تعليقات حول نشوء الطوائف في موقع زيدل
090929
نشر موقع زيدل مقالا للمهندس باسل قس نصر الله الموقر و هو لمحة
عامة حول نشوء الطوائف و البدع
المسيحية تجدونه على الرابط
التالي
http://www.zaidal.com/index.php/ar/break-news-/632-2009-08-29-09-50-08.html
لا شك أن المهندس باسل يريد أن يعرف بإختصار من هي الطوائف
المسيحية و لكنه للأسف يرتكب بعض
الأخطاء التاريخية أو بالأحرى
نقل معلومات خاطئة
:
أولا - مفهوم الطائفة الحديث
بصراحة لا أعرف متى عم تعبير " طائفة" على كنائسنا المنفصلة
في الشرق . و لكن لا يوجد شك أن كلمة
"
طائفة" هي مرادفة لتعبير
"
ملة " الذي إنتشر في شرقنا بعد الإحتلال العثماني
1516
م . كانت
الكنائس الشرقية منفصلة إيمانيا و عقائديا الواحدة عن الأخرى وهي
كنيسة السريان الملكيين أي السريان الذين تبعوا الملك مرقيان و تعاليم
مجمع خلقيدونيا في أواسط القرن الخامس الميلادي و الذين يعرفون
اليوم بكنيسة الروم لأنهم تخلوا عن
إستخدام اللغة السريانية في ليتورجيتهم و إستبدلوها باللغة اليونانية في القرن
العاشر ثم باللغة
العربية
.
لقد إنفصل السريان الموارنة من السريان الملكيين و قد تبعوا
تعاليم البطريرك سرجيوس في بيزنطية الذي نادى بمشيئة واحدة
في المسيح . و كان الملك هرقل قد قاتل و إسترجع سوريا و فلسطين
و مصر سنة 628 م من الفرس الذين إحتلوا سوريا لمدة 14 سنة
.
ولكن سرعان ما سقطت سوريا في يد العرب لأن أغلبية السريان
المناهضين لمجمع خلقيدونيا
(
السريان الأرثودكس ) قد ملوا من
تدخلات الأباطرة في الكنيسة و إضطهاداتهم
.
لقد طلب العثمانيون من رؤساء الكنائس المسيحية أي البطاركة أن
يديروا أمور كنيستهم أو ملتهم . و هذا مما شجع الإنتماء الطائفي بين
الكنائس الشرقية التي سوف يتضاعف عددها في التاريخ الحديث
.
جميع الكنائس الشرقية ( ما عدا الأرمن و الأقباط) هي سريانية آرامية
في الهوية و اللغة و الحضارة
.
للأسف لا يزال الإنتماء الطائفي حاجزا لبعض إخوتنا يمنعهم أن
يتعرفوا على جذورهم الحقيقية
.
ثانيا - الطائفة الأشورية
كتب المندس باسل " ينتسب أبناء هذه الطائفة إلى شعوب قديمة كانت تقطن شرقي
أعالي نهري دجلة والفرات ، تنصرت مبكرا منذ القرون الأولى للمسيحية ، وكانت
تسمى كنيسة المشرق أو الكنيسة الشرقية الآشوري"
.إن
العلماء المتخصصون في تاريخ السريان مثل سبستيان بروك أو
الأب المؤرخ البير أبونا يسمون هذه الكنيسة ب
"الكنيسة
السريانية
الشرقية ". طبعا لأن إبناء هذه الكنيسة هم سريان مشارقة إتبعوا تعاليم
البطريك نسطور ( و
كان سريانيا من ضواحي إنطاكيا ) و هم لا
يزالون يعرفون عن أنفسهم و بلغة أجدادهم السريانية بلفظة" سورايا"
أي سرياني
.
للأسف الشديد إنتشر بين هؤلاء السريان فكرة خاطئة و هي أنهم
ينتمون الى الشعب الاشوري الجبار و أنهم شعب عريق حافظ على
هويته الأشورية و لغته الأشورية مئات السنين و أن لهم " حقوق
تاريخية " في العراق . و أطلقوا تعبير " الكنيسة الأشورية " سنة1976
على هذه الكنيسة صاحبة هذا التاريخ
.
علماء هذه الكنيسة السريانية قد تركوا لنا نصوصا عديدة يؤكدون
فيها إنتمائهم الى الشعب السرياني الآرامي . و بكل تأكيد إخوتنا الذين
ينتمون الى هذه
"
الطائفة الاشورية " هم سريان مشارقة و لا يحق
لنا أن هذه الكنيسة كانت تسمى
"
بالأشورية " في تاريخها القديم
.
لقد نشر الدكتور أسعد صوما سلسلة من الأبحاث حول تاريخ هذه
الكنيسة تحت عنوان " لمحات من تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية"
الرابط
http://www.Tarikh_Skafe/Assad_Sauma_Assad/
ثالثا -الطائفة السريانية
كتب المهندس باسل " شكل السريان ، وهم خليط من الشعوب الشرقية القديمة ، التي
تنصرت منذ فجر المسيحية ، أحد العناصر الرئيسة في كنيسة أنطاكية . وقد كان
للأسقف يعقوب البرادعي الدور
الأكبر في رسامات اكليريكيي هذه الطائفة التي رفضت مجمع خلقيدون في النصف
الثاني من القرن السادس ، ولذلك
عرفت أيضا باليعقوبية
".
أ - السريان ليسوا خليطا من شعوب قديمة ، السريان هم الشعب
الآرامي الأصيل الذي صبغ معالم الشرق . للأسف الشديد ان المهندس
باسل يردد بعض الطروحات المزرة لهوية أجدادنا السريان الآراميين
.
و لا شك أنه لا يعرف أنه "ينقل " معلومات خاطئة يرددها بعض
المفكرين السريان الذين لا يعرفون أصول البحث التاريخي و للأسف
لا يعرفون
أصولهم التاريخية و يريدون أن يحولوا الشعب السرياني
الآرامي الى " شعب بدون هوية
"!
ب - إن أجدادنا السريان في العصور الوسطى تركوا لنا مئات الكتب
و الرسائل و القصائد التي تحولت الى مصادر مهمة لمعرفة تاريخنا
و هويتنا . السؤال الذي يطرح لما ظل السريان من مار افرام)
القرن
الرابع ) الى إبن العبري ( القرن الثالث عشر ) يرددون بأنهم سريان
آراميون ؟
ج - ما هي الغاية من طرح هذه " الأكاذيب " ( السريان خليط من شعوب
قديمة) و هل هذا الطرح يساعدنا على الدفاع عن هويتنا السريانية
المهددة ؟ ليت المهندس باسل يعلمنا من اين إستقى هذه المعلومات
.
د
-
لقد طلب مني بعض السريان الغيورين أن ألقي محاضرة تاريخية
في مدينة القامشلي التي زرتها خلال الصيف .
لم تسمح لي الظروف
)
عدم وجود صالة و عامل الوقت ) من إلقاء المحاضرة و كانت تحت
عنوان " لما أطلقت التسمية اليعقوبية على السريان ؟"
.
لم تطلق التسمية اليعقوبية على الكنيسة السريانية لأن المطران يعقوب
البرادعي قد لعب دورا في إستقلال هذه الكنيسة و سوف أنشر هذه
المحاضرة لاحقا.
في الخاتمة نحن لا نلوم الأخ المهندس باسل على هذه اللمحة و لكننا
نأسف كثيرا على المفاهيم الخاطئة التي يرددها فإخوتنا السريان المشارقة
يتحولون الى " أشوريين" و شعبنا السرياني الآرامي الأصيل الى"
شعب خليط" و
الإنتماء الطائفي الى حاجز يمنعنا من معرفة جذورنا
الحقيقية.
أخيرا مفهوم " الطائفة " لم يعم في أوروبا الغربية لأن مفهوم الطائفة
أو الملة هو من مخلفات النظام العثماني
. |