رسالة مفتوحة الى الصحافي جميل روفائيل المحترم
051123
لقد وقع نظرنا على مقالة صحافية لكم ، اعتقد الاخ غسان انه من المهم اعادة
نشرها في موقع عنكاوا ، حسنا فعل الاخ غسان لانه يعرفنا على كتابتكم و مفهومكم
لتاريخ السوراي .
اولا ـ لا يوجد ثلاثة ملايين اشوري في العالم .
انتم تشبهون المنادين بالقومية الاشورية الذين يطلقون التسمية الاشورية الحديثة
ـ
اي غير تاريخية و غير علمية ـ على كل المسيحين في الشرق ، بدون اي براهين
تاريخية .
من المؤسف ان الاخ غسان قد نشر قسما من المقالة و لا نعرف متى كتب السيد
روفائيل هذه المقالة ؟
هل لا يزال يعتقد بوجود ثلاثة ملايين اشوري ؟ هل سيحترم
ارادة الاغلبيةالساحقة من الكلدان و السريان التي ترفض التسمية الاشورية ؟
هل
الباحث روفائيل عنده معلومات تاريخية موثوقة تسمح له بتجاهل ارادة الاكثرية من
السوراي التي ترفض الاسم الاشوري ؟
ثانيا ـ معلومات تاريخية خاطئة .
يردد السيد روفائيل عددا كبيرا من الاخطاء التاريخية ، سوف نصحح بعضها .
1 ـ التسمية السريانية و الكلدانية ليست مذهبية كما كتبتم ، التسمية السريانية
كانت دائما تسمية قومية مرادفة للتسميةالارامية ، ان جهلكم ـ
او بالاحرى
تجاهلكم المتعمد ـ لتاريخ الكلدان القديم لا يسمح بالادعاء ان الكلدان هم
اشوريين إ الكلدان هم اراميون ، راجع مقالة الاب المؤرخالبير ابونا = البحث عن
قومية = او مقالتنا عن الكلدان في موقع عنكاوا .
2 ـ المطران يعقوب اوجين منا لم يكن مؤرخا بل عالما لغويا له الفضل الكبير على
اللغة السريانية الارامية .
لقد ارتكب في مقدمته عدة اخطاء تاريخية لا يزال
قسما كبيرا من السوراي يؤمنون بها و منها ان التسمية السريانية صارت مرادفة
للمسيحي منذ الاجيال الاؤلى إ هذه الفكرة غير صحيحة لانه لا يوجد اي برهان علمي
يثبتها .
و لكن السيد روفائيل يعتبر المطران منا من اهم الباحثين في الاصول
القومية ونحن نخالفه بالرائي لان المطران منا كتب صفحة 13 = فالكلدانيون اذا و
الاثوريون اراميون و الا لما كانت لغة ملوكهم الرسمية ارامية = طبعا الشعب
الاشوري لم يكن اراميا ، والبرهان الذي يقدمه المطران منا غير مقبول لان الفرس
و الارمن تكلموا الارامية وهم ليسو
اراميين.
3 ـ السيد روفائيل يحور نظرية المطران منا حول التسميةالتسمية السريانية .
المطران منا اعتقد ان الاشوريين هم من الاراميين و هذا غير صحيح و ذكر في
مقدمته ان التسمية السريانية اطلقت على الاراميين الذين قبلوا الدين المسيحي.
المنادون بالتسمية الاشورية و منهم السيد روفائيل يدعون استنادا الى المطران
منا ان التسمية السريانية اطلقت على الاشوريين إ علما ان التسمية الاشورية كانت
جغرافية ولا تشير الى انتماء شعبي. الكنيسة الشرقية لم تكن اشورية بل سريانية
التسمية السريانية ليست جواز سفر تسمح للشعوب المنقرضة بالانبعاث من جديد .
نجد في تاريخ ايليا مطران نصيبين السرياني الشرقي صفحة 153 = و بقيت الكنيسة
الارامية بدون بطريرك الى موت الحجاج = كتب اجدادنا مليئة بالبراهين التي تثبت
بافتخارهم بجذورهم الارامية .
4ـ فسر المطران منا نص المؤرخ رينان تفسيرا خاطئا فهو ذكر صفحة 15 = ان لفظة
سوريا مشتقة من اثور او اشور اشتقها اليونانيون بعد استيلاء الاثوريين على
الديار الشامية = يتوهم القارئ ان رينان قد كتب هذه الفكرة إ و طبعا رينان لم
يكتبها بل هي تفسير خاطئ للمطران منا الذي نقل نص رينان بدون ان يطالع كتابه،
راجع مقالتنا= حول مقدمة المطران يعقوب منا = في مجلة ارام العدد الثالث ـ 1992
ـ
الغريب ان السيد روفائيل = يغير = نص رينان المشهور اذ يكتب استنادا الى رينان
/ نحن اكيدون انه لم يطالع كتاب رينان/ = انها(كلمة سوريا )مشتقة من تسمية
اليونانيين لبلاد و شعب اشور ـ اشوريا =.
يستطيع القارئ ان يتاكد من نص رينان
فهو لم يذكر الشعب الاشوري ابدا. ملاحظة مهمة جدا ، اليونانيون لم ياخذوا
التسمية اسورا او اتورا من الشعب الاشوري كما يدعي السيد روفائيل ، بل من
التسمية الفارسية التي اطلقت فعليا علىالشرق و هنالك نصوص عديدة تثبت التسمية
الفارسية.
لقد وضعت المراجع في بحثي عن التسميةالسريانية.
السؤال الذي يطرح هو ، هل يحق للسيد روفائيل ان يغير اوان يفسر النصوص
التاريخية بما يتلائم مع الطرح السياسي و القومي الذي يؤمن به ؟ هل يحق له
بالادعاء بوجود ثلاثة ملايين اشوري استنادا الى تفسيرات او طروحات سياسية خاطئة
؟
اخيرا يوجد بعض النقاط الجيدة في مقالة السيد روفائيل فهو يكتب اسمنا بالشكل
الصحيح = السريان ـ سورايا = ، بعض الجاهلين و المتطرفين يزيدون حرف الالف ـ
ليتطابق مع طرحهم ـ فيصبح اسمنا = اسورايا = مع ان اللغة السريانية تستعمل كلمة
= اتوريو = للاشارة الى الاشوري إ نتمنى على السيد روفائل ان لا يطمر اسم
الكلدان والسريان التاريخية من اجل تسمية اشورية سياسية تؤمن بها الاقلية من
شعب السوراي .
هل الصحافة السياسية متطرفة ؟
الجواب في ضمير كل مثقف في شعبنا
السوراي. |