رأت المعارضة أن "هجوم" عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي على عضو كتلة حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل في الجلسة النيابية الأربعاء شكل "محاولة ترهيب موصوفة" معلنة عزمها على "تصعيد الحملة" في موضوعي شبكة اتصالات حزب الله والرصد الأمني "في كسروان وجبيل والجبل".

وذهبت أوساط بارزة في المعارضة الى القول لـصحيفة "النهار" نشر صباح الخميس إن هجوم الموسوي الذي لم يتورع عن استعمال عبارات مقذعة ونابية وشتائم خارجة عن كل المقبول "لم يكن تصرفاً فردياً ولا رداً انفعالياً ما دامت كتلته تبنت هذا الهجوم وأيدته وأكدته".

وكان قد حصل سجال حاد بين الموسوي والجميل في جلسة نيابية مخصصة لاستجواب الموسوي وصلت إلى حد قول الأخير للجميل "صباطي" محترم أكثر منك".

وعليه رأت المعارضة أن ما جرى في الجلسة "شكل محاولة ترهيب موصوفة فشلت أمام رد الجميل ونواب المعارضة الآخرين وأفهم عبره "حزب الله" أن محاولات الاستقواء هذه لن تنجح إلا بزيادة التوترات في البلاد".

وأوضحت أن لجوء الموسوي الى أسلوب التحقير الكلامي باستعمال نعوت من مثل "صباطي محترم اكثر منك"، متوجهاً الى نائب وتحت قبة البرلمان، "شكل صفعة موجعة للمؤسسة ورئاستها ولمجمل المؤسسات الرسمية"

وذكرت أن ما لم يشطب بعد هذه الواقعة هو تقاسم المسؤوليات الذي تتحمله رئاسة المجلس والحكومة، الأولى في تأخير برمجة الأسئلة النيابية وأسلوبها الانتقائي في ادراجها على جدول الأعمال، والثانية في تهربها من الاجابة الواضحة عنها الأمر الذي ترجم في تحويل ستة أسئلة نيابية دفعة واحدة أمس ستة استجوابات".

واستنتجت الأوسط من ذلك أنه يدل على "قصور الحكومة، إن لم يكن عجزها المطلق، عن الاجابة عن أسئلة تتناول مسؤوليات وزرائها مباشرة في ملفات بالغة الحساسية".

وكشفت الأوساط المعارضة ان ما أثاره الجميل أعاد الى الواجهة الأزمة الأساسية التي تشكل محور عمل المعارضة وتركيزها وهو تجاوز الدولة والاستقواء عليها وأخذ صلاحياتها. وتبعاً لما جرى في جلسة البارحة، تعتزم المعارضة تصعيد حملتها في هذا الملف الذي تدرجه في مرتبة الأولويات وتعتبر أن الحكومة أضحت أكثر من شاهد زور حياله وسيجري التعامل معها في ظل هذا الاقتناع.

وأصرت الأوساط في حديثها إلى صحيفة "النهار" على أن "التعديات على الأملاك العامة لم تجد لديها أي تفسير واضح، فضلاً عن ان مسألة الحريات السياسية قد تصير مهددة في ضوء نغمة التخوين التي يرفعها "حزب الله" استنسابياً في وجه كل من يعارضه والتي لم يعد يجد حرجاً في تعميمها في قلب المؤسسات الدستورية مستقوياً ايضاً على رئاساتها ورموزها".

إلى ذلك، ذكرت "الجمهورية" ان " الاتّصالات التي أجراها رئيس المجلس النيابي نبيه برّي لم تفلح في رأب الصدع بين عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي وعضو حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل ".

ووفق معلومات الصحيفة اختلى بري بالموسوي في حضور النائب علي بزّي، وبدا عليه الامتعاض الشديد ممّا حصل، مُعتبرا أنّ التعابير التي وردت على لسان الموسوي ترتدّ سلباً على عمل المقاومة، وقال له: "إنّ "ما قمت به غير جائز، خصوصاً وأنّ الجميّل لم يتناول شخصك مباشرة".

كذلك عُلِم أن رئيس حزب "الكتائب اللبنانسة" امين الجميّل الذي زار برّي بناء على موعد مسبق متّفق عليه بين الطرفي وجد رئيس المجلس منزعجا جدّا ممّا حصل.