رئيس
نظيف الكف، مؤمن وشجاع للرابطة المارونية
كندا في
23
شباط 2007
(رسالة مفتوحة لغبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير)
تحية بنوية وبعد
نحن أولادكم العاملين تحت مظلة المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية
نحييكم باسم سيدنا يسوع المسيح ونطلب لكم من المولى القدير طول العمر مقروناً
بالصحة والعافية، ونود بكل محبة، محبة الأولاد لأبيهم الذي يجلون أن نشارككم
بعض ما يقلقنا حول ما يكتب ويشاع حول أمر الرابطة المارونية لجهة انتخابات
هيئتها المزمع إجراؤها قريباً، والتي على ما يبدو راحت تتسيس بامتياز من خلال
الأسماء المعلنة لتولي رئاستها، هذه المؤسسة المارونية التي طالما تمنينا لو
حُصِّنت وفُعِّلت لتكون لكم سنداً وللموارنة صوتاً صارخاً بالحق والإيمان
والجرأة في الوطن الأم وعالم الانتشار.
أبانا البطريرك، يا سيد بكركي التي أعطي لها مجد لبنان، نستحلفكم بالله
وبجميع القديسين والبررة، وبدماء شهداء وطننا المقهور والمعذب أن تعيدوا
النظر في شأن ما يُحكى عن انتخابات كون الوضع الحالي حرجاً وشديد الصعوبة
ومصيرياً.
إنه وفي ظل الظروف الحالية العصيبة التي تثقل كاهل الموارنة تحديداً،
واللبنانيين عموماً بشدائد وصعوبات وأخطار عديدة، ومن المتوقع أن تزداد
تعقيداً ووطأة وفتكاً وأذية على كافة الصعد المحلية والدولية والإقليمية، لا
بد وأن تكون الرابطة على مستوى الأحداث بهيئتها والأشخاص المُولجين قيادتها.
لهذا وتجنباً لإدخالها في متاهات الأحزاب والفرقة وطروادية السياسيين من
الوصوليين والنفعيين، نتمنى على غبطتكم أن تقوموا بمساعدة ومشورة مجلس
المطارنة الموارنة الموقر باختيار هيئة إدارية للرابطة طبقاً للمواصفات التي
ترونها مناسبة وأن تؤجلوا الانتخابات لحين نضوج الظروف المؤاتية بعد انفراج
الأزمة الحالية الخانقة، أو على الأقل بعد وضوح رؤيتها والمسارات.
يكفي الموارنة ولبنان حالياً كفر وانتهاكات وتعديات المرتدين من أفواج
الياجوج والماجوج "المبلطين" في وسط بيروت. أولئك الذين غيروا جلودهم
وانقلبوا على الوجدان الماروني تحديداً، واللبناني عموماً، ثمً راحوا بضمائر
متحجرة ونفوس مريضة وحاقدة يحاربون القيم والتراث والثقافة والثوابت
والأعراف، ويسيرون بسياساتهم والخيارات بعكس مسار التاريخ طمعاً وهوساً
بمكاسب ومواقع بحت مصلحية وشخصية. إنهم يشلون حركة مؤسسات الدولة ويعطلون
دورها وينقلبون على كل ما هو شرعي بهدف تغيير معالم وطن الأرز وضرب هويته
وتفريغه من أهله. إن الموارنة لا يحتاجون في قيادة الرابطة إلى من هم من طينة
هذا الصنف الجاحد بتاريخ الموارنة وثقافتهم.
إن استلام قيادة الرابطة من قبل سياسيين نفعيين لا قرار لهم ولا مواقف وطنية
سيُضر ضرراً جسيماً بكل الجهود التي يبذلها منذ سنين الاغتراب اللبناني
السيادي لجهة كسب تعاطف وتأييد المجتمعات الغربية المتعددة الاثنيات
والحضارات التي تجل شرعة حقوق الإنسان والقيم الإنسانية، وذلك من أجل الضغط
على مجالسها التشريعية وحكوماتها لتبني مواقف مؤيدة لسيادة واستقلال ووحدة
الأراضي اللبنانية والقرارات الدولية.
أبانا غبطة البطريرك
إن غنى المجتمع الماروني بالكفاءات الوطنية والقيمية والتشريعية مشهود له من
الجميع، وبالتالي فنحن متأكدون من صواب بصيرتكم وحنكتكم في إيجاد الشخص
المناسب لموقع رئيس الرابطة المارونية، شخص يمثل قولاً وفعلاً حب الموارنة
للسلام وانفتاحهم على الآخرين واحترامهم لشرعة حقوق الإنسان وكافة الشرائع
والقوانين الدولية، والأهم تعلقهم بالهوية اللبنانية وبالحريات، وبرسالة
الموارنة التاريخية ودورهم الفاعل والمميز.
أبانا، إن ثقتنا بحكمتكم كبيرة جداً، كما إننا على يقين تام بأنكم ستأخذون ما
عرضناه من قلق وشجون في رسالتنا هذه بعين الاعتبار انطلاقاً من مبدأ الحفاظ
على عقيدتنا وكياننا وأمن وسلام مجتمعنا ومستقبل أمتنا المارونية. |