جعجع: حزب الله يجر جبهة النصرة إلى لبنان والمطلوب أن يزيح عن الساحة وتشكيل حكومة بدون سلطته
 

طالب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بحكومة جديدة في لبنان من دون حزب الله الذي "يجر لبنان إلى تبعات وخيمة جدا" بسبب تدخله في سوريا، مؤكدا أن الحزب لا يريد أبدا دولة لبنان بل يريد "أمة جديدة نواتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وإذ رأى أن الحل هو أن "يزيح عن الساحة" طالب بحكومة "دون سلطة حزب الله".

وقال جعجع في مؤتمر صحفي عقد من مقر إقامته في معراب عصر الثلاثاء عن قانون الإنتخاب "نحن من بعيد مع التمديد التقني إذا كان الخيار بينه وبين قانون الستين السيء".

وبرر جعجع تغير موقف "القوات" من الإنتخابات قائلا "نحن معتادون على الخضات على أنواعها لكن الأمر هذه المرة تعدى الإنفلونزا التقليدية بل بلغ مرحلة الخطر القاتل بخروج أحد الأحزاب عن سيطرة الدولة وعن سيطرة الميثاق والقوانين (..) إنه حزب الله".

وإذ شرح أن "هذا الخروج يؤدي إلى انفجار كبير لا يعلم الله تداعياته" شدد على أن "العلة الفعلية هي في وجود طلاق كامل بين المفاهيم التي قامت عليها الدولة ككل وبين مفاهيم حزب الله كما ظهرت في كلام أمينه العام مما أدى ويؤدي إلى طلاق كامل بين مسار اللبنانيين ومسار حزب الله الذي يحاول زج كل اللبنانيين فيه قسرا ورغما عن أنوفهم".

كما لاحظ أن "الطريقة التي يفكر فيها السيد حسن على أنها صالحة لا تؤدي بنا إلى ربح فلسطين بل إلى خسارة لبنان" مشيرا إلى أن الأمين العام السيد حسن نصرالله اعتمد أن "كل فلسفة وجود لبنان خاطئة ومن يتصرف صوابا هو حزب الله".

وقال جعجع ان نصرالله عندما يتذمر من دولة الطوائف قلإنه يريد "دولة طائفة وهو يعني ما يقوله ولكن ليس دولة مذهب بل قصده بالمعنى الكبير أي الأمة بمعناها الكبير ونواتها إيران برئاسة (المرشد الأعلي علي) خامنئي".

وكان واضحا بالقول أن "ما يريده نصرالله أن نستبدل ميشال شيحا بإيديولوجية حزب الله بمفهوم الأمة لديه ورئيسها الولي الفقيه" شارحا أن "الفرق بيننا وبين حزب الله يمكن أن يلغى إذا كان سياسيا ولكن الفرق جوهري فالسيد حسن يراها دولة طائفة نواتها الفعلية إيران".

ورد جعجع على قول نصرالله أن لا دولة في لبنان مضيفا "لم يترك حزب الله فرصة أو مناسبة إلا وأكل من الدولة اللبنانية لمصلحة وجوده هو إلى حد أن الدولة اللبنانية أصبحت هيكل ضعيف جدا وهزيل بسبب ممارساته ليعود ويرمي على الدولة بهذا الضعف ومن ثم ينقض عليها ويقضي عليها".

وتوجه لنصرالله بالإشارة إلى أنه في عام 2006 كان هناك "الدولة التي كنت تتربع عليها أنت يا سيد وكان لديك حق الفيتو في الحكومة" مردفا "شلوا الحكومة في 2006 بعد الإغتيالات التي اتهموا فيها وبعدها أغلقوا مجلس النواب وشلوا الوسط التجاري وبعدها 7 أيار وبعدها إسقاط حكومة الحريري بالقوة ومنع إقرار قانون انتخاب جديد وعدم طرحه على مجلس النواب ومنع إقرار حكومة جديدة الآن وهددوا بالويل إذا تشكلت حكومة دون حق الفيتو".

أضاف جعجع ""سيد حسن منذ 2005 حتى الآن لم تتركوا الشعب يعمل نصف دولة وعطلتم الحكومة دائما وكل الإدارات ما زالت هي نفسها منذ عهد الوصاية إلا مؤسسة الأمن الداخلي بقيتم تطوقونها حتى اغتيل (رئيس فرع المعلومات) وسام الحسن ".

أما عن الجيش قال جعجع "هذا غش يا سيد حسن أن تقول أن الجيش لا يسلح لأن الجيش كي يحقق التوازن هو "التوازن غير المتوازي" وهو الذي يعتمده حزب الله في مواجهة إسرائيل وفي هذه الطريقة الأسلحة التي لديها الجيش أفضل من أسلحة حزب الله".

ولفت رئيس حزب "القوات اللبنانية" إلى ان "المال يأتي باقتصاد واستقرار" مستدركا "هذا ما قطعتموه عن لبنان وحتى السائح العربي قطعتموه عنا والحل هو أن تزيح عن الساحة كي تعود الأموال والإستثمارات إلى لبنان".

وأكمل جعجع "فلنتفق سيد حسن أنه في بعض الواقعات حققت المقاومة انتصارات تكتية وأشدد على تكتية وأتمنى أن تهزم اسرائيل ولكن الواقع ليس هكذا" معترفا "بوجود مقاتلين أشداء ضد اسرائيل أما أن المقاومة حققت انتصارا في 2006 مع مليارات وتعطيل وخسائر فهذا ضحك على الناس".

وإذ سأل "لماذا لم تحتل إسرائيل لبنان من 1949 حتى 1967" شدد على أن "القول أن اللبنانيين ليس لديهم غير حزب الله أمر ليس صحيحا فالجيش اللبناني فعال 50 مرة أكثر في مقاومة إسرائيل".

وعن قتال الحزب في سوريا توجه لنصرالله بالقول "لا يمكنك يا سيد حسن مغالطة كل الوقائع التاريخية فهل تتذكر حمزة الخطيب وهل تتذكر أن أول 6 أشهر من الثورة السورية تظاهرات وتطلق القوات النظامية النار على المدنيين".

وكشف أن "دور النظام السوري في الصراع العربي الإسرائيلي أنه منذ سنة 1973 حتى اليوم هناك اتفاق ضمني لا محدود مع إسرائيل ومتى شاءت اسرائيل تضرب في سوريا ولا يرد النظام".

عليه قال أن "ما يحصل في سوريا ثورة شعب مع مجموعات كنتم أنتم تتغطون فيها كي تفعلون ما تريدون وأبرزها فتح الإسلام التي نتذكر جيدا موقفكم منها" في إشارة إلى رفض نصرالله دخول الجيش اللبناني إلى مخيم نهر البارد لقتال فتح الإسلام عام 2007.

أضاف جعجع "عليك يا سيد حسن أن تعرف ان التكفيريين يشكلون فقط 10% من المسلحين السوريين" مذكرا أن "جبهة النصرة أتت دولة العراق الإسلامية التي كان عرابها المخابرات السورية".

بناء على ذلك شرح أن "حزب الله موجود في سوريا ليس من أجل الشيعة وليس من أجل مقام السيدة زينب بل لأنه وضعه سيصبح أضعف ووضع إيران أضعف".

وإذ لم يخف أن "حرب حزب الله في سوريا ستجر تبعات وخيمة جدا على لبنان وهو يجر جبهة النصرة إلى لبنان" تابع "حزب الله يجر العبث بالحدود بين البلدين والفتنة السنية الشيعية وبالتالي حرب أهلية وتدهور الإقتصاد وزوال فرص العمل وهجرة الشعب اللبناني وهجرة الشباب اللبناني وهذ كله لأن مصلحة حزب الله فوق كل اعتبار".

وإذ طلب من "التيار الوطني الحر" برئاسة النائب ميشال عون "فك التحالف مع" الحزب، أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" ان "المطلوب قيام حكومة بعيدا عن سلطة حزب الله وبالأخص من دون جيش وشعب ومقاومة حكومة ترد الأمن رويدا وتعمل على بدء قيام دولة فعلية تدافع عن لبنان وترد الإقتصاد إليه".