عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
 

لبنان شركة مساهمة والشعب برسم الافلاس والهجرة

 ناجي امهز

مسؤول الاعلام

 035626/0

    ابحث عن وطن بواسطة المواطنة , فاجد نفسي امام زبائن مستوطنة في جمهورية على وشك ان تصبح شركة عقارية ؟

 تختلط الافكار بين سياسة الدولة وسياسة الالغاء والاحتقار  ؟

 نتخبط بسبب تغيير النصوص الشاهدة على قيام لبنان والتي يتم نسفها من عمق اعماق النفوس الابية , بادخال صناعة الجوع على ثقافة الخوف الاكبر مع تعميم البطالة من اجل تحطيم القيم الاخلاقية المرتبطة بالتقاليد العائلية المحافظة , حتى تبدا الاسر بالانهيار بطريقة منهجية مدروسة ومنظمة يقتلع من خلالها المزارع من الارض وشيئا فشيئا يسحق الاعتزاز الانساني الذي يشكل الركيزة الاساسية التكونية في بناء الوطن  ومن ثم تحويل المجتمع المتمدن المتماسك الانتاجي رغم امكانياته الضئيلة الى مجتمع متفكك استهلاكي .

  فنرضخ ونقبل بالتوقيع على تشريع السياحة البيضاء لينتقل لبنان من قطعة ( سما ) على ساحل البحر الابيض المتوسط الى لبنان قطعة فيها تجارة اللحم الابيض المتوسط .

  ويغيب عن شمس الشروق نور فجرنا الحاضر بالفكر الذي اسس ثقافة الابداع في العالم العربي المعاصر , ونتنازل عن دورنا الاول بالشرق الاوسط كرواد طلائع ونصبح لا قدر الله قواد نفعل الفظائع .

  فنزحف جميعا الى اعتاب اصحاب الشركات بائعين وطن وامور اخرى مطالبين بمركز وظيفي , لايغني عن فقر انما يسد جوع الامعاء الخاوية , وان كان الثمن اهانة الكرامة وتضييع مستقبل اولادنا .

  مما سيساهم بتهميش المفاهيم الموروثة من ارث لبنان العريق بالحضارة منذ فجر التاريخ المحفور بوجدان الحياة البسيطة التي جسدت روحية المكان , وصلتنا المتاصلة بالارض الموصولة بشعب مؤمن بانتمائه الوطني , شجاع  بصموده  بوجه الحكم العثماني البغيض وقانون سخريته الغريب وكل طامع او غازي لارضنا مهما تغطرست قوته وتعاظمت سلطته .

  وتاتي اليوم هذه الفئة الاستثمارية لتستثمر مشاكل البلد السياسية فتزيد الانقسام بين المجتمع من خلال طائفية تسمح لها بالتسلل الرهيب من بين شقوق الفواصل والمفاصل , فتقيم امبراطورية مالية وقودها الطبقة الوسطى وهدفها الشعب الفقير المسكين , ويصبح الوطن فكرة قديمة لاوزن لها بقاموس التجارة الحديث ,فيستبدلون عبارة وطن نكون فيه اسياد احرار مستقلين , بعبارة وطن الجوع نكون فيه عبيد ارذال مستغلين .

 لذلك يصنعون الجوع ويكرسون الامية ويفتعلوا الازمات السلطوية ليسيطروا علينا ولكن ليس بعد اليوم فقد سمعنا النداء القائل !   

  اصحوا ايها اللبنانييون ؟

 الى اين تاخذون وطن عمره الاف السنين ؟

 هل تنازل اجدادكم عن هوية ميثاقهم وعيشهم رغم كل الظروف القاسية التى مروا بها , او باعوا قطعة ارض بمال او استبدلوها بمبنى في عاصمة اخرى ,

 هل يعقل ان ندمر وطن  بحريته لنلغي وجودنا على مساحة الكرة الارضية , ونتحول من اسياد الى عبيد في شركة عقارية .

  هل نمزق التاريخ وندوس على  الانتماء ونبتلع النضال ونتاجر بدماء الشهداء , وندخل في المزاد العلني على اساس وطن مقابل رغيف , ويصبح نشيد كلنا للوطن , كلنا للشركة المساهمة .

  وما هي السبل التي  سنستعملها كي نطالب الشركة المساهمة بحقوقنا بحال اصبحت الديكتاتورية المالية هي صاحبة اصدار القرارات والمفصلة مسبقا على مقاسها ان تعطينا حقوقنا ومنعها من رمينا على الارصفة عند بلوغنا ارذل العمر وخصوصا بعد ان بعنا الوطن وتقاعصنا عن حمايته والدفاع عنه , ومن يخذل شعبه في عنفوان شبابه لايمكنه محاسبة من يحتقر كهولته .

  من اجل انفسنا ووفاء لاجدادنا الذين دفنوا في حقول القمح تحت اشجار السنديان , لانهم كما حملوا سيوفهم للدفاع عن كيان لبنان حملوا معاولهم ومشوا خلف محاريثهم  , ليزرعوا الزنبق والاقحوان ,

ناضلوا ,

حروروا ,

بنوا ,

استشهدوا ,

حقوقوا الاستقلال ,

ليبقى بقائنا

من اجلهم ومن اجل اطفالنا

انهضوا وسيروا معا , لانكم العظماء , فلا تستسلموا لقانون الجوع , ولا تحولوا وطنكم الى شركة مساهمة , تخدعكم ببريق مكاتبها  فتسرق مواطنتكم وتحولكم الى زبائن برسم الافلاس والهجرة, وتصبحون الصامتون المنفيون في زمن العوالم , ليس عصر العولمة .

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها