عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

الأمين العام للمنسقية

 الياس بجاني


جاني لموقعنا: انفلاش حزب الله سرطاني.. والبطريرك وقع في فخ "حلف الأقليات" المؤذي للمسيحيين

١٠ ايلول ٢٠١١

::طارق نج

نه الياس بجاني، الناشط السياسي الاغترابي الذي يدير شبكة صوت فينيقيا الإخبارية في كندا منذ سنة 1986 و يذيع من خلالها نشرات إخبارية يومية تسلط الأضواء على الوضع اللبناني. بجاني الذي حمل معه روح لبنان، وبالتحديد من بلدة الكحالة، ليعبر عنها من خلال موقع المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية الالكتروني ومقالات وتحليلاته السياسية. أيد العماد ميشال عون طوال وجود هذا الأخير في المنفى يوم حمل قضية تحرير لبنان المحتل من قبل النظام السوري، ومن ثم وقف ضد خيارات عون بشدة وعلنية عندما انتقل إلى معسكر حزب الله وسوريا. في كندا سبق أن خاض بجاني معركة قضائية طوال 4 سنوات كي يقيم جنازاً للرئيس الشهيد بشير الجميّل في احد كنائس كندا ونجح في مسعاه. موقع 14 آذار الألكتروني كان له مقابلة مع الأستاذ بجاني عبر فيها عن رأيه في الأحداث الأخيرة وأبرزها موقف البطريرك بشارة الراعي سوريا.

- هناك تسريبات إعلامية مفادها أنّ البطريرك الراعي قد طلب من الرئيس الفرنسي منح بشار الأسد المزيد من الوقت لأن نظامه يحمي الأقليات وبالتحديد المسيحيين. ما تعليقكم على هذا الموضوع إذا ثبتت صحته؟

الأمر ليس تسريبات لأن مواقف البطريرك الراعي المستنكرة من قبلنا ومن قبل الأحرار والسياديين من أبناء طائفتنا المارونية تحديداً واللبنانيين عموماً أعلنها بنفسه من خلال وسائل الإعلام المختلفة دون أن يرمش له جفن. إن مواقف سيدنا البطريرك المناقضة لثوابت بكركي التاريخية والوطنية ولمبدأ الدولة والقانون والدستور والحريات والتعايش المتعلقة بسلاح حزب الله الإيراني (حين ربطه بزوال الاحتلال وضعف الجيش وتنفيذ القرارات الدولية من قبل إسرائيل)، ومصير المسيحيين في حال سقوط النظام السوري (حين ربط مصيرهم بمصير نظام الأسد وطلب أن يعطى الأسد المزيد من الفرص لأنه صادق وطيب ويقوم بالإصلاحات معتبراً أن الثورة السورية مجرد اضطرابات!)، وكذلك فيما خص المحكمة الدولية (شرط أن لا تكون مزورة مسيسة) إضافة إلى مواقف متناقضة ومرتبكة لجهة المؤامرة لتفتيت دول المنطقة وتحويلها لدويلات مذهبية. هذه المواقف لا تمت بصلة لضمير ووجدان الموارنة ولا لصرحهم البطريركي الذي أعطي له مجد لبنان.

من المحزن والمؤسف أنه قد وقع في فخاخ وشباك المنادين ب "حلف الأقليات" الذي برهنت الأحداث والسنين أنه مؤذي للبنان وللمسيحيين ولكل الأقليات في الشرق. المطلوب من غبطته مراجعة مواقفه غير اللبنانية البعيدة كل البعد عن شعاره "شراكة ومحبة" والعودة إلى حضن عباءة سيدنا الكاردينال صفير أطال الله بعمره. أما في حال أصر على مواقفه "المسورنة" فهو سيعزل نفسه ليس فقط عن ضمير ووجدان الموارنة وعن ثوابت صرحهم، ولكن أيضاً عن تاريخ كل البطاركة الموارنة الذين ما خرجوا في من قيم ورسالة لبنان ليساندوا أنظمة القتل والإجرام ويبشروا بالفرقة ورفض الآخر.

