عاشت الأمة الآرامية بجميع طوائفها حرة أبية
  

2011_10 _10

اقرأ المزيد...

 


24قتيلاً في أكثر أعمال العنف دموية في مصر

قتل 24 شخصاً خلال المواجهات التي رافقت تظاهرة الأقباط في القاهرة احتجاجاً على إحراق كنيسة لهم في الصعيد.

وفرضت السلطات المصرية أمس الأحد حظر تجول في وسط القاهرة بين الثانية والسابعة صباحاً لمحاولة إعادة الهدوء وتم تعزيز الأمن حول مبنى البرلمان ومقر مجلس الوزراء والمتحف الوطني في القاهرة.

وبحسب وزارة الصحة فإن أكثر من 200 شخصاً جرحوا خلال التظاهرة في محافظة اسوان، وذلك في أكثر أعمال العنف دموية منذ الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في شباط الماضي.

وأفاد صحافي في فرانس برس أنه شاهد "جثث 17 متظاهراً في المستشفى القبطي في القاهرة"، مشيراً الى أن جثة أحدهم كانت مشوهة في شكل يصعب معرفة هوية صاحبها، وكانت الفوضى تعم المستشفى وسط صراخ وعويل أهالي القتلى.

وأعلن الأب داود وهو كاهن قبطي أن "آلية للجيش دهست خمسة متظاهرين"، مضيفاً وهو يشير الى جثة مشوهة الوجه "أنظر الى دماغه". وكانت آثار الرصاص ظاهرة على جثث القتلى.

وأكد رئيس الوزراء المصري عصام شرف أمس أن مصر "في خطر" بعد أعمال العنف الدامية التي أعقبت تظاهرة للاقباط، في حين أكدت الشرطة العسكرية أن الهدوء عاد الى العاصمة.

وصرّح في حديث للتلفزيون الحكومي "هذه الأحداث أعادتنا الى الوراء بدل أن تأخذنا الى الأمام لبناء دولة عصرية على قواعد ديموقراطية سليمة".

ودعا شرف المصريين "ألا يستجيبوا لدعاوى الفتنة"، معتبراً أن "الفتنة نار تحرق الجميع". وأضاف أن "تطبيق القانون على الجميع هو الحل الأمثل لكل مشاكل مصر".

ومن المقرر إجراء أول إنتخابات تشريعية منذ تنحي مبارك في 28 تشرين الثاني.

وأفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط أن شرف أجرى اتصالات بقادة الشرطة والجيش والكنيسة القبطية في محاولة لإستيعاب الوضع ووقف التدهور. كما اتصل شيخ الأزهر أحمد الطيب بالبابا شنودة الثالث.

وأثارت مواجهات بين مسلمين حاملين عصي ومسيحيين قرب المستشفى حيث يتلقى غالبية الجرحى من المتظاهرين الأقباط العلاج مخاوف من أعمال عنف على مستوى أكبر.

وأفاد صحافي من فرانس برس أن مسلمون ساروا ليل أمس الى المستشفى هاتفين "مسلم، مسيحي، يد واحدة"، ما أنهى أعمال العنف قرب المستشفى. في حين انتشرت اليات مدرّعة وناقلات جند وعدد من سيارات شرطة مكافحة الشغب.

وأعلن التلفزيون الرسمي أن المتظاهرين رشقوا قوات الامن بالحجارة، ونقلوا عن شهود قولهم أن المتظاهرين الأقباط كانوا مسلحين.

وبدأت المواجهات بعد وصول الالاف من المتظاهرين الأقباط الى شارع ماسبيرو أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون قادمين في مسيرة من حي شبرا احتجاجاً على اعمال العنف الطائفية.

ولم تتضح بعد اسباب اندلاع العنف. وأفاد مراسل لفرانس برس أن متظاهرين أقباطاً رشقوا قوات الجيش والأمن المركزي الذين يحرسون المبنى بالحجارة وأشعلوا النار في سيارتين. وحاولت قوات الامن تفريق المتظاهرين باطلاق النار في الهواء.

ومن شبرا الى ماسبيرو هتف المتظاهرون الذين رفع بعضهم الصلبان "يسقط المشير" محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى ادارة البلاد منذ تنحية الرئيس السابق حسني مبارك في شباط الماضي.

وكان مئات الأقباط تظاهروا الثلاثاء الفائت احتجاجاً على هدم الكنيسة مطالبين بإقالة محافظ اسوان مصطفى السيد الذي قال أنها "بنيت بدون تصريح من السلطات وهو ما أثار غضب عدد من المسلمين الشبان الذين قاموا على الأثر بحرقها". وتشهد مصر منذ أشهر تصعيدا للتوترات الطائفية.

وقد سعت السلطات المصرية الجديدة الى تهدئة الأقباط بالإعلان عن وضع قانون جديد عن دور العبادة يرفع القيود المفروضة على بناء الكنائس في البلاد.

وفي 7 ايار الماضي قتل 15 شخصاً وأصيب 200 أخرون في القاهرة عندما هاجم مسلمون كنيستين في حي امبابة مؤكدين احتجاز مسيحية اعتنقت الإسلام في إحدى هاتين الكنيستين.

ويشكو الأقباط الذين يمثلون ما بين 6 الى 10% من سكان مصر من تعرضهم للتمييز والتهميش. كما تعرضوا لعدة اعتداءات وخاصة الإعتداء الذي استهدف كنيسة القديسين في الاسكندرية ليلة رأس السنة.

مصدر اسوشيتد برسوكالة الصحافة الفرنسية

المقالات التي ننشرها تعبر عن آراء أصحابها ولا نتحمل مسؤولية مضمونها