عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

بقلم: حذابيا

ان لفطة ܐܣܘܪܝܝܬܐ "اسورييتا" غير موجودة في اللغة السريانية 

بل بضعة ايام وجه لي "مُحب اللغة السريانية" حبيبنا ادي بيث بنيامين في هذا المنبر الديمقراطي بعض الاسئلة حول مواضيع سريانية هامة، فأجبنا عنها بمنتهى المحبة والاحترام لشخصه الكريم. وكان احد المواضيع عن عاشق اللغة السريانية وناشر التراث السرياني الاب الطاهر يوسف بيث قليتا (توفي عام 1955) من كنيسة المشرق القديمة، وكيف انه استعمل تعبير ܐܘܡܬܐ ܣܘܪܝܝܬܐ "اومثا سوريايتا" (الامة السريانية) الذي ورد في المقدمة التي كتبها لكتاب ܡܪܓܢܝܬܐ (المرجانة) الذي طبعه ونشره عام 1924، وهو من تأليف علامتنا اللغوي البارع عبديشوع بربريخا مطرافوليط نصيبين وارمينا (توفي نحو 1318).وفي حلبة نقاشنا دخلَ حبيبنا خوشابا سولاقا على الخط، وكتبَ لي بانني غيّرت كتابة الكلمة السريانية المذكورة اعلاه من ܐܣܘܪܝܝܬܐ "اسورييتا" (الاسوريانية) الى ܣܘܪܝܝܬܐ "سوريَيْتا" (سريانية)، وقائلاً بانني حذفتُ حرف الألف من بدايتها لأحوّلها الى ܣܘܪܝܝܬܐ "سوريَيْتا" (السريانية).

فأخذني فعلاً العجب من كلامه وادعائه الغريب بخصوص الاسم السرياني بالصيغة التي ذكرها لي، اي ܐܣܘܪܝܝܬܐ "اسورييتا"، لأنه لا وجود لهذه الصيغة كلياً في اللغة السريانية، ولا يقبل بهذا الادعاء العجيب هذا كل من له اقل معرفة باللغة السريانية وبكتب اجدادنا ومحتواهم. فكتبتُ حينها رداً يتضمن اجابة لاستفسارات الاستاذ خوشابا وتصحيحاً لادعائه المدهش حقاً.


واليوم اود ان اوضح هذا الموضوع بشكل تفصيلي اكثر لأهميته ولمنفعة جميع الاحبة القراء في هذا المنبر الديمقراطي الذي طالما يوفر لنا النقاش، فيجب علينا احترام اصول النقاش والكتابة فيه (ملاحظة هامة:

 للاسف ان بعض صغار المعرفة يستغلون حرية الكتابة هنا فيعلقون على المواضيع بكلمات جارحة، ويكتبون كلاماً فارغاً مسيئاً لا يمت بصلة للموضوع المطروح، انما هدفهم التشويش على الكاتب المخالف لهم بالرأي، واهانته، فعساه يتوقف عن الكتابة هنا ويهرب من هذا المنبر الديمقراطي الى غير رجعة، وقد نجحوا بهدفهم الى حد ما. ومن المعروف ان بعض ابنائنا الذين يكتبون هنا لهم اكثر من اسم مستعار، وهم بالحقيقة شخصين او ثلاثة اشخاص يتقمصوا ادواراً مختلفة في الكتابة بعدة اسماء مختلفة، فيكتبون مرة بشيء من الاعتدال باسمهم الحقيقي، ومرات اخرى يكتبون باسمائهم المستعارة لكن بقساوة وفظاظة خارجين عن اداب وقواعد الكتابة والاحترام، سامحهم الرب. لذلك اقترح هنا على ادارة هذا الموقع الديمقراطي الهام لابناء شعبنا، ان يفتحوا منبراً خاصاً يحتضن المواضيع الجدية لمناقشة قوميتنا وهويتنا واسمنا ولغتنا وتراثنا بشكل علمي هادىء، واقترح ان يضعوا عليه الاستاذ ليون برخو مسؤلاً ومشرفاً ليدير فيه النقاشات العلمية المفيدة لشعبنا والتعليقات والتقيمات الموضوعية عليها، ولاسقاط كل تعليق سخيف لا علاقة له بالموضوع المطروح. وبهذه الطريقة يكون هذا الموقع الديمقراطي قد ساهم بشكل علمي ومنهجي في تطوير النقاش والبحث العلمي بين مثقفي شعبنا حول مواضيع التراث والقومية والهوية، الخ. لأنه بهذه الطريقة قد يتحمس الكثير من الكتّاب للمشاركة عندما يعلمون بانهم محميين من سيوف وهجوم المغامرين الذين هدفهم التجريح والاساءة. فيتشجع كتّابنا من العالمين الكنسي والاكاديمي للكتابة بدون خوف من معاول وتجريح المتطفلين. لذلك اتمنى من ادارة الموقع ان تأخد هذا المقترح بعين الجد نظراً للفائدة العظيمة التي ستصيب شعبنا من الدراسات والنقاشات والتعليقات العلمية حولها.)


على كل حال، نعود الى موضوعنا وهو استنكار حبيبنا خوشابا سولاقا ونفيه وجود صيغة ܣܘܪܝܝܐ "سوريايا" و ܣܘܪܝܝܬܐ "سوريَيْتا" في لغتنا السريانية، واتهامه لي بانني غيّرتُ هذه الكلمة من صيغة لا وجود لها اي ܐܣܘܪܝܝܬܐ "اسورييتا" الى الصيغة التي يستنكرها اي ܣܘܪܝܝܬܐ "سوريَيْتا" ويدعي بانها غير موجودة.


ان الحقيقة التي لا تحتاج الى برهان والتي يعرفها كل من القريب والغريب والصغبر والكبير معاً هي ان لفطة ܐܣܘܪܝܝܬܐ "اسورييتا" غير موجودة في اللغة السريانية كلياً، وغير موجودة في تراثنا السرياني المدون منذ نشأته ولغاية الربع الاول من قرن العشرين (اي لغاية بدأ "عملية تزوير" هذا الاسم واستعماله من قبل البعض جهلا أوعمداً). وإن ادعى احد بعكس ذلك، فعليه تقديمها لنا هنا وذكر المصدر السرياني القديم التي وردت فيه كي نغيّر حينها رأينا بشأنها وشأن الموضوع. ان كل من له ادنى اهتمام ومعرفة باللغة السريانية يعرف بان هذه الكلمة غير موجودة بالسريانية، وما نراه اليوم في كتابات بعض الاحبة "النشطاء" في استخدامهم لفظة ܐܣܘܪܝܝܬܐ "اسورييتا" فهو بصراحة عملية تزوير بشعة لكلمة ܣܘܪܝܝܐ "سوريايا" ܣܘܪܝܝܬܐ "سوريَيْتا" (سريانية) يقوم به البعض لاجل تثبيت مزاعمهم وافكارهم، ضاربين الحقيقة وكتب الاجداد عرض الحائظ، دون مراعاة لاحد


ان البعض من هؤلاء الاحبة تعلّم استعمال هذه اللفظة "المزوّرة" من جيل الذين سبقوه في تحريف الكلمة، لأنه ينظر اليهم نظرة إكبار وإجلال، ويعتبرهم قدوته، ويقدّس كتاباتهم وإن كانت غير علمية، ويبجل خطاباتهم النارية وإن كانت غير منطقية، فيحاول تقليدهم في السر والعلن لأنه فتح عينيه على نشاطهم وعلى هذه "الصيغة المحرفة" التي استعملوها قبله فيعتقد بانها عين الحقيقة لا تحتاج الى برهان، وان ما هو غيرها هو "مزوّر". لذلك ينتقد ابن هذا الجيل ويتهجم على كل من يستعمل الكلمة بصيغتها الصحيحية والاصيلة التي وصلتنا من اجدادنا وابائنا باللغة السريانية منذ نشأتها جيلاً بعد جيل، اي صيغة ܣܘܪܝܝܬܐ "سوريًيْتا" (سريانية)، والتي هي محفوظة في جميع كتب اجدادنا التي لا تعد. ولذلك نضطر لاثبات ان لون الدم أحمر.