- يستمر ميشال عون في سياسية الالتحاق الكامل بمعسكر حزب الله وسوريا الأسد وإيران. متى برأيكم بدأ عون التخطيط لهذا؟ والى أين يتجه؟

ميشال عون هو رجل فقد إيمانه ومصداقيته وانقلب على ذاته بروحية اسخريوتية، كما داس على كل شعاراته الوطنية والإنسانية ونقض كل وعوده وعهوده وظهر حتى للعميان والسذج على حقيقته البشعة غير اللبنانية وغير المارونية. لقد أمسى ماضي هذا الرجل الواقع في التجربة بالفعل يخجل من حاضره "المسورن" والملتصق حتى الذوبان بمحور الشر وبميليشياته وأحزابه في وطننا الغالي. شخصياً أرى أن عون انتهى كزعيم ماروني ووطني وأصبح للأسف مجرد بالمشروع الإرهابي الهادف إلى إلغاء لبنان الدولة والكيان والتاريخ والتعايش والرسالة وإقامة جمهورية ملالي أصولية مكانه كتلك المفروضة بالقوة على الشعب الإيراني. أما إلى أين يتجه فهو لم تعد لديه الحرية بالتوجه إلى أي مكان غير ما يمليه عليه محور الشر وذلك بعد أن تخلى له عن كل شيء وللأسف مقابل لا شيء، لأنه "ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"، وعون الذي توهمنا في يوم من الأيام أنه على خط ونهج الشيخ بشير قد خيب آمالنا والتاريخ بالتأكيد لن يأتي على ذكره حيث أنه مارق من المارقين.

- تشهد سوريا منذ 6 أشهر مظاهرات متصاعدة تهدف لإسقاط النظام الحاكم في وقت ارتكب فيه هذا النظام جرائم ضد الإنسانية. إلى متى برأيكم يستمر هذا الصراع؟ هل على اللبنانيين أن يقفوا على الحياد؟ ولماذا لا يتحرك المجتمع الدولي على غرار ما جرى في ليبيا؟

علينا تقديم الدعم المطلق للشعب السوري الأبي الذي يقدم الشهداء الأبطال على مدار الساعة منذ ستة أشهر دون أن تفتر همته أو يرضخ أو يستسلم لمنطق القوة والقتل والإجرام والبلطجة. التاريخ يعلمنا أن هكذا شعب مؤمن ومقاوم وحر سيكون النصر بإذن الله من نصيبه، والقضية هي قضية وقت فقط قد لا يتعدى الأشهر القليلة لأن النظام البعثي فعلياً قد فقد الشرعية ومعها الدعم والتأييد حتى من قبل حلفائه. وفيما يتعلق بارتكابات النظام الإجرامية البشعة فهي دون أدنى شك وطبقاً لكل المعايير الحقوقية والأخلاقية والإيمانية الدولية ارتكابات إجرامية ووحشية موصوفة ضد الإنسانية وبالتالي يجب محاكمة كل القادة والمسؤولين البعثيين الذين يقومون بها ضد شعبهم في المحاكم الدولية ليكونوا عبرة لمن يعتبر. من المؤسف أن دول العالم الحر وتحديداً أميركا وأوروبا لا يمكنهم التدخل عسكرياً بالسرعة المطلوبة بسبب أنظمة هذه البلدان الديموقراطية حيث أنه لا يحق للمسؤولين فيها مهما علا شأنهم التفرد بهكذا قرارات خطيرة دون إتباع القوانين المعقدة، ولكن في النهاية سوف يتدخلون إذا اقتضى الأمر تحت مظلة الأمم المتحدة أو من خلال الحلف الأطلسي كما حدث في ليبيا والمهم هنا أن استمرار نضال وانتفاضة الشعب السوري سيفرض في نهاية المطاف على هذه الدول تقديم الدعم للانتفاضة بما فيه الدعم العسكري.

لبنانياً إنه واجب على كل لبناني حر ومهما كان مذهبه أو فكره السياسي أن يقف إلى جانب الشعب السوري المظلوم والمقهور في نضاله من أجل الحرية والكرامة والتخلص من نير النظام البشع الذي يحكمه بالحديد والنار منذ 42 سنة. إن اللبناني صاحب رسالة حضارة وديموقراطية ومساواة وحقوق وعدل، ووطنه هو وطن الرسالة هذه، وبالتالي لا يحق له الوقوف مع المجرمين ومساندة الأنظمة الدكتاتورية والقمعية التي تنتهك هذه الرسالة.

- المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وجهت قراراً اتهامياً بحق 4 عناصر من حزب الله متورطين في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. آزاء ردات فعل حزب الله وأمينه العام، هل ستظنون أن الحزب سيخضع للقانون الدولي؟ وهل لديكم معلومات اضافية حول الأمر؟

أولا إن ردات فعل حزب الله كانت متوقعة لأن المجرم يحاول دائما التفلت من عواقب أفعاله بالترهيب والوعيد والإرهاب، وهذا بالضبط ما يقوم به حزب الله مستنداً على سلاحه الإرهابي. وفي حال دانت المحكمة المتهمين الأربعة، فهي تكون بذلك أدانت الحزب نفسه الذي قام بعمليات الاغتيال لأن هرميته وتبعيته المطلقة للحرس الثوري الإيراني لا تسمح لإفراد فيه على مستوى المتهمين أن يقوموا بأعمال كبيرة كاغتيال الرئيس الحريري أو غيره من قادة ثورة الأرز، هذا والحزب ومعه إيران وسوريا لن يتمكنوا من الوقوف في وجه المحكمة الدولية وسوف يعاقبون ولو طال الزمن ولنا في محاكمات قادة الصرب خير مثال. على كل من يؤمن بالعدالة أن يسمي الأشياء بأسمائها وكفى خداع وتقية وهرطقات حين صح فيهم المثل القائل "اجر بالفلاحة واجر بالبور". حزب الله هو المتهم والمحاكمات هي لهذا الحزب ولرعاته السوريين والإيرانيين ونقطة على السطر. ليس لدينا أي معلومات موثقة غير تلك التي أطلت علينا المحكمة التي نثق بعدلها وحياديتها.

- حزب الله اسقط حكومة سعد الحريري وضغط لتأليف حكومة نجيب ميقاتي بأغلبية موالية له. هل ترون ان هذه الحكومة ستقوم بمواجهة المجتمع الدولي؟ وهل برأيكم تتمتع بالصلابة الكافية كي تستمر؟

حكومة الرئيس ميقاتي هي الواقع حكومة محور الشر وميليشياته، أي سوريا وإيران وحزب الله ومعهم المرتزقة التابعين الذين تقتصر أدوارهم على تنفيذ التعليمات والأوامر ومن يقول غير ذلك فهو يهين ذكاء وعلم اللبنانيين. هذه الحكومة ليس لها أي علاقة بلبنان ولا بدستوره وأمنه ولقمة عيش وكرامة شعبه. سرقوا الأغلبية بإرهاب النائب وليد جنبلاط الذي ارتضى الخضوع والاستسلام و"الجلوس على ضفة النهر منتظراً جثث من أرهبوه" ، والميقاتي بعقله التجاري انتهزها فرصة للانقلاب على الحريري للحلول مكانه ضارباً عرض الحائط بمطالب ببيئته الطرابلسية التي انتخبته على أساس "لبنان أولا"، وتأييد المحكمة وفرض سلطة الدولة. أن استمرار هذه الحكومة غير اللبنانية مرتبط بالوضع السوري وهي ستسقط مع سقوط النظام الأسدي لأنها امتداداً له، وبالتأكيد هي لن تلتزم بأي أمر يتعلق بالمحكمة حتى وإن وافقت تمويهياً على التمويل وهي لن تتعاون مع أي متطلبات تأخذ حزب للمحاكمة. المحزن هنا أن رئيس الجمهورية المؤتمن على حماية الدستور لم يلتزم بقسمه ولا بأي وعد جاء في خطاب قسمه من مثل دعم المحكمة والقرارات الدولية واستعادة أهلنا من إسرائيل: حضن البلد يتسع للجميع"!!

- بعد انقلاب 7 أيار، واحداث لاسا، وشبكات الاتصالات غير الشرعية والاعتداءات المليشياوية التي لا تعدّ، حزب الله يتبع سياسة قضم وتوسع وسيطرة. ما هو الأفق المتاح لهذه السياسة؟

أكرر هنا ما قاله الدكتور سمير جعجع في مقابلته الأخيرة، "إن كل المعطيات والظروف المحلية والدولية والإقليمية التي ساهمت في تحول حزب الله إلى ما هو عليه من دويلة وعسكر وسلاح وشبكات اتصال ومربعات امنية وفجور وهز أصابع وانتشار ونفوذ قد انتهت وبالتالي عاجلاً أم أجلاُ عليه أن يفكك كل اجنحته العسكرية ويتحول لحزب سياسي أسوة بباقي الأحزاب". أرى أن انفلاش هذا الحزب السرطاني على كل الأصعدة قد بلغ الذروة وليس بمقدوره أن يؤذي أكثر وقد وجاء الآن وقت العودة إلى نفقة الصفر وهي آتية لا محالة. العالم يعيش في القرن الواحد والعشرين وحزب الله يريد إرجاع لبنان إلى العصور الحجرية وهذا بالتأكيد أمر لن يقبل الشعب اللبناني وخصوصاً أبناء الطائفة الشيعية الرهينة.

المصدر : خاص موقع 14 آذار

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها