عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

لتكن ْ ، قوميتنا ( آرامية ) ، ولغتنا ( سريانية… !!! (

منصور سناطي

mansoorsanaty@yahoo.ca

090716

عطفاً على مقالة الآب المؤرخ البير أبونا ، والذي طلب أن تكون تسميتنا القومية ( الآرامية ) ، وأعتبرها بعد التحليل التاريخي وشواهده ، الأقرب إلى الصحة  من غيرها ، حيث إن التسمية المركبة والتي برزت بعد مؤتمر عنكاوة سنة2007 ، كانت مرحلية، لحين الإتفاق على التسمية الموحدة ، ولما كانت التسمية المركبة مثار إنتقادات كثيرة ، مفندين أنه لا توجد هكذا قومية عبر التاريخ، ولهم بذلك وجهة نظرهم المقبولة والمنطقية .  
 

وبرر الآب المؤرخ أبونا ما جعله ينتقي الآرامية من بين بقية المقترحات ، هو كثرة الصراعات الدامية ، والإحتلالات المتكررة لبلاد ما بين النهرين ، والتي تمتد إلى أكثر من ستة الآف سنة ، حيث كانت الغزوات والحروب الطاحنة ، تجري رحاها على أرض الرافدين ، وكانت ساحة الصراعات بين القوى المتكالبة على خيرات وموارد البلاد ، والمحصلة  ،  تداخل وتمازج الأقوام  مع بعضها البعض ، مصحوباً بالمد القومي والديني والمذهبي والعرقي ، وشريعة الغاب التي سادت في تلك الحقب ، لذلك من غير المنطق الإدعاء  بالإنحدار القومي الأصيل من قومية معينة ، فمن غير المعقول أن يدّعي الكلداني إنه من أحفاد الدولة البابلية ، ولا الآشوري هو من أحفاد الدولة الآشورية ، وهذا ينطبق على السرياني أيضاً .

وما دامت شروط المقومات القومية متوفرة فينا من اللغة المشتركة والدين والتقاليد والعادات والفولكلور والتاريخ المشترك ، بالإضافة إلى التمازج والتصاهر الذي جرى ويجري على قدم وساق حتى اللحظة بين أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، فلا بأس أن تكون قوميتنا ( آرامية ) جنباً إلى جنب القوميات الموجودة في العراق العربية والكردية والتركمانية ... فالتسمية بقدر أهميتها  ، ولكن الأهم هو شعور الفرد وإنتمائه ، سيما وإن الظروف الإقليمية والدولية  تحتّم علينا أن نكون حاذقين وحصيفين ، لفرز الصالح من الطالح ، وصالحنا هو وحدتنا وتماسكنا تحت تسمية موحدة يتفق عليها الجميع وهي ( الآرامية ) كما جاء في مقالة الآب أبونا ، وهي مقبولة من كوننا نتكلم ( ألآرامية  السريانية ، السورث ) والذي تكلم بها السيد المسيح له المجد ، فهي مثار فخر وإعتزاز، وكانت اللغة الرسمية في يوم من الأيام ، مع الأخذ بعين الإعتبار التطور التاريخي كأية لغة في العالم ، وجدير بالذكر أن نظام صدام كان قد أقر الحقوق الثقافية للناطقين بالسريانية ، وإذا تكلمت مع الكلداني بالسريانية (السورث ) يكلمك بها وكذلك الآشوري والسرياني أيضاً ،  وإذا قلت ما هي قوميتك :

قال كلداني أو سرياني أو آشوري ، أي قوميين بنفس اللغة ، ومختلفين بتسميات متعددة لشعب واحد .

أيها الأخوة : لقد تركنا الأهم وهو مصيرنا ، وتمسكنا بالقشور وهو التسمية ، إن ما يحدق بنا من مخاطر ، وما شرذمتنا وتفككنا ، إلا نتيجة لهذا الجدل البيزنطي غير المجدي ، والذي لا يخدم أحداً.

وأنا شخصياً لا تهمني التسمية مهما كانت ، إذا كانت محصلتها ، جامعة موحدِة لشعبنا ، وما ذهب إليه الآب البير أبونا ، هو عين الصواب ، وهي تسمية مقبولة ومنطقية وتاريخية ، فإذا كانت الجزائر والمغرب والصومال واريتيريا تدعي الإنتماء إلى القومية العربية ، ولا تربطهم بالعرب غير الدين ، والدين لا يمكن الركون إليه من الناحية القومية ، فلا لغتهم ولا تقاليدهم شبيهة بالعرب ، فكم بالأحرى نحن لدينا أمتن الروابط القومية المعروفة . يستشف مما تقدّم ، إن كل من إشتمّ رائحة العقل والمنطق ، ويهمه مستقبل وجودنا في أرض الآباء والأجداد ، الإتفاق على هذه التسمية الموحدة الجامعة المنطقية والتاريخية ، وهي الأقرب إلى الواقع والتصديق من غيرها   ولهذا أدعو إلى مؤتمر قومي يجتمع فيه أبناء شعبنا بكل مسمياتهم ، وإقرار التسمية الموحدة ، وتثبيها لدى المركز والإقليم ، وإنهاء الجدل العقيم إلى الأبد ، فهل نتفق بروح الإخلاص والتجرد ، نأمل ذلك بكل جوارحنا ، ومستقبل وجودنا ومستقبل أولادنا من وراء القصد ، سيما بعد التفجيرات الأخيرة لكنائسنا وسقوط العشرات من القتلى والجرحى، ليكون درسا وعبرة لكل من إعتبر ، والله هادي الجميع إلى طريق الخير والفلاح والسؤدد ، إنه سميع مجيب ، فهل نتعظ ؟ عسى ولعل ، والسلام والتحية وكل الود ، لكل من يجمع ولا يفرّق.

 

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها