أرمينيا المقدسة
23-06-2007
لقد أقامت الدولة الفرنسية بتخصيص بعض السنوات الماضية لبعض الدول العالمية
فكانت " سنة الصين " لأهمية الصين الإقتصادية و " سنة البرازيل " و ذلك لدور
البرازيل العالمي .
أما هذه السنة فقد كانت " سنة أرمينيا "
Année de l'Armenie en France
من 21 أيلول 2006 إلى 14 تموز 2007 و قد بدأت هذه السنة الأرمنية بزيارة رئيس
فرنسا السابق جاك شيراك إلى أرمينيا .
و تخلل هذه السنة الكثير من المعارض و
الأعمال الفنية في كل من أرمينيا و فرنسا .
الجدير بالذكر أن جميع المدن
الفرنسية قد ساهمت في إقامة المعارض حول الشعب الأرمني ، و منها من أرسل بعثات
فنية إلى أرمينيا في كل الميادين من موسيقى، مسرح ، رسم و غيرها .
كما قامت بعض
المتاحف الفرنسية بإرسال بعض الأثارات و القطع الفنية إلى
المتاحف الأرمنية .
لقد جرى في باريس عدة معارض حول تاريخ الشعب الأرمني، لا شك أن معرض "
Armenia sacra
" قد لاقى نجاحا باهرا و ربما لأن الرئيس الفرنسي قد إفتتحه بشكل رسمي و ربما
لأنه
قد جرى في متحف اللوفر قد أعطيا هذا المعرض شهرة كبيرة بين الفرنسيين .
يستطيع
القارئ أن يتعرف على هذا المعرض من خلال
هذا الرابط
لقد زرت هذا المعرض الغني ، و كما مشروح في الرابط ، كان المعرض يتالف من قسمين
:
نجد في القسم الأول عددا كبيرا من الصلبان الأرمنية التذكارية
Khatchkar
و هي من حقبات مختلفة و و هذه الكلمة تعني في اللغة لأرمنية" صليب من الحجر " و
قد بدأ الشعب الأرمني بنصب تلك الصلبان في أواخر القرن التاسع و كانت تتراوح
بين متر و نصف إلى حوالي ستة أمتار علوا .
و على الكثير منها كتابات باللغة
الأرمنية تذكر تاريخ صنعها و الغاية .
لا شك أن الشعب الأرمني كان يرى في تلك
الصلبان رموزا تعطيهم الحياة .
في الرابط الذي وضعته يوجد صورة لإحدى تلك الصلبان . أما في القسم الثاني و في
صالة كبيرة ، كان الزائر يستطيع أن يرى و يتعرف
أ - عدد كبير من الأناجيل الأرمنية القديمة .
ب - تطور الخط الأرمني و خاصة تطور فن الرسم و
تزيين الأناجيل الأرمنية . بعض الرسمات تنطق بالحياة ، و تدفعنا إلى السؤال هل
الفن الأرمني لعب دورا في تطوير فن الرسم فيعصر النهضة في أوروبا ؟
ج - بعض الأواني المستخدمة في الكنيسة الأرمنية ،
خاصة الكؤوس و لكن الذي لفت أنظار الزوار ، هو عصفور صغير ذهبي يعبئ بالزيت
المقدس الذي يخرج من منقاره .
د - عدد كبير من الأناجيل المجلدة بصفائح معدنية
مزينة .
ه - و قد عرض عدد كبير من الخرائط التاريخية
(العلمية عفوا لا يزال شعبنا السرياني لا يميز بين تاريخ علمي و كتابات
مزورةليس لها علاقة بتاريخنا العلمي) . هذه الخرائط مع التوضيحات
المرفقة تشرح للزائر مراحل تاريخ الشعب الأرمني .
و - كما عرضت بعض القطع الأثرية التي وجدت في
التنقيبات الأثرية في أرمينيا ، و كانت الشروحات حول تلك القطع الأثرية، تلقي
أضواء على تاريخ الأرمن القديم .
ز - أخيرا إنني لا أستطيع أن أذكر كل شيئ ، و
لكنني سأذكر " الباب الخشبي المحفور " . و هو يشكل الذروة كعمل فني .
لا شك أن تلك المعروضات الأرمنية تثبت للعالم أن الشعب الأرمني كان ( و لا يزال
) صاحب حضارة عريقة و مهارة فنية متجددة .
إن معرض "
Armenia sacra
" في اللوفر
لا يذكر شيئا عن حرب الإبادة التي تعرض لها الشعب الأرمني ، و لكن تلك الأعمال
الفنية المعروضة تدعو الزائر إلى التفكير ، الا يحق للشعب الأرمني إسترجاع
أراضي أجدادهم التاريخية ؟
و التي إستولى عليها العثمانيون بعد حرب إبادة هي الأولى في التاريخ ؟
"
Armenia sacra
أرمينيا المقدسة "
نجاح كبير ، لأن الإعلام الفرنسي من تلفزة و صحف و مجلات تكلمت عن هذا المعرض و
علقت عليه . و كثير من برامج التلفزة قد ذكرت هذا المعرض ، قد يكون الإعلام
الفرنسي قد شجع
نجاح هذا المعرض . و قد كثر عدد زوار هذا المعرض و قامت عدة مدارس فرنسية
بإرسال طلابها لزيارة هذا المعرض المهم .
لقد نجحت المنظمات الأرمنية الثقافية في فرنسا و في أرمينيا في النجاح في
التحضير لهذا المعرض الرئيسي ، و لا شك أن تلك المنظمات الثقافية الأرمنية قد
نجحت في إيصال فكرها إلى الرأي العام الفرنسي:
لقد أرادت تركيا العثمانية
إبادة كل الشعب الأرمني و الحكومات التركية المتتالية ترفض بالإعتراف بتلك
المذابح و لا يزال الشعب الأرمني يتالم بعيدا عن أرض أجداده .
إنني كفرد سرياني له جذور أرمنية و أفتخر بها ، لا يسعني إلا تهنئة جميع إخوتنا
الأرمن الذين ناضلوا من أجل نجاح هذا المعرض الفريد .
و لكنني أتالم لوضع شعبنا
السرياني المنقسم على نفسه ، الذي لا يجاهد من أجل الوحدة و خاصة من أجل أن
يتعرف العالم علينا كشعب متوحد .
لقد نشر متحف اللوفر كتابا تاريخيا حول الشعب الأرمني عنوانه "
Armenia sacra
" .
و قد شارك في كتابته عدد كبير من المتخصصين في التاريخ الأرمني من العلماء
الفرنسيين
و الأرمن ، أما نحن السريان فلا يزال النضال عندنا على الورق أو عبر الإنترنت ،
و الويل ثم الويل لكل من يصحح من نظريات خاطئة في تاريخ السريان !
ترى لو سمع العالم (الأطرش حتى الأن) صراخنا و طلب منا القيام بمعرض لتعريف
العالم بتاريخنا و هويتنا و قضيتنا، السؤال هل يعرف السريان تاريخهم و هويتهم
و قضيتهم الحقيقية
كي يدافعوا عنها ؟
السؤال ليس للإثارة و لكن خث الشباب السريان إلى التفكير و
العمل : لقد نجح إخوتنا الأرمن فلما لاننجح نحن أيضا ؟
|