عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

قداس لـ قوات السويد عن راحة نفس شـهداء المقاومة اللبنانية



أقامت منسـقية “القوات اللبنانية” في السـويد القداس السـنوي لذكرى اسـتشـهاد فخامة رئيـس الجمهورية اللبنانية الشـيخ بشـير الجميّل وشـهداء المقاومة اللبنانية في كنيسـة مار مارون في مدينة سـتوكهولم بحضور السـفير اللبناني في السـويد الدكتور علي العجمي، وبمشـاركة النائب اللبناني في البرلمان السـويدي السـيد روجيه حداد وصديق القوات الدائم النائب السـابق السـيد نيلس أوسـكار نيلسـون، كما شـارك في القداس ممثلين عن التنظيم الأرامي والتجمع السـرياني العام ومؤسسة لبنون، مع حشـد كبير من الرفاق القواتيين ومناصري حزب القوات. إحتفل بالذبيحة الإلهية راعي الكنيسـة المارونية الأب سـمعان سـمعان بمشـاركة الأب عبد المسـيح خوري. في ختام القداس ألقى سـعادة السـفير اللبناني كلمة مقتضبة مذكراً الجميع بأننا، اللبنانيون، كشـجر الأرز والزيتون الذي، وَلَو تسـاقطت أوراقه أو احترق حتى، يبقى مرتفعاً شـامخاً، كما ضمّن كلمته تمنيّاته لكل اللبنانيين وخاصة الشـباب بألا ينسـوا انتمائهم وأصولهم اللبنانية مهما بعدت المسـافات. ثم ألقى رئيس مركز سـتوكهولم الرفيق جاك باسوس كلمة باللغة السـويدية رحّب فيها بالحضور وتكلم عن الرئيس الشـهيد ورؤيته للبنان وعن اسـتشهاده. ثم ألقى منسـق السـويد الرفيق الياس سـركيس كلمة بدأها بتلاوة رسـالة مؤثرة كان قد كتبها الشـهيد إميل فرنسـيس داغر قبل 15 يوماً من اسـتشهاده حين كان يقاتل دفاعاً عن لبنان، متوجهاً إلى والدته وكأن كان عالماً باسـتشهاده لأجل ال 10452كلم2. ثم اسـتتبعها بكلمة عن الشـهداء والقوات قال فيها:
“تُشـرِقُ الشـمسُ ولا تَخْبو. بل الأرضَ، بِدَوَرانِها على نفسِـها، هي تَحجُبَ نورَ الشـمسِ عنها.
كَذا الشـهيد، لا يرحل.. إنّما البعضُ، كالأرضِ بِدَوَرانها، يُغَيِّبوهُ كي يَخْلِدوا إلى راحتِهِم.
أمّا نحنُ، فشـهيدُنا حاضرٌ أبداً معنا. لا يموت، لا يغيب حتى. نوقِفُ الأرضَ عن دَوَرانِها لَوْ شِـيءَ، أو ندورُ معها لو لَزِم، كي يبقى نورُ الشـمسَ مشـرِقاً على شـهدائِنا.
لا نتعب، ولا نَكِلَ.
وتمضيَ أعوامٌ وترحلَ أُخَرْ.. ونبقى مع شـهيدِنا، شـهيد لبنان، كما دائماً، على الوعدِ، مع الوعدِ، معك يا شـيخ بشـير، معكَ يا رفيق البشـير، معكَ يا من اسـتمرّيتَ لتبقى القضية لِنَبقى.. ونبقى ونسـتمر…
يقولون: لِمِّن تِخلَص الحرب، الكِل بْـيِنسـوا..
أما نحنُ فنقول: أن ننسـى.. لن ننسـى.
حتى لو خِـلْصِت الحرب، تبقى القضيَّة. ألقضيةُ التي بدأت بالدفاعِ عن الوطنِ والدولة، القضيةُ المسـتمرةُ لإعادةِ بناءِ الوطنَ والدولة، ألقضيةُ التي سـتسـتمرُ للحفاظِ على الوطنِ وتطويرِ الدولة.
لا نتعب، لا نسـتكين.
قيادةٌ حكيمةُ ملتزمة.
جمهورٌ مؤمنٌ ملتزم.
شـهداءٌ يعيشـون في الضمير،
هذا نحنُ،
هذه هي القوات اللبنانية.
في غُمرَةِ الأحداثِ المتلاحقة، وفي خِضَمِّ الفوضى الحاصلة، ها نحن، عينٌ على الداخلِ وعينٌ على الخارجِ كي ننحني أمامَ العاصفةِ حين يلزمَ، ونصمدَ بوجهِ الريحِ إلى أن تهدأ. فلا يَـظُنَّـنَّ أحدٌ أن القواتَ تهابُ بندقية أو تخافُ سـجناً. فَمَنْ قدَّم عشـراتَ الآلافِ من الشـهداءِ وعلى رأسِـهِم رئيـس لبنان الشـيخ بشـير الجميّل، ومن واجَهَ زِنزانَةَ نظامَ القهرِ، وغَلَبَ الحبـسَ بحرّيتِهِ على مدى 4114 يوماً، لن يوقِفَ مسـيرَتَهُ سـلاحٌ من هنا أو مُرتزَقَةٌ من هناك. فنحنُ قواتٌ، وقواتُنا لبنانية.
رهانُنا كان، وما يزال، وسـيبقى، وطناً ودولةً على مسـاحةِ 10452 كلم2. وكما لا تُخيفنا تنظيماتٌ وجيوشٌ غيرُ لبنانية، كذلكَ لا تُغرينا، لا مراكزَ ولا مناصِبَ لبنانية.
ها نحنُ قواتٌ لبنانيةٌ حرة.
شـعلةٌ لا تنطفىء،
هِـمَّـةٌ لا تتعب،
شـعبٌ لا يموت، كالأرزِ جذورَهُ مغروسـةٌ في أعلى الجبال، وتمتدُّ إلى عُـمْقِ سـواحِلِهِ.
هنا كنا، وهنا سـنبقى،
أحياءٌ وشـهداء، ليبقى الوطن، ليبقى لبنان.
ألمجد والخلود لشـهدائنا الأبرار،
عاشـت القوات اللبنانية،
ليحيا لبنان”.
تلا القداس حفل كوكتيل في قاعة الكنيسـة بمشـاركة جميع الحضور.

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها