عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

الأمين العام للمنسقية

 الياس بجاني


قصائد زجل وعكاظيات في مجلس النواب اللبناني

تورنتو/كندا في 21 آذار/14

حبذا لو أن رجال السياسة في وطننا الأم يتعلمون التواضع والشفافية والصدق ومخافة الله ويطلّقون بالثلاثة التشاوف الكذاب، والعنجهية المقززة، والعنتريات المفرغة من أية مقومات واقعية وحقيقية.
حبذا لو يصارحوا الناس بقدراتهم التي هي تحت الصفر بأصفار.
حبذا لو يُقروا وعلناً، وبصوت عال أن لبنان بلداً محتلاً ودولته مارقة وفاشلة وأن حكامه لا سلطة ولا قرار، ولا حتى هيبة لهم.
حبذا لو يعترفون ودون مواربة أن المحتل هو محور الشر السوري –الإيراني بواسطة جيشه الإرهابي الذي هو حزب الله.
حبذا لو يتوقفون عن كذبة أن حزب الله مكون لبناني، لأنه ليس كذلك، بل جيشاً إيرانياً طبقاً لكل المعايير.
حبذا لو يتصالحون مع أنفسهم ويخرجوا من أفخاخ المزايدات وعهر النفاق والحربائية والتشاطر والتذاكي.
حبذا لو يحترمون أنفسهم ليصبح بمقدورهم أن يحترموا ذكاء الآخرين.
حبذا لو غيروا أسماء أحزابهم وإدراجها تحت خانة "الشركات التجارية والعائلية" لأنها بالواقع هي كذلك.
على خلفية هذه "الحبذا" فإن من شاهد وسمع اليوم وأمس الخطابات العكاظية والزجلية في مجلس النواب من غير الزلم والنعاج والزقيفة والرديدة والهوبرجية، لا بد وأنه سخر من أصحاب الخطابات العالية النبرة هذه، ومنها خطاب النائب سامي الجميل تحديداً الذي لم يحاول فقط خداع الناس واللعب المكشوف على عواطفهم، بل جهد في إقناع نفسه بخداعه، وهذا أمر محزن ومعيب.
يقول الكتاب المقدس (رسالة القديس بولس الرسول إلى كورنثوس10/21): "لا تقدرون أن تشربوا كأس الرب وكأس الشياطين، ولا أن تشتركوا في مائدة الرب ومائدة الشياطين. أم هل نريد أن نثير غيرة الرب؟ وهل نحن أقوى منه؟".
للنائب سامي الجميل ولغيره من نواب 14 آذار، مسيحيين ومسلمين الذين شاركوا في حكومة الرئيس سلام، أو منحوها الثقة نقول، احترموا أنفسكم واحترموا الناس وعيب اللعب على الكلام وبالكلام لأن الكلمة مقدسة وكل من يستهين بها إنما يستهين بالله جل جلاله.
ترى هل تتوهمون أن أحرار لبنان وسيادييه يصدقونكم وانتم تقولون الشيء ونقيضه؟
انتم تبشرون بالعفة لفظياً في حين عملياً وكل يوم تقترفون الأخطاء والخطايا بحق الوطن والمواطن والحق والحقيقة.
نسأل أين البند الخاص ببيان الحكومة المتعلق بمصير أهلنا الأبطال اللاجئين في إسرائيل منذ العام 2000؟
للذين تخلوا عن أهلنا هؤلاء كما تخلوا عن كل شعاراتهم ووعودهم نقول، اعترفوا للناس ودون خجل أنكم قررتم مشاركة حزب الله في الحكومة وتنازلتم عن كل أهداف ثورة الأرز وتنكرتم لكل عنترياتكم وهوبراتكم وشعاراتكم.
اعترفوا ولا تكابروا ولا تخادعوا. انتم أحرار في مواقفكم وتحالفاتكم ولكن شرط أن لا تنافقوا وتدجلوا على الناس.
لا تدعون الوطنية وانتم براء منها، ولا تدعون أنكم ضد احتلال حزب الله للبنان وانتم عملياً أدوات لديه>
هذا ويتبين يوماً بعد يوم أن لا شيء يتقرر في لبنان وجل ما يقوم به السواد الأعظم من الطاقم السياسي والرسمي والديني هو تنفيذ الفرمانات مع عبارة حاضر سيدي.
فرمانات سعودية وإيرانية تحديداً وبمباركات أميركية في الغالب وخبر وعلم للدول الإقليمية. في كل صغيرة وكبيرة ما على أصحاب المعالي والسعادة والفخامة إلا التنفيذ ولحس كل عنترياتهم.
إن جل ما نطلبه من أفراد هذا الطاقم العفن وهم لا ضمير ولا وجدان ولا إيمان لديهم أن يخرسوا وان لا يتبجحوا ويرفعوا سقوف المواقف والوعود والعهود ومن ثم فجأة وعند وصول الفرمانات أو قوالب الجبنة والكاتو ينحدرون إلى ما تحت التحت، ولنا في عراضة ومسرحية الكتائب المكشوفة من البيان الوزاري خير مثال مقزز.
لهذا الطاقم المتلون بألف لون نقول احترموا ذكاء شعبكم وصارحوا الناس واعلنوا فشلكم وتعريكم وتبعيتكم فترتاحون وتريحون... وسامحونا

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
phoenicia@hotmail.com
 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها