الرهاويون لم ينسوا أصلهم الآرامي!
091120
تعليقات حول " الرها مهد الأدب
الآرامي"
شكرا لك أخ ابو كابي على إعادة نشر
هذا القسم من كتاب الأب المؤرخ ألبير
ابونا الذي أعتبره من أنزه و أشجع
المؤرخين الآراميين و هو من الكنيسة
الكلدانية و لكنه يؤمن أن التسمية
الآرامية و الهوية الآرامية توحدان كل
ابناء الكنائس السريانية.
أريد أن أعلق و أن أنتقد بعض الأفكار
في هذه الدراسة المنشورة على الرابط
http://www.samaalkamishli.com/ma/viewtopic.php?f=43&t=4197
أولا -
ورد تعبير " شيّد سلوقس نيقاطور مدينة
الرها سنة 304 ق.م " هذا التعبير قد
يوحي للقارئ أن سلوقس هو الذي بنى
مدينة الرها ، و لكننا نعلم أن
المدينة كانت موجودة سابقا و قد إكتشف
الدكتور أمير حراق إسمها القديم.
سلوقس أعطاها إسما جديدا يونانيا "
إديسا " و هو إسم عاصمة المقدونيين
القديمة. سلوقس لم يشيد المدينة و
لكنه شيد في المدينة.
ثانيا -
هوية الرها .
إذا كان بعض المؤرخين مختلفين حول
هوية أسرة الأباجرة منهم من يقول أنهم
أنباط و منهم من يؤكد أنهم آراميون و
لكن لا يوجد أي خلاف حول هوية سكان
الرها إذ أن المؤرخين المتخصصين في
تاريخ الرها مجمعون على أنهم آراميون
.
و لا يوجد اليوم أي مؤرخ يؤمن أن أسرة
الأباجرة كانت تنتمي الى الشعب
الأرمني الشقيق .
لا شك كان يوجد بعض العائلات الأرمنية
في الرها في العهد البيزنطي و قد
إزداد عددهم في القرن التاسع
الميلادي.
إن تعبير ". كما امتزجوا بالأقوام
الأرمنية المتاخمة لهم في الشمال .
وقيل إنّ ملوكهم الأولين كانوا من أصل
أرمني (؟) "
قد يوحي للقارئ أن الشعب الآرامي
الرهاوي قد إمتزج مع الشعب الأرمني في
عهد أسرة الأباجرة أو في القرون
الأولى و هذا غير صحيح تاريخيا في هذه
الفترة وقد يكون هذا الإختلاط و
الإمتزاج صحيحا في القرن الحادي عشر
الميلادي و بعده .
ثالثا -
هل ماتت اللغة الآرامية في حوالي سنة
800 ب.م ؟
لقد إنتشر بين المثقفين السريان
المشارقة و المغاربة تلك الفكرة التي
تدعي أن اللغة الآرامية السريانية قد
بدأت بالإندثار عندما إستولى العرب
الشرق أي في أواسط القرن السابع
الميلادي .
الأب البير أبونا يستشهد برأي العالم
نولدكه " ولم يتردّد "نولدكه" في
الكتابة: "كانت اللغة الآرامية في
حوالي سنة 800 م تعدّ لغةً مائتةً ،
رغم أنّ الطبقة المثقّفة ظلّت تتكلّم
بها مدّة طويلة بعد هذا التاريخ".
إنني لا أوافق على رأي نولدكه لأن
الشعب الآرامي السرياني ظل محافظا على
لغته السريانية حتى القرن الثاني عشر
الميلادي .
كما أن اللغة السريانية قد تطورت و
أصبحت لغة " علمية" لأنها نقلت كثير
من علوم اليونانيين و قد ألف بعض
السريان المشارقة قاموسين في القرن
العاشر حول المفردات في اللغة
السريانية .
إن تعبير العالم نولدكه " كانت اللغة
الآرامية في حوالي سنة 800 م تعدّ
لغةً مائتةً "هو رأي خاطئ لأن العلماء
السريان في حوالي سنة 800 كانوا
يكتبون بلغتهم الأم كما أن كل السريان
في ذلك الوقت كانوا يتكلمون السريانية
و البعض منهم تعلموا اللغة العربية .
إن تعبير نولدكه قد يصح في القرن
السابع أو الثامن عشر و في بعض
المناطق السريانية .
رابعا -
بعض الأخطاء التاريخية غير المقصودة
أ -
ذكر الأب البير أبونا " تسجيل كارثة
فيضان نهر ديصان الذي اجتاح مدينة
الرها في شهر تشرين الثاني سنة 201 م
في عهد " أبجر التاسع " ملكها " . 201
م كان يحكم الرها الملك أبجر المعروف
بالكبير أو أبجر الثامن و ليس التاسع
.
ب -
و قد ذكر الأب ابونا أيضا " وبعد أن
دمّرها فيضان سنة 525 مرّة ثانية ،
عاد "يوستنيانس الثاني" فأقامها وجعل
منها تحفة رائعة ." إن يوستنيانوس
الأول 527 - 565 هو الذي أعاد بناء
الرها و ليس"يوستنيانس" (565 – 578 )
الثاني .
ج -
كتب الأب البير أبونا "وقد تسرّب
التأثير الفرثي إلى العادات الرهاوية
منذ الأزمنة الأولى فنسي الرهاويون
أصلهم الآرامي أو النبطي ".
لا شك لقد تأثر الرهاويون بالفن و
العادات الفرثية و هذا واضح جدا من
لوحات الفسيفساء التي لا تزال موجودة
أو من أسماء بعض الرهاويين و لكن
تعبير "فنسي الرهاويون أصلهم الآرامي
" غير دقيق لأننا نعلم أن مار افرام
الذي عاش في الرها في أواخر حياته كان
يسمي أهل الرها بالآراميين و الفيلسوف
السرياني المشهور كان يسميه" برديصان
الآرامي ". الرهاويون لم ينسوا أصلهم
الآرامي ! |