لقد انطلقت عملية تحريف كلمة "سوريايا" على ما يبدو من ايران، وانتشرت" فوصلت ريحها الى العراق وامريكا. ورافقتها صرخات المطالبين المدوية لتحويل اسم الطائفة "الاثوري" الى "آشوري" ولربطه بالتاريخ الاشوري القديم الغني والشهير. فاضطرت كنيسة المشرق القديمة (فرع التقويم الغربي) امام صرخات المطالبين، الى تبني هذا الاسم بعد ان استلم زمام البطريركية في هذه الفترة الحرجة، قداسة البطريرك مار دنخا الثالث امد الله في عمره بالصحة والقوة والنجاح، بعد الجريمة البشعة باغتيال البطريرك المرحوم مار ايشاي شمعون عام 1975 على يد احد "المتحمسين". وكان القاتل بدوره واقع تحت تأثير الحركات القومية الملتهبة، والتي كانت تضغط باستمرار على البطريرك المرحوم مار ايشاي شمعون ليتبنى الاسم والعمل القومي والسياسي الاشوري، بينما كان البطريرك المرحوم يحاول ان يعمل نوعاً من التوازن في الطائفة ويقول للجميع: "لا تدخلوا السياسة في الكنيسة". فجاء البطريرك الجديد مار دنخا وادخل مباشرة اسم "الاشوري" في اسم كنيسته الجريحة كما كان يُنتظر منه.


وكانت الخطوة الثانية الملازمة للاولى والتي قام بها البعض في تحريف الاسم السرياني "سوريايا" هي انهم كلما صادفوا اسم "سوريايا" كتبوه "اسوريايا"، حتى وان نشروا كتابا سريانياً قديماً فيه كلمة "سوريايا" فانهم حرفوا فيه هذه الكلمة دون اي وازع اخلاقي. وقد لقي هؤلاء تجاوباً من خارج اطار الطائفة من البعض من ابناء كنائسنا الاخرى فانتظم عمل تزوير الاسم السرياني "سوريايا" وتحول الى "عمل جماعي منظم ومبرمج"، فنتج منه قرارات غير مكتوبة وتوصيات غير مدونة بأن يقوم الجميع بتغيير الاسم السرياني "سوريايا" الى "اسوريايا". فاكتملت فصول المسرحية. وكأن بتحريف الاسم ونشر الصيغة المزورة سيحصلون على الحقوق التي يناضلون من اجلها. الا انهم لا يعرفون ان هذا الاجراء، اي التزوير، قد يعزلهم ويبعدهم عن نيل الحقوق، لان بقية ابناء شعبنا ينفرون من هذا العمل بل يرفضون التعاون معهم. وما نجده من ردة فعل قوية لدى معظم ابناء كنيستنا الكلدانية في التمسك بالاسم الكلداني بقوة امام ضربات البعض من ممن يسعون لالغاء هذا الاسم او تفريغ محتواه أو تصغير دوره، لاكبر دليل على ذلك. لكن ردة الفعل أوقعت الكثير من الشباب الكلداني الغيور في نفس الفخ والتعصب. فنرى اليوم بلبلة شاملة بين شعبنا كنتيجة لما جرى.


لكن إن كانت لفظة ܐܣܘܪܝܝܬܐ "اسورييتا" "المزوّرة" غيرموجودة بالسريانية فمن اين اتى بها حبيبنا خوشابا سولاقا وكيف يعتقد مؤمناً بوجودها؟ بل كيف وصل به الامر لانكار الصيغة الصحيحة ܣܘܪܝܝܬܐ "سوريَيْتا" ويقول انها غير موجدودة؟ بل كيف استنتج بانني انا الذي قمتُ بتغييرها وحذفتُ حرف الالف من بدايتها كما يدّعي؟ 
لمّا كان حبيبنا خوشابا يعتقد ان اللفظة "المحرفة" ܐܣܘܪܝܝܬܐ "اسورييتا" موجودة في السريانية فهذا دليل على جهله لهذه اللغة السريانية اليتيمة وتراثها المنكوب (ربما يعرف قراءة حروف الابجدية ويجيد كتابة جملة بسيطة فقط لكن لا يستطيع قراءة كتب الاجداد، وإلا لما ادعى بما قاله.(


بالحقيقة، لو فتشنا كتب اجدادنا الكلدانية والسريانية والاثورية وبحثنا عن كلمة ܣܘܪܝܝܐ "سوريايا" (سرياني) سنجدناها مدونة في جميع كتبهم، ولو جمعنا هذه الكلمة من كتب اجدادنا لامتلأت بها ربما عدة مجلدات بسبب كثرة تكرارها. بينما لو فتشنا عن الصيغة "المزورة" ܐܣܘܪܝܝܬܐ "اسورييتا" التي يذكرها حبيبنا خوشابا سولاقا معتقداً انها الصيغة الاصيلة، فلن نجدها في اي من كتب اجدادنا، ولا مرة واحدة


فكيف إذاً ايها الحبيب خوشابا تدعي بانني غيّرتُ الكلمة وحذفتُ حرف الالف من بدايتها وحولتُها الى ܣܘܪܝܝܬܐ "سورييتا"، واللفظة التي تدافع عنها غير موجودة في اللغة السريانية اساساً؟ وما هو موجود هو فقط "سوريايا". أحقاً لا تعرف ان الكلمة غير موجودة بالسريانية؟
لكن من خلال سؤالك يبدو لي انك ايضا من ضحايا "التزوير" الذي بدأه ومارسه الجيل الاسبق بحق التسمية السريانية، فسرت في اعقابهم معتقدا ان ما يقولون ويدعون، هو الحقيقة بعينها. لذلك انطلقتَ تستعمل اللفظة المحرفة معتقداً انها الحقيقة، لذلك اطلب منك ايها الحبيب التأني والتروي في كتاباتك واحكامك، بل انصحك الى مراجعة كتب اجدادنا لتتحق من الموضوع بنفسك.


ونصيحتي الصغيرة هي ان تعود الى موسوعة طقوسنا اي كتابنا الكنسي ܚܘܕܪܐ "حودرا" لتفحصه وترى هل يحتوي على الكلمة المزورة "أسوريايا" أم لا. الجواب هو طبعاً لا. لأن كتاب الحودرا يحتوي فقط على كلمة سريان بصيغتها الصحيحة ܣܘܪܝܝܐ "سوريايا" التي ورثناها من اجدادنا جيل بعد جيل، ودوّنها اجدادنا العظماء في خزانة صلواتنا اي في كتاب الحودرا ܚܘܕܪܐ. ففي تذكار قديسينا ومعلمينا يقول كتاب الحودرا ܕܘܟܪܢܐ ܕ̈ܡܠܦܢܸܐ ܣܘܪ̈ܝܝܐ "دوخرانا دمَلبانِه سوريايِه" (اي، ذكرى المعلمين السريان) (انظر كتاب "الحودرا" طبعة مار توما درمو من الكنيسة المشرقية في الهند عام 1960، المجلد الاول، صفحة 777).ويذكر كتابنا ܚܘܕܪܐ "الحودرا" بين المعلمين السريان القديسين اثنين من كبار الشعراء القديسين ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܘܡܪܝ ܢܪܣܝ "مار افرام ومار نرساي" (في نفس الصفحة 777) الذين تحتل اشعارهما حيزا كبيرا في "الحودرا".

ففي الصفحة 785 يذكر كتاب "الحودرا" قديسنا وشاعرنا الشهير مار افرام بقوله ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܪܒܐ ܡܠܦܢܐ ܣܘܪܝܝܐ "مار ابرم ربّا ملبانا سوريايا" (المعلم السرياني مار افرام العظيم.(
وهنا نسأل لحبيبنا خوشابا سولاقا: هل اخطأ كتاب ܚܘܕܪܐ "الحودرا" في قوله عن آباء كنيستنا بانهم سريان ܣܘܪܝܝܐ "سوريايا"، وخاصة عن مار افرام ومار نرساي؟

 ولماذا لا يستعمل كتاب "الحودرا" الصيغة المزوّرة "اسوريايا"؟ 


هل تعتقد ان كتاب الحودرا ايضاً "حرّف" الاسم وجعله "سوريايا" بدلاً من "اسوريايا" مثلما تعتقد بانني "غيّرت" الاسم عندما قمتُ بكتابته بصيغته الصحيحة والوحيدة "سوريايا"؟ 


وهنا اقولُ: فإما كتاب "الحودرا" ܚܘܕܪܐ هو على غلط باستعماله هذا الاسم السرياني "سوريايا" واطلاقه على مار افرام ومار نرساي، وإما الذين يرفضون هذا الاسم ويصرون على استعمال "اسوريايا" هم على غلط، فما رأيك ايها الحبيب خوشابا، مَن هو على خطأ؟

اترك الجواب لك ولاحبائنا القراء لاعطاء الحكم. لكن الاعتراف بالخطأ فضيلة والرجوع عنه قمة الاخلاق.


واذا رغبت مثالاً اخراً فانني احيلك الى علامتنا اللغوي عبديشوع الصوباوي مطران نصيبين (توفي عام 1318) لتقرأ الجدول الذي كتبه عن المؤلفين والادباء السريان الذين سبقوه حيث يذكر حوالي 150 كاتباً ومؤلفاتهم، ويقول في جدوله: "

ܢܫܪܐ ܠܡܣܪܕ ܠܣܝܡ̈ܐ ܕܐܒܗ̈ܬܐ ܣܘܪ̈ܝܝܐ اي "نبدأ بسرد مؤلفات الأباء السريان" (سوريايا) ويبدأ من مار شمعون برصباعى ومار اقاق ومار ميليس ومار افرام ومار نرساي ونزولا الى عصره، ويسرد لنا اخيرا اسماء مؤلفاته هو. كما ان علامتنا الصوباي المذكور يسمي مار افرام ܢܒܝܐ ܕܣܘܪ̈ܝܝܐ "نبيا د سوريايى"اي "نبي السريان". ويقول عن التراجمة هيبا وكومي وفروبا بانهم ترجموا كتب المفسر (ثيودوروس) ال السريانية "سوريايا" ܗܝܒܐ ܘܟܘܡܝ ܘܦܪܘܒܐ: ܡܢ ܝܘܢܝܐ ܠܣܘܪܝܝܐ: ܝܒܠܘ ܟܬ̈ܒܝ ܡܦܫܩܢܐ فأين كلمتك المزوّرة في تاريخ ادبنا ياحبيبنا خوشابا سولاقا؟


وكما ترى ولا احد يستعمل صيغة "أسوريايا" لانها غير موجودة.


لكن ايها الحبيب الاستاذ خوشابا سولاقا، لايخفى على احد بانك لست الوحيد الذي يستنكر وجود تعبير "سوريايا" ويحرّفه الى "اسوريايا"، فهناك "مجموعة" من ابنائنا الاحباء الذين يكتبون ويحرّفون باستمرار الاسم السرياني ويكتبوه "اسوريايا"، وبفعلتهم الشنيعة هذه يغتالون الحقيقة ويعارضون الكتاب الكنسي ܚܘܕܪܐ "حودرا" وربما يستنكروه لأنه لا يوافقهم في تزويرهم.

 ونذكر لك واحداً من ابنائنا ممن اشتهر بعملية تزوير الاسم السرياني ربما اكثر من غيره، وهو حبيبنا قشو ابراهيم نيروا الذي كان ينشر سابقاً في هذا الموقع كتابات سريانية قصيرة من بضعة اسطر، وكان يزوّر فيها الاسم السرياني "سوريايا" دائماً ويكتبه بالصيغة المحرفة ܐܣܘܪܝܝܐ "اسوريايا" الغير الموجودة في اللغة السريانية.

بل وصل به الامر بان يحرف اسم الكنيسة السريانية في كتاتباته السريانية. فعندما يريد ان يكتب عبارة "الكنيسة السريانية" "عيدتا سوريَيتا" فانه يحرفها ويكتبها كما يحلو له بصيغته "عيدتا أسورييتا" فيجعلها "الكنيسة الاسورية" بدل "السريانية". وبفعله هذا فانه يتحدى كنائسنا الاخرى "السريانية" ويسيء اليها بتحريف اسمها السرياني، دون اي اعتبار لبطريركها وقياداتها ومؤمنيها الذين قد لا يأبهون له. لكن فعلته هذه تعكر جو الاخوة والصفاء بين كنائسنا، لانها تخلق عداوة بينها بدراية أو دون دراية، وتبعدها عن بعضها البعض.


لكن الانكى من كل هذا ان نرى مؤسسات خاصة بشعبنا تأسست للحفاظ على الثقافة السريانية، لكنها تقوم بتزوير الاسم السرياني "سوريايا" دون اي وازع اخلاقي او قانوني.

 واحدى هذه المؤسسات التي جعلت نفسها شهيرة في تزوير الاسم واستخدام الصيغة المحرفة ܐܣܘܪܝܝܐ "اسوريايا" هي "هيئة الثقافة السريانية في دهوك"، فهي تزوّر الاسم السرياني علناّ وبدون خجل او وجل أو اعتبار. وتكتب بالسريانية في لوحات نشاطاتها الاسم السرياني محرفاً بصيغة "اسوريايا"، وتعلقه علنا ليشاهده الجميع، وكأنها تتحدى الدنيا بفعلتها.

 ان ما تفعله "هيئة الثقافة السريانية في دهوك" عمل غير اخلاقي، بل قد تعتبر جريمة نكراء ضد قانون الهيئات التابعة لمنظمة التربية والعلم والثقافة التابعة للامم المتحدة. لذلك اطلب من المسؤلين على هيئة الثقافة السريانية في دهوك معاقبة الاشخاص "المزوّرين" المسيئين في هذه الهيئة الثقافية السريانية الهامة، فاما ان يلتزموا بكتابة الاسم بالصيغة الصحيحة او طردهم من اعمالهم


ونخشى ان يكون تزوير الاسم قد دخل الى الكتب السريانية التي تُعلم في مدارسنا، لذلك نقترح من الحكومة المركزية وحكومة الاقليم ان يقيموا لجنة لفحص الكتب واجبارها للتمسك بالمصطلحات العالمية والمعرفة الصحيحة والعلوم كما هي في عرف الاكاديميات.


وفي الختام اقول ان التزوير عمل غير اخلاقي ومعيب. وان الذين يزوّرون الاسم السرياني يرتكبون حماقة لأنهم يصبون الزيت على النار ويأججون الخلافات بين افراد شعبنا وكنائسه، بدلا من ان يتمسكوا بالحقيقة المطلقة لتقريب شعبنا الى بعضه


فلنوقف التزوير ليرضى عنا كل من القديسين مار اقرام ومار نرساي.


ولتكن نعمة الرب وسلامه معك وبين افراد عائلتك الآن والى الابد


ܘܛܝܒܘܬܗ ܕܡܪܝܐ ܥܡܟ ܠܥܠܡ
  حذابيا

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها