عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية

 

 

     فيس بوك

الفكر الاشوري المزيف

ردود و تعليقات

   متفرقات

تاريخ الكنيسة السريانية   

      تاريخ الشرق

علم الآثار

    الهوية الآرامية

اللغة الآرامية

 

هنري بدروس كيفا باريس – فرنسا

 الاختصاصي في تاريخ الآراميين

الألف و التاء : منذ البداية ولدنا آراميين و سنبقى آراميين حتى النهاية.
نعيش معا و نموت معا و من الأفضل ألا نبقى مجرد متفرجين: دافعوا
معا عن هويتكم و تراثكم من أجل الحفاظ على وجودكم!

English

متفرقات                                            

أرمينيا المقدسة

23-06-2007

لقد أقامت الدولة الفرنسية بتخصيص بعض السنوات الماضية لبعض الدول العالمية فكانت " سنة الصين " لأهمية الصين الإقتصادية و " سنة البرازيل " و ذلك لدور البرازيل العالمي .

أما هذه السنة فقد كانت " سنة أرمينيا " Année de l'Armenie en France من 21 أيلول 2006 إلى 14 تموز 2007 و قد بدأت هذه السنة الأرمنية بزيارة رئيس فرنسا السابق جاك شيراك إلى أرمينيا .

 و تخلل هذه السنة الكثير من المعارض و الأعمال الفنية في كل من أرمينيا و فرنسا .

 الجدير بالذكر أن جميع المدن الفرنسية قد ساهمت في إقامة المعارض حول الشعب الأرمني ، و منها من أرسل بعثات فنية إلى أرمينيا في كل الميادين من موسيقى، مسرح ، رسم و غيرها .

كما قامت بعض المتاحف الفرنسية بإرسال بعض الأثارات و القطع الفنية إلى المتاحف الأرمنية .

لقد جرى في باريس عدة معارض حول تاريخ الشعب الأرمني، لا شك أن معرض " Armenia sacra " قد لاقى نجاحا باهرا و ربما لأن الرئيس الفرنسي قد إفتتحه بشكل رسمي و ربما لأنه قد جرى في متحف اللوفر قد أعطيا هذا المعرض شهرة كبيرة بين الفرنسيين .

 يستطيع القارئ أن يتعرف على هذا المعرض من خلال هذا الرابط

لقد زرت هذا المعرض الغني ، و كما مشروح في الرابط ، كان المعرض يتالف من قسمين :

نجد في القسم الأول عددا كبيرا من الصلبان الأرمنية التذكارية Khatchkar و هي من حقبات مختلفة و و هذه الكلمة تعني في اللغة لأرمنية" صليب من الحجر " و قد بدأ الشعب الأرمني بنصب تلك الصلبان في أواخر القرن التاسع و كانت تتراوح بين متر و نصف إلى حوالي ستة أمتار علوا .

 و على الكثير منها كتابات باللغة الأرمنية تذكر تاريخ صنعها و الغاية .

 لا شك أن الشعب الأرمني كان يرى في تلك الصلبان رموزا تعطيهم الحياة .

في الرابط الذي وضعته يوجد صورة لإحدى تلك الصلبان . أما في القسم الثاني و في صالة كبيرة ، كان الزائر يستطيع أن يرى و يتعرف

أ - عدد كبير من الأناجيل الأرمنية القديمة .

ب - تطور الخط الأرمني و خاصة تطور فن الرسم و تزيين الأناجيل الأرمنية . بعض الرسمات تنطق بالحياة ، و تدفعنا إلى السؤال هل الفن الأرمني لعب دورا في تطوير فن الرسم فيعصر النهضة في أوروبا ؟

ج - بعض الأواني المستخدمة في الكنيسة الأرمنية ، خاصة الكؤوس و لكن الذي لفت أنظار الزوار ، هو عصفور صغير ذهبي يعبئ بالزيت المقدس الذي يخرج من منقاره .

د - عدد كبير من الأناجيل المجلدة بصفائح معدنية مزينة .

ه - و قد عرض عدد كبير من الخرائط التاريخية (العلمية عفوا لا يزال شعبنا السرياني لا يميز بين تاريخ علمي و كتابات مزورةليس لها علاقة بتاريخنا العلمي) . هذه الخرائط مع التوضيحات المرفقة تشرح للزائر مراحل تاريخ الشعب الأرمني .

و - كما عرضت بعض القطع الأثرية التي وجدت في التنقيبات الأثرية في أرمينيا ، و كانت الشروحات حول تلك القطع الأثرية، تلقي أضواء على تاريخ الأرمن القديم .

ز - أخيرا إنني لا أستطيع أن أذكر كل شيئ ، و لكنني سأذكر " الباب الخشبي المحفور " . و هو يشكل الذروة كعمل فني .

لا شك أن تلك المعروضات الأرمنية تثبت للعالم أن الشعب الأرمني كان ( و لا يزال ) صاحب حضارة عريقة و مهارة فنية متجددة .

إن معرض " Armenia sacra " في اللوفر لا يذكر شيئا عن حرب الإبادة التي تعرض لها الشعب الأرمني ، و لكن تلك الأعمال الفنية المعروضة تدعو الزائر إلى التفكير ، الا يحق للشعب الأرمني إسترجاع أراضي أجدادهم التاريخية ؟

و التي إستولى عليها العثمانيون بعد حرب إبادة هي الأولى في التاريخ ؟

" Armenia sacra أرمينيا المقدسة "

نجاح كبير ، لأن الإعلام الفرنسي من تلفزة و صحف و مجلات تكلمت عن هذا المعرض و علقت عليه . و كثير من برامج التلفزة قد ذكرت هذا المعرض ، قد يكون الإعلام الفرنسي قد شجع
نجاح هذا المعرض . و قد كثر عدد زوار هذا المعرض و قامت عدة مدارس فرنسية بإرسال طلابها لزيارة هذا المعرض المهم .

لقد نجحت المنظمات الأرمنية الثقافية في فرنسا و في أرمينيا في النجاح في التحضير لهذا المعرض الرئيسي ، و لا شك أن تلك المنظمات الثقافية الأرمنية قد نجحت في إيصال فكرها إلى الرأي العام الفرنسي:

لقد أرادت تركيا العثمانية إبادة كل الشعب الأرمني و الحكومات التركية المتتالية ترفض بالإعتراف بتلك المذابح و لا يزال الشعب الأرمني يتالم بعيدا عن أرض أجداده .

إنني كفرد سرياني له جذور أرمنية و أفتخر بها ، لا يسعني إلا تهنئة جميع إخوتنا الأرمن الذين ناضلوا من أجل نجاح هذا المعرض الفريد .

 و لكنني أتالم لوضع شعبنا السرياني المنقسم على نفسه ، الذي لا يجاهد من أجل الوحدة و خاصة من أجل أن يتعرف العالم علينا كشعب متوحد .

لقد نشر متحف اللوفر كتابا تاريخيا حول الشعب الأرمني عنوانه " Armenia sacra " .

و قد شارك في كتابته عدد كبير من المتخصصين في التاريخ الأرمني من العلماء الفرنسيين و الأرمن ، أما نحن السريان فلا يزال النضال عندنا على الورق أو عبر الإنترنت ، و الويل ثم الويل لكل من يصحح من نظريات خاطئة في تاريخ السريان !

ترى لو سمع العالم (الأطرش حتى الأن) صراخنا و طلب منا القيام بمعرض لتعريف العالم بتاريخنا و هويتنا و قضيتنا، السؤال هل يعرف السريان تاريخهم و هويتهم و قضيتهم الحقيقية كي يدافعوا عنها ؟

 السؤال ليس للإثارة و لكن خث الشباب السريان إلى التفكير و العمل : لقد نجح إخوتنا الأرمن فلما لاننجح نحن أيضا ؟

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها