عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

حبيب افرامالسريانية لغة لبنان والشرق!

 

 

 

 

 

 

بقلم حبيب افرام

شلومو وبشينو

حتى ولوْ خاننا التاريخ!

حتّى ولوْ خسرنا الأرض والمجد.

حتّى ولوْ اضطهدتنا الأنظمة.

حتّى ولو أبادت منا التنظيمات الاصولية.

حتّى ولوْ هاجر وتهجَّر شعبنا.

حتّى ولوْ ظلَمنا النظام السياسي اللبناني في تمثيلنا الوزاري والنيابي وحرمنا من زيادة مقاعدنا كما نستحق.

إن الحقيقة التي لا جدال فيها أننا نحن أبناء الشرق، أصيلون فيه، وأننا أعطينا لغتنا السريانية المقدسة للبنان وجباله وقراه وينابيعه، فالسريانية ليست لغة كنيسة فقط بل لغة حضارة واننا ردفناه في التراث والعمارة – كما في كتاب أمين اسكندر- من اصالتنا وأكثر ان بصمتنا حتى في اللغة المحكية – كما في معجم الملفونو ايليا عيسى- تثبت بما لا يقبل الشك عن عطاءاتنا وتجذرنا في هذا الشرق وفي لبنان.

شاؤوا ان يعترفوا ، أو ينكروا، شاؤوا أن يحترموا التنوع والتعدد أو أن يبقوا على أحاديتهم قومياً وديناً وفكرياً.
شاؤوا أن يغمضوا العين كالنعامة أو يتجرؤا.

معالي الوزير، لقد أحببتَ أن ترعى هذا الحفل، وانت لبّيت مشكوراً. تودي ساكي.

إن أمام لبنان فرصة، مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون، ومع هذا الوفاق المقبول ورغم عثرات كثيرة وملاحظات عدة على نظامه، أن يسمو نحو أن يكون مركزاً دائماً لحوار الحضارات والاديان، لأنه في صيغة تكوينه وطن عيش واحد.
لكنّه مدعّو أيضا الى نهضة ثقافية فكرية. نحن نطالب الدولة، وبعيداً عن السياسة، بالاعتراف بالسريانية لغة وطنية في لبنان، ونطالب البطريرك الماروني، بتدريس اللغة السريانية كمادة خاصة في كل المدارس الكاثوليكية.

ولدي اقتراح صغير أن توزّع وزارة الثقافة على النواب والوزراء هذا المعجم توعية للحكام.

هكذا نعود الى جذورنا. الى قيمنا. والى هويتنا.

إنه يوم عرس وطني للغة السريانية مع واحد من روادها الملفونو ايليا عيسى الذي عمل جاهداً لسنوات طويلة ليكون هذا المعجم بين أيدينا - بوركت يا قريبي".

 يا أبو سرجون.

تودي غلبة شكراً لكم فردا فرداً، لمشاركتكم، مطارنة أجلاء أحباراً في كنيسة الربّ ونخباً فكرية تهتم بما هو أبعد من تفاهات يوميات، ومن جنون وطن لا يريد أن يتغيَّر ولا يتقدم، وفي اصلاح قد يصير مستحيلاً، في أزمات بلا حلول من السير المعقد، الى النفايات، الى الكهرباء المعضلة، الى فرص العمل، الى انتخابات احجية بقانونها وبطاقاتها لكن مع ومضة فرح بتحرير أرضه من رجس الارهاب تحية الى دماء جيشنا وبطولات أبنائه.

إنّ السّريانية لن تموت. إنها أمانة أجيال وثروةٌ وقضيةٌ بحدّ ذاتها .

عاشت لغتنا.

عاش لبنان.

يحيا لبنان.

كلمة رئيس الرابطة السريانية في حفل توقيع كتاب الملفونو ايليا عيسى بعنوان:"

معجم المصطلحات السريانية في اللهجة المحكية اللبنانية" في قاعة قدامى الحكمة – الأشرفية في 21 ايلول 2017

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها