عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

الحلم أصبح حقيقة ... الثورة قادمة

صلاح الدين بلال *

على مدى السنوات الماضية كنت أنا وغيري نكتب ونحرض ونشارك في اللقاءات والتظاهرات والاعتصامات ضد نظام حافظ الأسد ومن ثم الوريث الصغير بشارالأسد .... وكنت أصرح وأعبرعن موقفي وصوتي بكل صراحة وعلانية، لم نترك باباً من أبواب نشاطاطات المعارضة الكوردية أو السورية إلا وطرقناه لأجل توحيد الصفوف والجهود وتنشيط العمل المعارض ومساندة شعبنا المظلوم والمنكوب في الداخل.

وكان موقفنا واضحاً وعلانية....لا لهذا النظام ولا لوراثة سوريا من قبل عائلة الأسد.....لا لحزب البعث وعقيدته الشوفينية ...لا للإقصاء..... لا للإرهاب ....لا للأعتقال السياسي ... لا لقمع الحريات والرأي الآخر .... ولا للصمت....؟؟؟؟

نضالنا على مدى السنوات الماضية لم يُهدأ من روحي ولم يُهن ويلين من عزيمتي، أيماني بيوم الحرية كان أقوى من أي شيء.... بدأنا من الوطن من حلب وعفرين وقامشلو ودمشق وبيروت وعندما سددت الطرق بوجهنا أصبحنا لاجئين و تحت حماية الديمقراطية الأوربية .

منذ اليوم الأول من قدومي الى ألمانيا بدأت في إعادة التواصل مع الجميع ونشطت في مجال الإعلام وكانت مسيرتي من خلال إدارتي لبعض المواقع اللكترونية الكوردية وبعض المواقع الأخرى السورية، شاركت في عمل بعض القنوات الفضائية للمعارضة، وتظاهرة وأعتصمت وكنت واحداً من العشرات في حضور المؤتمرات وندوات المعارضة في الخارج من فرنسا والمانيا وهولندا وبلجيكا وبلغاريا وأمريكا ولندن والسويد والدنمارك وكوردستان العراق ومصر.... وقلت كلمتي ورأي بوضوح عبر الكثير من المنابر وكنت أحفر مثلي مثل غيري في رأس وصخر هذا النظام الأرعن الذي زرع الرعب والخوف وجعل الصمت والتردد غيمة سوداء خيمت فوق قلوب جميع السوريين ..كنت أعلم إن الضريبة كبيرة وان أصحاب الرأي والمواقف الشريفة في سوريا الوطن ليسوا هم إلا معتقلون ورهائن بيد النظام، لهذا اعتبرنا إن صوتنا صدى لأصواتهم وأن يوم الجد سينتفض الجميع وسينهض الكل لقول كلمته بلا خوف أو تردد .

دورنا نحن المعارضين الذين ألتجأنا الى البلاد الأوربية وتشتتنا في كل إنحاء العالم باسم الحرية والديمقراطية كان يفرض ويجبرنا أن نقول كلمتنا وان لا ننام على الظلم وأن نساند قضية شعبنا وأن يخاطب ضميرنا ضمير العالم .

كل ما سبق كان حلماً...هكذا عبر الكثيرين لي ردا على نشاطي ...أوهكذا حاول البعض إن يعتبر إن ما نقوله ومما ندعو إليه من حرية وثورة على الطغاة والظلم وعلى نظام الوريث الصغير بشار الأسد حلماً وأن التغيير قدرا محكوم بيد المستبدين فقط، ونحن لا حول ولا قوة لنا.... وخطابنا ليس الا من باب المزاودة على المناضلين الحقيقين في داخل البلاد ؟؟؟؟

اليوم لن نفتح دفاتر الماضي ولن نغوص في سجلات البعض ومواقفهم ولن ننكأ الجراح ...ولن نقول نحن المناضلون وانتم الخائفون والخانعون أو نقوم بتخوين وشطب البعض وتوزريع شهادات النضال والشهامة والبراءة لأحد ضد أحد ...اليوم للجميع دوره ومكانته، وحقه في الالتحاق با الثورة....فقطار الحرية انطلق من كل المحافظات السورية....اليوم الثورة بدأت...التحرك نحو الحرية أصبح واقعاً ورياح التغيير قادمة...لن يصمد بشار الأسد أمام الشعب السوري ومهما قتل وأجرم بحق شعبنا وأهلنا كما حصل في الماضي من والده المقبور في حماه وقامشلو حلب، وكما حدث اليوم في درعا الشهيدة ودمشق .

نقول للجميع تعالوا نلتف حول بعضنا وأن نحمي شعبنا ونساهم بإسقاط هذا النظام المجرم، فالثورة لن تعذر ولن تتهاون مع أحد بعد اليوم كائنناً من كان وكائنناً من أبى وتلون وتجبر، وأن نساند مطالب الثائرين في تحقيق تغيير كامل وحقيقي وإسقاط النظام برمته والإعلان عن دستور جديد وقيام الدولة المدنية وسيادة الحياة البرلمانية التعددية لكل مكونات واطياف الشعب السوري القومية والدينية، وبناء وتحقيق سوريا وطننا للجميع .

الحلم أصبح حقيقة يا أصدقائي الناصحين..الحلم أصبح دما وشهداء والقادم أعظم ...اليوم الثورة بدأت اليوم الثورة انطلقت....فنهضوا من رقادكم وأستفيقوا من كبوتكم...وأخرجوا من صمتكم ..وحطمو أغلالكم ...وانضموا الى الثورة والتغيير في سوريا ....فالحلم أصبح حقيقة.

.. الشهداء رسموا لنا الحلم .... فأصبح حقيقة.

صلاح الدين بلال

كاتب واعلامي

المنسق العام للمؤتمر المعارضة السورية في هامبورغ

16 . 03 . 2011

salaheldinbilal@hotmail.com

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها