عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

متفرقات                                            

ما هو المعنى الحقيقي للإسمين جبرائيل و عزرائيل؟

الى صديقي الجبار غابي غلو !

بعض السريان يدعون العلم و الأدب و الشعر و الدفاع عن الهوية الآرامية و لكنهم يقبلون كل تسمية مزيفة لهوية السريان الآراميين.

أنت لا تدعي العلم و الأدب و لكن مكتبتك مليئة بالمراجع حول الآراميين مما سمح لك في نشر تاريخهم و الدفاع عن هويتهم !

أرجو أن تقبل مني هذا المقال البسيط عربونا لتقديري الكبير لغيرتك الحقيقية في الدفاع عن تاريخنا و هويتنا الآرامية !

مؤخرا نشر الباحث د٠ عامر الجميلي تعليقا يؤكد فيه أن أسماء جبرائيل و عزرائيل هي آرامية!

فهذا الباحث المسلم يعرف أنها آرامية بينما الأكثرية الساحقة من المسيحيين في الشرق (أحفاد السريان الآراميين) لا يزالون يجهلون هذه الحقيقة !

أولا - من هما جبرائيل و عزرائيل ؟

 أ - لقد ورد ذكرهما في أسفار التوراة :

جبرائيل هو ملاك  حارس باب الجنة و  عزرائيل هن ملاك الموت.

هنالك كثير من الغموض في التوراة حول هؤلاء الملائكة !

 ب - لقد توضحت أكثر وظيفة هؤلاء الملائكة من خلال ما ذكرت  الأناجيل الأربعة فجبرائيل أو جبرايل هو مرسل من عند الله و هو الملاك  الذي بشر بحبل  مريم العدرا !

و عزرائيل أو عزرايل هو ملاك الموت الذي يأخذ أرواح البشر !

ج - القرآن الكريم يتكلم عن عزرايل و وظيفته و لكن بدون ذكر إسمه و لكنه ذكر في عدة سور الملاك جبرايل !

هذه اللمحة الصغيرة هي كي يفهم القارئ أن أقدم ذكر لهذه الأسماء قد كانت في أسفار التوراة.

و طبعا مع إحترامي لكل الديانات فإن هدفي هو إثبات أن هذه الأسماء هي آرامية !

 ثانيا - تطور الدراسات حول التوراة

 أ - على القارئ أن يعرف أن أسفار التوراة قد دونها اليهود بين القرنين السادس و الأول قبل الميلاد.

و هنالك شبه إجماع أن اليهود قد بدأوا في تدوين أسفار التوراة  في بابل بالذات (بعد سبي بابل الثاني حوالي ٥٨٧ق٠م).

 للأسف بعض الناس يتوهمون أن أسفار التوراة هي وثائق تاريخية قديمة جدا و بالتالي هي أقدم من الكتابات الآرامية التي تعود الى القرن التاسع ق٠م .

ب - لقد نشطت الدراسات حول أسفار التوراة منذ عهد النهضة في أوروبا ( إنتشار الطباعة, الإنقسامات الكنسية التي أدت الى نشوء كنائس وطنية تصلي بلغاتها الأم و ليس باللغة اللاتينية و هذا مما أدى الى ترجمة التوراة الى لغات أوروبية عديدة و الى مزيد من الدراسات حول التوراة !

ج - إن فك رموز الكتابة المسمارية سيساعد كثيرا العلماء في دراسة ما ورد في أسفار التوراة و التحقيق في رواياته.

و منذ أواخر القرن التاسع عشر بدأ العلماء يرددون أن حكاية الطوفان في التوراة هي نقل لما ورد في أسطورتي الخلق و كلكامش في العراق القديم !

و لكن ليس كل خبريات التوراة هي أسطورية وهنالك أمثال عديدة تسمح لنا أن نتحقق في ما ورد فيه!

حكاية الملك داود الذي ينغرم بإمراة قائد " حثي " يخدم في جيشه لهي مشهورة جدا!

و كان العلماء حتى أواسط القرن التاسع عشر لا يعرفون ما معنى " حثي " أو أين كان يسكن هذا الشعب !

و لكن بعد فك رموز الكتابة الهيروغلوفية و المسمارية صاروا يعرفون أكثر عن الحثيين و بطريقة غير مباشرة يدققون في روايات التوراة !

د - قسم كبير من المسيحيين لا يزالون يؤمنون أن الله خلق أدم و أن حواء هي من ضلع أدم أي أنهم لإيمانهم الشديد يصدقون كل خبريات التوراة مع العلم أن الكاثوليك منذ مجمع الفاتيكان الثاني سنة١٩٦٢ صاروا يفسرون أن حكاية أدم و حواء هي قصة رمزية !

ه - الموضوع ليس إذا كانت كتب التوراة و الأناجيل و القرآن هي موحاة أو منزلة من عند الله و لكن دراسة منهجية حول ما ورد فيها:

 *في دراسة قيمة للباحث إدوارد ليبنسكي يؤكد فيها أن حروف العلة لم تكن موجودة في اللغة الآرامية القديمة فكلمة " ܕܒ " كانت تعني الدب و الذئب و قد أخطأ بعض المترجمين في تفسيرها !

 *أما الباحث أندري لومير فقد أشار الى أن حرف الدال و الراء في اللغة الآرامية كان يكتب " ܖ " أي بدون نقطة!

و هذا مما خلق مشكلة للتفريق بين الآراميين و الآدوميين إذ ورد الإسم " ܐܖܡ ".بعض الترجمات تتكلم عن الآدوميين بينما النص الأصلي يقصد الآراميين !

  ثالثا - ما هي البراهين التي تثبت أن أسماء جبرائيل و عزرائيل هي آرامية ؟

 هنالك عشرات المجلات العلمية المتخصصة في دراسة التوراة و بشكل عام تردد أن الأسماء التي وردت في أسفار التوراة هي " عبرية أو من التوراة " أو باللغة الفرنسية " c'est un nom biblique ".

التعبير غير دقيق لأنه من الصحيح أن يقال أنها وردت في أسفار التوراة و لكنها في كثير من الأحيان هي أسماء آرامية كانت موجودة عند الآراميين حوالي ٣٠٠ سنة قبل أن تدون في أسفار التوراة !

 أ - النبي حزئيل اليهودي و الملك حزئيل الآرامي !

عاش  النبي حزئيل او حزاقيل في بداية القرن السادس ق٠م و يعتقد أنه عاش في مدينة بابل خلال السبي البابلي الثاني .

و أغلبية الدراسات القديمة و المعاصرة تذكر أن حزئيل هو إسم عبراني أو إسم ورد في أسفار التوراة !

في بداية القرن العشرين إكتشفت في سوريا نصبا قديما محطما عرف فيما بعد بنصب ذاكور ملك حماة !

و قد ورد في النص الآرامي الجملة التالية " برهدد بر حز' ل ( حزائيل )"  و معناه " برهدد إبن حزائيل ( ملك آرام = سوريا الشهير )" و هنالك نص آرامي أقدم وجد على قطعة من سراج حصان مكتوب عليها " " هذا ما قدمه هدد لسيدنا حزائيل في عمق في السنة التي إجتاز فيها النهر ".

هذه الإكتشافات الآثرية تثبت لنا أن إسم حزائيل هو آرامي و معناه "الإله إيل يرى ".

و الملك الآرامي حزائيل عاش في القرن التاسع ق٠م أي حوالي ٢٧٠ سنة قبل النبي حزقيال !

 ب - جبرائيل إسم عبري أم آرامي ؟

 إنني لا أعرف إذا ورد إسم جبرائيل في النصوص الآرامية القديمة و لكنني أستطيع أن أؤكد أنه إسم آرامي لأنه يعني " جبار الإله إيل " و قد يكون يعني " رجل الإله إيل "ملاحظة مهمة جدا لقد درجت العادة أن يترجم هذا الإسم إلى " رجل الله ".

و هذه ترجمة غير أمينة و غير علمية لأن " إيل " كان إلها وثنيا يعبد عند الآراميين !

ربما لأن الإنجيل يفسر إسم " عمنوئيل " ب " الله معنا ". بينما الترجمة الصحيحة هي " ܥܡܢ 'ܠ" أي الإله إيل معنا".

 ج - ما معنى " عزرائيل " ؟

   يجب ألا نخلط بين  " عزرائيل " و " إليعازر " الذي ورد ذكره في الإنجيل !

و لكن الإسمين قريبين جدا و لهما نفس المعنى !

هذا إسم آرامي صريح و هو يعني " ܥܕܪ' ܠ " أي " يساعد إيل " و الإسم الثاني " 'ܠ ܥܕܪ " أي الإله إيل يساعد "! لا شك إن القارئ قد سمع بالملك الآرامي الشهير " ܗܕܕ ܥܕܪ " أي " الإله هدد يساعد " و قد ورد ذكره في نص أكادي يذكر أسماء الملوك الذين حاربوا الأشوريين في معارك فرقر ٨٥٣ ق٠م.

الخاتمة

  نحن نعلم من خلال الإنجيل أن الأسماء الآرامية كانت منتشرة بين اليهود مثل " توما " و " مرتا " و غيرها .

 نحن لا نعرف إذا كانت هذه الأسماء منتشرة سابقا بين الآراميين , و لكننا نعرف أن أسماء حزائيل و جبرائيل و عزرائيل كانت منتشرة بين الآراميين و أن اليهود قد أخذوا هذه الأسماء من الآراميين و هذا مما يدعونا الى النظر الى علاقة القربى بين اليهود القدامى و الآراميين !

لقد ورد في المصادر السريانية و اليونانية عدة أخبار عن مطارنة إسمهم " بر حدد " !

أي رغم مرتبته المسيحية الدينية فإنه يحمل إسما آراميا وثنيا معناه " إبن الإله هدد "!

السؤال الذي يطرح هو هل إنتشار إسم " جبرائيل / جبرايل / جبرا و جبران " هو بفضل وجودها في الإنجيل أم هي أسماء آرامية ؟

و هل إسم " حزقيا " المنتشر بين إخوتنا السريان الموارنة هو بفضل النبي اليهودي حزائيل أم الملك الآرامي (أي السرياني) حزائيل ؟

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها