تعليقات حول إسطورة الراهب
بحيرا السريانية
بعض المصادر السريانية تتكلم عن راهب سرياني
قد نقل الى النبي محمد عبادة الله و كثيرا من
التعاليم المسيحية التي كانت منتشرة في القرن
السادس الميلادي
.
لقد إنتشر في شرقنا خبرية هذا الراهب و خاصة
تلك الفكرة الخاطئة التي تدعي أن اسمه هو
بحيرا أو انه كان يعيش قرب بحيرة
!
سوف أنشر النص السرياني و العربي مع ترجمة
إنكليزية و مع أنها قديمة فإنها مفيدة لأنها
تسمح لنا أن نتعرف على النص السرياني الذي
يعود الى حوالي القرن الحادي عشر الميلادي
.
ملاحظة مهمة و هي أن مؤلف هذه الحكاية متأثر
جدا بما ورد في أسفار التوراة خاصة في التنبؤ
عن إنتصارات العرب و توسعهم في العالم و هذا
يذكرنا بما ورد في سفر دانيال الذي تنبأ " إن
دولة
كبيرة
ستنقسم الى أربعة أقسام " و المقصود هو مملكة
الإسكندر الكبير
!
كثيرون من اليهود و المسيحيين كانوا يعتبرون
دانيال نبيا لأنه قد ذكر " ما " سيحدث لمملكة
الإسكندر و لكنه في الحقيقة هذه ليست" نبوئة "
لأن سفر دانيال كان قد كتب عشرات السنين بعد
موت
الإسكندر!
ما ورد في النص السرياني حول التوسعات العربية
ليس في الحقيقة هي تنبؤات و لكن طريقة في
الكتابة كانت منتشرة بين السريان
.
أولا -
أهمية النص السرياني حول اسم الراهب ؟
نلاحظ أن النص السرياني يعطينا اسم الراهب و
هو سركيس أو سرجيوس
في
الصفحة ٢٠٢ النص السرياني
ܣܪܔܝܣ
.
بينما نرى النص العربي صفحة ٢٥٣ لا يذكر الاسم
و لكنه يكتب حرفيا " راهبا شيخا يسمى بحيرة"
.
*
ملاحظة مهمة أن النص السرياني يذكر أن الراهب
سرجيوس كان
ܒܚܝܪܐ
أي بحار في العلوم
.
*
قد يكون إنتشار النص العربي قد نشر بين الناس
أن اسم الراهب هو بحيرة و قد إستنتجوا -
إستنتاج خاطئ - بانه يعيش قرب بحيرة في
الصحراء!
ثانيا - هل كان الراهب سرجيوس عربيا أم
سريانيا ؟
السريان يعيشون اليوم في فترة صعبة جدا ,
أكثرية ساحقة من المسيحيين المشارقة قد نسوا
جذورهم السريانية الآرامية التي تثبت بأنهم
سكان هذا الشرق قبل العرب أنفسهم
.
للأسف هؤلاء المسيحيين قد تكلموا اللغة
العربية في تواريخ متفاوتة و صاروا يتوهمون
بأنهم عرب أقحاح و يحالون اليوم الإدعاء
بوجود تراث عربي مسيحي بينما هو في الواقع
تراث سرياني معرب
!
قد يدعي أحد هؤلاء بأن الراهب سرجيوس هو عربي
لأن النص العربي لا يذكر هويته و من هنا أهمية
النص السرياني (أنظر صفحة ٢٠٦ السطر الثالث )
حيث نرى أنه كان
ܣܘܪܝܝܐ
أي سرياني
الإنتماء . و سرياني هنا و في كل المصادر
السريانية تعني أنه ينتمي الى الشعب السرياني
الآرامي و ليس سرياني بمعنى مسيحي كما يتوهم
عدد كبير من رجال الدين السريان غير المطلعين
على
مصادر أجدادهم
...
ثالثا _ ما معنى بلاد أشور في هذا النص ؟
لقد ذكرت مرارا أن المصادر السريانية تستخدم
تسمية
ܐܬܘܪܝܐ
أي الشعب الأشوري عندما تتكلم عن الأشوريين
القدامى . و قد أشار الباحث
J. M. Fiey
أن تسمية أشور لا تعني شعبنا أشوريا
معاصرا
و لكن تسمية جغرافية هي مدينة الموصل و
ضواحيها ! و كان الدكتور أسعد صوما قد جمع عدة
براهين دامغة تؤكد أن تسمية اشور في اللغة
السريانية تعني الموصللي
!
لقد ورد في هذا النص السرياني تعبير بلاد أشورܐܬܘܪ
أنظر الصفحة٢٠٦ السطر الثاني و لكن ترجمته في
اللغة العربية (أنظر الصفحة٢٥٥ السطر الخامس )
سنرى بلاد الموصل
!
المصادر السريانية هي مهمة جدا لمعرفة تاريخ
شرقنا و لأهمية دور الوجود السرياني الآرامي
فيه
. |