عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

جعجع: حرب "حزب الله" في سوريا قد تصل إلى حرب أهلية جديدة في لبنان

 

W460

توقّف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عند ما آل اليه الوضع اللبناني وشدد على ضرورة إعادة تصويب الأمور، منبّها من أن الوضع اللبناني بات "ينزلق نحو الهاوية".

وحمل جعجع في مؤتمر صحافي على الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وعلى الحزب عينه، مشيرا الى أن "حزب الله" هو من الأحزاب المفترض أن تكون لبنانية ولكنه خرج كليا عن السيطرة وهذا الأمر يهدد وطننا".

ورأى أن "العلة الحقيقية التي نعاني منها هي في وجود طلاق كامل بين مفاهيم الدولة ومفاهيم "حزب الله" ما يؤدي الى طلاق كامل بين مساره ومسار كامل اللبنانيين".

وفي معرض ردّه على تصريح نصرالله الأخير، أشار جعجع الى أن "نصرالله بقوله إن "الدولة اللبنانية في أساس بنيتها لم تتعاط مع اسرائيل على أنها عدو" يعتبر أن طريقته في المواجهة هي الطريقة الوحيدة والأصح، وعليه نسأل نصرالله "ما البديل عن دولة الطوائف" التي يعتبرها عاجزة وفاشلة بنيويا؟ البديل عن ذلك برأي نصرالله هي "دولة الطائفة" التي تأخذ نواتها من الجمهورية الايرانية ورئيس جمهوريتها هو الولي الفقيه".

وإذ أعلن أن "الفرق بيننا وبين "حزب الله" لا يقتصر على السياسات إنما فرق جوهري أساسي بنيوي"، أسف جعجع لكون "حزب الله لم يترك فرصة إلا وأكل من الدولة اللبنانية لمصلحة وجوده الى حد أن الدولة اليوم باتت هيكلا عظميا ضعيفا".

وسأل جعجع: "منذ عام 2006 الى اليوم من كانت الدولة؟ كانت كليا هم يعني الحكومة ومجلس النواب والادارات العامة كلها"، وقال: "إذا هذه الدولة التي تهاجمها كنت انت متربعا عليها منذ عام 2006. منذ 2006 وحتى الآن اولا شلت الحكومة وتم اغلاق مجلس النواب وشل الوسط التجاري. وبعدها أتت حرب 7 أيار لأن الدولة اللبنانية ارادت تغيير ضابط. وبعدها أسقطت حكومة الرئيس سعد الحريري بالقوة بسبب شهود الزور. بعدها تم اقرار قانون الانتخابات ومنع تشكيل حكومة جديدة، وحصلت مجموعة اغتيالات. إنهم يضربون الدولة كل ساعة ولحظة، ويقولون لا وجود للدولة".

وأضاف: "يقول نصرالله قبل الـ2005 كانت هناك شماعة يعلق عليها الجميع، وهي الوصاية السورية. ومنذ عام 2005 الى اليوم قامت دولة السيادة والحرية، فماذا فعلت هذه الدولة بموضوع الجيش؟ يا سيد حسن من حل الاحزاب اللبنانية واضطهد الكثير من اللبنانيين؟ كل هذا في عهد الوصاية. منذ عام 2005 يا نصرالله لم تتركونا نقيم دولة فعلية، كل الادارات اللبنانية منذ عهد الوصاية إلى اليوم ما زالت كما هي، وحاولت ادارة الامن الداخلي الخروج عن الوصاية فطوقتموها".

وتوجّه جعجع الى نصرالله لافتا الى أن "الوصاية السورية عطلت المؤسسات الدستورية في لبنان وتدخلت في الاقتصاد وأخذت القرار الاستراتيجي المتعلق بلبنان الذي يناسبها، وأنتم منذ العام 2005 لم تفسحوا المجال للشعب اللبناني ليقيم دولة الاستقلال وكل الادارات اللبنانية منذ الوصاية وحتى اليوم ما زالت كما هي، فالادارة الوحيدة التي كانت تحاول القيام بواجبها بعد عهد الوصاية هي الأمن الداخلي لذلك أتى اغتيال اللواء وسام الحسن".

وأكد جعجع أن "الطريقة الوحيدة التي يحتاجها الجيش اللبناني ليحقق توازنا مع اسرائيل هي "التوازن غير المتوازي" ومن هذه الناحية فإن الجيش مؤهل 100 مرة لمواجهة اسرائيل"، جازما أن "الجيش اليوم جاهز لمواجهة اسرائيل شرط أن يتنحى "حزب الله" من أمامه"، ومعتبرا أنه "لو لم يكن حزب الله متواجدا بهذ الشكل في الجنوب هل كانت اسرائيل ستقدم على مهاجمة لبنان من دون أي سبب؟، ان اسرائيل ما كانت لتحتل لبنان وتهاجمه لو لا وجود "حزب الله".

أما في الشأن السوري، فقد سأل جعجع "هل يتذكّر نصرالله "حمزة الخطيب" الطفل الذي قتله النظام السوري؟ وأنه في الستة أشهر الأولى للثورة السورية حين كانت الأخيرة من دون سلاح سقط 10 آلاف قتيل؟"

وشدد على أن "سوريا تعني بالنسبة الى لبنان عهد وصاية ومعتقلين في السجون السورية وآلاف القتلى وبالنسبة للمنطقة فهي لطالما كانت كـ"الطفل المخرّب"، وعلى مستوى الصراع العربي -الاسرائيلي فإن الجميع يعلم أن لسوريا هدنة ضمنية مع اسرائيل لذلك لا معنى للحديث عن دور سوريا".

وأردف "النظام السوري هو عراب التكفيريين في المنطقة كما كان عراب شاكر العبسي وفتح الاسلام".

الى ذلك، نبّه جعجع من أن "حرب "حزب الله" في سوريا ستجر تبعات خطيرة جدا على لبنان قد يوصل الى حرب أهلية جديدة، وبالتالي، فإن المطلوب من حلفاء "حزب الله" أن يعرفوا ما يفعلونه بالتحديد وليس الطمع بمقعد زائد في المجلس النيابي أو الوزاري".

والى "التيار الوطني الحر"، قال "إما أن يوقف تحالفه مع حزب الله أو يتحمل مسؤولية انهيار الدولة"، مؤكدا أن "المطلوب هو حكومة إنقاذ فعلية بعيدة عن سلطة "حزب الله" ومن دون مقولة "جيش -شعب -مقاومة".

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها