عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

الأمين العام للمنسقية

 الياس بجاني


إلى الإخوة في تيار المستقبل: البيان الوزاري كارثة فلا تجملوه ولا تحاولوا استغباء عقولنا لأننا نحترم عقولكم

تورنتو/كندا في 17 آذار/14

ليس عيباً ولا هي جريمة أن يعترف الإنسان بواقع مر يُفرّض عليه رغماً عن إرادته وهو لا يرغب به.
نعم ليس عيباً، ولكن العيب أن يكابر ويبرر ويحاول تجميل هذا الواقع وتسوّقه والتعامي عن حقيقته والهروب إلى الأمام لتغطيته وتجهيله.
والأكثر عيباً أن يتنكر لذاته ولمواقفه السابقة الموثقة من هذا الواقع قبل فرضه عليه.
من هنا نقول للأخوة في تيار المستقبل من نواب ومسؤولين وقياديين وإعلاميين وفي مقدمهم الرئيس الحريري الذي نحترم جداً ونفاخر باعتداله وبلبنانيته، نقول لا، لم تنجحوا بتقديم أي شيء من خلال البيان الوزاري المسخ ولم تدفنوا الثلاثية المشؤمة كما تدعون باطلاً.
لا بل على العكس، لقد تراجعتم إلى الوراء، وإلى ما وراء الوراء، وموهتم القضية الأساس، وغرقتهم في مفردات عبثية مفرغة من ثوابت ثورة الأرز، وان تغيرت بمظهرها الخارجي، إلا أنها بالنتيجة تشرّعن لحزب الله احتلاله للبنان، وتغطي حربه في سوريا، وتترك له حرية التحرك بسلاحه، وتصون دويلته، وتبقي هيمنه الحديدة على الدولة، وتجعل منكم ومن الذين شاركوا الحزب في الوزارة من خارج 8 آذار مجرد أكياس رمل ومتاريس لحروبه، كما هي حال جماعات أهل الصحوة في العراق.
لا تحاولوا قلب الحقائق، ولا استغباء شارعكم واللبنانيين، ولا تدعوا حصولكم على ما لم تحصلوا عليه لأن البيان هو أسوأ بكثير من الثلاثية إياها مهما تفننتم في تسويقه وفي تبرير تراجعكم عن وعودكم وعهودكم، وما عليكم هنا لمعرفة ما اقترفتموه من إثم بحق أنفسكم وأطروحاتكم ومواقفكم وبياناتكم إلا الاستماع إلى رجال القانون من تياركم لتدركوا في أي فخ وقعتم.
صارحوا الناس بصدق واعترفوا أن الأمر برمته وببيان الحكومة المهرطق خرج عن إرادتكم، أي بصراحة وبشجاعة قولوا أن الأمر بالتعايش مع حزب الله في الحكومة جاء من الخارج وهذا الخارج ليس سراً ولا شبحاً ولا وهماً وهو معروف لكل اللبنانيين. قولوا إن هذا أمر فرض عليكم لنُبقي على احترامنا لصدقكم.
هذا الخارج للأسف ليس لبنان أولاً في سياسته ولن يكون، وقيادتكم منذ العام 2005 وفي محطات مصيرية وخطيرة انصاعت لهذا الخارج ولم يكن في مواقفها التي جاءت كارثية مبدأ لبنان أولاً، كما هو شعاركم!!
في الخلاصة: الاعتراف بالخطأ فضيلة فلا تبرروا الخطأ بزوم من الخطايا، بل حافظوا على الفضائل وصارحوا اللبنانيين وقولوا إنكم عجزتم وفشلتم ولم تستطيعوا أن تفعلوا أكثر مما فعلتم... وسامحونا

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي
عنوان الكاتب الالكتروني
phoenicia@hotmail.com

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها