نعيش معا أو نموت معا
070430
رد على مقال ألأخ رياض ألريس ألموقر
لقد نشر ألأخ رياض ألريس مقالا في
موقع ألقامشلي ألغيور، تحت عنوان "
الحــريــة هــي دائمــا حـريــة
الــرأي الآخـــر.. ل. لكسمبورغ " ،
موجود على هذا ألرابط
http://www.kamishli.com/gbn_afra7/opensitemed.php?id=58064
أحب أن أعلق على ألقسم ألأول من
ألمقال ، و أشكر ألأخ رياض على تحيته
ألصادقة . نعم كل إنسان حر ، و لكن لا
أحد يحق له أن يكتب أو أن يفهم
ألتاريخ بحرية مطلقة . ألمطلوب من
ألمثقفين ألسريان أن يميزوا بين ألبحث
ألتاريخي ألعلمي و بين ألمقالات
ألسياسية ألمبنية على تفسيرات خاطئة
تزور هوية ألسريان ألأراميين . لا أحد
يحق له " بإسم ألحرية " أن يؤمن و أن
يفسر ألتسمية ألسريانية بدون براهين
تاريخية علمية .
أخ رياض إسمح لي أن أشكرك على مقالك و
أن أعلق عليه، متمنيا أن نرى ألمزيد
من ألمقالات ألتي تنتقد مجتمعنا و تحث
شبابنا على ألتمسك بهوية ألسريان
ألصحيحة .
أولا - من هو
ألعظيم من أبناء شعبنا ؟
أخ رياض ، مع إحترامي إلى وجهة نظر
الدكتور فيليب حردو ، ألعظيم من أبناء
شعبنا هو كل سرياني يجاهد من أجل
أمتناألسريانية - ألأرامية ، كل
سرياني يتخلى عن ألإنتماء ألطائفي
ألمقسم لأمتنا ، و أخيرا كل سرياني
يؤمن بتاريخنا ألعلمي و يبتعد عن
ألشعارات ألفارغة ألتي تنادي بالوحدة
و لكنها تقسم شعبنا !
ثانيا - أصول
ألسريان ؟
أعتقد أنه في أللغة ألعربية أننا
نستخدم تعابير " ألأصول و ألجذور" حين
نتكلم عن هوية ألشعوب . و بكل تأكيد
ليس للسريان " أصول" عديدة ، و لكن
أصل واحد و هو ألأرامي كما هو مذكور
في ألمصادر ألسريانية .
أرجو
أن تراجع بحثي " لما لقب مار أفرام
بألسرياني
؟ " .
بعض
ألسريان يعتقد ( بدون أي براهين ) أن
ألتسمية ألسريانية تعني ألمسيحي ولا
تعني قوم معين ، و بعض ألسريان يعتقد
( بدون أي براهين أيضا ) أن ألتسمية
ألسريانية تشمل كل ألشعوب ألقديمة
ألتي إندثرت و زالت من سومرية و
أكادية و أشورية و غيرها . أخيرا بعض
ألسريان ألمشارقة ألنساطرة يؤمنون
بجذور أشورية و يدعون أن ألسريان هم
أشوريين و أن لغتنا هي أشورية !
أخ رياض كل هذه ألنظريات هي من ألقرن
ألعشرين ، للأسف ألشديد إن ألذين
يؤمنون بتلك ألنظريات يرفضون ألرجوع
إلى ألتاريخ ألأكاديمي ، متوهمين أن
ألمثقفين ألسريان لا يميزون بين ألبحث
ألعلمي و ألبحث ألسياسي ألمبني على
تفسيرات خاطئة .
أخيرا
إن أجدادنا ألأراميين قد صهروا بقايا
بعض ألشعوب ألمندثرة و ألتي لم يعد
ألتاريخ يذكرها مثلا في سوريا و بيت
نهرين ألشعب ألعموري و ألكنعاني و
ألحثي و ألحوري و ألميتني .
ثالثا -
ألإنتماء ألسرياني ليس عقيدة و
لكن حقيقة تاريخية . عفوا ، بعض
ألعائلات ألسريانية منقسمة على ذاتها
، فأحد ألإخوة يؤمن بأنه أشوري و ألأخ
ألثاني بأنه أرامي بينما ألأب يردد
بأننا سريان فقط ! بينما ألأخ ألثالث
محتار و ضائع هل يكون والده سريانيا و
أحد إخوته أشوريا و ألأخر أراميا ؟
أخ رياض ، أنا لا أشك لحظة واحدة أنك
تقصد أن ألسريانية هي عقيدة ، و لكن
للأسف ألشديد لا يزال ألمثقفون
ألسريان ضائعين بين ألتفسيرات
ألسياسية ألبعيدة عن ألهوية ألسريانية
ألحقيقية . لقد كان عنوان أول محاضرة
ألقيتها في مدينة ستوكهلم سنة 1994 "
ألسريان هم أراميون ولا شك في ذلك " .
إنني
متفق معك كليا على أننا كشعب سرياني -
أرامي يجب أن نوحد مفاهيمنا و كما
كتبت " و على ضوئها يفسر الناس العالم
المحيط , و يتخذون القرارات المصيرية
المهمة و يحددون خطى لسلوكهم" .
مثلا
أ - ما هي قضية ألسريان ألكبرى ؟
ب - هل من ألطبيعي أن نضخم عدد
شهدائنا ألأبرار ضحايا.
سياسة ألأتراك ألظالمة أم يجب " ذكر "
ألأرقام ألصحيحة ؟
ج - أن تركيا ستعترف بالمذابح ألشنعاء
بحق ألشعب ألأرمني.
و ألشعب ألسرياني ، ترى ماذا ستكون
خطواتنا أللاحقة ؟
هل
نكتفي
بألكنائس و ألأملاك ألخاصة أم نطالب
بأرضنا ؟
د - إن جرائم ألأتراك قد فتكت بأعداد
كبيرة من شعبنا ألسرياني و خف عددنا
بشكل رهيب و أصبحنا أقلية صغيرة . فهل
نحن " أقلية " أم شعب سرياني يحق له
ألعيش بكرامة ؟
رابعا - التحلي
بالأخلاق في ألردود على ألمغالطات .
أخ رياض أن أغلب ألذين يكتبون ألردود
على أبحاثي هم من إخوتنا ألسريان
ألذين يؤمنون بالفكر ألأشوري متوهمين
أن أجدادنا كانوا " فعليا " ينتمون
إلى ألشعب ألأشوري . بكل تواضع لقد
أمضيت سنوات طويلة في ألبحث في
ألمصادر ألسريانية و هي تثبت أن
أجدادنا كانوا يفتخرون بجذورهم
ألأرامية و لم يؤمنوا بأنهم من
ألسومريين أو ألأكاديين أو ألأشوريين
أو ألحثيين و غيرهم من ألشعوب ألتي
لعبت دورا كبيرا في ألشرق و لكنها
زالت من ألتاريخ .
أخ رياض ، إنني أحب ألرد على إخوتنا
لتشجيعهم على بناء طروحاتهم على
تاريخنا ألأكاديمي . مثلا لقد نشرت
عدة أبحاث دفاعا عن ألتسمية ألعلمية
للغتنا ألمقدسة و هي أللغة ألسريانية
. لا يزال بعض ألمتطرفين يدعون أن إسم
لغتنا هو أللغة ألأشورية، نشر ألسيد
ميخائيل ممو قصيدة في موقع عنكاوا
بعنوان " أللغة ألأشورية " لا تزال
معروضة في ألصفحة ألرئيسية .
إنني
أعتقد أن على ألمواقع ألسريانية أن
تلعب دورها في ألحفاظ على إستخدام
ألتسمية ألعلمية للغتنا ألسريانية .
ملاحظة صغيرة : لقد لفت نظري إعلان
دعائي تجاري في موقع ألقامشلي عن
تعليم قيادة ألسيارات ورد فيه حرفيا "
نتحدث وندرس بألعربية و ألسريانية و
ألتركية " .
لا
أحد يستطيع أن ينتقد هذا ألإعلان
ألتجاري ، و لكن " كل سرياني غيور "
يستطيع أن ينتقد قصيدة ألسيد ميخائيل
ممو ، لأنه بكل بساطة لا أحد يتكلم
أللغة ألأشورية أليوم ، أما ألشعب
ألأشوري فقد كان يتكلم ألأكادية و كان
يسميها أللغة ألأكادية!
خامسا - شهادة
ألدكتورا ؟
أخ رياض ، لقد درست ألتاريخ في
ألجامعة أللبنانية و حصلت على شهادتي
ألليسانس و ألماجيستر في علم ألتاريخ
و كان عنوان أطروحة ألماجيستر هو "
نكبة ألسريان ألرهاويين 1924 " .
و
قد حصلت على منحة تخصص من ألدولة
أللبنانية لمدة خمس سنوات كي أكمل
ألدكتورا في جامعة ألسوربون ألفرنسية
سنة 1982 .
حيث
حصلت على شهادة
DEA أي دبلوم دراسات عليا عن موضوع
" ألأسباب ألحقيقية لإستقلال ألكنيسة
ألسريانية- ألأرامية ألمناهضة لمجمع
خلقيدونيا " .
و لكنني لم أستطع إنهاء
ألأطروحة لسبب بسيط جدا ، أن ألدولة
أللبنانية - بسبب هبوط سعر ألعملة
أللبنانية سنة 1985 - تركتني وحيدا في
باريس بدون أية مساعدة مالية . أما يا
أخ رياض إذا رأيت يوما بحثا لي و
أمامه حرف " د " ، فهذا يعني أنه مقال
قديم منشور في مجلة أرام في ألسويد
حيث أن حرف " د " يعني " دكتورند " أي
ألطالب ألباحث ألذي يحض أطروحة
ألدكتورا .
فأنا لا أدعي أنني أنهيت أطروحة
ألدكتورا و لم أضع حرف " د " أمام
إسمي ، لأنني لم أحصل على هذا أللقب و
خاصة إحتراما لكل إخوتنا ألذين يحملون
وسيحملون هذا أللقب خاصة في قسم
ألتاريخ .
أخيرا ، لن أعلق على ألقسم ألثاني من
مقالك
(( كلمات ليست متقاطعة !! )) ولكن
أسلوبك أعجبني و دفعني إلى قراءة
مقالك أربع مرات ، و إنني أشكرك على
ثقتك و أرجو أن تتحقق بنفسك بأن كل
باحث في تاريخ ألسريان يؤكد جذورهم
ألأرامية . راجع مقال ألأب ألبير
أبونا " ألبحث عن قومية " و كتب
ألمطران لويس ساكو ألموقر و هم ينتمون
إلى ألكنيسة ألكلدانية .
أخيرا ، هل ممكن أن أطلب منك أخ رياض
مزيدا من ألنقد لتوعية ألسريان ،
ألبعض منهم " يركضون " وراء طروحات
غير علمية ، و ألأكثرية منهم " يرقدون
" أي ينامون و يسكتون عن ألمطالبة
بإعتراف تركيا بالمجازر بحق شعبنا .
فلا عجب إذا إعترف ألعالم بالمذابح ضد
ألأرمن ، و لا تزال ألدول ألمتقدمة
تجهل أن أجدادنا ألسريان كانوا هم
أيضا ضحايا تلك ألمجاذر ! أطالب من كل
سرياني غيور ألمساهمة في ألتوعية فنحن
كنا شعبا سريانيا واحدا ، و سيوف
ألأتراك لم تميز بين ألسريان من
أرتودكس و كاثوليك وإنجليين و نساطرة
و كلدان . و لما لا يكون شعارنا "
نعيش معا أو نموت معا " ؟ فهل عددنا
ألقليل يسمح لنا بالمغامرة ؟
حفظك ألله
هنري بدروس كيفا |