عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

لم أكن أعلم أن الصراع العربي الإسرائيلي قد مشـى خطوة إلى الأمام في عملية تحرير فلسطين

مارون عسلي

مارون عسلي

تفاجأت صباحاً بقراءة أن بلدية ضهور الشوير فاقت كل التهديدات الإيرانية لإسرائيل، وتجاوزت كل الأصابع التي رفعها مسؤولي حزب اللـه تهديداً لإسرائيل، وسبقت الزعماء الفلسطينيين الذين عقدوا اتفاقاً مع دولة إسرائيل بوجود دولتين، وأن أعضاء البلدية العتيدة غضّوا النظر عن أن جميع البلدان العربية والإسلامية تستعمل منتجات إسرائيلية أو مدعومة من إسرائيل أو مردودها المادي يعود إلى إسرائيل (كلية أو جزئياً)، وشاركوا بتحرير فلسطين من خلال قرارهم الحاسم بسـحب لقب ملكة جمال لبنان المغترب من الآنسة أماندا حنا. والجريمة التي ارتكبتها أماندا أنها مولودة في السويد ونشأت في السويد، وتعلّمت في السويد، وذهبت مع الجامعة في رحلة مدرسية إلى إسرائيل.

أماندا لم تذهب إلى إسرائيل لتدعمها سياسياً ولا اقتصاديا ولا معنوياً حتى..

أماندا لم تكن تعلم بتخلّف بعض القرارات المقاوماتية التي لا تمت إلى الواقع بصلة..

أسـئلتنا لأبطال التحرير (بلدية ضهور الشوير) صانعي القرار الجهادي التحريري:

لماذا لم تعاملوا شـاكيرا وسـلمى الحايك اللتان زارتا إسرائيل (ناهيك عن الدعم المادي) بنفس الطريقة بل، وعلى العكس، مُـنِـحَـتا الجنسية اللبنانية.

لماذا لم تعاملوا البطريرك الماروني الذي زار الرعية المارونية في إسرائيل بنفس الطريقة؟

دكرى زيارة نيافة وغبطة البطريرك بشارة الراعي الى كفربرعم بتاريخ 28 ايار 1914

لماذا لم تفتحوا ملفات الخميني (قائد الثورة الإسلامية) وتحاكموه لأنه أخذ سلاحاً من إسرائيل في حربه ضد العراق؟

لماذا لم تأخذوا قرار مقاطعة الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد إذ أن صوره وأشرطة الفيديو تملأ الإنترنت وهو يتبادل القبلات والسلامات مع يهود إسرائيليين؟

لماذا لم تحاسبوا قائد الثورة الفلسطينية أبو عمّار (ياسر عرفات) حين وقّع اتفاقاً مع الإسرائيليين وأعلن نفسه أول رئيس فلسطيني؟

ولماذا لا تحاسبون الرئيس الفلسطيني الحالي لقبوله مبدأ المصالحة والعيش في ظل دولتين؟

عفواً، وعذراً منكم، قد يكون غاب عن بالي أن كل هؤلاء لا يؤثرون في مسيرة تحرير فلسطين... إنما هم أشـخاص عابرون لن يذكرهم التاريخ، أما الآنسة أماندا حنا فهي ملكة وتحكم برعية تعدادها أكثر من الأمتين العربية والإسلامية وقراراتها تغيّر مجريات المنطقة الشرق أوسطية بأكملها.. أو قد يكون غاب عن بالي بأنكم قد تكونون ملكيّون أكثر من الملك نفسه.

ولكن غاب عن بالكم يا أبطال التحرير أن الملكة (غصباً عنكم) أماندا هي مولودة في السويد ولا تعلم بالخبل والهبل في منطقة الشرق الأوسط وغاب عن بالكم أن الملكة (غصباً عنكم) أماندا كانت طالبة في الجامعة التي نظّمت رحلة مدرسية إلى إسرائيل ولم تكن بوارد مواقفكم التحريرية الخزعبلاتية...

أما بعد، يمكنني أن أكتب الكثير الكثير في موضوع القضية الفلسطينية وعدد الشعارات التي أُطلِقَت وما زالت تُـطلَق، لتحريرها (الملايين) وعدد المحاولات الفعلية لتحريرها (ولا واحدة)، ولكن ليس هذا هو الموضوع....

الموضوع، وبكل بسـاطة أن الملكة بكل جدارة أماندا حنا صرّحت، بعد قراركم الغبي باسـترداد التاج منها، قائلة:

ــ باسـتطاعتكم أن تأخذوا التاج مني، ولكنكم لن تسـتطيعوا أن تأخذوا لبنان من قلبي.

لو عندكم ذرّة شـرف أو كرامة، ها لكلمة بْـتِـسْـوى عمركن

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها