرنين "
القرنين الثالث عشر والحادي عشر قبل
الميلاد."
الجواب هو ألنفي ، لأننا نعلم أن
ألكلدان و الأراميين و الميديين هم
ألذين قضوا على الدولة الأشورية
ليس انتقاما لما تم في"
القرنين الثالث عشر والحادي عشر قبل
الميلاد. " و لكن للحروب ألطاحنة
بين الأشوريين و الكلدانيين و
الأراميين في السنوات ألسابقة
.
ه - كتب الأخ صباح عن التسمية
السريانية " اتفق مؤرخو السريان
وعلمائهم ومنهم ديونيسيوس يعقوب ابن
الصليبي والمؤرخ الكبير ميخائيل بأن
معنى السريان والسريانية متأتية من
سورس الملك كنسبة إليه الذي ظهر قبيل
النبي موسى عليه السلام وهو من الجنس
الآرامي وقد استولى على بلاد سوريا
ومآبين النهرين وبنى مدينة انطاكية
وبأسمه سميت هذه البلاد سوريا واهلها
سورسيين ثم حذفت السين فصارت سوريين
وكذلك سميت قيليقية نسبة إلى قيليقوس
اخي سورس الذي كان ملكا عليها ايضا
.
"إن
تسمية سوريا و سريان غير متأتية
من سورس الأرامي ولكن من تسمية
أسورتان التسمية ألإدارية
ألفارسية ألتي أطلقها الفرس على
الشرق ألقديم . قصة سوروس الملك
هي قصة يونانية خرافية و سريان
أليمو لا يريدون تاريخا مبن على
الخرافات
.
و
- نقل الأخ صباح عن قداسة
البطريرك زكا عيواص ألموقر
:
"
اما اللغة السريانية فهي احدى اللغات
السامية القديمة وتسمى بالآرامية ايضا
...
واضحت يوما ما اللغة الرسمية في دولتي
اشور وبابل بعد اضمحلال لغتها
الاكادية القديمة" لقد علقت على أحد
الإخوة على نفس ألموضوع ، سوف
أنقله لكم:
"
ملاحظة صغيرة : لقد ذكر صاحب هذا
المقال " وأضحت يوماً ما اللغة
الرسمية في دولتي أشور وبابل بعد
اضمحلال لغتها الأكادية القديمة
" .
-
لم يستخدم الملوك الأشوريون الآرامية
كلغة رسمية . هذا غير
صحيح لأن اللغة الأكادية ظلت اللغة
ألرسمية إلى سقوط الدولة
الأشورية
.
-
لقد كانت الأبجدية الآرامية تشكل ثورة
فكرية نسبة إلى
الكتابة ألمسمارية الأكادية ( 600
حرف ). و كانت سياسة ضم
الممالك الآرامية و خاصة سياسة سبي
الثوار الأراميين من أهم
عوامل كثرة أعداد الأراميين في بلاد
أشور و طبعا ازدياد الناطقين
باللغة الآرامية في بلاد أشور
.
-
مصاهرة الملوك الأشوريين للأراميين (
الملكة ناقيا زاكوتو
الآرامية زوجة سنحاريب و والدة
أسرحدون و أشوربانيبال
(
و أهمية الأراميين (عدد كبير منهم
يحتلون مراتب عالية في
الدولة أشهرهم الوزير أحجار) سوف
تنتشر اللغة الآرامية في
بلاط الملوك الأشوريين و لا شك أنهم
كانوا يتكلمونها بطلاقة
.
-
ذكر ألمؤرخ
GARELLI P
في بحثه
Imprtance et role des Araméens dans
l'Adminestration
de l'Empire Assyrien
نصا يتكلم عن أحد الملوك الأشوريين
ألذي وبخ أحد ألموظفين
في بلاد أكاد لأنه كتب له بالآرامية
و كان الملك قد طالبه أن
يكتب له باللغة الأكادية لأنها
ألعادة المتبعة
.
-
رغم انتشار اللغة الآرامية في الدولة
الأشورية ، فإن اللغة
الأكادية ظلت محكية و قد انزوت مع
ألوقت في المعابد .
أقدم
نص أكادي يعود إلى حوالي القرن
الأول
قبل الميلاد.
ثالثا - تسمية الكلدو اشوريين
السريان
أخ صباح لن أعلق كثيرا حول
هذه التسمية ألمركبة و ألمؤقتة ، و
لكنني مثل كل باحث في ألمصادر
السريانية ، أفضل التسمية ألعلمية
و ألتاريخية لشعبنا و هي التسمية
السريانية أي سورايا في السورة
.
أشكرك مرة ثانية لاهتمامك في
تاريخ و مصير ؟
شعبنا ألذي أنت تسميه " الكلدو
اشوريين السريان
"
حفظك
ألله
هنري بدروس كيفا |