عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

الأمين العام للمنسقية

 الياس بجاني


حرب حزب الله على الرؤساء الخمسة هي لإرهاب من لم يستسلم بعد

الياس بجاني/30 آذار/17

إن تخوين من سماهم حزب الله "بالعبيد الخمسة""، والمأجورين والعملاء".. أي الرؤساء امين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيوة وتمام سلام ونجيب ميقاتي لم يكن غريباً أو غير مفهوماً لجهة الأهداف والمرامي الإعلامية التخويفية والإرهابية للحرب القذرة والدركية التي شنها ولا يزال الحزب وأبواقه من المرتزقة (وما أكثرهم وما أوقحهم)، يشنها دون هوادة على الرؤساء الخمسة، وذلك على خلفية رسالتهم إلى مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في الأردن..

علماً أن الرسالة هي أكثر من عادية وما جاء فيها يكرره ليلاً نهاراً أكثر من نصف الشعب اللبناني إن لم نقل غالبيته.

بالفعل الرسالة الخماسية كانت جداً عادية إن لم نقل إنها أقل من عادية..

فهي عملياً ونصاً ومحتوى لم تكن ضد أحد بل جاءت كرزمة من الثوابت الوطنية والسيادية والاستقلالية والدولية والعربية التي وافق على معظمها حزب الله ويتلطى خلفها غب الطلب والحاجة من مثل القرار الدولي 1701.

من هنا فإن الهدف الأول والأهم للحرب الوقحة على الرؤساء الخمسة وتخوينهم هي إرهاب وتخويف من لم يخضع ويركع ويستلم بعد من مكونات 14 آذار.. ومن لم يضع بعد من هؤلاء ال 14 آذاريين السلاح والدويلة وحرب الحزب في سوريا بالأدراج، كما هو للأسف حال قادة الأحزاب ال 14 آذارية التي أصبحت شريكة للحزب في الحكم بشروطه وغب فرماناته المذلة.. ونعني هنا دون مواربة أو تقية قيادات حزب القوات اللبنانية وتيار المستقبل.

عملياً وللأسف فإن القوات والتيار قبلا بما سمي ربط نزاع مع حزب الله مقابل مشاركتهما في الحكم وذلك تحت هرطقة ما سموه احتيالاً ودجلاً واستغباءً للعقول والذاكرة "الواقعية السياسية".

وبالتالي لم يعد لا سلاح الحزب ولا حربه في سوريا ولا حروبه في الدول العربية ولا دويلته ولا القرارات الدولية المتعلقة بلبنان هي من أولوياتهما وإن كانا يأتيان بهدف التعمية الشعبية على التذكير بها بخجل بين الحين والآخر.

ومن يراقب خطاب الحزبين ويتابع مقالات منظريهما من الإعلاميين المفوهين، يرى بوضوح أنهما يلهيان الناس بأمور معيشية وحياتية ضاغطة (كهرباء وماء وطبابة ووظائف ومعاشات وغيرها)، إضافة إلى مسخرة إنضاج القانون الانتخابي على خلفية مذهبية تخويفية وشعبوية، والذي هو طبخة من بحص يتحكم بها بالكامل الطباخ الإيراني.

لقد توهم حزب الله ومن شاركه في الصفقة الاستسلامية من بعض ال 14 آذاريين كوزير الداخلية المشنوق ومن 08 آذار كالرئيس بري أنه بإخضاع واستسلام قيادات القوات والمستقبل ينتهي كل شيء وتعود الأمور إلى حالة من الإخضاع الجماعي بالتراضي والتخويف وتقاسم المغانم كما كان الحال قائماً في زمن الاحتلال السوري.

إلا أن الرياح لم تجري بما اشتهاه لا حزب الله ولا من عقد معه صفقة الاستسلام، وكانت تباعاً مواقف متشددة للبطريرك الراعي ومن ثم ورغم كل العوائق عودة "14 آذار-مستمرون" وها هم الرؤساء الخمسة يدخلون المعركة السلمية بقوة وعلى المستوى العربي.

يشار هنا إلى أن الأصوات المعترضة على النفوذ الإيراني وعلى هيمنة حزب الله الأكثر قوة والأكثر وضوحاً والأكثر علماً وجرئة وواقعية وموضوعية وثباتاً هي من داخل بيئة حزب الله.

إن ردة فعل الوزير المشنوق الذي سمى فعل الرؤساء ب"الخطيئة" كانت بأغلب الظن انفعالية ودون تفكير عميق وتنم عن صدمة وعدم تصديق بأن الرئيس السنيورة والرئيس سلام هما من ضمن الموقعين...علماً أن تعليق الرئيس الحريري على الرسالة كان نوعاً ما مؤدباً وليس مرتفع السقف.

يبقى أن الهيجان والغضب والعبارات السوقية والتهديدية التي جاءت على لسان النائب محمد رعد وباقي القياديين من حزب الله إضافة إلى اللغة التهويلة والسوقية والدركية والتخوينية التي استعملها ولا يزال طاقم مرتزقة الحزب من الإعلاميين تبين كم أن خيبة الأمل كبيرة...

لقد توهم الحزب أن الساحة أصبحت له بالكامل، وأنه هو الآمر والناهي، وإذ به يكتشف أن من استسلموا له لا يمثلون غير أنفسهم وقلة من ممتهني "التزلم والهوبرة ونقل الطرابيش".

إن ما يجهله حزب الله وبالأكيد الأكيد لم ولن يتعلمه بسبب غروره واستكباره ونشوة قوة السلاح والمال أن شعب لبنان بكل شرائحه لا يقبل بالذل وهو لا يوالي قوى الاحتلال.. وهو وإن سكت مؤقتاً إلا سكوته دائماً يتحول إلى ثورة وللحزب في خروج الجيش السوري المذل سنة 2005 خير عبرة ومثال..

الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني

Phoenicia@hotmail.com

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها