هل المطلوب من الشاب السرياني أن يتشبه بنابليون
بونابرت؟
أهدي هذا المقال الى كل شاب و شابة سريانية تعرفت
عليهم من خلال
الفيس
بوك :
خاصة الى الشباب في هذه الصورة
!
أولا -
ماذا فعلت أيها السرياني عندما كان عمرك عشرين سنة ؟
برنامج شهير كان يعرض في فرنسا لمعرفة ماذا كان يفكر
بعض الأدباء و المفكرين في مطلع شبابهم ؟
كانت أعمار المشاركين في
البرنامج تتراوح بين ٥٥ و ٨٠ سن و قد إشتهروا في
ميادين عديدة
ثقافية و سياسية و فنية : و الشيئ المنطقي هو أنهم
كانوا ناس عاديين
في مطلع شبابهم و طبعا لم يكونوا مشهورين ...الشيئ
الممتع في هذا
البرنامج هو أن الضيف يفتح قلبه و يخبر عن طموحاته و
أعماله
التي أوصلته الى الشهرة
.
أتمنى من كل سرياني غيور أن يفكر للحظات قليلة في ما
كان يفكر
و يعمل عندما كان في سن العشرين ؟
هل كانت قضيتنا السريانية
هي هاجسه الأول أم كان مثل بقية الشباب يتمتع بالحياة
؟
أتمنى من الشاب السرياني أن يفكر قليلا : هل سيندم بعد
٤٠ سنة
على أشياء لم يقم بها عندما كان شابا ؟
هل يعلم أنه عاجلا أم أجلا
سيحمل شعلة الدفاع عن هوية أجداده مثل بقية شباب
العالم
!
ثانيا -
من هو نابليون بونابرت ؟
أ-
لا شك هو أشهر قائد عسكري عرفه التاريخ !
ولد في أجاكسيو سنة١٧٦٩
أي بعد سنتين من دمج جزيرة كورسيكا في مملكة فرنسا!
و هذا يعني أنه من أصل إيطالي و ليس فرنسي !
الفرنسيون لا يعلقون
أهمية كبيرة لهذه النقطة :
لأنهم ضموا مناطق إيطالية عديدة الى مملكتهم
بعكس الألمان . دخل نابليون الى المدرسة الحربية و كان
يتكلم اللغة
الفرنسية بلكنة إيطالية و ستكون مرتبته ٤٢ من أصل ٥٨
متخرج!
أي أنه لم يكن من بين الأوائل في صباه !
و لكنه سيطالع مذكرات
و كتب أشهر القادة :
الإسكندر المقدوني و هنيبعل و يوليوس قيصر
!
عرف نابليون كيف يستفيد من الظروف السياسية في فرنسا و
إستطاع
من خلال إنتصاراته العسكرية أن يصبح إمبراطورا يحكم
نضف أوروبا!
ب -
التلميذ فاق أساتذته
لقد
إنتصر نابليون على حوالي ٢٠٠ معركة أي أكثر من
الإسكندر
و هنيبعل و قيصر مجموعين معا !
و في حملته على إيطاليا سنة١٧٩٦
إنتصر في معركة
Lodi
قرب مدينة ميلان و عرف نابليون
أنه يستطيع أن يلعب دورا كبيرا في فرنسا
!
ج -
بعد إنتصاراته في إيطاليا و مصر سيصبح قنصلا ثم يعلن
نفسه
سنة ١٨٠٤ إمبراطورا على فرنسا . و قد ضمت إمبراطوريته
سنة ١٨١٠حوالي ١٣٠ مقاطعة و سكانها ٤٤ مليون نسمة !
و قد ذكر نابليون
أن أمنيته هي أن يجمع و يوحد الشعوب في أمة واحدة بعد
أن مزقتها
و قسمتها الحروب في أوروبا
!
د -
إنتشار الفكر القومي في أرووبا
في الماضي كانت عدة شعوب مختلفة تشكل مملكة واحدة بسبب
الحروب
أو المصاهرات بين ملوك أوروبا . و لكن بعد نشوء الثورة
الفرنسية
و توسعات نابليون إنتشر الشعور و الإنتماء القومي في
أوروبا
.
لم يعد الشعب ينتمي الى أسرة مالكة و لكن الى هوية
تاريخية تجمع
هذا الشعب
!
*المفهوم
الألماني للقومية : الألماني هو كل طفل يولد ألمانيا (
أي
عندما يكون الوالد ألمانيا فالولد هو ألماني
(
*المفهوم
الفرنسي : ليس مهما أن يكون الوالد فرنسيا و لكن المهم
هو
الأرض التي ولد عليها الطفل : فكل طفل يولد في أرض
فرنسية هو
فرنسي !
و هكذا نابليون الكورسيكي الإيطالي يصبح فرنسيا
!
ثالثا -
ما هو المطلوب من الشاب و الشابة السريانية اليوم؟
أ-
إن مفهومنا للهوية السريانية لهو بسيط جدا و هو منطقي
و يشبه كثيرا
المفهوم الألماني :
السرياني هو من كان والده سريانيا و
يتحدر من الشعب السرياني الآرامي العظيم . و كما يقول
الدكتور أسعد صوما
"
نحن جميعا سريان بالولادة " و من يولد سريانيا لا
يستطيع أن يدعي
بجذور غير سريانية آرامية
.
ب -
الى المتطفلين على علم التاريخ : السريان هم آراميون
لأن علمائهم
قد ذكروا و افتخروا بإسمهم و هويتهم الآرامية . لقد
صعد الإنسان الى
القمر و التسمية السريانية لم تعد لغزا :
راجع " " الهوية السريانية ليست قفلا مفتاحه مفقود
!"
ج -
من النادر أن نرى شخصية فذة مثل نابليون بونابرت و لا
يحق
لأحد أن يطلب من الشاب السرياني أن " ينجح " مثل
نابليون !
و لكن
أمنيتي الى كل غيور سرياني لم يفعل شيئا بعد من أجل
أمته التاريخية!
أنظروا الى نابليون عندما تخرج من المدرسة الحربية فهو
لم يكن من
المتفوقين
!
د -
لا شك أن بعض الشباب و بعض الشابات السريان سيتفوقون
في أعمالهم و ربما سيحصلون على شهرة عالمية :
المطلوب منهم ألا
ينسوا أنهم ولدوا سريانا و انهم ينتمون الى شعب عريق
عمره أكثر من٣٢٠٠
سنة
!
ه -
نابليون العظيم نسى جذوره الكورسيكية الإيطالية من أجل
تحقيق
طموحاته الشخصية ! أتمنى من كل سرياني ألا يتجاهل هوية
أجداده
من أجل مناصب أو منافع شخصية ! فالهوية السريانية لا
تتبدل ولا تلون
و لا تفسر حسب الظروف و الأهواء
!
الخاتمة
ليس المطلوب من الشاب السرياني أن يقوم بمعجزات خارقة
و لكن كل
ما هو مطلوب منه اليوم و غدا هو أن يكون أمينا و
مدافعا عن هوية
أجداده
! |